المخرج المغربي حميد زيان للوثائقية: تتويج “بيل أو فاص” حكاية مشوقة
المصطفى الصوفي

المخرج حميد زيان واحد من المخرجين المغاربة الذين بصم على تجربة سينمائية ممتعة من خلال فيلمه الجديد “بيل أو فاص”، وهو فيلم من سيناريو الكاتب محمد الحر وإنتاج عبد القادر بوزيد، وتشخيص نخبة من نجوم السينما كمحمد خيي وثريا العلوي وعبد القادر بوزيد ورجاء خرماز وعبد السلام بوحسيني وإنصاف زروال والكوميدية سكينة درابيل.
“بيل أو فاص” دراما اجتماعية برؤية إخراجية شاعرية قوية تلامس في عمقها الفيلمي قيم الحياة التي تتوزع بين الخير والشر والحقد والتسامح والانتقام والتحدي، عرف المخرج كيف يطوعها في قالب بوليسي مليء بالتشويق والوعي بأهمية وخطورة الخيانة الزوجية في المجتمع وسلبياتها.
شارك الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان سيليكون فالي الدولي للفيلم الأفريقي (SWAFF) من ضمن 32 دولة أفريقية مشاركة والذي أُقيم في الفترة ما بين 5 و7 أكتوبر/تشرين الأول بمدينة سيليكون فالي بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وتم تتويجه بالجائزة الكبرى كأفضل فيلم روائي طويل. ويعد مهرجان سيليكون الوحيد في كاليفورنيا الذي يركز حصريا على الأفلام المنتجة عام 2018، ويقدم 90 فيلما للمخرجين والمخرجات في القارة الأفريقية.
التقينا المخرج حميد زيان لدى عودته من كاليفورنيا، وكان هذا الحوار الخاص مع الجزيرة الوثائقية:
* بداية، كيف جاء فوز فيلم “بيل أو فاص” بالجائزة الكبرى لأفضل فيلم روائي، وهل كنتم تتوقعون ذلك؟
يغمرني شعور خاص إلى جانب منتج الفيلم عبد القادر بوزيد الذي رافقني خلال تلك التظاهرة العالمية، شعور بالفخر والاعتزاز والمسؤولية الفنية والإبداعية للاستمرار في العطاء. طبعا جاء الفوز بناءً على مشاركة كباقي المشاركات الأخرى، وبالتالي فإن تتويج الفيلم من بين 90 فيلما مشاركا يمثل 32 دولة يعد تحديا من نوع خاص، ومفاجأة؛ لا لشيء إلا لأن لجنة التحكيم التي ضمت خبراء ومتخصصين دوليين ربما وجدوا في الفيلم شروط التتويج، وذلك بناء على موضوعه ورؤيته ومعالجته الفنية الخلاقة وبُعده الاجتماعي، إضافة إلى فضيلة التسامح والتعايش التي يطرحها الفيلم دون تعقيدات أو رموز، وربما من خلال طريقة التعامل مع الفيلم فنيا من حيث الزوايا والإطارات والرؤيا السينمائية والمؤثرات الفنية والصوتية، وهي وسائل توضح تأثري بالمدرسة السينمائية الأمريكية في جانب من ميكانيزماتها (آلياتها) الفنية.
والواضح إننا لم نكن نتوقع فوز الفيلم بهذه الجائزة المهمة خاصة وأن الأفلام المدرجة ضمن المسابقة الرسمية كانت قوية، وتم اختيارها من بين 2300 مشروع سينمائي مشارك في التظاهرة ككل، وشملت الأفلام الطويلة والقصيرة وأفلام الرسوم المتحركة والأفلام التسجيلية والوثائقية، وبالتالي فإن الاهتمام بهذا الفيلم ترجمه الحضور الغفير للجمهور وتفاعله معه وطبيعة النقاشات والحوارات التي تلت عرض الفيلم، وهذا الأمر أسعدنا كثيرا.
- وما قيمة هذا التتويج كفيلم عربي في تظاهرة دولية من هذا الحجم؟
بخصوص قيمة هذا التتويج كفيلم عربي في تظاهرة دولية في الولايات المتحدة فأعتقد أن “بيل أو فاص” الذي تم عرضه في الافتتاح وخصصت له نشرة المهرجان حيزا كبيرا بعيدا عن الصور النمطية التي تطرحها السينما الأفريقية من قضايا الدعارة والمجاعات والأوبئة والحروب والصراعات وما إلى ذلك؛ يؤكد أن السينما المغربية ومن خلالها السينما العربية قادرة إذا توفرت لها الإمكانيات على معالجة مواضيع مهمة تُحاكي مواضيع المجتمع الأمريكي، وذات أبعاد كونية وإنسانية، وربما بطريقة ورؤية تقارب أو تحاكي ما نجده في الأفلام العالمية الضخمة.
إن المسألة لا تتعلق بفيلم ينتمي إلى بلد أفريقي من بلدان دول العالم الثالث صُوّر بمنطقة نائية ومهمشة، بل المسألة تكمن في الرؤية الإبداعية التي تعامل بها المخرج مع السيناريو، فضلا عن قوة الشخصيات التي جسدت الأدوار، إضافة إلى التأثير الذي يتركه الفيلم لدى الملتقي في أفقه الوجداني والجمالي والإنساني بشكل عام.
وهنا لا بد من التأكيد أن السينما العربية باستطاعتها التأثير واستمالة الملتقي إليها والتتويج عن جدارة خلال مشاركتها في مهرجانات دولية وعالمية، وذلك لما للمنطقة العربية برمتها من فضاء خصب للإبداع والتصوير وطرح قضايا ومواضيع تستحق معالجتها سينمائيا.

- شارك الفيلم في تظاهرات سينمائية مغربية لكنه لم يتألق، كيف تفسر هذا التناقض؟
فعلا، آخر مشاركة للفيلم كانت في مهرجان سينما الشاطئ بالهرهورة ضواحي الرباط، كما أن الفيلم للأسف لم يتم اختياره للمشاركة في مهرجانات مغربية، وأبرزها حرمانه من المشاركة في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم في مدينة طنجة -علما أنه فيلم جديد- دون أن نعرف السبب، وها هو يشارك في مهرجان دولي كبير في مدينة سينمائية عالمية تضم كبريات الشركات التكنولوجية العملاقة مثل غوغل وفيسبوك ويوتيوب وغيرها، ويتوّج عن جدارة واستحقاق، ربما هي لازمة “مطرب الحي لا يطرب”.
- لماذا اختيار اسم “بيل أو فاص” كمدخل رمزي لفهم نص الفيلم وحكايته؟
طبعا الأمر يتعلق هنا بلغة الحظ في الحياة ومن خلالها في الفيلم، فكما الحياة فيها حظ سعيد وآخر تعيس حاولنا أن ننقل هذا المأثور الشعبي أو المقولة ذات الدلالة الاجتماعية القوية إلى السينما، ولو أنها ترجمة عن اللغة الفرنسية وتعني “الوجه أو الظهر”، لأن العملة واحدة لكن لديها وجهان مختلفان، دون أن ننساق وراء من يقول “كوجه عملة واحدة”، في إشارة إلى عملة بوجه واحد.
إن طرح هذه الإشكالية في الفيلم أساسه أن النص الفيلمي -استنادا إلى كاتب السيناريو الروائي والكاتب محمد الحر- نريد من خلاله أن نرسخ قيمة الثنائية الضدية في الحياة، والمبنية على الثنائيات، ففيها الفرح والتعاسة والجميل والقبيح والطويل والقصير والخبيث والطيب والرجل والمرأة والثقة والغدر وما إلى ذلك.
إذن جاءت هذه التسمية انطلاقا من حكاية الفيلم ومن واقع المجتمع حين نطرح إشكالية زوج وزوجة، هذه الأخيرة تخونه في ظروف غامضة، ولكل واحد حظه في الفيلم، بمعنى أنه كما في الحياة حظوظ توجد أيضا في الفيلم حظوظ بين الشخوص التي جُسدت أدوارها بقوة.

- إذن أين تكمن ثيمة الحظ في الفيلم؟
إن ثيمة الحظ في الفيلم تبرز في السياق العام للفيلم، ومن الحكاية التي تتأسس عليها الفرجة السينمائية في هذا العمل الجديد، حيث إن الرجل الذي يكتشف أن زوجته تخونه دون معرفة السبب الحقيقي وراء ذلك لا ينتقم من حبيبته بشكل مباشر، أو يستعمل معها كل أشكال العنف ويصل إلى حد القتل مثلا، لما للخيانة الزوجية من آثار نفسية على الرجل في تلك اللحظة الصادمة.
وفي أحد المشاهد الأكثر قوة في الفيلم حين يجد الزوج زوجته تخونه في البيت، يطلب منها الخائن منح زوجته عملة ذات الوجهين، وتلك كانت الانطلاقة الحقيقية للعقدة السينمائية التي شدت انتباه الجمهور، والأمر بمنح الزوجة عملة هي أكبر صفعة وإهانة للمرأة الخائنة، وفيها الكثير من السخرية السوداء تجاه امرأة خائنة لا تراعي الرباط المقدس الذي يجمعها بزوجها رغم أنها تنتمي إلى طبقة ميسورة والخائن من طبقة فقيرة كادحة، حيث يعوّل على هذا الجرم ليحسن حالته الاجتماعية، لكن يُكتشف أمره وأمر الزوجة، وتعرف أطوار الفيلم منعرجا آخر من الفرجة السينمائية.
- وهل إثارة هذا الموضوع هو محاولة للنقر على وتر حساس في المجتمع، ومحاولة ذكية لاستقطاب الجمهور إلى صالات العرض السينمائي التي أصبحت فارغة؟
أتفق معك في كون القاعات السينمائية في المغرب قليلة وعددها لا يتجاوز 33 قاعة، وهي في تراجع مخيف، حيث إن أغلبها تم إغلاقه وتحويله إلى مشاريع عقارية واستثمارية مربحة، وذلك لأن السينما في ظلّ الطفرة التكنولوجية أصبحت متاحة في كل وقت ومكان، وأصبح عند الجمهور نوع من العزوف عن الذهاب إلى القاعات، لكن رؤيتي الفنية والإخراجية في هذا الفيلم لا تراهن على الربح المادي واستقطاب الجمهور من خلال موضوع حساس يتعلق بالجنس أو الخيانة الزوجية التي تعد إحدى المعضلات الاجتماعية الخطيرة التي تهدم الكثير من البيوت وتُفرّق الكثير من العائلات والأسر، إن رؤيتي هي معالجة وطرح قضية إنسانية وعالمية كونية دون التفكير في الربح المادي السريع أو الرهان على الشباك، علما بأن السينما حكاية تروى بشاعرية، وهي صناعة تحتاج إلى أموال طائلة.

- في هذا السياق، إلى أي مدى تستطيع السينما المغربية وتجربتك عبر هذا الفيلم الوصول إلى العالمية؟
لا يستطيع أحد أن يتكهن بوصول عمله إلى العالمية دون أن يتمكن من أدوات الاشتغال، ودون أن يطرح مواضيع تهم الإنسانية في رؤيتها الشمولية، وأعتقد أن السينما العربية من خلال العديد من التجارب خاصة المصرية منها قد وصلت إلى العالمية. كما أن السينما المغربية ظهرت بوجه مشرف في الكثير من المهرجانات الدولية وحازت جوائز قيمة، لأنها لامست في مواضيعها قضايا مجتمعية ذات بعد كوني وإنساني، وهذا المأمول من السينما بأن تكون ذات رؤية إنسانية ومنطلقة من الواقع المعاش.
كما أؤكد أن مشاركة فيلمي “بيل أو فاص” في المهرجان الدولي بكاليفورنيا هو مرآة تعكس انجذاب المتلقي الأجنبي والقائمين على مثل هذه التظاهرات العالمية إلى مثل الأعمال السينمائية التي تطرح قضايا يمكن أن تكون مهمة لدى الآخر ويمكن أن تكون ذات بعد كوني وهذا ما نطمح إليه، لأن السينما تُصنع ليس لجمهور واحد محلي بل لكافة المشاهدين في شتى أنحاء العالم، وبالتالي فإن موضوع الخيانة الزوجية كما قلت موجود في كل زمان ومكان وفي كل أنحاء العالم، لكن في الفيلم طرحناه من وجهة نظرنا كعرب ومغاربة.
- إذن كان الرهان هو محاولة إثارة النقاش حول الظاهرة والبحث لها عن حلول؟
إن السينما دورها ليس إيجاد الحلول، فعين السينمائي ليست هي عين العالِم والمفكر، ورؤية السينمائي للعالَم والمجتمع وما يجري فيه وما يحيط به هي رؤية ناقدة وليست عادية. إن السينمائي يحاول التقاط الأشياء السلبية في المجتمع ويعيد صياغتها من جديد وفق أساليب وآليات فنية خاصة من أجل إعادة رسم الواقع في قالب فني محدد يميزه عن بقية السينمائيين الآخرين، وهنا تكمن خصوصية كل فيلم ومخرج على حدة، كيف ينظر إلى الأنا والآخر والعالم والوجود، وما الذي يريد أن يطرحه من خلال أفكاره السينمائية، وبالتالي فإن أصحاب القرار في المؤسسات الحكومية هم من لديهم الحلول.

- كيف تلقى الجمهور عملك الجديد منذ طُرح في السوق وفي القاعات السينمائية؟
تجاوُب الجمهور مع الفيلم فاجأني كثيرا ولم يكن متوقعا سواء من خلال مشاهدته في القاعات السينمائية أو وسائل التواصل الاجتماعي التي لعبت دورا كبيرا في نجاح الفيلم وانتشاره بين الجمهور.
والجميل أن الذي يريد أن يناقش أو ينتقد الفيلم، لم يعد مطروحا أين سيجد المخرج مثلا، بل أصبح كل شيء متاحا، وأصبح للجمهور الحرية لقول ما يشاء دون ضغوط. وبالمناسبة فإنني يوميا أتوصّل بالكثير من الرسائل الإلكترونية ويصعب الرد على الجميع، لكنها تصب في خانة الإعجاب بالفيلم سواء من حيث الموضوع أو من حيث طريقة التصوير واختيار الممثلين الذين جسدوا أدوارهم بشكل احترافي ممتع.
ومن أهم التعليقات قولهم بأنهم رأوا في “بيل أو فاص” نوعا جديدا من السينما المغربية على غرار تجارب سينمائية سابقة، نوعا جديدا يستمد قوته من الموضوع والسيناريو، وكذا من نخبة الممثلين والممثلات المشاركين فيه، وكذا من حيث تقنيته الجديدة في التصوير ومعالجة المؤثرات المرئية، علما بأن الإمكانيات المادية لإنجاز الفيلم كانت ضعيفة جدا.
- وهل كانت هناك مؤاخذات على الفيلم؟
كأي فيلم في العالم هناك من يعجبه الفيلم وهناك من لا يحبذه وكلٌ حرّ برأيه، لكن عموما فنحن نتقبل ذلك بصدر رحب، وهناك إجماع على أن هذا الفيلم الذي سخرنا فيه كل إمكاناتنا المادية والمعنوية حتى يصل إلى الجمهور في حُلّة جديدة يساهم في إثراء الحقل السينمائي المغربي وإخصابه باعتبار السينما المغربية خلال السنوات الأخيرة أصحبت ترتكز على مواضيع مهمة تتوزع بين الكوميديا والتراجيديا، فضلا عن مواضيع قريبة من الناس والمواطنين، وتنهل من واقع اجتماعي ينقل بالصوت والصورة الكثير من الإشكالات المختلفة التي يجب أن تعالج سينمائيا.

- ما هي أبرز الصعوبات التي اعترضتكم في الفيلم؟
كأي فيلم لا يخلو من الصعوبات، فليس سهلا أن تنجز فيلما طويلا يُصور في الكثير من المناطق وما يتطلبه ذلك من إمكانات مادية وبشرية ولوجستية، وأعتقد أن المنتج عبد القدر بوزيد وفّر كل الإمكانات لإنجاح الفيلم، لكن أبرز صعوباتنا كانت تقنية أثناء التصوير، ومن أشدّها أن شهر يناير كان هو فترة التصوير وكان الجو باردا وممطرا، وأثناء تصويرنا لمشهد في مسبح بضيعة بمدينة تيفلت ضواحي الرباط أثناء الليل، كانت درجة الحرارة خمسة تحت الصفر وكان من الضروري تصوير المشهد، وأصررت على ذلك في الوقت الذي رفض الممثلون أداء الدور خوفا من البرد والمرض، ولأنهم كانوا ملتزمين بأعمال أخرى فكان على الممثلَين المقتدرين محمد خوي وثريا العلوي القيام بهذا الدور، وكان من الصعب تصويره، فهو الذي سيضيف للفيلم الشيء الكثير من ناحية الصورة والحالة النفسية للممثلين وصوت الرعد والبرق، وهو المشهد الأخير في الفيلم كمشهد مضطرب سيتفاعل معه المشاهد، وقد تمكنا من تصوير المشهد الذي تجاوزت مدته 13 دقيقة في لقطة واحدة دون تكرار، فلا مجال للخطأ، وفي نهاية التصوير شعر الممثلون وكل الطاقم بأهمية هذا المشهد ومثل هذه الصعوبات في إنجاح الفيلم.
- هل ساهمت تجربتك الإذاعية والتلفزيونية التي أثمرت الكثير من الأعمال في تألقك كممثل ومخرج، وفي دخولك للمجال السينمائي؟
أنا ابن التلفزيون وتربيت فيه فنيا على يد عدد من الرواد أمثال المرحوم محمد حسن الجندي، بدأت كمخرج إذاعي وانطلقت مع الفرقة الوطنية للإذاعة والتلفزيون، وعملت مع الجيل المؤسس للدراما في المغرب كحبيبة المذكوري ومحمد حسن الجندي وفاطمة بن مزيان وأمينة رشيد وعبد الله العمراني ومحجوب الراجي، وهذا هو الجيل الذي أدخل الدراما إلى التلفزيون، وكانت الممثلات يدخلن إلى الفضاء بالجلباب والنقاب، وكان شرف كبير أن أكون من ضمنهم.
كما أن انتقالي من الإذاعة إلى التلفزيون كان له تأثير كبير على تجربتي الفنية، حيث تعلمت من الإذاعة والتلفزيون أن أروي قصة للجمهور وأرتبط بقضايا المجتمع وأن أتعامل كثيرا مع المؤثرات الصوتية، وهذا ما أثر في تجربتي السينمائية. كما اشتغلت على الدراما الأمازيغية، وأنجزت مسلسل “تماويت” التي خلفت صدى طيبًا، ثم “الضاية” وغيرها من الأعمال التي راقت للجمهور.
إن السر في نجاح تلك التجارب هو أنني كنت أروي قصة قريبة من الناس، وأعتقد أنني في فيلم “بيل أو فاص” رويت قصة مشوقة معتمدا على السيناريو، فنجاح أي فيلم هو اعتماده على سيناريو جيد، فضلا عن الاشتغال على المؤثرات الصوتية والبصرية وغيرها من التقنيات الأخرى.

- عبد القادر بوزيد ممثل ومنتج في الوقت نفسه في الفيلم، هل خلق ذلك مشكلة في الفيلم من حيث تداخل المهمات؟
لا أنسى تجربتي المسرحية في هذا الصدد، وكانت لي أول خطوة فوق الخشبة مع الممثل الكبير بوزيد نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، ثم مع فرقة مسرح فنون لأنور الجندي، وبعدها أسس بوزيد شركة للإنتاج وأنجز العديد من الأفلام القصيرة والمسلسلات وغيرهما، وأنا سعيد بالتعاون معه في هذا الفيلم. هو في البداية رفض التمثيل في “بيل أو فاص” لكن بعد إصراري عليه اقتنع، لأنه هو الوحيد القادر على إنجاز الدور الموكل إليه، وهذا الأمر جعله يسلم إدارة الإنتاج لشخص آخر وتفرّغ للتمثيل، فهذا لم يخلق أي تداخل، وكان كل شيء على ما يرام في هذا الفيلم الذي أعتبره تجربة مهمة في حياتي المهنية والتي ستعقبها تجارب أخرى أكثر تشويقا.