حوار مع كريستينا وأيمن.. بعد الجائزة
أيمن الجازوي وكريستينا بوكيليني ثنائي مبدع .. شاب مصري وفتاة إيطالية اجتمعا حول الإبداع والفن والحب.. هما زوجان في الحياة وزوجان في الإبداع وزوجان في فيلم “احذر الوقوف المتكرر”.. وزوجان وهما يستلمان جائزة الحرية وحقوق الإنسان في الفيلم المتوسط التابع لمهرجان الجزيرة الدولي للفيلم التسجيلي…
التقاهما الزميل مجاهد البوسيفي مباشرة بعد الستلامهما الجائزة وأجرى معهما هذا الحوار القصير
* لماذا فضلتما اختيار التناول البانورامي الشامل لظاهرة الألغام بدل أخذ حالة إنسانية واحدة يتم بناء الفيلم عليها..؟
أيمن : عندما زرنا موقع التصوير فوجئنا بحماس الناس ورغبتهم في الحديث إضافة لعدم عثورنا على حالة إنسانية واحدة تختصر ما نريد أن نصوره بكل أبعاده. استمعنا إلى قصص عديدة أثناء التصوير ولاحظنا حميمية الناس وطاقتهم وإصرارهم على إيصال قصتهم الجماعية، لذا فضلنا تناول الموضوع في شكله العام.
كريستينا : ما فاجأنا عندما نزلنا أول مرة هناك هو حيوية مشكلة الألغام رغم مرور 60 سنة على بدايتها، أنه أمر مفاجئ أن ترى مئات من ضحايا الألغام، لذا قررنا أن نصور أكبر قدر ممكن من المشاهد، واضطررنا لتغليب أمر إيصال الرسالة بهذا الخصوص على بعض الجوانب الفنية.
* الفيلم جميل ولكنه طويل بعض الشيء، كان بالإمكان تجزئته لقسمين على الأقل….
ك : نعم ، ذلك كان نتيجة لشروط العرض التلفزيوني، فالاتفاق مع الجزيرة الوثائقية كان ينص على إنتاج 52 دقيقة وليس 30 دقيقة، هذا الفيلم منتج ليس من اجل المهرجانات ولكن من اجل عرضه في الجزيرة الوثائقية بالأساس..لقد فاز الفيلم بالجائزة بنفس النسخة التي عرضت على شاشة الوثائقية.
* أعتقد أن النصف الثاني من الفيلم الخاص برحلة الضحايا للقاهرة من أجل البحث عن أطراف صناعية فيلم لوحده…
أ : نعم ..أيضا لقد صورنا عددا كبيرا من الساعات يصل إلى 18 ساعة وأثناء العمل على المونتاج وجدنا الكثير من الآراء والمداخلات التي أحببنا أن نضمنها للفيلم نظرا لفائدتها في خدمة غرض الفيلم الأساسي وهو تنبيه الرأي العام والخاص لهذه المشكلة ومحاولة المساعدة في إيجاد حل لها. لقد خضع الفيلم إلى المونتاج 8 مرات كي يصل إلى نسخته الحالية.
* موسيقى الفيلم كانت سريعة الإيقاع واعتمدت على الدرامز بشكل اساسي بينما المشاهد المصورة امتازت بالهدوء… ؟
ك : ذلك جاء نتيجة انعكاس شخصيتينا عليها، لقد كان الفيلم شيئا من روحي وروح أيمن …
* حسنا ..ومن هو السريع والبطيء بينكما..؟؟
ك : أنا السريعة طبعا..أيمن يحب الهدوء وأخذ الأمور بروية…
أ : أرت أن أبرز المشكلة في عمقها بينما كريستين أرادت إظهار مشاعر الضحايا وإبراز عناصر القوة التي لديهم.
![]() |
كريستينا وأيمن
* الملاحظ أن شخصيات الفيلم قوية رغم المأساة… هل سعيتم إلى إبراز تلك القوة على طبيعتها أم كان لكم دخل في دعمها ؟
ك : هذا مفاجئ بالنسبة لنا، لو حدث هذا الشيء المأساوي لي أو لأحد معارفي فربما انهرت، لكن ضحايا الألغام الذين رأيناهم كانوا يتعاملون مع الأمور بروح قوية وكأنه أمر عادي. فنقلنا حقيقتهم كما هي.
أ : هؤلاء الناس يعيشون مع هذه المأساة وكأنها موروث، إنهم يتعاملون مع أدوات القتل هذه وكأنها أدوات يومية، بعضهم يستخدمها كأداة في المطبخ وآخر كلعبة وهكذا…لقد وجدوها أمامهم عندما ولدوا ولكن للمفارقة يعانون أيضا من نقص كبير لمخاطر هذه الظاهرة…
* صورتما في منطقة خطرة .كيف تعاملتما مع ذلك؟.
ك : كانت منطقة خطرة بالفعل ولكننا كنا نتحرك ونحن على علم بالمنطقة ..
أ : إنها منطقة قريبة من مناطق السياح …مما ساعد في تخفيف المخاطر …
* مشاهد الفيلم نظيفة وخاليه من الازدحام والصورة نقية….؟؟
ك : أستطيع أن أقول بكل موضوعية إن ما تشاهده في الصورة هو ما وجدناه أمامنا في المكان دون تدخل كبير..
* موضوع الفيلم ثقيل ومحزن ولكنكما جعلتماه قابل للمشاهدة بأقل قدر ممكن من القسوة.. وكان الأمر صعبا لأن الحقيقة أقسى مما نتصور.
ك : نعم..أولا ساعدنا الأهالي الذين يتمتعون بروح قوية في التخفيف من حدة الفيلم ..ثم عملنا على ذلك أثناء التصوير والمونتاج من أجل التخفيف من حدة الفيلم وقصته ومشاهده قدر الإمكان..
أ : إنهم أناس شجعان يعبرون عن مشكلتهم وفقدانهم بطريقة شجاعة ولا يميلون للبكاء والصراخ، ما شاهدنا في المواقع عكسناه على الشاشة..لقد صورنا بمجرد وصولنا ولم نضيع الكثير من الوقت في الإعداد ..حافظنا على الوضع العفوي والطبيعي للمكان وناسه.
* في أحد المشاهد تصف إحدى الشخصيات الحياة أيام حرب العلمين بأنها قاسية ومتعبة، ورأينا الكاميرا تظهر في نفس الوقت مجموعة من الأطفال محاطين بالذباب والبؤس..هل قصدتما أن الحياة لم تتحسن كثيرا منذ ذلك الوقت بالنسبة لهؤلاء الناس..؟؟
أ : بالتأكيد ..
ك : بالنسبة لي الحياة لم تتغير بتاتا..خاصة بالنسبة لمعنى الحياة ..لقد أرسلوا سابقا الجنود للموت هنا وقتل الناس والآن يموت الناس بفعل هذه الألغام..
* أنتما متزوجان ..كيف تحضران العمل ..
أ : بكثير من المعارك..نخوض تجارب شخصية عديدة أثناء العمل على مشروعنا
ك : نتشارك في العمل منذ البدء للنهاية، ذلك يؤثر علينا أحيانا من الناحية الشخصية..أحيانا نحتد مع بعضنا البعض ولكن النتيجة دائما جيدة..