حوار مع المخرج المغربي فوزي بن السعيدي

حاوره في أوسلو نضال حمد

فوزي بن السعيدي تعرفت عليه أكبر المهرجانات في أوروبا والعالم عبر أفلامه السينمائية . نال عدة جوائز في مهرجانات عالمية عديدة منها مهرجانات برلين ، بروكسل ، نيودلهي ، طنجة و تطوان. بالإضافة لجوائز أخرى عديدة.
شارك المخرج المغربي بفيلمه الأول الطويل ” الف شهر” في مهرجان كان العالمي ، وفيلمه الثاني ” يا له من عالم رائع ” في مهرجان البندقية السينمائي الدولي، فيما فيلمه الطويل الثالث ” بيع الموت ” شارك في مهرجانات عدة ومنها مهرجان برلين بدورته الأخيرة حيث حصد جائزة هامة. وجميع أفلامه شاركت في مهرجانات فيلم الجنوب العالمي الذي يقام في أوسلو.  ويعتبر هذا تتويجا للسينما المغربية بشكل خاص وللسينما العربية بشكل عام. 

تقول أنت في حديث لموقع معهد الفيلم النرويجي: الفيلم لن يغير العالم لكنه قد يغير حياة بعض الأشخاص..كيف؟
هذا اعتقاد غير مرتبط بهذا الفيلم فقط ،هذا اعتقادي أنا الشخصي بشكل اكبر يعني اعتقادي أن الأفلام لا تغير الحياة ولا يمكن أن تغير العالم ، ولا يمكن أن الفيلم سيغير ما يجري بالعالم. ولا أي إبداع فني ولكن ممكن أن تتغير حياة شخص ما عندما يشاهد فيلم أو يشاهد مسرحية أو حفلة موسيقية أو يشاهد معرض  لوحات ، ربما يختار حياة جديدة ، ربما يتغير شيء ما بداخله ، ربما يراجع نفسه ربما يدخل في علاقات جديدة ، ربما يراجع علاقاته ربما يصير إنسانا يغير شيئا ما في حياته. مثلا يقف ليفكر ، هذا ممكن وهذه قوة للفيلم ، للأفلام ، قوة السينما .   
 
وكان سؤالنا الثاني لبن السعيدي عن كلام  الباحثة الألمانية سونيا حجازي التي رأت إن السينما المغربية “حققت في الأعوام الأخيرة نجاحات كبيرة?  مضيفة ان الأفلام المغربية تعتبر أفضل بكثير من الأفلام المصرية من حيث جودتها ونوعيتها”? وأنها “تعالج منذ نحو عشرين عاما محرمات اجتماعية وسياسية من دون مواربة والتفاف. ما رأيك بكلام سونيا حجازي؟

اعتقد ان هذه الملاحظة وهذا التحليل في محلهما لان ما حدث مع السينما المغربية قوي جدا ، حدثت مجموعة من الأشياء غيرت ودفعت بالسينما المغربية الى ما هي عليه الآن. أولا بروز جيل جديد من المخرجين الشباب بأواسط التسعينات والذين سينجزون أفلاما قصيرة تقطع حتى جماليا مع ما كان يصور من قبل.  فالمغرب بلد يعرف تغيير سياسي وحركية ، وهناك بروز ما يسمى بالمجتمع المدني ، وهناك الصحافة الحرة وما قامت به قبلنا والتي ربحت منذ مطلع التسعينات هامشا من الحرية. الدولة المغربية تعترف بهذه الحركية وترافقها وتدعمها مثلا : نحن مررنا مثلا بدعم ربما  بقيمة  600 الف أو500 ألف يورو بالسنة للآن يعني 6 ملايين يورو دعم للسينما. ليس إرغاما ولكن دعما…

                           فوزي بن السعيدي

 

يعني انتم راضون عن أداء الدولة مع السينما والمخرجين؟
تماما وأنا اعتقد اليوم ان التحدي موضوع للسينمائيين أكثر حتى مثل بعض الأشياء مهرجان مراكش مثلا يساهم في هذه الحركة لأنه يفتح نافذة على السينمائيين وعلى سينمات مختلفة .هناك كذلك حركية مجتمع ، مثلا ممكن كذلك أن ادخل مدرسة سينما مراكش ، وهي مدرسة خاصة ، مدارس أخرى صغيرة و لكنها تساهم كذلك بالرباط وبالدار البيضاء والسينماتيك المفتوحة في طنجة ،وكل هذا الجيل الجديد من السينمائيين .. 

 أنت نلت جائزة في مهرجان تطوان السينمائي أليس كذلك؟
هناك مهرجانات كذلك كثيرة مثل مهرجان تطوان وهو واحد من أضخم المهرجانات في المغرب. يعني هناك حركية مجتمعية وربما السينما والموسيقى كانتا الوسيلتين الأكثر قربا من التعبير عما يقع  في مجتمعنا. 

كيف تمكنت السينما المغربية من الوصول الى العالمية ؟
نحن على الطريق وهناك أمامنا مازال شغل كثير ولكن كل ما حكيت عنه وما ذكرته وشغل المخرجين والممثلين بشكل خاص يجعل هناك الآن ثوابت في السينما المغربية على الساحة العالمية بشكل متطور ونتمنى ان يكون أكثر ولكنه متواجد ، مثلا هذه السنة كان فيلمي في مهرجان برلين وفيلم المخرج المغربي نبيل علوش في مهرجان كان السينمائي ..

ما الذي أردت قوله عبر فيلمك بيع الموت الذي يقدم شخصيات قلقة وفاشلة ويعالج موضوعات اجتماعية وكذلك التطرف؟..
الفيلم يبدو كفيلم يتمركز حول الحكاية فقط ، حكاية جذابة وفيها نوع من التشويق ، هذا موجود بالفيلم ولكن الفيلم لا يقف عندها ، الفيلم كذلك اقتراح فني ، الفيلم رؤية ولديه هذا الطموح الفني وانا اكون سعيدا عندما أحس ان الجمهور استمتع بالقصة ولكن لم يقف فقط عند القصة ولكنه استمتع كذلك بالتمثيل ، بالإخراج وبحركات الكاميرا وبما يقترحه الفيلم كلغة سينمائية. أكون انا أكثر فرحا.

 عند مشاهدتي لنهاية الفيلم المفاجئة وخاصة مشهد مصرع البطلين العاشقين .. حضرتني مقولة من الحب ما قتل .. هل فعلا أراد الفيلم ان يكرس في نهايته هذه المقولة؟
من الحب ما أحيا ومن الحب ما قتل ….هذه قصة حب خاصة جدا ، التركيز فيها يسقط البطل في عشق صوت عبر الهاتف وتسقط هي أي بطلة الفيلم في عشق ظل رجل لم تشاهده بشكل جيد. والفيلم كله لقاءات وتباعد وحب مستحيل وعندما يلتقيان يقتلان ، يموتان.

لماذا لم تتكلم في فيلم ( يا له من عالم رائع) إلا عبر الهاتف فقط ؟
هناك أشياء نقوم بها ولا نكون واعين عندما نقوم بها  انا كذلك لم اكن واعيا بشكل كبير ولم تكن هذه الأشياء قرارا ولكن داخل تنظيم الفيلم او داخل موسيقى الفيلم .

قلت في تورينو “أعتقد بأن الجمهور شاهد الفيلم و فهم جانبه التجريبي كيف تنظر لمشاركتك أنت ومخرجين مغاربة وعرب في مهرجان فيلم الجنوب بأوسلو؟
هذا المهرجان من أجمل المساحات المفتوحة على السينما المختلفة ممكن ان نتفق على تسميتها بسينما الجنوب إذا أحببنا وهذه التسمية الرائجة عند المهرجانات التي تبرمج بشكل خاص الأفلام الآسيوية والعربية ، الإفريقية  وأفلام أمريكا اللاتينية وهذه المجالات المفتوحة هكذا صارت بالعالم بشكل عام تتناقص،  هذه ثالث مرة أشارك بالمهرجان ، أفلامي كلها كانت مبرمجة هنا في هذا المهرجان ، واعرف الى أي حد الناس هنا لديهم حب للسينما الحقيقية للسينما الفنية ،  وبرمجة هذا المهرجان دائما برمجة عالية جدا ، عندما تشاهد أفلام المسابقة كاملة تجدها كاملة كانت مشاركة في مهرجان كان أو برلين وغيرها ..   

أنت حصلت على عدة جوائز ففي أي مهرجانات ؟
في مهرجان بروكسل وفي مهرجان نيودلهي وفي مهرجاني طنجة و تطوان بالمغرب ، وفي مهرجان سان فرنسيسكو ، وفي مهرجان برلين هذا العام حصلنا على جائزة الفن والتجريب.

تجدر الاشارة الى ان فيلم ” بيع الموت” لبن السعيدي عرض عرضا خاصا بالسينماتيك في تورينو بايطاليا كما نال جائزة في ميلانو بايطاليا.


إعلان