الممثلة اللبنانية العالمية منال عيسى للوثائقية: “أنا مشاغبة، وحُبي لفلسطين أبدي”

د. أمــل الجمل

يشهد لها كثيرون بقدرتها على تثبيت قدميها بقوة في أرض فنون الأداء، فنجوميتها في أفلام عربية وفرنسية تؤكد ذلك. لقد حققت تلك المعادلة الصعبة في اختياراتها الفنية بتحقيق التوازن في فنها بين ما يُحقق لها جماهيرية وإشادة نقدية، وبين الالتزام بمناقشة قضايا وطنها لبنان، والدفاع عن عشقها الأبدي فلسطين، متأثرة بما يدور من حولها في العالم بأسره في تلك الأيام الصعبة.

مع ذلك لا تزال ضحكتها البريئة الطفولية تسبق حديثها الفطري التلقائي غير المنمق، تشبه نفسها فقط، نصدقها حين تقول: أحب فن الحياة، لا أحب الكذب، ولا أجيده.

إنها الفنانة اللبنانية الشابة منال عيسى بطلة فيلم “الباريسية” لدانيال عربيد، وفيلم “البحر أمامكم” لإيلي داغر، وفيلم “دفاتر مايا” وغير ذلك من الأعمال.

وبمناسبة عرض فيلمها للثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريح ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثالث والأربعين (من 25 نوفمبر/تشرين الثاني وحتى 5 ديسمبر/كانون الأول)؛ أجرت الجزيرة الوثائقية معها الحوار التالي.

 

  • دخلتِ عالم الفن السابع بمحض الصدفة، وذلك بفيلمك الأول: “الخوف من اللاشيء” أو “الباريسية”، حين كان عمرك لم يتجاوز 23 عاما، لكنك استطعت أن تلفتي الأنظار إليك بقوة بأدائك التلقائي، فقد تُوجتِ بجائزة أفضل ممثلة من مهرجان الأقواس. ماذا كان شعورك، أليس أمراً مربكا، وهل شعرت بأن الجائزة منحتك ثقة في أدائك واتجاهك للتمثيل؟

لقد كان فيلم دانيال أول شيء لي، كنت أقدم امتحان نهاية الجامعة وأصور الفيلم بالوقت نفسه، بعدها مباشرة عدت إلى لبنان، فلم أشعر بأنني ممثلة، لم أشعر بجو الأضواء والشهرة، فقد أكملت حياتي بشكل عادي، كنت أقوم بأشغال لها علاقة بدراستي للهندسة.

بعدها بدأنا نحضر مهرجانات مع دانيال وحدثت حول الفيلم ضجة كبيرة، ثم حصلت على جائزة عنه، لم أكن موجودة بتلك المرة مع دانيال، ثم في مسابقة “سيزار” كنت بين 15 ممثلا يتنافس على جائزة أفضل موهبة واعدة، كانوا يمتدحونني فقلت بدهشة كيف تعطون جائزة لشخص لا يعرف إن كان سيمثل مرة ثانية بشكل جيد أم لا؟

ربما أكون محظوظة بكوني مثلت جيدا هنا، وربما لن أستطيع التمثيل مرة أخرى، لأنني كنت أشعر بكذبة ما في موضوع النجومية، كنت أشعر أنه أمل كاذب.

عموما، كان هذا العالم جديدا وغريبا علي، لكنه كان لذيذا. أتذكر أنني أخذت جائزة في لبنان أيضا، وكان الأمر مضحكا، لم أكن أعرف بماذا أنطق، فقد قلت بارتباك: “آه أوكي، بس أنا مش مبسوطة بحياتي وشكرا، ولا أدري إذا كان المفروض أن أشكركم”.

كنت أشعر بأنني لست بخير، ولا في حالة جيدة، كنت بأشعر بعدم المبالاة، وحتى أثناء تصوير فيلمي الثاني كنت مقتنعة بأني لن أكمل التمثيل، كنت أتنقل بين حياتين، بين عملي بالفن وآخر مختلف عنه هو الهندسة، ومع ذلك كنت أقول لدانيال: أكثر شيء أحبه هو ما بين الأكشن والقطع، لا أحب عمل الحوارات، ولا أحب أن أحكي عن نفسي، كنت دائما بهذه الحالة المزاجية، لا أفضل تسليط الأضواء علي. كنت هروبية وأفضل الاختباء.

  • ألم يساورك القلق لبعض اللحظات من جرأة الدور في بعض مشاهده؟

في الفيلم كثير من قصص الحب والأشياء التي تحدث بين الحبيبين، لكنني لم أشعر بالقلق، فدانيال (المخرجة) تعرف جيدا كيف تشتغل مع الممثل طويلا، فلم أشعر بصعوبة في أداء هذا الدور، كان عاديا، فالممثل لا بد أن يعرف كيف يؤدي كل المشاعر.

لقطة للممثلة اللبنانية منال عيسى مع حبيبها في فيلم “الباريسية”

 

  • ألم تشعري بالخوف من حبسك في هذا النمط من الأدوار إذا بدأت به مسارك الفني؟

لا، أصلا أثناء تصوير هذا الفيلم لم أكن أعرف هل سأكمل بالتمثيل أم لا، إنها أكثر فترة في حياتي كنت أفكر ماذا أريد أن أفعل في حياتي، وماذا أريد أن أكون؟

تقريبا منذ الفيلم الخامس أو السادس بدأت أقول: حسنا أريد أن أكون ممثلة، وأريد أن أمثل هذا الدور، فلم أكن أخشى من حبسي في دور نمطي، برأيي إذا لم يكن الممثل موهوبا ومحترفا فلن يجد أناسا يعمل معهم، لكن لا أحد يستطيع أن يحبسني في دور، فقد جاءتني أدوار فيها عُري ورفضتها، لأنه بالنهاية فيلم “دانيال” كان مختلفا، وليس مجرد مشهد بين شاب وفتاة، بل هناك أشياء أعمق بالفيلم تجري مناقشتها.

  • إذا ليس العري هو الفيصل، فلماذا رفضت أفلاما بها أدوار مماثلة؟

جاءتني أفلام مشابهة وعملت لها تجارب أداء (كاستنج)، أرفض الفيلم حين أشعر أنني غير قادرة على تمثيل الدور، أو عندما لا أحب الفيلم، لكن لم أرفض قط فيلما بسبب مشهد، لأن مَنْ يرفض الفيلم لهذا السبب لا يكون ممثلا، فأنا لا بد أن أحب الفيلم والشخصية، حتى لو اضطرني ذلك للسقوط من الشرفة، أو “هيشحروني” على الأرض مهما صار لي بالفيلم.

بينما أرفض الفيلم إذا كانت به فكرة أزعجتني، سواء خارجة من إسرائيل أو دفاعا عن إسرائيل، وأشياء من هذا القبيل. هناك أفلام عملتها ثم قلت “يا ريتني ما عملتها”، لكن فكرة الندم بسبب مشهد؟

لا، المهم بالنسبة لي وجود الاحترام والشغف، أما إذا كان الموضوع مجرد عُري فقط، فبالتأكيد سأدرك هذا وسأشعر به، وأكيد أنني لن أصور المشهد أو الفيلم.

صورة تجمع الممثلة اللبنانية منال عيسى مع مخرجة فيلمها “الباريسي” دانيال عربيد

 

  • قلت ذات يوم “أعرف جيدا ما يمكنني قبوله من أفلام تُشعرني بالرضا، وما لا يمكنني قبوله من أفلام”. فما هو معيار اختيارك للأدوار التي تعشقين تمثيلها، وهل من الممكن أن يُغويك دور مهم جدا، لكن مضمون الفيلم يكون ضد قناعاتك؟

إذا كان الدور جميلا جدا والفيلم ضد قناعاتي فبالتأكيد لن أمثله، فأنا لا أستطيع ذلك، مستحيل.

أصلا إذا كان الفيلم لم يعجبني فإنني لا أطيق الشخصية أصلا، ففي بعض الأوقات أقبل الفيلم، وأشعر أنني كنت أتخيل أنه جيد، فأحاول على قدر ما أستطيع تجميله بالاشتغال عليه كثيرا.

الأفلام التي لم تعجبني كانت قليلة، فالأفلام التي مثلتها أغلبها جميلة مهما كان التصوير صعبا. فهناك كثير من الأوقات اشتغلنا فيها على أفلام كان تمويلها قليلا جدا، وحاربنا وحاولنا بكل طاقتنا لأجل أن نُكمل الفيلم، إنها ساحة حرب.

  • أنت فنانة تحملين الجنسيتين اللبنانية والفرنسية، وتجيدين ثلاث لغات هي العربية والفرنسية والإنجليزية، فهل ترين التزاوج الثقافي ميزة أم نقمة؟

أنا لبنانية، لكنني فلسطينية بالقلب. أرى أن كل شيء فيه تزاوج به ميزة، لكن يُمكن للإنسان أن يُحيله إلى نقمة، وذلك حسب الشخصيات وقناعاتها، فمن الممكن أن يكون هناك مجموعة من الأشخاص متفقون على فكرة معينة أو شيء معين محدد وتسير الأمور وتُنجز.

أنا عموما عرفت أنني أستريح أكثر مع الناس البسيطة التي لا تَدَّعي بأنها شخصيات مهمة.

 

  • ولماذا أشعر أحيانا من حديثك أنك غاضبة من شيء ما، ففي أحد حواراتك قلت “أحس حالي شخص على باله يلاقي شيء.. لأنه ما عنده شيء، أو ما ظل عنده شيء، يبحث عن شيء، لأن ما صار عنده شيء، أو ما حس أنه عنده شيء..”

أرى أن كل العالم هكذا، “على باله يلاقي شيء، لأنه ما عنده شيء، أو ما ظل عنده شيء، أو يبحث عن شيء، لأن ما صار عنده شيء، أو ما شعر إنه عنده شيء..”، لكن أنا الأمر اختلف بالنسبة لي الآن، لأنه صار عندي ابنتي التي أحبها.

لا أتذكر متى قلت هذه الجملة، لكن ربما لأنني كنت مقيمة في لبنان وسعيدة ببلدي، فشعرتُ أنه ذهب مني وضاع، مع ذلك عندي أمل أنني سأجده، لا أعرف.

  • لك تصريح آخر “أحس حالي لا أنتمي لأي بلد.. يمكن اللاجئ محظوظ أنه ينتمي لبلد، لكن أنا لست فخورة أنني أنتمي للبنان؟”. طبعا أقدر شعورك، وكثير منا دخل في مثل هذا الشعور في أوقات الضعف التي قد تمر بها بلاده، لكن ألا تظنين أن هناك جوانب إيجابية لاختلاطك بثقافات عدة؟

كلماتي قلتها لأنه كان عندي غضب بسبب العنصرية في لبنان، وأسلوب التعامل مع العاملات، كذلك بسبب وضع جنسية الولد ومليون قضية، منها فساد السياسيين والنظام وانهيار البلد.

أكيد هناك جوانب إيجابية للاختلاط الثقافي، لكن المحزن أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في بلده، أنا بصراحة لا أحب الاختلاط أثناء الشغل، أفضل أن أجلس في البيت أنا وابنتي نلعب ألعاب فيديو، نختلط مع أصحابها، عملي أيضا في الأفلام العالمية أمر إيجابي أيضا.

الممثلة اللبنانية منال عيسى ترفع لافتة “لا للهجوم على غزة” في مهرجان كان بدورته الـ71

 

•       اشتهرت بردود أفعالك السياسية التي تعبر عن موقف سياسي في محافل ومهرجانات دولية، مثلما فعلت في مهرجان كان السينمائي الدورة الـ71، حين قمت برفع لافتة كبيرة مدون عليها جملة “لا للهجوم على غزة” لتسجيل موقف من العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني خلال التظاهرات المنددة بتدشين السفارة الأمريكية في القدس.

بالطبع تصرفك فيه نبل وتعبير عن الغضب، وقد لاقت هذه اللفتة تعاطفا وتأييدا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي بعد نشر صورتك هذه، لكن سؤالي ألا تخشين أن مواقفك السياسية أو ردود أفعالك هذه قد تؤثر سلبا على مسارك المهني في عالم فن الأداء؟ فمثلا يمكن أن يهتم الإعلام بمواقفك السياسية أكثر من مناقشة أعمالك، أو يعاقبك لوبي الإنتاج الأجنبي على دعمك لفلسطين. والدليل على ذلك أنه أصبح يُطلق عليك لقب “المشاغبة”.

بصوت ضاحك يمتزج بالجدية الساخرة: نعم أنا مشاغبة، ومَنْ لا يعجبه هذا هو حر. ولا أخشى على مساري المهني أبدا، وإذا لم يريدوني في أفلامهم فلن يهمني ذلك، بصدق، لا يهمني هذا الشيء، الصراحة أنني بعد هذا الموقف عملت مع أناس رائعين.

من ناحية أخرى يوجد إسرائيليون يُريدون العمل معي، ويحاولون التحدث معي وأنا أقول لهم “ابتعدوا عني، ابتعدوا عني”، وأظل دوما أتشاجر معهم. وهناك امرأة قالت لي: إذا لم تعملي معهم فلن تصلي إلى أي مكان. فقلت لها: أنا لا أريد أن أصل لمكان أصلا، ليس مهما.

لا شيء يحدث فرقا بالنسبة لي، وأكون سعيدة جدا عندما أتصرف هكذا، ربما أموت غدا وكل هذا يروح، فأنا أريد أن أكون سعيدة بنفسي وفخورة بها عندما أموت.

طبعا في بعض الأوقات أتعرض للخداع، مثلا صورت فيلما واكتشفت أن المخرجة تعمل مع سياسي بلبنان، عرفت بالصدفة -لن أقول اسم الفيلم- ولن أذهب لأي مكان معه عندما يُعرض، سأكمل تصويره فقط لأنني ملتزمة بالتوقيع على عقد، لكنني لن أتحدث عنه ولن أنشر عنه شيئا، وكأنه لم يكن، وإذا سُئلت عنه سأقول إنني لا أحب الحديث عنه لأن المخرجة لم تكن صريحة معي، ولم تخبرني أن أحد السياسيين الفاسدين ساعدها بالتمويل.

كذلك حاولت مخرجة إسرائيلية كثيرا أن أعمل معها وتدعي أنها تحب لبنان وفلسطين، فرفضت تماما، لأنها لن تخدعني، فحبي لفلسطين أبدي.

 

  • عندما وقع اختيارك لتجسيد مشهد فيديو حي مع مؤسسة “أبعاد” بعنوان “حاكم المغتصب وما تحكم عالضحية”.. قرأت تصريحا لك بأنك طلبت من المؤسسة أن تترك لك مساحة من الارتجال، فهل يتحقق ذلك في أدوارك بالأفلام الروائية؟

صحيح أني طلبت منهم أن أرتجل رغم أن السيناريو كان مكتوبا، فقد كان هدفي من الارتجال أن نمنح فرصة لتفاعل الناس كي يصدقوني، لكن الحقيقة أن رد فعلهم كانت فيه قسوة وكان مخيفا.

عندما انتهيت منه كنت أشعر أني لست بخير، فكل ما كنت أطلبه منهم مجرد هاتف أتحدث فيه، أو أن يسلفني أحدهم 2000 ليرة، حتى أركب سيارة أجرة وأعود لأهلي، لكنهم رفضوا مساعدتي، تخيلي.

أما بخصوص أعمالي الأخرى ومساحة الارتجال فيها، فإنه يتوقف على العمل وطبيعة المشهد، ففيلم “دفاتر مايا” مثلا كان اتفاقا بيني وبين المخرجين جوانات حاجي وخليل جريح أن نعمل على المشهد ونطوره، هو في الأساس عمل بيني وبين المخرج، ونقرر ماذا سنفعل سويا.

  • هل الأفلام التي مثلت فيها وتناولت إشكاليات لبنانية عبرت عن كل هواجسك تجاه لبنان، أم ما زالت لديك أفكار ترغبين في تجسيدها والتعبير عنها سواء في لبنان أو الوطن العربي؟

فيلم “دفاتر مايا” وفيلم “البحر أمامكم” وفيلم “الباريسية”، كلهم شعرتُ فيهم بمشاكل لبنان، وفيه بالتأكيد مليون قضية وقصة نحكي عنها، وحالات نفسية وشباب وأمهات من الممكن أن يصنعوا مليون فيلم.

أهم ما في الأمر أن يوجد التمويل والدعم لهؤلاء الموهوبين والأشخاص المناسبين، أن يتوفر إنتاج يساعدهم بأفلامهم، فيكون المخرج مُحاطا بأناس تساعده على تحقيق فيلمه. مثلا أنا بفيلمي الذي أكتبه أحكي عن الشباب في لبنان الذين هم بدون أهل، أو تُركوا ليعيشوا بمفردهم، هذا الموضوع يشغلني كثيرا، وهناك قضايا أخرى كثيرة.

 

  • أنت مشهورة بالجرأة وبالقدرة على امتصاص ردات الفعل الجماهيري والتفاعل معها، فمن أين اكتسبت تلك الجرأة، من والدتك أكثر أم من والدك، وأيهما كان له التأثير الأقوى على شخصيتك، ولماذا كنت تخافين من والدك، وهل تشعرين أحيانا بأن الجرأة قد تكون مُضرة؟

الجرأة ما كانت مضرة أبدا، لا أعرف هل تأثرت بأمي أو أبي، لكن أظن أن الجرأة تأتي من التجارب ومن الخبرة، فلكي تمتلك القدرة على محاولة العيش، فإنك تحتاج جرأة.

بالنسبة لي تصرفاتي لا أعتبرها تتصف بالجرأة، فالمسألة أن لا شيء يحدث فرقا بالنسبة لي، ولا أهتم بما يقول الناس، يهمني فقط أن أعرف هل سيكون المخرج سعيدا بأدائي، وهل أنا مقتنعة بالفكرة؟ غير هذا لا يهمني الكثير.

أنا أحب الحقيقة وأكره الكذب والنفاق، أنا شخص بسيط. أما بخصوص علاقتي بأبي، فأنا أحبه كثيرا، وأما الخوف فلا أعتبره شيئا غريبا، كان طبيعيا أن أشعر بذلك أثناء تصوير بعض مشاهد الفيلم، لأنه برأيي أنه حتى لو كان أبا فرنسيا شاهد ابنته تُقبل شابا فإنه سيُصاب بالجنون، ومع ذلك قلت لدانيال “هذا شغل، ويُمكنه أن لا يشاهد الفيلم لو أراد”، لأنه من الممكن أن أشتغل بعمل آخر فلا يحبه، ممكن أن أختار مهنة أخرى ولا يحبها كما يفعل الأهل أحيانا.

  • ماذا عن أحلامك؟ وهل هناك مشروع حاليا تعملين عليه؟

أعمل على مشروع فيلم للمخرجة سالي الحسيني بعنوان “السباحات”، وهو يحكي عن سارة ويسرا مارديني المهاجرتين من سوريا عبر البحر والبر، عن رحلتهما إلى ألمانيا والقبض على سارة في ليسبوس باليونان مع أصدقائها المتطوعين بتهمة تبيض الأموال والتجسس، بينما الحقيقة أنهم قبض عليهم لأنهم يساعدون اللاجئين.

فيلم بعنوان “السباحات” لسارة ويسرا مارديني، وهما مهاجرتان من سوريا عبر البحر والبر إلى ألمانيا

 

أُجسد بالفيلم دور سارة، ونعمل عليه لصالح نتفليكس، ونحاول أن نحكي عن الفتاتين بطريقة نتمنى أن العالم يستطيع أن يفهمها، فقد اضطروا أن يهربوا ليصبحوا بلا وطن، ثم أخيرا أجلت محاكمة سارة مع الأسف، فهي لا تعرف ماذا ستفعل بحياتها، لكن كل هذا له دلالة، إذ يكشف مدى كره هذه الدول للاجئين.

هذا الشيء مزعج جدا، لا أعرف ما الذي يُمكن أن يحققه الفيلم لتلك القضية، لكننا نحاول أن نبذل أقصى ما بوسعنا للتوعية بها.

أيضا لدي أفلام أخرى، فقد انتهيت من العمل على فيلم ألماني، وكذلك أنتظر فيلم “فوليا”، وفيلم “إلكترا حبيبتي”.