“وكلاء الفوضى”.. الحرب الروسية التي احتلت البيت الأبيض

محمد موسى

من مزرعة صغيرة خارج موسكو أدار “روس” بين عامي 2014 و2016 ما يمكن أن يصنف بالحرب المنظمة على الولايات المتحدة، لكنها لم تكن هذه المرة بالأسلحة النارية أو بالطائرات، بل بخلق فوضى عارمة وتلفيق ونشر أكاذيب ودعايات ودفع أجندة واضحة، وستأخذ تدريجيا عنوانا واحدا هو “دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة وبأي ثمن”، وهذا ما سيتحقق لهم عندما فاز “ترامب” بفترة رئاسته في خريف عام 2016.

يتصدى المخرج الأمريكي المعروف “أليكس جيبني” في فيلمه الأخير الذي يحمل عنوان “وكلاء الفوضى” (Agents of Chaos) -الذي عرض أخيرا في جزأين على قناة “أتش بي أو” الأمريكية- لموضوع الحرب الإلكترونية التي خاضتها روسيا ضد بلده، ويستعيد كل تفاصيلها المهمة التي وصل بعضها إلى الإعلام.

كما يُقابل الفيلم شخصيات نافذة كانت قريبة كثيرا من الأحداث -ومنهم “روس”- ليدلو بشهاداتهم، وقد غلب على شهادات الأمريكيين الحزن والانكسار، فهم كانوا شهودا على معركة هُزم فيها بلدهم القوي، وشاهدوا بأعينهم كيف تدخلت قوة أجنبية في مصائرهم عبر التلاعب بالعملية الديمقراطية في نظامهم السياسي.

 

يعي المخرج -الذي يُعد من أفضل مخرجي السينما التسجيلية الاستقصائية في العالم- تعقيد وصعوبة وتشعب الموضوع التي يتناوله، فيشارك في مقدمة الجزء الأول من الفيلم هواجسه مع الجمهور، ويكشف عن قلقه بأن لا يحيط فيلمه بكل التفاصيل الضرورية الخاصة بالموضوع، وصعوبة تجسيد ما حصل من حرب سريّة اختفى الكثير من أدلتها.

بيد أن هذا لن يمنع المخرج “جيبني” من أن يقدم في فيلمه الأخير هذا واحدا من أفضل جهوده الاستقصائية حتى اليوم وأكثرها إحاطة، بل يُمكن الزعم أن الفيلم -الذي يقترب طوله من أربع ساعات- جمع وتصدى لكل النظريات التي تقول بالتدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية في عام 2016، وسيكون هذا العمل تجسيدا لما يُشبه المرجع لسنوات طويلة قادمة عن تلك الفترة الحاسمة من الزمن.

“آي آر أي”.. ذراع القيصر الإعلامي الضارب

يشرح الفيلم في مقدمته الكثير من التفاصيل التقنية المعقدة التي كانت سمة الحرب الإلكترونية المتواصلة ويقربها لمشاهده، ويستعين بخبراء عديدين لتبيين ما يعينه التدخل الإلكتروني عن بعد، وآثاره ومآلاته على العملية الديمقراطية.

يبدأ الفيلم رحلته التحقيقية بمنظمة “آي آر أي” (IRA) الروسية التي يملكها “يفجيني بريجوزين” الثري الروسي الذي جمع ثروته من عائدات المطاعم الكثيرة التي يملكها، والتي أوصلته ليكون طباخ الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” الشخصي. سيدفع حب الثري للرئيس “بوتين” لبدء منظمته، وسيكون أول أهدافها دعم “بوتين” في روسيا عبر نشر الدعايات وتلفيق القصص على مواقع التواصل الاجتماعي.

كان لـ”آي آر أي” دور مهم في تشويه صورة المعارضة الروسية عبر افتعال قصص كاذبة عنها، بيد أن الانطلاقة الحقيقية للمنظمة كانت في أوكرانيا بعد أن احتل الجيش الروسي نصف البلد في عام 2014.

يستفيض الفيلم عبر روس عملوا مع المنظمة ويعيشون الآن خارج روسيا الدور الذي لعبته المنظمة الروسية في تشويه الحقائق أثناء الحرب الأوكرانية، و كيف أنها كانت وراء آلاف الصفحات الشخصية والعامة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكانت مهمتها الوحيدة بث الأكاذيب.

صورة تجمع الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” مع طباخه الثري الروسي “يفجيني بريجوزين”

 

كشف صحافي روسي أنجز في عام 2013 تحقيقا من داخل “آي آر أي” -بعد أن تخفى تحت اسم مستعار للعمل في المنظمة- بأن البناية المتواضعة التي كان الموظفون يعملون فيها كانت تضم أقساما بأسماء مثل “كيفية عمل الشخصيات على مواقع التواصل الاجتماعي”، و”عمل المحتوى الخاص بمواقع التواصل الاجتماعي”.

أوكرانيا الجارة.. صراع شرس مع الآلة الإعلامية الروسية

يستعيد الفيلم التسجيلي الأمريكي الحرب الإعلامية التي كانت ساحتها أوكرانيا، وكيف أن الآلة الدعائية الروسية قد رمت بكل ثقلها حينذاك خلف الرئيس الأوكراني الذي كانت تدعمه روسيا، وزيفت من أجل هذا الغرض آلاف القصص الإخبارية.

لم يقتصر التزييف وقتها على نشر أخبار مُلفقة على صفحات التواصل الاجتماعي، بل تعداه إلى تمثيل وقائع مروعة ونسبتها إلى الانفصاليين الأوكرانيين الذين كانوا يناضلون للتخلص من النفوذ الروسي.

 

يشرح أحد الأخصائيين الروس أن الآلة الدعائية الروسية كانت تتلاعب بكل المقالات الغربية التي تنشر عن الصراع في أوكرانيا، فتبدل كلمة “الموالين” لروسيا من الأوكرانيين، وتضع بدلها “الانفصاليين”، وهذا كان يعني نسب جرائم عديدة للانفصاليين لم يقوموا بها أبدا.

تعدد النوافذ الإعلامية.. تحضير لمعركة الانتخابات الأمريكية

منحت الحرب الإعلامية في أوكرانيا الآلة الدعائية الروسية خبرات مهمة جدا في مهمتها القادمة، أي التدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 2016، حيث سيوظف الفريق في منظمة “آي آر أي” خبراته في نشر الفوضى لعامين قبل تلك الانتخابات.

وعندما تبين أن “ترامب” سيكون مرشحا ضد “هيلاري كلينتون” زاد الروس من شراسة آلتهم الإعلامية، وتحول وصول “ترامب” إلى قمة السلطة في الولايات المتحدة لهدف أساسي في السياسات الروسية الإعلامية السريّة.

يُحلل الفيلم التسجيلي الأمريكي أنماط وطرق خلق الفوضى في الولايات المتحدة التي خُطط لها بروية وذكاء شديدين في روسيا، وبالتحديد في منظمة “آي آر أي” الروسية.

تميزت السياسة الروسية بطول النفس والتعامل مع معطيات الواقع المُتغير في الولايات المتحدة، وكانت دائمة البحث عن نوافذ إعلامية وإلكترونية جديدة يمكن عبرها الإمعان في زيادة الفوضى بين الأمريكيين، وبالخصوص لجهة علاقتهم بنخبهم السياسية والعملية الانتخابية في الولايات المتحدة.

سوسة الحسابات الوهمية.. تغلغل في الرأي العام الأمريكي

يُسهب الفيلم في شرح تنوع النشاطات الروسية الإلكترونية في الولايات المتحدة، فقد بدأوا مثلا بعمل حسابات بأسماء أمريكية على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد فُكر مليا بهذه الحسابات، وعلى طبيعة المحتوى الذي تنشره، حتى لا ينكشف أمرها بسهولة، فمثلا يُنشأ حساب لفتاة أمريكية تملك روح الفكاهة إلى جانب محافظتها الاجتماعية، ويخطط بتروٍّ لنوع الشخصيات الذين تتابعهم هذه الفتاة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكل المنشورات التي تنشرها على صفحاتها.

الروس قاموا بإنشاء آلاف الحسابات الوهمية على منصات التواصل الاجتماعي لجسّ نبض المجتمع الأمريكي

 

حظيت بعض الحسابات الوهمية التي أنشأها الروس بشعبية في الولايات المتحدة، وأصبح يتابعها عشرات الآلاف، وعندما بدأت هذه الحسابات الوهمية بتوجيه نقدها القاسي إلى “هيلاري كلينتون” أصبحت –كما يخبرنا الفيلم- مرجعا لبعض وسائل الإعلام الأمريكي، فأصبح يستعين بهذه المنشورات في مسعاه لجسّ نبض المجتمع الأمريكي.

لم تكتف “آي آر أي” بإنشاء آلاف الحسابات الوهمية للأفراد، بل إنها أنشأت حسابات وهمية لجماعات وأعراق أمريكية بعضها كان مؤثرا جدا عند فئات عريضة من الأمريكيين الذين كانوا جاهلين بمصدر هذه الصفحات.

“قلب تكساس”.. لعب على أوتار العرقية والإسلاموفوبيا

من الصفحات التي تناولها فيلم “وكلاء الفوضى” صفحة لحركة من الأمريكيين السود حظيت بمتابعة مهمة في الولايات المتحدة قبل انتخابات عام 2016، ولعل هذه الصفحة وغيرها من الصفحات هي التي أحبطت كثيرا من الأمريكيين السود، وأبقتهم في بيوتهم بدل التوجه إلى صناديق الاقتراع.

يخبرنا الفيلم أن حوالي 75 ألفا من الأمريكيين السود لم يصوتوا في ولاية ميشيغان، رغم أنهم صوتوا للرئيس أوباما في انتخابات عام 2012، وأنهم لو صوتوا للديمقراطيين كان يُمكن أن يغيروا مسار الانتخابات في ولايتهم، وربما في الولايات المتحدة كلها.

بوستر فيلم “وكلاء الفوضى” الذي يتقصى عن الحرب الإلكترونية التي شنتها روسيا على البيت الأبيض

 

ويذكرنا الفيلم في هذا الخصوص أن “هيلاري” خسرت ولاية ميشيغان لصالح ترامب بفارق 10 آلف صوت فقط.

من المنظمات الأخرى التي اخترعها الروس على الإنترنت منظمة باسم “قلب تكساس”، وهي منظمة كانت تنشط على جميع وسائل التواصل الاجتماعي، بل كان لها موقعها الإلكتروني الخاص، وقد كانت مهمة “قلب تكساس” إشاعة كره الإسلام والتحريض على المسلمين، سواء الذين يعيشون في تكساس أو في خارجها، كما فعلت عندما نظمت تظاهرة ضد إقامة جامع في الولاية.

تسريبات ويكيليكس.. ضربة قصمت ظهر “كلينتون”

لم تكن منظمة “آي أر أي” الروسية وحدها التي كانت تنشر الفوضى والأخبار الكاذبة، إذ سينضم لها -حسب الفيلم -جهاز خاص تابع للجيش الروسي، وهو الذي كان يحضر لمفاجأة ستكون قاتلة للمرشحة “هيلاري كلينتون”، وربما أفقدتها فرصتها للفوز في تلك الانتخابات.

فبينما كانت “هيلاري” تستمتع بتقدم واضح على “ترامب” قبل انتخابات 2016 وصلت إلى منظمة ويكيليكس آلاف الوثائق من المعسكر الانتخابي الديمقراطي، ومنها مراسلات من “كلينتون” نفسها، وكان محتوى بعض هذه الوثائق مسيئا كثيرا للمرشحة الأمريكية، وربما كان العامل الحاسم الذي حدد السباق الانتخابي فيما بعد.

صورة تجمع “هيلاري كلينتون” و”دونالد ترامب” خلال مناظرتهما العامة قبل انتخابات عام 2016

 

يقترح الفيلم أن جهاز المخابرات الروسية التابع للجيش الروسي (GRU) هو الذي سلم “جوليان أسانج” مراسلات الحملة الديمقراطية، بيد أن هذا أمر لم يؤكده “أسانج” وقتها، وما زال يمتنع عن ذكر المصدر الأصلي للمراسلات، رغم ما يربطه من علاقة مع المخرج “أليكس جيبني”، إذ قام “أليكس” بإنجاز فيلم كامل عن الرجل الأسترالي الجنسية في عام 2013 وحمل عنوان: “نسرق الأسرار.. قصة ويكيليكس”.

على فراش أوباما.. بداية العلاقات مع المافيا الروسية

يُحقق الفيلم في معظم القصص والشكوك التي تخص علاقة الروس بالانتخابات الأمريكية، ويفرد لكل واحدة منها وقتا يتناسب مع أهميتها والدلائل والقرائن المتوفرة عنها.

من القصص التي عالجها الفيلم ما يقال عن فيديو سري صورته المخابرات الروسية لتصرفات جنسية مشينة لـ”ترامب” أثناء زيارة له لروسيا قبل عامين من الانتخابات، حيث اختار رجل الأعمال الأمريكي حينها المبيت في الغرفة ذاتها التي كان بها الرئيس “باراك أوباما”.

كما يحقق الفيلم في شراء رجال مافيا وشخصيات من الحكومة الروسية لشقق فاخرة في بنايات يملكها “ترامب” في مدينة نيويورك، حيث مثلت تلك الصفقات حبل النجاة لـ”ترامب” الذي كان يعاني مشاكل مالية جدية، كما أسست تلك الصفقات في الوقت ذاته لعلاقات قوية سريّة بين الروس و”ترامب”.

صورة تجمع ترامب مع “بول مانافورت” الذي عمل في حملة “ترامب” الانتخابية حتى عام 2016

 

يسلط الفيلم الانتباه على شخصيات جدلية وسريّة من محيط “ترامب”، منها “بول مانافورت” الذي عمل في حملة “ترامب” الانتخابية حتى عام 2016. يتخصص هذا الأمريكي المحافظ في تجميل وتأهيل الحكام الطغاة حول العالم وتبييض صورتهم في بلدانهم وحول العالم، إذ عمل مع الرئيس الأوكراني الموالي للروس “فيكتور يانوكوفيتش”.

كما يزعم بعض الذين تحدثوا للفيلم أن الروس اخترقوا النظام الإلكتروني الخاص بالانتخابات الأمريكية، وكان بإمكانهم تغيير ما يشاؤون، لكن بعد أن تبدى فوز “ترامب” في الانتخابات في كل الأحوال توقفوا عن التلاعب بذلك النظام.

تبرئة “ترامب”.. انتصار الفرد وهزيمة الدولة

تفتح سمعة المخرج المهمة الأبواب الواسعة له لمقابلة شخصيات حكومية أمريكية وروسية ومن جنسيات متعددة، إذ يعرف هؤلاء أن الشهادة في فيلم لهذا المخرج سيكون لها وزن كبير، وستصل إلى جمهور واسع، وستتحول إلى مرجعية تاريخية. يحاور المخرج بنفسه أحيانا الشخصيات التي ظهرت في فيلمه، وبدا التفاهم والاحترام على الحوارات التي وقعت في الفيلم.

من شخصيات الفيلم المهمة التي استحوذت على وقت أطول من غيرها “سيليست والاندر”، فقد عملت كخبيرة في الشأن الروسي في مجلس الأمن الوطني الأمريكي بين عامي 2013-2017، وتروي هذه السيدة -التي كانت قريبة من جميع الأحداث المهمة التي تتعلق بالتدخلات الروسية في السياسة المحلية الأمريكية- بعاطفة كبيرة أحيانا قصصا وتفاصيل من داخل الإدارة الأمريكية، وكيف أن ظروفا مختلفة عطلت وعرقلت أي تحركات أمريكية فعالة للحد من النفوذ الروسي في بلدها.

المخرج الأمريكي “أليكس جيبني” الذي يُعد من أفضل مخرجي السينما التسجيلية الاستقصائية في العالم

 

غلب التأثر الشديد على “والاندر”، وهي تعترف أن حكومة بلدها ربما خسرت الحرب الأخيرة مع روسيا، فإذا كانت الحروب تقاس بقدرة أحد الطرفين على تغيير إرادة الطرف الآخر، فإن روسيا نحجت في تغيير إرادة الشعب الأمريكي الذي اختار بسبب التدخلات الروسية مرشحا كانت فرصه ضئيلة لولا هذه التدخلات.

يصطدم الجهد التحقيقي الكبير لهذا الفيلم التسجيلي بحكم اللجنة الحكومية الأمريكية في عام 2019 التي كُلفت بالتحقيق في علاقة الروس بالانتخابات الأمريكية. ذلك أن تقرير اللجنة يبرئ الرئيس “ترامب” من أي علاقة مع الروس، بيد أن ذلك القرار لا يعني عدم وجود تدخل روسي في الانتخابات الأمريكية، كما أن القرار لا يقفل الباب أيضا أمام تحقيقات مستقبلية ربما تعثر على ذاك الرابط بين “ترامب” والروس رغم صعوبة ذلك، وهو الأمر الذي أقره الفيلم التسجيلي نفسه.

دموع في معسكر الخاسرين.. مجاز خسارة الولايات المتحدة

لا يشكو الفيلم من نقص المادة الأرشيفية التي كانت متنوعة ومن مصادر عديدة بعضها روسي، وما يعزز بعض المادة الأرشيفية سردية الفيلم الخاصة، فيختار مثلا سلسلة من الصور الفوتوغرافية اللافتة للقاءات سابقة بين “بوتين” و”كلينتون” عندما كانت “كلينتون” تعمل كوزيرة للخارجية الأمريكية في عهد الرئيس “أوباما”.

تبين تلك الصور العداء الواضح بين “بوتين” و”كلينتون”، ويعود لسنوات عديدة سابقة بسبب موقفها المتشدد الداعم لاستقلال أوكرانيا، ويضحك “بوتين” بتشفٍّ في مشاهد أرشيفية أخرى وفي زمن آخر، عندما يسأله صحفي غربي عن تدخلات أجهزة أمنية روسية محتملة في الانتخابات الأمريكية، وقد نفى كل تدخل.

إحدى اللقاءات العامة التي تجمع بين الروسي الروسي “فلاديمير بوتين” والرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”

 

كما حظي “ترامب” بالطبع بزمن مهم في الفيلم، وبحث المخرج عن تناقضات ودراما في إطلالات “ترامب” الإعلامية، وخاصة في لقاءاته العامة في نهاية الحملة الانتخابية عندما بدا أنه تجاوز كل الحدود، وتطرف كثيرا في عدائه لمنافسته. من المشاهد الأرشيفية لـ”ترامب” التي نقلها الفيلم مشهد كان يدعو الروس علنا لاختراق إلكتروني جديد لرسائل “كلينتون”، حتى تتكشف حقيقتها حسب زعمه.

يختتم الفيلم زمنه بمونتاج سريع لمعسكر “هيلاري” بعد هزيمتها في 2016، وكيف كان أنصارها في صدمة كبيرة أوصلت بعضهم إلى ذرف الدموع. كانت هذه الخاتمة ملائمة لفيلم يوجه الانتباه لمعركة سريّة لم تطلق فيها رصاصة واحدة، لكن كانت لنتائجها عواقب كبيرة، لتكون دموع أنصار “كلينتون” مجازا مؤثرا على خسارة الولايات المتحدة لحربها أمام الآلة الروسية الإلكترونية.