المخرج العراقي البريطاني جعفر عبد الحميد: “مسوكافيه” يبرز الجو الثقافي العراقي العربي بلندن
حوار: عدنان حسين أحمد
حين اكتشف جعفر عبد الحميد شغفه بالسينما ترك علم الاجتماع الذي درسه في جامعة لندن، وكرّس جُلّ اهتمامه للدراسات السينمائية والاقتباس الأدبي في السينما العربية لينال درجتي الماجستير والدكتوراه. وعلى الرغم من ولعه بكتابة السيناريو ومزاولته للنقد السينمائي، فإن الإخراج كان هاجسه الأكبر الذي يتلهّف لتحقيقه ليل نهار.
أنجز جعفر في بداية مشواره الفني عددا من الأفلام القصيرة التي تتمحور حول موضوعات بريطانية مثل “اختبار سياقة” و”ساعتا تأخير” و”عيون مفتوحة على اتساعها”، لكنه سرعان ما انتبه إلى جذوره العراقية رغم الجنسية البريطانية التي يحملها، فقرّر منذ تلك اللحظة أن يصنع أفلاما مهجّنة تجمع بين الثيمة العراقية والهاجس البريطاني، فأخرج فيلمه الروائي الطويل الأول “مسوكافيه” الذي حقق حضورا جيدا في المهرجانات البريطانية والعربية.
وقبل أيام معدودة شاهدنا العرض الخاص لفيلمه الجديد “تبّولة وباي” (Tabbouleh & Pie) الذي يتناول موضوع الهجرة والهُويات المنفصلة، ويرصد ثنائية الشرق والغرب من جديد، كما يتهيأ جعفر عبد الحميد المعروف برؤيته الإخراجية المتميّزة لإنجاز عدد من الأفلام الوثائقية، أبرزها فيلم عن الفنانة والمخرجة المسرحية العراقية المُغتربة أحلام عرب.
التقت “الجزيرة الوثائقية” المخرج النوعي المتأني جعفر عبد الحميد، وأجرت معه الحوار التالي:
- متى بدأ شغفك بالسينما، وما هي المعطيات أو الأفلام الأولى التي حفّزتك على متابعة الفن السابع والتخصص في الإخراج السينمائي؟
حضور الأعمال السينمائية على شاشة التلفاز وفي دور العرض السينمائي وعبر أشرطة الفيديو (كاسيت) كانت -كسائر أبناء جيلي- جزءا من حياتي منذ سن مبكرة، تحولت هذه المشاهدة إلى متابعة وقراءة للصحف والمجلات المختصة بالسينما في بريطانيا مثل “سايت آند ساوند”، بالإضافة لصفحات السينما في الصحف اليومية، خصوصا غارديان وإندبندنت وأوبزيرفر.
مدينة لندن -كما هو معروف- مركز ثقافي بامتياز، تزدهر فيها معالم الثقافة من أسواق الكتب بالشوارع العامة إلى عروض الأوبرا والسينما والمسرح بالهواء الطلق، إلى المهرجانات والمواسم السينمائية، هذا كله بالإضافة للمسارح ودور السينما والمتاحف والمراكز الثقافية وعروض الموسيقى من الكلاسيكي إلى الجاز وغيره.
وكذلك تكوّنت لي علاقة حميمة مع قسم السينما العالمية في محلات إيجار أشرطة الفيديو التي كانت منتشرة بكثافة في لندن إبان الثمانينيات والتسعينيات، قبل أن تختفي بشكل شبه كامل بعد ثورة المعلومات ومنصات المشاهدة الرقمية. وهنا قررتُ أنني لا بدّ أن أتخصص في السينما على صعيد الدراسة الأكاديمية، وكنت حينها قد تخرجتُ من جامعة لندن بـبكالوريوس في علم الاجتماع والسياسة الاجتماعية، فأكملتُ الدراسة عبر ماجستير دراسات سينمائية طوّرتُ عبرها أدواتي في النقد السينمائي، وبعد إتمام الماجستير شرعتُ وأكملتُ أطروحة دكتوراه بجامعة لندن حول الاقتباس الأدبي في السينما العربية.
- هل درست فن كتابة السيناريو والقصة السينمائية، أم أنهما جاءا كتحصيل حاصل للولع السينمائي المُشار إليه سلفا؟
أثناء دراساتي الأكاديمية كنتُ ألتحق بدورات عملية في كتابة النص السينمائي، وأقدِّم نصوصا قصيرة للنقاش مع زملائي من الطلاب.
- ما الثيمة أو الفكرة الرئيسية لـ”اختبار سياقة” الذي أنجزته عام 1999؟ وهل هو المحاولة الأولى إخراجيا؟ وكيف بُنيت الفكرة وعالجتها فنيا؟
كان “اختبار سياقة” حلقة استهلالية (بايلوت) لبرنامج تلفزيوني عن السيارات والسياق الاجتماعي اليومي لامتلاكها، لقد كان البرنامج تجربتي الأولى كمخرج، فقد صوّرنا مشاهد في مدن وقرى متعددة بإنجلترا معتمدا على فريق تصوير إنجليزي ومجموعة من مُقدّمي البرامج الشباب العرب. إنها تجربة تعلمتُ منها الكثير عن رحلة الفكرة من الورق إلى المنتج النهائي على الشاشة الصغيرة.
- دعني أسألك أيضا عن فكرة فيلم “ساعتا تأخير” الذي وضعتَ اللمسات الأخيرة عليه عام 2001، وهل ثيمته بريطانية أم عراقية، أم تجمع بين الاثنين؟
“ساعتا تأخير” بدأ بقصة قصيرة للكاتب الأمريكي إف سكوت فيتزغيرالد، فكرة القصة أن رجلا يهبط في مطار للانتقال إلى طائرة أخرى تُقلّه لمدينة سكنه، لكن الطائرة تتأخر ويجد أن لديه بعضا من الوقت في هذا المطار، وأثناء احتساء القهوة يتذكر أن هذا المطار قريب من مدينة كان يسكنها مع أسرته عندما كان صبيا. يبحث في كتاب دليل الهاتف عن اسم فتاة كان يحبها أيام المدرسة، فيعثر على رقم بيت أبويها، وعبرهما يحصل على عنوانها، وعند زيارته للفتاة وقد أصبحت مثله في سن النضج؛ تتداخل الذكريات، ليكتشف الاثنان أن هذا اللقاء ليس الذي كانا يتوقّعانه.
أعجبتني فكرة القصة حول الذكريات والتوقعات التي تتركها لدينا عند تخيل لقاء أشخاص من الماضي، فنقلت المكان من المطار إلى محطة قطار كبيرة بلندن، وأنا أحب محطات القطار العملاقة لما توفره من لقاءات صغيرة بين أفراد من عوالم وخلفيات اجتماعية وثقافية مختلفة. وعشت أحلى الأيام وأنا أقوم بدور المخرج والمنتج والكلاكيت وصانع الفطائر لفريق العمل الصغير. صوّرنا الشريط على خامة 16 ملم أبيض وأسود.
- ما مدى أهمية الموضوع في فيلم “عيون مفتوحة على اتساعها”؟ هل تعوّل كثيرا على البنية القصصية أم أنك تراهن على المعطيات الأخرى المتضامّة التي تبدأ بالتصوير وتمرّ بالأداء وتنتهي بالمؤثرات الصوتية والبصرية؟
موضوع “عيون مفتوحة على اتساعها” هو الوحدة وما تولدّهُ من خيال مُسلٍّ ومرعب أيضا، لقد تصورتُ شخصية تعيش في غرفة صغيرة، وهي تنتقل بين عالمي الوعي والأحلام، ليتداخل الاثنان في النهاية بطريقة مريعة. الفيلم كان يعتمد بشكل كبير على الأداء الصامت للبطل، والشخصية الوحيدة بالعمل، وبالتالي كان الشريط القصير هذا أقرب ما يكون للسينما الصامتة من الاعتماد على اللغة البصرية المكثفة والموسيقى أيضا.
- هل تفتقت فكرة فيلمك الروائي الطويل “مسوكافيه” من المدوِّن السريّ الذي يرحل من بغداد إلى لندن بُغية الاحتجاج على العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الأمم المتحدة على العراق، ثم تتطور الأحداث وتتشابك حين يلتقي بأفراد الجالية العراقية في مقهى “مسوكافية”؟
لم يكن ببالي مُدوّن معين حين شرعت بكتابة السيناريو لـ”مسوكافيه”، لكنني من المؤكد كنتُ مُلمّا بحركة المدوّنين العرب حينها، قبل انتشار فيسبوك وسائر وسائل التواصل الاجتماعي، بالإضافة للجانب الواضح للقصة حول التوثيق بشكل درامي لآثار الحصار (من 1990 إلى 2003) على العراق، وحالة القلق التي كانت تعيشها الجالية العراقية في لندن الأسابيع التي سبقت حرب 2003، فإنني أيضا سعيتُ عبر “مسوكافيه” إلى إبراز الجو الاجتماعي والثقافي العراقي والعربي بلندن.
كانت هناك في الثمانينيات والتسعينيات بلندن مكتبات عديدة لبيع الكتب العربية، وكان هناك “ديوان الكوفة الثقافي” الذي طالما استضاف الأدباء والمفكرين العرب في ندوات أعتبرُها جزءا أساسيا في تكوين ثقافتي بشكل عام، وكانت هناك أماسٍ شعرية لأعلام الأدب العربي المعاصر أمثال الروائية حنان الشيخ ونزار قباني ومصطفى جمال الدين وغيرهم.
كنتُ أعيش أيام عُطل أسبوع سحرية في الشتاء وأنا أتجول مع الأصدقاء على المكتبات العربية، ننهل من آخر الإصدارات من بيروت والقاهرة، قبل أن نجد لنفسنا مقهى عربيا يقينا من البرد بدفء المكان وسخونة قدح الشاي، لكي نلتهم الصفحات الأولى ونتأكد من حسن اختياراتنا من الكتب.
هذه الحالة سعيت إلى تجسيدها بـفيلم “مسوكافيه”، ويبدو أن العمل كان موفقا على الأقل في خلق هذه الأجواء الحميمية، إذ إن إحدى الفتيات اللواتي حضرن عرض الشريط ضمن مهرجان “رين دانس السينمائي” بلندن عام 2011 استفسرت عن عنوان مقهى مسوكافيه بلندن.
- منحتَ بعض الأدوار لممثلين عراقيين، هل تعتقد أنهم أدّوا أدوارهم بطريقة مناسبة توازي على الأقل أداء الممثلين البريطانيين المحترفين، أم أنّ هناك فجوة أدائية بين النمطين العراقي والبريطاني؟
في الفيلم الروائي الطويل “مسوكافيه” يتكوّن فريق الممثلين من جنسيات مختلفة. البريطانيون كانوا من محترفي التمثيل، وكان العمل معهم بنفس سلاسة التعامل مع المحترفين من الممثلين العراقيين والعرب، وكنتُ سعيدا حقا بالعمل مع الفنانة العراقية أحلام عرب وهي تؤدي دور صاحبة مقهى “مسوكافيه”، وكذلك الممثلة المغربية البريطانية هدى الشوافني، وأيضا كل من الممثل اللبناني نصري صايغ والممثل البحريني خالد ليث، وكانت معنا أيضا الفنانة القبرصية البريطانية دافني ألكساندر.
بالنسبة للهواة من الممثلين العراقيين، فإنهم قدموا كل ما بوسعهم لتجسيد الشخصيات التي رسمتها لهم. أداؤهم كان رائعا، وأي نقاط ضعف لديهم فإن هذا السينمائي مسؤول عنها، فالممثل يقدم ما يطلبه منه المخرج.
- كيف استقبلتْ المهرجانات العربية والعالمية هذا الفيلم المهجّن إن صح التعبير، بسبب تداخل طاقم التمثيل العراقي والبريطاني والعالمي؟ وكيف استقبل النقاد العراقيون والإنجليز هذا الفيلم، وما هي انطباعاتك النهائية عن كتاباتهم؟
عُرض مسوكافيه لأول مرة عالميا بمهرجان “رين دانس السينمائي” عام 2011، وبعدها تشرفتُ بمشاركة العمل ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الخليج السينمائي عام 2012 في دبي. الذين كتبوا عن العمل بمن فيهم حضرتك كان كريما ودقيقا في تقييمه للتجربة الإخراجية الروائية الطويلة الأولى لي.
كان إنجاز الشريط من تأليف القصة وكتابة النص السينمائي واختيار الممثلين وفريق العمل والتصوير ورحلة التركيب الطويلة (قرابة ثلاث سنوات) جهدا ماراثونيا، اكتشفتُ عبره صبرا وإصرارا لم أعرفه من قبل.
- فيلمك الأخير “تبّولة وباي” يركِّز على المنطقة المشتركة بين العراقيين والبريطانيين، هل أردت أن تطرح ثنائية الشرق والغرب من جديد، أم أنك تركت الأمر لموضوع الصداقة أن ينشأ بين ريتشارد سميث وفاتن الرافدي ويستلطف أحدهما الآخر إلى الدرجة التي يطلب فيها ريتشارد خطا جديدا، وأن يُبقي الخط السابق عند صديقته الجديدة التي بدأت تغازل معدته في أقل تقدير؟
كما تفضلتم، هناك أكثر من جانب للقصة، بداية هناك حياة اعتاد عليها “ريتشارد”، وتأتي جارة جديدة تتسبب بإخراجه منها، وهناك أيضا جانب الهويات المنفصلة للشخصيتين، وكذلك العوامل التي تجمعهما من السن والوحدة والتقاعد.
طبعا هناك محاولة ضمنية للتعامل مع الهجرة من منظار السكان القدامى نسبيا وكذلك الجُدد، أردتُ أن أدرج بعضا من تجاربي الشخصية وتجارب الأصدقاء عبر هذه العقود الطويلة من الإقامة ببلد احتضنني منذ سن مبكرة.
- كتبتَ السيناريو لعدد من أفلامك، هل جاءت هذه الكتابة عن دراسة أكاديمية، أم أنها موهبة شخصية طوّرتها بمرور الزمن؟
خليط من الدراسة والمشاركة بدورات تدريبية وتراكم المحاولات، وأريد أن أكرر هنا مقولة السينمائي العظيم “فرنر هرتزوغ” صاحب “فيتسكارالدو”، بأن على السينمائي أن يقرأ ويقرأ ويقرأ، فالقراءة توفر جزءا أساسيا من الزاد الفكري والمعرفي والإنساني الذي يحتاجه السينمائي في تكوين أدوات المعالجة لأي موضوع يتناوله في أعماله.
- تتوفر على مقدرة نقدية لمسناها في المقالات السينمائية التي نشرتها سابقا في صحيفة “الحياة”، لِمَ توقفتَ عن كتابة هذه المقالات؟ وهل نتوقع منك أن تكتب في المستقبل مقالات نقدية بين آونة وأخرى عن أفلام مهمة تثير شهيتكَ للكتابة؟
قصتي مع النقد السينمائي بدأت أثناء دراستي الجامعية بمرحلة البكالوريوس، إذ إنني كنتُ أطيل على أصدقائي الحديث عن الأفلام التي كنت أشاهدها، فاقترح أحدهم أن أنشر هذه الآراء بصيغة مقالات سينمائية. ومع شروعي بدراسة الماجستير في مجال الدراسات السينمائية، تفضل الأستاذ إبراهيم العريس الناقد السينمائي المخضرم المشرف على صفحات السينما بصحيفة “الحياة” بنشر مقالاتي النقدية بالجريدة التي كنت لسنوات قبلها أتابع ما يُنشر فيها من نقد ومواضيع حول السينما، وبعدها أيضا نُشرت لي مقالات في مجلة “سينما” الصادرة في باريس تحت إشراف الأستاذ قصي صالح الدرويش. أردتُ التركيز على تطوير النصوص السينمائية وإنجازها فوجدتُ الوقت ينحسر أمام الكثير من الفعاليات الأخرى، بما فيها مزاولة النقد السينمائي، لكن بلا شك فالتعمق في شريط سينمائي عبر مقالة نقدية له متعة خاصة.
- كيف تصف لقرّائك ومشاهديك رؤيتك الإخراجية؟ وهل تقتصر هذه الرؤية على إثارة الأسئلة لدى المتلقي أم تقديم الأجوبة أحيانا، أم إثارة حالات معينة تماما كما فعلت في فيلم “تبّولة وباي” الذي رصدت فيه ثنائية “أنا العراقي والآخر البريطاني”؟
أنا ما أزال وبالتأكيد في حال تطوير لرؤيتي السينمائية، فضمن المنجز الذي قدمته حتى الآن أسعى أن أركز على خصوصيات وتفاصيل دقيقة، وأترك للمشاهد المتواطئ معي في رحلة المشاهدة أن يكمّل ما يجري خارج الإطار.
- هل تعتقد أن خلفيتك وثقافتك السينمائية بريطانية وأوروبية أكثر منها ثقافة عراقية؟ منْ هم المخرجون العراقيون الذين شاهدت أفلامهم؟ ومنْ هم المخرجون البريطانيون الذين أدمنتَ على مشاهدة أفلامهم إلى الدرجة التي أسسوا فيها ذاكرتك البصرية؟
للأسف الشديد وبسبب إقامتي خارج العراق منذ سن مبكرة، تطلّب مني الوصول لفرصة حضور الأفلام العراقية محاولات عديدة، قبل أن يأتي ـيوتيوب ويسمح للمتابع أن يحضر هذا الأرشيف الهام من المنجز السينمائي بالعراق، برغم الإشكالات المطروحة حول عرض المحتوى السينمائي مجانا على هذا الموقع.
بالنسبة لثقافتي السينمائية، فبسبب تاريخي الشخصي وإقامتي لأكثر من ثلثي حياتي حتى الآن في بريطانيا، فإن الفرصة سنحت لي أن أقضي وقتا نوعيا أطول مع السينما الأوروبية والعالمية.
بالطبع، أنا متابع وبشغف للإنتاج السينمائي العربي والعراقي، وأسعى لحضور المهرجانات الأوروبية المختصة بالسينما العربية، وكذلك المواسم السينمائية العربية التي تُعقد في مؤسسات هامة مثل معهد الفيلم البريطاني. أذكر أن هذا المعهد احتفى عام 2002 بالراحل المعلم يوسف شاهين، فحضرتُ في حينه العديد من أعماله لأول مرة على الشاشة الكبيرة.
- أينَ المخرج جعفر عبد الحميد من الفيلم الوثائقي؟ ألا تنوي إنجاز بعض الوثائقيات عن كوارث العراق المتلاحقة مثل كارثة “جسر الأئمة” و”جريمة سبايكر” و”حريق الكرّادة” و”فاجعة العبّارة” في نينوى؟
الألم العراقي هو ألم إنساني يشعر به كل إنسان يطّلع على ما جرى ويجرى لبلاد الرافدين ومن يقطنها، هذا شيء مؤكد، فأنا أتابع باهتمام الأعمال الوثائقية القيّمة التي ينجزها سينمائيون عراقيون من داخل العراق والمـَهاجر حول العالم. بالنسبة لي لدي مشروع تسجيلي يتناول حياة وتجربة الفنانة العراقية أحلام عرب، حيث بدأت بالتصوير قبل أكثر من عقد من الزمن، وأنوي التفرّغ له بعد إكمال الفيلم الروائي الطويل الثاني الذي أحضِّر نفسي لإخراجه في الخريف المقبل.