مخرج “مولنبيك في الزاوية”: إرهاب حي مولنبيك لا علاقة له بالإسلام
حوار محمد موسى

نصب المخرج الكردي البلجيكي سهيم عمر خليفة كاميراته في مركز حي “مولنبيك” البلجيكي على أطراف العاصمة بروكسل، وصوّر من هناك ولأسابيع عديدة المنطقة التي تعجّ بالمهاجرين العرب والمسلمين، وتحولت في الأعوام الأخيرة إلى نموذج صادم لفشل تعايش المسلمين مع بلدانهم الأوروبية. فنسبة الذين التحقوا من أبناء الحي في حروب تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الشرق الأوسط هي الأعلى في أوروبا كلها، وفي الحي الجدلي ذاته كان يعيش أبرز المشتركين في العمليات الإرهابية التي ضربت باريس عام 2015، والتي قُبض على أحد منفذيها بعد أشهر من تلك العمليات في مولنبيك، إذ كان يختبئ وسط الحي، وهو الأمر الذي قاد إلى اتهامات لأهل المنطقة بالتستر على مطلوب من الشرطة الدولية.
يتغلب المخرج على تعقيدات التصوير في الحي بمقاربة أصيلة، إذ إنه يُقنع صاحب محل حلاقة يقع في مركز الحي بالتصوير داخل المحل. يسجل فيلم “مولنبيك في الزاوية” الحياة اليومية لمحل الحلاقة مُركزّا على الحوارات التي تنطلق في المحل بين الزبائن وأحيانا مع الحلاق ذاته، والتي تكشف الكثير عن الأزمات المتعددة الطبقات لسكان الحي الذين وجدوا أنفسهم تحت أنظار العالم واتهاماته.
يتحدى الفيلم تحديدات التصوير في مكان ضيق (محل الحلاقة)، ويبحث عن زوايا غير مألوفة، وينتقل أحيانا وضمن اللقطة ذاتها بين التصوير الواضح والمختلّ (آوت فوكس) لتعكس هذه الانتقالات التشتت والحيرة بين أبناء الحي.
يوفر فريق الفيلم الأجواء الملائمة لحوارات صادقة لا تخلو من قسوة، فالخيبة متبادلة بين سكان الحي الآتين في معظمهم من دول شمال أفريقيا العربية والبلد الذي يعيشون فيه، حيث يشكون الإهمال والنكران من الدولة التي عرِقوا وتعبوا من أجل بنائها، وهم الذين هاجروا إليها في شبابهم، عملوا فيها وتزوجوا على أرضها وأنجبوا الأبناء والبنات.
وُلد المخرج سهيم عمر خليفة عام 1980 في مدينة دهوك في كردستان العراق، وانتقل إلى بلجيكا عام 2001 حيث درس السينما هناك، وحقق مجموعة متميزة من الأفلام الروائية القصيرة والطويلة، وشارك في العديد من المهرجانات الدولية المرموقة وفاز بالجوائز في عدد منها. وصل فيلمان له للقوائم القصيرة لجوائز الأوسكار، كما يستعد المخرج لتحويل فيلمه القصير “ميسي بغداد” إلى فيلم روائي طويل سيصوره في العراق قريبا.
وفيما يلي حوار مع المخرج عن فيلمه “مولنبيك في الزاوية” الذي يُعد الأول له في فئة السينما التسجيلية:
- سمع العالم بحي مولنبيك بعد العمليات الإرهابية في باريس، أنت تعيش في بلجيكا، هل كنت على علم بانعزال الحي ونشوء التطرف فيه قبل أن تقع تلك الأحداث؟
حي مولنبيك وقبل أحداث باريس، أي قبل أن يصبح “عاصمة التطرف” في أوروبا كان معروفا في بلجيكا بأنه منطقة مغربية، وبعد أحداث باريس صار الحي الفقير معروفا في كل العالم، حتى إن رؤساء دول كبيرة ذكروه في كلامهم، وعندما كنت في كندا كان الناس تسألني عنه.
نحن عندما خططنا أن نصور الفيلم في حي مولنبيك قبل أحداث باريس لم نكن حينها قررنا أن نصور الفيلم في صالون حلاقة. لم يكن مولنبيك يملك وقتها هذه السمعة الدولية، كنا نخطط في ذلك الوقت أن نصور في مسجد الحي، وبالمناسبة هو المسجد ذاته الذي تشاهده في فيلم “مولنبيك في الزاوية” التسجيلي.
اختيارنا للمسجد كان لأن قسما من البلجيكيين للأسف لديهم صورة سلبية عن المساجد والإسلام والمسلمين، ولا يعرفون ماذا يحدث داخل هذه المساجد. نحن فكرنا أن نصوّر في داخل المسجد في الحي حتى يعرف المشاهد البلجيكي بالدرجة الأساس ماذا يحصل داخل بيوت العبادة للمسلمين.
فاتحَنا إمام المسجد حينها فأبدى موافقته وقال إنه يُرحب بأن يتم تصوير فيلم تسجيلي بلجيكي في مسجده، وذلك حتى يشاهد الناس الحياة اليومية الطبيعية داخله، لكن بعد أحداث باريس غيّر الإمام رأيه، وقال إنه لم يعد بالإمكان تصوير الفيلم في مسجده. هذا الأمر لم يكن غريبا، إذ امتنعت أغلب المساجد في بلجيكا عن التصوير داخلها. في الحقيقة أتفهم موقفهم، وذلك بسبب سلبية التغطيات الإعلامية عن الإسلام في بلجيكا في ذلك الوقت.
ورغم ذلك حاولنا إقناعهم بأننا نخطط لتقديم الواقع كما هو في المسجد، وأن الفيلم سيكون لمحطة تلفزيونية بلجيكية جدية ومتوازنة، وأن المشروع الذي نخطط له هو فيلم تسجيلي طويل وليس تقريرا تلفزيونيا سريعا، والمتحدثون في البرنامج سيمنحون الكثير من الوقت والحرية للتعبير عن آرائهم.. رغم كل ذلك فشلنا في إقناعهم بالتصوير داخل المسجد. عندها فكرنا بتصوير الفيلم في محل الحلاقة المقابل للمسجد. هذا الخيار كان يمنح الكثير من الإمكانيات البصرية، فمن داخل محل الحلاقة يمكن مشاهدة المسجد والشارع العام والمقهى اليوناني المقابل، والذي سيزوره الفيلم.
في الحقيقة كنت مع المنتج نخطط أن لا نولي الأحداث العامة التي حدثت في الحي الأولوية في الفيلم، بل نركز على قصص الناس، لكن ما حدث أن الشخصيات التي كانت تزور محل الحلاقة كانت تتحدث كثيرا عن الوضع الاجتماعي العام في الحي، لذلك اهتم الفيلم في النهاية بهذه التفاصيل.
كان مهما كثيرا لنا أن يُعبّر أهل مولنبيك -سواء في المقهى أو محل الحلاقة- عن آرائهم بحريّة، ولا يُترك الأمر دائما لأناس من خارج الحي لنقل ما يجري هناك.
نحن اكتشفنا أن أهل الحي هم ضحايا النظرات السيئة المسبقة، وأن الإرهاب الذي خرج من الحي لم يكن له علاقة بالإسلام، ولم يكن للإرهابيين أي خلفية إسلامية. أهل مولنبيك ضحايا، فبعد أن شارك الكثير منهم في بناء بلجيكا في نصف القرن الأخير، تُوجه الاتهامات لهم اليوم بعدم الانتماء للبلد.
أعتقد أحيانا أن المجتمع المغربي في حي مولنبيك يملك الأسباب للغضب والتطرف، إذ اقترفت الحكومة البلجيكية الكثير من الأخطاء بأنها وضعت أحيانا قوميات معينة في أحياء، ولم تمنحهم الاهتمام الكافي أو توفر لهم فرص العمل، فقاد هذا لولادة مناطق مغلقة، وأصبح هناك فقر في هذه المناطق، ومع الفقر تأتي المشاكل، ومن هذه الظروف يُولد التطرف الفكري أو الديني.
عندما تذهب إلى مولنبيك، هناك القليل جدا من الحدائق العامة التي يمكن أن يستريح فيها الناس مقارنة بأحياء بلجيكية أخرى، ومعظم الشباب الذين تراهم في الشارع لا يملكون أي عمل أو أمل في المستقبل. أنا لا أقول إن هؤلاء لهم الحق في التطرف، لكن هذه الأوضاع لا تساعد في بناء مجتمع سليم. لهذه الأسباب منحنا عنوان “مولنبيك في الزاوية” لهذا الفيلم، فعندما تضع قطة في زاوية فإنها تفعل كل ما باستطاعتها للخروج من هذا الوضع.

- هل وافق صاحب محل الحلاقة على الفكرة بسهولة، خاصة وأن الناس في مولنبيك يشكون من النظرات المتحاملة المسبقة للإعلام الخارجي لما يجري في الحي؟ وكيف عرضت عليه الفكرة؟
لحسن الحظ أنني أعرف صاحب محل الحلاقة منذ عدة سنوات، وبدأت علاقتي به عندما كنت ضمن فريق عمل فيلم بلجيكي صُورت واحدة من مشاهده في محل الحلاقة. أتصور أنه من دون هذه العلاقة الشخصية سيكون من الصعب كثيرا تصوير الفيلم هناك في الحي، وبعد الظروف الأخيرة المعروفة.
تعرّض صاحب محل الحلاقة لضغوط كبيرة من المسجد المقابل ومن آخرين بسبب مشروع هذا الفيلم. العقبة الكبيرة كانت وقتها أن الكثير من الناس هناك لا تعرف طبيعة الأفلام التسجيلية الطويلة الجديّة، هم يتصورون أننا سننجز تقريرا تلفزيونيا سريعا. كان من الصعب شرح الفروق بين الفيلم التسجيلي الجديّ الذي يمنح موضوعه احتراما كبيرا وبين التغطية التلفزيونية العجولة.
الذي حصل أنه بعد أن شاهد قسم من أبناء الحي الفيلم أبدوا إعجابهم به، لأن الفيلم يُظهر طبيعة المجتمع هناك، والأشياء الخاصة التي تميز هذا المجتمع مثل الكرم والأجواء المحببة الخاصة. فصالون الحلاقة في الفيلم ليس فقط مكانا لقص الشعر، فالناس يمكن أن تشرب وتأكل فيه وتجتمع للحديث عن مشاكلها وتتشارك الضحكات أيضا. عندما تدخل الصالون يبدو المكان صغيرا، لكنه عالم مليء بالصداقات والتفاصيل الصغيرة المحببة.

- كم يوما استغرق التصوير؟ وهل لك أن تستعيد تفاصيل يوم عمل واحد، كيف كنت تختار موقع الكاميرا وحجم فريق العمل الذي اشتغلت معه؟
تخصصي في الحقيقة هو إخراج الأفلام الروائية، وفيلم “مولنبيك في الزاوية” هو الأول لي في عالم السينما التسجيلية، هذا رغم أن أفلامي الروائية شبيهة في عوالمها وأجوائها بالأفلام التسجيلية.
وبسبب طبيعة الموضوع الحساس للغاية، قررنا التصوير بفريق تقني صغير، حيث كنت مع المصور ومسجل الصوت فقط. أما بخصوص فترة التصوير فمن الصعب حساب عدد أيام التصوير، لأننا كنا نذهب هناك أحيانا وتحدث مشكلة ما أو يصلنا تهديد، فنضطر للرجوع دون أن نصور شيئا. كان المسجد يضغط حينا على صاحب الصالون لإيقاف التصوير، وأحيانا أخرى كنا نصور في يوم واحد الكثير من المشاهد الكبيرة والجيدة.
كنا أحيانا نذهب مع كاميرتنا وأجهزتنا إلى الحي دون أن نصور، حتى يعرف الناس أننا جادون فيما نفعل ولدينا رغبة في تصوير الحياة اليومية هناك، ومن أجل إقامة علاقة نفسية بيننا وبين أبناء الحي. لكن بشكل تقريبي قضينا في مولنبيك نحو شهرين من الزمن، في حين كان زمن التصوير الفعلي يقارب الـ18 يوما.
- هل كنت تتدخل في اقتراح نقاشات معينة بين زبائن المحل، أم أن المواضيع كانت تُفتح عندما يرى هؤلاء الكاميرا؟
حاولنا كفريق الفيلم أن نكون جزءا من المحل، وأن نسجل من موقعنا كمتفرجين ما يجري، لكن في بعض الأحيان كنا نحاول أن نبحث عن ردود أفعال زبائن المحل تجاه قضايا ما، مثلما حدث عندما قامت الشرطة بوضع كاميرات مراقبة في الشارع ومقابل المحل، عندها سألنا زبائن المحل عن آرائهم في هذه الخطوة.
عملُنا كان يقوم على تصوير ساعات من الحياة اليومية في محل الحلاقة، وكان طبيعيا أن يتناقش الزبائن بشكل عفوي حول القضايا العامة التي تشغلهم. حاولنا بكل جهدنا ألا نمنح مرتادي المحل أي شعور بأننا ندفعهم للحديث في هذا الموضوع أو ذاك، بل نتركهم يتحدثون بشكل طبيعي.

- كنت تستخدم كثيرا لقطات “الفوكس” و”آوت فوكس” (خارج البعد البؤري للعدسة) في الفيلم، هل كان هذا مقصودا؟
كانت الخطة في البداية أن يكون زمن الفيلم ساعة ونصف، لكن بسبب شروط المحطة التلفزيونية المنتجة للفيلم التي كانت تريد نسخة متوسطة الطول (52 دقيقة)، أُجبرنا على تقديم هذه النسخة الأولية من المشروع. كانت الخطة للفيلم الطويل أن يحمل طابعا شاعريا، لكن للأسف فهذا الطابع الشاعري لا يبدو واضحا كثيرا في نسخة الفيلم الحالية.
أما بخصوص اللقطات المقربة و”آوت فوكس”، فلها علاقة بمكنون الشخصيات، إذ إن الكثير منهم لا يعرف كيف يتعامل مع المشاكل الخارجية، وأحيانا يتعثر بإيجاد الكلمات المناسبة، ولا يشعرون بالانتماء الحقيقي للمنطقة، فهم موجودون جسديا في المنطقة لكن يحلمون بمنطقة أخرى، لذلك كانت الخطة وعبر المقاربة الشاعرية أن تبيّن تفاوت وضوح اللقطات هذا التشتت وعدم اليقين.
كذلك حاولت بعض المشاهد أن تقترح قضايا معينة على المشاهد، مثل المشهد الواسع الذي كان يظهر خارج البعد البؤري للعدسة خروج العشرات من سكان الحي من المسجد المقابل، فيما كان تركيز بؤرة العدسة على زبائن المحل، والذي كان يطرح أسئلة عن كيفية التعامل مع هذا العدد الكبير من البلجيكيين المسلمين الذين يملكون آراء وأفكارا مختلفة عن كثير من مشاهدي الفيلم. هناك أيضا مشهد صاحب محل الحلاقة في نهاية الفيلم عندما كان يقف أمام المحل، فقد صوّرته الكاميرا خارج بعدها البؤري، إذ أحببت أن أرمز إلى الضياع الذي يمكن أن يشعر به الإنسان أمام مشاكل مُعقدة مثل التي تواجه أهل الحي.
- معظم الذين نشاهدهم في الفيلم مهاجرون من أعمار متقدمة، هل كان هذا مصادفة لأن زبائن المحل من فئة عمرية معنية؟
بعد عرض الفيلم سألنا كثيرون لماذا لم نصور نساء من الحي، أو لم نذهب إلى محلات مجاورة في الشارع من أجل التصوير هناك؟ نحن اخترنا هذه المقاربة من أجل أن يكون الفيلم أصيلا، ولم نكن نريد تزييف الواقع الذي اخترناه للفيلم، لم نشأ أن نخرج من صالون الحلاقة، وكنا ننتظر الذين يأتون إلى المحل حتى نستمع لهم.

- سمعنا في الفيلم الكثير من التصريحات العاقلة المتزنة من رجال من أصول عربية مسلمة، وأيضا كانت هناك آراء متطرفة، أتصور أن عمليات المونتاج كانت صعبة كثيرا، إذ كان عليكم أن تنقلوا الواقع، لكن هذا الأخير يُمكن أن يكون صادما.
نعم كان هذا أصعب مراحل العمل. حدثت أشياء كثيرة أثناء فترة التصوير التي اقتربت من 70 ساعة. كان من الصعب جدا إيجاد التوازن الذي كنا نبحث عنه في النسخة المتوسطة الطول التي طلبتها القناة البلجيكية المنتجة، والتوازن الذي أقصده هو الذي يعكس تنوع آراء وأفكار سكان الحي. الأمر الآخر الذي زاد من عمليات المونتاج صعوبة هو أن المونتير بلجيكي يتحدث الفرنسية فقط، لذلك كان علينا أن نترجم كل شيء من العربية أو الهولندية إلى الفرنسية.
- أنت مخرج أفلام روائية وشاركت في مهرجانات عالمية، فيلمك الأخير “ميسي بغداد” عُرض على قنوات تلفزيونية أوروبية. بعد إنجاز هذا الفيلم التسجيلي، هل ستجمع بين الروائي والتسجيلي أم ستعود إلى السينما الروائية؟
تخرجت من جامعة “سينت لوكاس” في بروكسل كمخرج أفلام روائية، وأفلامي اشتركت في أكثر من مئة مهرجان حول العالم، وعندي فيلمان رُشحا للأوسكار، لكن هذا لا يعني أنني يجب أن أبقى دائما في مجال السينما الروائية. نحن من الشرق الأوسط ونعيش في دولة أوروبية، وكما تعرف تحدث كل يوم عشرات القصص المثيرة هنا، لذلك أعتقد أنه من المهم التركيز على هذه القضايا وتقديمها بشكل تسجيلي.
أحيانا لا يوجد لدى المخرج أموال كافية لعمل الفيلم الروائي، لأن هذا الأخير يستغرق الكثير من الوقت والأموال. أما بالنسبة للتسجيلي فأنت قادر على أن تذهب إلى مكان القصة التي تهتم بها وبإمكانك أن تصور في نفس اليوم وفي نفس الوقت، لذلك جوابي.. نعم سأواصل عمل الأفلام التسجيلية إلى جانب الأفلام الروائية.
- كيف كان استقبال الفيلم في عروضه المهرجانية الأولى؟
كان العرض العالمي الأول للفيلم في مهرجان “هوتدوك” الكندي المعروف للسينما التسجيلية، وتلقينا وقتها الكثير من الأسئلة والإعجاب، إذ أخبرنا من شاهد الفيلم بأنه تعرف للمرة الأولى على الحياة الطبيعية في حي مولنبيك، وأنهم لم يكونوا على معرفة بأي شيء عن مجتمع الحي المغلق للغاية.