“جيمي جان لويس”.. ابن هايتي الذي اخترق آفاق السينما العالمية
حاوره: حميد بن عمرة
ليس الممثل لونا ولا جنسية، والأصل أنه لا ينتمي إلى حزب أو طائفة، كما أنه كالماء يتخذ كل الأشكال والألوان، هكذا يكون الممثل الرسمي للنص.
وللممثل أيضا تأثير مباشر على حياة الناس، لحبهم له ولتقليدهم لحياته وهوية الشخصيات التي يتقمصها، كما أنه أيقونة قد تُستغل في بيع مرهم أو سفر، ويمكن أن يستخدم في توجيه انتخاب أو نشر مفهوم سياسي أو حتى ديني.
فهل النجومية مرتبطة بالجانب التجاري حتما؟ أم أنه هو من يصنع الطعم الذي يعتمد عليه في تسويق بضاعته؟
في المقابل عندما يختار الممثل أن يكون بنفسه سفير حياته، فإن شهرته المحلية أو العالمية ستخدم نضاله من أجل قضية أو مجتمع بحاجة إليه قبل كل شيء.
“جيمي جان لويس”.. فنان بسيط يصعد إلى القمم
ينحدر الممثل “جيمي جان لويس” من جزيرة هايتي، وهو أيقونة سمراء تغزو شاشات العالم منذ فترة دون أن يصله إلى العظمة أي مركب علو أو مركب تبختر، فما يستقطبنا في هذا الوجه المرصوص ليس حتما جانبه الوسيم فحسب، وإنما إنسانيته الحقيقية التي تقاطع طرقنا في عدة مواقف مختلفة.
“جيمي لويس” رجل أنيق في نفسيته قبل أن يكون ذلك جليا في هندامه، فقد بدأ الاستعراض في أروقة الأزياء للأناقة الأوروبية ثم استقطب العدسات بسرعة فائقة قذفت به في زمن قصير إلى الشاشات الشامخة بهوليود، وهو ليس ثرثارا لأنه يعشق العمل أكثر من الحديث عنه، وعندما أرسلت له أسئلة المقابلة الآتية، تعامل معها بسرعة وحرفية عالية.
كيف يمكن البقاء في الموكب الأول للسباق دون تعثر، رغم أن المنافسة قوية؟
ليس سهلا البقاء في الساحة لولا الثقة بالنفس وفي الإمكانيات الشخصية التي نحملها، فالعيش في بلدان مختلفة تصقل المهارات وتحسّن القدرة على التأقلم.
وأنا أحذر كثيرا عند نجاح بعض المشاريع لأن هذا قد يؤدي إلى الغرور، وبالتالي لن يسمح للرؤيا الموضوعية أن تكون سيدة الموقف. كما أنني لا أتعامل مع هذه المهنة بعين المنافس، كي لا أخصص وقتا وطاقة لصراعات الأنا.
فمهنة الممثل ليست في متناول أي شخص، وأقول ذلك حتى لا أوهم الناس بأن تسريحة شعر ناعمة أو ابتسامة مشرقة صالحة لدعاية فرشة الأسنان هما كافيتان لأن يصبح المرء ممثلا.
في إجابته هذه يحاول “جيمي جان لويس” عدم إيهام غيره بما لا يؤمن به. لقد سافر صغيرا وهو ابن 12 من هايتي جزيرة الأبطال إلى أوروبا وأفريقيا الجنوبية إلى أن استقر به المقام في هوليود، وهو يعرف كيف أن السفر شاق، وأنه يمزق الأحذية ويفقدك الأمتعة ويخفض من وزنك.
كما يعرف أن الشارع لا يرحم وأن النجومية لا ترحم، فكم من نجم سطع في فيلم وغاب عن الشاشة لسنوات بل وربما إلى الأبد، إنه شخص واقعي حتى النخاع، لذا وجدتُه أثناء لقائي به عاديا في تعامله مع الناس في أكثر من موقف شخصي وجماهيري، ذلك أنه يعلق بذاكرته شبح يطارده باستمرار، ويذكره كل يوم من أين أتى وإلى أين سيذهب.
وهنا نتساءل: “لماذا لا نرى نجوم السينما العربية في المهرجانات إلا في فطور الصباح أو في حفل الافتتاح والاختتام؟
لماذا لا يُدعم النجم العربي السينمائي الناشئ بالعمل في الفيلم القصير كمتطوع، على شكل مساهمة في بناء سينما جديدة؟
فالمخرج الذي يخرج أول فيلم له ويتعامل مع نجم، قد يستوعب المهنة بسرعة ويثق بمهارته أكثر من الذي يعاني من إيجاد كومبارس يقف في لقطة من فيلمه المدرسي.
و”جيمي جان لويس” متأهب وله قابلية عالية للعمل، خصوصا عندما يعشق الفكرة ويحب طريقة عمل المخرج أو المنتج الذي يتقدم إليه بمهنية.
فلماذا لا نستعمل وجوها من هذا الوزن في السينما العربية؟ لماذا علينا أن نبقى محاصرين بوجوه المسلسلات الرمضانية المتخمة؟
لماذا على الممثل العربي أن يظل وجها محليا ويتهم هوليود بالعنصرية، في الوقت الذي لم يحصل في حياته على تذكرة طائرة باتجاه معاكس لعشيرته وديرته؟
كيف يمكن لعارض أزياء ولد في جزيرة يتيمة في عرض المحيط الهادئ أن يصبح وجها ناطقا بعدة لغات في السينما المكسيكية والأمريكية والفرنسية والإسبانية والأفريقية؟
أرى أن قوة الإرادة التي يحملها هذا الرجل تفرض الاحترام وتعلم الكثير إنسانيا، لذا فإن الحوار مع هؤلاء الناس ليس مجرد تعبئة لمنشور أو تباهٍ أو إعجاب عابر متبخر، وإنما من أجل الاستفادة من منهجهم ورؤيتهم للتقدم بعض الشيء في أعمالنا.
ولا يمكن التقدم دون العمل مع الخبرات العالية، فقد تشتري طوال حياتك أفخم السيارات، لكن حفيدك لن يعرف البنية التحتية لمحركاتها، في حين أنك إن صنعت السيارة في بلدك وأتيت بالخبير ليصقل مهارة أبنائك، فإنك ستغدو متأكدا بأن حفيدك سيركب سيارة من صنعه مستقبلا.
لقد تعلم “جيمي جان لويس” السباحة بإلقاء نفسه بالماء، فمن لا يغامر في سن يسمح بتحدي الأوعار، فلن يُقدم على أي إنجاز في شيخوخته.
الكل يعرف بأن الهند تنتج أفلاما أكثر من أمريكا، ولها جمهور لا يعرف حتى “توم كروز”، لكن ما لا يعرفه الكثيرون منا أن نيجيريا هي البلد الافريقي الذي ينتج 2000 فيلم سنوي، وهو كمّ هائل يصلح للاستهلاك المحلي وللسوق الأفريقية.
وفي هذه السيل العارم نجد أفلاما نادرة وجيدة الإتقان، من بينها الفيلم الأخير الذي مثل فيه “جيمي جان لويس”، حيث تقمص دورا لا يتوقع من ممثل قريب من هيئة ورشاقة “جيمس بوند”، ففي هندام أستاذ جامعي يتحرش البطل بطالبة في مدرجه دون مطاردات أو مشاهد عراك كالتي تعود عليها.
وقبل التعامل مع دور الأستاذ العادي، كان له دور ضخم في مسلسله الثوري “توسان لوفرتور” الذي كان فيه عبدا وصار جنرالا في جزيرة هاييتي.
ما تأثير دور “توسان لوفارتور” في “الفيلموغرافيا” التي تقدمها؟
يرغمك الدخول في مثل هذه الأدوار للولوج في تاريخ الشخصية وتاريخ المنطقة وحتى الدخول في تاريخ الثورة الفرنسية. لقد قاوم “توسان” الاحتلال الفرنسي بقوة ودراية، والحديث عن “هايتي ” وعن ” توسان لوفرتور” وجهان لنفس العملة، فقد أعطى ذلك مساري نفسا قويا، وأضاف كثافة لشخصيتي ستبقى طول حياتي.
“جيمي جان لويس” في رده الذي يبدو قصيرا هو كمن يبخل بإعطاء التفاصيل، لكن كل من عرف الرجل يفهم أن الحياء والتواضع يمنعانه من ضم شخصية عملاقة الى “الأنا” الشخصية.
لقد أعاد مسلسل “توسان لوفرتور” الاعتبار إلى جزيرة منسية وإلى بطل كان غائبا في برامج الأطفال الدراسية بفرنسا.
وفي الفيلم قاوم هذا الجنرال الحكم الفرنسي، لكنه وقع أسيرا في كمين وخيانة، وتوفي عام 1803 في السجون الفرنسية قبل عام من استقلال جزيرته عن الاحتلال، ففي عام 1802 أرسل “نابليون بونابرت” جيوشا لاسترجاع الجزيرة إلى الإمبراطورية الفرنسية، حيث هُزم “توسان لوفرتور” وأُعيد قانون العبودية من جديد.
لقد عمل بلائحة “حقوق الانسان” بالحرف الواحد، وحاول تطبيق المساواة بين الناس في جزيرته، لكن اللائحة الفرنسية بقيت حبرا على ورق، لأن الحلم وصل به إلى السجن حيث توفي بالزنزانة.
لماذا لا يعرف التلاميذ بالمدارس الفرنسية قصة هذا الثوري؟ ولماذا لا تدرّس أن “بونابرت” أعاد العبودية بمرسوم ممضي بيده؟
ولماذا لا يدرّس مسار هذا البطل في البلاد العربية التي تحتاج أن تكتشف تاريخ هذه الأماكن النائية؟
وكيف يحمل ممثل على ظهره تاريخ ومقاومة رجل من قلب جزيرته ويعطيه كل المصداقية دون الاستعراض المسرحي؟ وكيف يمكن الدخول في هندام شخصية تاريخية بالاستقصاء الدقيق عن حياته كعبد خادم تحت السوط ثم جنرال يهزم الجيوش الفرنسية؟
لم يكن المسلسل نزيها في تعامله مع الأحداث، فثمة إخلال منطقي للنسخة الرسمية من التاريخ كونه من إنتاج التلفزيون الحكومي الفرنسي.
فما الذي يدفع ممثلا لقبول دور يعرف مسبقا أن السيناريو مكتوب فيه حسب مقاس سياسي معين؟ وما هي حدود التفاعل مع الدور وإمكانية إضافة بصمات شخصية عليه؟
غير أن “جيمي جان لويس” لم يكتف بالأدوار التاريخية، بل فضل كتابة تاريخ مواز بنفسه حول انشغالات سينمائية واجتماعية تثير فضوله، فنجده لا يبخل بحضوره والرهان باسمه في استعمال الأسلوب الوثائقي للتعبير عن هواجسه بعيدا عن سيناريوهات رسمية مسطرة لا يمكن تحريك فاصل فيها.
ولأن الرجل يحمل حرية فطرية بجسده، فإنه لا يصبر على الخروج عن البروتوكولات وبرج العاج الذي تدخلك فيه العالمية، ولا يتردد في خطف حقيبته والسفر إلى نيجيريا أو المكسيك كمسافر عادي مجهول وشفاف لا يراه أحد.
لماذا حين يخرج النجوم أفلاما تكون روائية تجسد شخصيتهم، في حين تقوم أنت بالعكس؟
يسمح الإخراج الوثائقي للمشاهد بالنظر إلى الموضوع حسب النية والإحساس الواقعي الذي أشعر به، فأنا أتعامل مع السينما النيجيرية منذ 15 عاما وأعرف عملهم جيدا، ولقد حاولت فتح نافذة عن هذه السينما غير المعروفة إلى باقي العالم رغم أنها تنتج أكثر من أمريكا.
أعرف الكتاب والمخرجين والممثلين وحتى القراصنة، وأعرف أن السينما الأفريقية الجديدة قادمة من نيجيريا لا محالة. لأن الكم الهائل من الأفلام التي ليست كلها جيدة يخلق تيارا لا بد أن يحمل مخرجين وأفلاما عالمية حتما، ولأن الكم يخلق بالضرورة سوقا، والسوق هي المحور الأساسي لأي صناعة في العالم.
أما عندما أسارع بعد زلزال “هايتي” إلى بلدي حاملا كاميرتي تلقائيا، فإني أقوم بهذا حتى لا تبقى التغطية فقط حصرية على وكالات الأنباء الأجنبية، إنها محاولة لأكون شاهدا على هذا الحدث الأليم، إنها نوع من التعزية الفورية.
والأصل أن لا تبخل عن ذويك بأي شيء، وعلى الأقل أن تكون حاضرا في المأتم الجماعي وأن لا تكتفي بمتابعة هذا من خلال شاشة الاخبار، وحضوري بالصورة لم يكن شكلا آخر من التمثيل، بل انضماما ومؤازرة لأهلي.
من الواضح أن “جيمي جان لويس” يحترم السينما ولا يتعالى عنها، وبالرغم من أنه قد مثّل مع “بروس ويليس” و”مونيكا بيلوتشي” والعديد من الوجوه العالمية، فإنه لا يتردد من الانضمام إلى السينما النيجيرية التي يراهن عليها كثيرا.
وكصحافي سينمائي لم ألمس في اقترابه من السينما هدفا نفعيا ماديا بحتا، وإنما وجدته يرى في بعض المخرجين الأفارقة مستقبلا للسينما العالمية.
إن الرجل الذي كانت أول خطواته على منصات عرض الأزياء، لا بد من أن تكون بصيرته جيدة كي تصل قدماه إلى بساط هوليود. والفرق بين ممثليْن من نفس الوزن يكون دوما في الاختيارات المتميزة التي تفتح طرقا قد لا يراها الرافض لها.
فعندما سارع عمر الشريف لقبول موعد مع “دافيد لين” بفندق بالقاهرة فإنه فتح طريقا لعالميته فورا، وهو نفس الموعد الذي كان قد حُدد مع رشدي أباظة، لكنه رفض أن يتنقل إلى الفندق نفسه لأنه كان يعتبر نفسه نجما لا يذهب إلى ميعاد بل يأتي المخرج إليه.
هذا التفكير المتحجر المتفشي في العديد من العقول بالسينما والإعلام العربي، يوهم الممثل الوسيم والمشهور بأنه أعرف وأكثر علما بالمهنة من غيره، وبالتالي يضيع فرص حياة بكاملها.
في حين لا يعترف “جيمي جان لويس” إلا بالعمل، ولا يجعل من وجهه الجميل وقامته الرشيقة عملة صعبة غالية، ولم يجعل من شعبيته مقياسا للتعامل مع السينما البسيطة الميزانية.
في رأيك، هل سينما “نولي وود” بزنس أم فن؟ وما الذي يستطيبك فيها؟
سينما “نوليود” هي أساسا صناعة لرجال أعمال انتبهوا أنه يمكن جني مال من خلال الفيلم دون إعارة أي اهتمام لطريقة التصوير أو الأداء، فالتهريج والترفيه كانا كافيين وقتها في بداية الثمانينيات.
ومن خلال هذا التسارع في الإنتاج والتسويق، سُمح لبعض الأفراد بانتقاء المواضيع بعناية وتحسين التنفيذ. والكم -كما تعلم- يخلق النوعية، أما النوعية فقد تنقرض إن لم تسوق جيدا، والسوق في الوقت ذاته تجرّ الجيد والسيئ، أي أن الجيد يحتاج لهذا المد غير المتوقف كي يصل إلى المشاهد.
لذا فإن فيلمي الأخير مصور بنيجيريا، ومن إنتاج نيجيري أيضا، وأنا شخصيا مثلت في سبعة أفلام نيجيرية.
فيلم “الاستدعاء” الذي كان من إخراج “كونلي أفولايان” يتحدث عن التحرش الجنسي في الجامعات، وقد بقي لفترة طويلة في قائمة الأفلام العشرة الأكثر مشاهدة على منصة “نيتفليكس” في أكثر من 30 بلدا هذا العام، وفيه حاولت أن أكون جسرا بين السينما الأفريقية والسينما العالمية.
شخصيا لست ممثلا لنوع فريد من الأدوار، فقد مثلت بلغات مختلفة، ولا أراهن على نوع معين من الأدوار، لأن الممثل قادر على تقمصها جميعا، وأحيانا أقبل أدوارا صعبة لأن المكان الذي تدور فيه الأحداث أكبر من الدور الذي يقدم لي، وبالتالي أعرف أن المكان سيغذّي معرفتي ويساعدني على التقدم.
في دور الأستاذ الجامعي يبدو “جيمي جان لويس” وديعا كالخروف، لكنه سرعان ما يكشر عن أنيابه لندرك أن الذئب في البيت، وما يثير الانتباه هو كيفية إخفاء كل مواصفات البطل الرومانسي والظهور بوجه محير ومخيف.
وإذا كان “جيمي جان لويس” يحمل جواز سفر دبلوماسي لأن بلاده تثق به وتمنحه هذا الامتياز ليمثل هايتي رسميا في كل مكان، فما قيمة الممثل والفنان في الوطن العربي؟ لماذا يهاجر الممثل والمخرج والمغني إلى أوروبا وأمريكا ولا يُحتفى به في أرض الوطن؟
عندما وصل إلى هوليود تطلب الأمر منه 3 سنوات من الجهد كي يأخذ دورا بسيطا مع “جان كلود فاندام” الذي فتح له آفاقا كبيرة.
وعندما وصل “جيمي جان لويس” إلى مسلسل “أبطال” أدرك أنها ستكون فرصة العمر، وانتبه أنه واقف حقا فوق منصة الشهرة الحقيقية، فركب الموجة للعمل مع مخرجين مختلفين بلغات شتى، ويعترف “جيمي جان لويس” كبقية شخصيات هذا المسلسل، بأن لكل منا قدرة على التأثير على مجتمعه ولو بشكل ضئيل.
الممثل ليس له جواز سفر ولا دين ولا لون بشرة.. هل تعد هذه فكرة مثالية أم أن لها أثرا في الواقع؟
نعم هذا مثالي، وهو ما يجب أن نعتقده ونفرضه، لكن ذلك لا يحدث لا في أوروبا ولا في أمريكا، لأن السوق لا يتحكم فيها الأفارقة.
فكل الأدوار تحتاج إلى تبرير، وهذا بذاته يدخلك في مقاومة وتصرف دفاعي مع الناس، لكن عندما تمثل في أفريقيا فإن لون البشرة والمذهب الديني والجنسية لا يدخلون في الحسبان.
وأنا تهمني الأدوار التي تهم الإنسانية أكثر من غيرها، لأن السينما أداة تثقيفية، ولا أرفض أي دور ما دام يخدم قصة وشخصية نافعة، وليس في هذا انهماك أو مجازفة، بل اكتشاف متواصل لجوانب مجهولة من شخصيتي.
ليس الممثل “جيمي جان لويس” وجها من سراب أو وهما في رسوم متحركة، بل هو عنصر فعال وناشط سياسي وممثل لشعب ما زال يرمم بيوته منذ زلزال 2010. وهو لا يفرق بين الروائي والوثائقي في أهمية وصول الخبر والفكرة والشعور المراد إلى المشاهد، لأن الصورة تتوجه إلى الذاكرة البصرية، ولأن المادة الفيلمية سهلة الاستيعاب وسريعة التسرب الى الذهن، ولأنه يعرف أن الروائي والوثائقي وجهان لعملة واحدة، إنها السينما.