حوار مع مخرجة فيلم “عندما يعود الصبية” ..
فيلم مميز والأول من نوعه في النرويج وفي أوروبة الذي يسلط الضوء ويتحدث عن معاناة الأطفال المعتقلين والأسرى الفلسطينيين وكذلك معاناة المجتمع الفلسطيني تحت الاحتلال من هذه القضية الإنسانية. يتحدث الفيلم عن معاناة الأطفال الفلسطينيين المعتقلين، وكذلك عن الذين اعتقلوا لدى سلطات الاحتلال الصهيوني. وعن المشاكل التي عانى ويعاني منها هؤلاء الشبان وعائلاتهم. مخاطبا العقل الغربي ووسائل الإعلام التي تتجاهل بث ونشر مثل هذه الأخبار. فالمخرجة سلطت الضوء على ثلاثة من الأولاد الفلسطينيين الصغار بعد أن قضوا عدة أشهر في السجون والمعتقلات “الإسرائيلية”. وعن كيفية اعتقالهم و من ثم استقبالهم بعد العودة من السجن والبدء من جديد. ولا تنسى المخرجة ان تذكر بما يقوله عنهم الآخرين من المستقبلين بدموع الفرح، حيث يقولون أن هؤلاء الفتية كانوا محتجزين او معتقلين لأنهم من الأبطال. المخرجة اندرسين وطاقمها الصغير يتتبعون الفتية الثالثة عن كثب .. حيث ترصد أيضا و تتحدث عن المشاكل النفسية وآثار ذلك على حياتهم اليوم.
هذا الفيلم يفتح بابا للنقاش في المجتمعات الغربية ويطالب بمعالجة ورؤية وتغيير في التعامل مع هذه القضية الإنسانية. وللعلم فان الفيلم يشارك خلال هذا الشهر في مهرجان الأفلام الوثائقية نورديك بانوراما العالمي، الذي أقيم في مدينة مالمو السويدية نهاية شهر أيلول – سبتمبر الجاري. كما تم عرضه بحضور جمهور غفير في أمسية خاصة تخللها نقاش مع المخرجة تونه اندرسين مساء يوم 25-9-2013 .
حوار نضال حمد
تونه اندرسين مخرجة ومصورة سينمائية عملت في الأفلام الوثائقية لأكثر من عشر سنوات.

درست السينما والإنتاج السينمائي في كلية ليلهامر النرويجية وايضا في الدنمارك. وذلك قبل ان تحصل على بكاليورس في الفيلم والفيديو في “سورري” بانكلترا.
تقول المخرجة الشابة :
بعدما أنهيت دراستي سافرت الى فلسطين للعمل هناك في قناة تلفزيونية محلية. وكانت الفكرة أن أبقى في فلسطين لمدة عام ولكني بقيت هناك لأكثر من 5 سنوات. عملت هناك كمصورة للجرائد وفي الأفلام الوثائقية ولأخبار التلفزيون. عدت من فلسطين الى النرويج سنة 2006 ولكني حرصت على الرجوع الى فلسطين عاما بعد عام منذ ذلك الوقت.
عملت كمصورة في الأفلام الوثائقية على الصعيد العالمي. حيث صورت في بلاد مثل باكستان، تايلاند، ارض الصومال، ليبيريا، أفغانستان، كونغو وفلسطين بالطبع.
تتابع تونه فتقول : أنها مهتمة بمعالجة قضايا حقوق الإنسان، وتحب أن تعمل مع القضايا الصغيرة في المشهد الكبير. وتضيف أنها تؤمن بان الفيلم يستطيع التغيير وهذا ما يجعلها تواصل في هذا المجال.
وعن فيلمها ” حين يعود الصبيّة”وهو عن أطفال فلسطين الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني تقول :
بدأت العمل على هذا المشروع حول الأطفال الأسرى في سنة 2007 من خلال ثلاثة صبية كنت صورتهم في الفيلم الوثائقي ” على مرمى حجر ” للمخرجة النرويجية لينا هالفرسون. فيما بعد اعتقل الصبية وهم بسن15 و16 عاما. من خلال قضيتهم فهمت كم هو عادي هذا الشيء في فلسطين. وكم هو العدد الكبير من الأطفال الفلسطينيين الذين يعتقلوا سنويا من قبل قوات الجيش “الإسرائيلي”. كانت قضية الأطفال الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية موضوعا لم يسبق أن سمع به أي كان في النرويج. وكان عدم تطرق الاعلام الغربي لهذا الموضوع مفاجئا لي حيث أن وسائل الإعلام الغربية لم تتطرق له بالرغم من أنها غطت وتغطي كثيرا أخبار الصراع في فلسطين.
لهذا السبب قررت في قرارة نفسي العمل من اجل صناعة فيلم من اجل التركيز على هذا الموضوع وفتح باب النقاش حوله.ومن اجل التغيير.
وعن الجهات التي مولت إنتاج الفيلم قالت المخرجة الشابة : تم تمويل الفيلم من مؤسسة “فريت اور” أو الكلمة الحرة. مؤسسة الصوت والصورة “فوند فور ليد اوغ بيلده”. ومعهد الفيلم النرويجي ” نورشك فيلم انستيتوت”.وبالتنسيق مع فضائية الجزيرة الانجليزية.
الفيلم عرض ويعرض الآن في عدد كبير من المهرجانات السينمائية وقنوات التلفزيون. وفاز بجائزة الأطفال والعائلة في مهرجان الجزيرة الدولي للوثائقي في قطر في ابريل الفائت. وهو مرشح لجائزة “بريكس أوروبة”. في شهر أيلول – سبتمبر يعرض الفيلم في فلسطين .