” ملص”: الرقابة العربية على الأفلام “سياسية”

ندى الأزهري

يعتبر "محمد ملص" فيلم "الليل" الأكثر تعبيرا عن مشروعه لتحقيق سينما سورية جديدة.

كان حضوره، حضور لسوريا واستعادة لتاريخها وحاضرها، فسينماه في تجسيدها لعلاقته مع المكان والزمان والذاكرة والفقدان، تعبر بعمق ورهافة عن الواقع السياسي والاجتماعي.  محمد ملص يدرك أحاسيس الآخرين ويحكي عنهم من خلال الصورة، وسيلته الأولى للتعبير، بلغته هو وإحساسه. في فيلمه الأخير “سُلًّم إلى دمشق” تعبير عن كل مشاعر اليأس والإحباط و العتمة التي بداخل السوريين، وسوريا كما أحببناها، وكما نفتقدها، وكما نبكيها…. في هذه المرحلة المؤلمة التي تعصف بها.
المخرج السوري محمد ملص كُرَم في الدورة الـ24 الأخيرة لمهرجان فزول الدولي للسينما الآسيوية في فرنسا التي انتهت في 8 فبراير. بمُنحه درع “الدراجة الذهبية” Cyclo d’O ، شعار المهرجان، عن كافة أعماله وبعرض معظم هذه الأعمال الروائية والوثائقية للمرة الأولى في تاريخ المهرجانات. 
في كل مرة التقاه جمهور المهرجان في ردهات قاعات العرض، كان يقترب منه ويحييه بتأثر معبرا عن إعجابه بأفلامه، لاسيما “باب المقام”، وكان بعضهم يقول أنه شاهدها عدة مرات. أساله عن انطباعاته وهو يلقى الترحاب والحبّ والصالات الكاملة العدد حين عرض أفلامه.
– حين تلقيت الدعوة من المهرجان كنت أعتقد أنه كالمهرجانات الأخرى بمعنى استعادة لبعض الأفلام. كنت أفكر أنه من الصعب عليّ القدوم لأسباب شخصية ومتاعب السفر الراهنة لأي سوري يقيم في بلده، فالعيش في دمشق التي تعاني وضعا غير طبيعيا ليس بالسهولة، حيث تعيش وأنت تنتظر قذيفة عشوائية… لكني أعترف أني حين جئت إلى “فزول” وشاهدت هذا الاحتفاء بسينماي وبي شخصيا، وعرض هذا الكمّ من الأفلام والتكريم والجائزة إضافة إلى طريقة التنظيم، حيث المشرفون يلاحقون كل تفصيل يخص إمكانية وصولي للمدينة، شعرت أني أمام مهرجان يمتلك أهمية خاصة. ثم حين شاهدت هذا الحضور في الصالات العشر المكرسة لعرض الأفلام التي تمتلئ في كل عرض ازداد تقديري للمهرجان وصانعيه الذين يعيشونه ولا يصنعونه فقط من رئيسيه إلى المدير الفني مرورا بالمتطوعين. إنها المرة الأولى التي يعرض فيها 11 فيلم من أفلامي وأكرر أنه في كل يوم وخطوة، كان الجمهور يتقدم ويحييني تحت شعار أريد أن أتبناه من جديد وأكرس قدرتي لحمايته ألا وهو “الشجاعة في التعبير”.

يعبر فيلم "سلم إلى دمشق" عن الواقع السياسي والاجتماعي للسوريين.

 

يمكنني القول إنك “مدلل” الصحافة والمهرجانات في الخارج، يسعى كثيرون للقائك أو لدعوتك للجان التحكيم. هل أثر هذا على إقبال المنتجين أو غيّرهم في تعامل الصحافة والمسؤولون في سوريا تجاهك؟ 
 أستطيع القول إن هذا التقدير الهام والكبير الذي لقيته على صعيد الصحافة وخاصة غير السوريا منها، لم ينعكس على الإطلاق لسوء الحظ، ولأسباب قد تعود لي أو تعود لعالم الإنتاج السينمائي في العالم العربي أو السينمائي العريض، بالاهتمام لما أسعى لتحقيقه من المزيد من الأفلام السينمائية التي كتبت وحاولت تحقيقها استكمالا للمشروع السينمائي الذي كرست له حياتي. تساؤلك صحيح إلى حد كبير، لقيت اهتماما كبيرا ومستمرا إلى اليوم حتى تجاه الأفلام التي حققتها من قبل وامتد ببعضها الزمن إلى سنوات تصل إلى ثلاثين. هذا الاهتمام بها يعود بشكل أساسي إلى كوني أنتمي إلى بلد كان ومايزال بعد الأحداث الأخيرة، مثار اهتمام كبير، وخاصة أن الإنتاج السينمائي السوري الذي سعى إلى تقديم صورة سينمائية حرفية وخاصة، لم يكن إنتاجا متعدد الجوانب وكبيرا. كما أعيد هذا الاهتمام إلى الانجاز الذي تمكنت من تحقيقه ألا وهو فيلم “الليل” الذي أعتبره الأكثر تعبيرا عن مشروعي لتحقيق سينما سورية جديدة. صحيح أن فيلمي الأول لم يكن أقل أهمية ولكن “الليل” هو المعبر عن تصوري السينمائي. كما أستطيع القول أن مشروعي السينمائي خلال المرحلة التي تمتد من منتصف الثمانينات إلى ماقبل الأحداث كان جزءا من مشروع للعديد من السينمائيين السوريين الذين عملوا معا من أجل تجاوز الحدود الصارمة للرقابة السورية ولمأزق الإنتاج الحكومي “السلطوي” ، مشروع تشاركته مع عمر أميرلاي وأسامة محمد وتوّج بتحقيق أفلام مشتركة مثل “نور وظلال”. 

ماهي العوائق التي منعتكم من التعامل مع الإنتاج الحكومي، وماهي التنازلات التي اعتبرتموها خطا أحمر؟
 إذا كنا تمكنا منتصف الثمانينات من تحقيق مشاريعنا السينمائية بحرية ومن تجديد لغة التعبير التي تمكنت من تجاوز الحدود الرقابية، فقد جابهنا بعدها المزيد من الصرامة الرقابية والإزعاج الإنتاجي الذي أدى إلى استحالة تحقيق مانرغب. مادفعني بعدها إلى ضرورة البحث عن وسائل لتحقيق المشروع بعيدا عن الإنتاج الحكومي الوحيد القائم في سوريا حتى اليوم. كان الطريق الوحيد بالنسبة لي هو السعي لتأسيس سينما مستقلة سواء على صعيد الموضوع أم الإنتاج وبالتالي أن نشتق لأنفسنا دربا لايقوم على الميزانيات الضخمة ويستند إلى صناديق الدعم والمشاركات الإنتاجية. هكذا استطعت بعد توقف دام من 1995 إلى 2005 أن أنجز “باب المقام” كأول إنتاج روائي طويل ومستقل. ينطبق هذا أيضا على ما حدث في 2011 وليس “سُلّم إلى دمشق” سوى نتيجة لهذا الخط من العمل بميزانيات منخفضة والاستقلال عن الإنتاج الحكومي. لقد وصلنا كسينمائيين إلى النقطة التي أصبح فيها الإنتاج عن طريق الدولة مستحيلا.

لقطة من فيلم باب المقام للمخرج محمد ملص.

 أعطنا مثالا عن سبب إخفاق أحد المشاريع مع الدولة.
 مشروع فيلم “سينما دنيا”، لقد أدركت أن تقارير الرقابة على السيناريو سوف تؤدي إلى الانتقاص من فكرة وتصور الفيلم. وهو منذ 1996 وإلى اليوم لم يتحقق ومركون إلى جوار ثلاثة مشاريع أخرى!

ولكن الرقابة تضايق السينمائيين في إيران وهم مع هذا يحققون الأفلام!
المقارنة بين الإنتاج في سوريا وإيران هي مقارنة ظالمة! عام 1986 وعبر مشاركتي بمهرجان فجر(طهران)، أتيحت لي الفرصة للاطلاع على صيغ الإنتاج هناك ومقارنته مع الإنتاج في سوريا ونشرت حينها مقالة مطولة حول هذه المقارنة وكان عنوانها على ما أذكر “لقد نجحوا حيث فشلنا”. ذكرت الفرق الكبير بين نظام الملالي في إيران الذي نجح حيث فشل الإنتاج في العديد من البلدان العربية لأنها اختارت احتكار الإنتاج وتوليه بالكامل بعقلية بيروقراطية غير منفتحة، فيما اختار الإيرانيون تقديم العون للأفلام بدلا من احتكارها ما جعل الفرصة متاحة أمام السينمائيين الإيرانيين. وثانيا يعتمد الإنتاج الإيراني الرقابة الدينية فيما الرقابة العربية هي سياسية وثمة فارق بين النوعين إذ تستطيع اختراق الواقع الاجتماعي والاقتصادي والوجداني للناس آخذا بعين الاعتبار الرقابة الدينية بينما تقوم الرقابة السياسية على عدم المس بالواقع وبالحياة اليومية للناس.

على أي فيلم من أفلامك انطبق هذا؟
 حين تورطت المؤسسة العامة للسينما في سوريا بإنتاج فيلم “الليل” ثم لم ترضَ عن النتيجة بمنظارها الرقابي فقد أحجمت عن إتاحة الفرصة لعرضه وتوزيعه على نحو ملائم. تملك الجهة المنتجة القدرة على وضع حد للفيلم بعدم إتاحة الفرصة لمشاهدته، ليس عن طريق المنع كما هو سائد بل بإقصاء وتحجيم انتشاره، تحجيم قد يصل إلى الغاء حضورك في الحياة السينمائية في المجتمع.

يرى ملص أن المقارنة بين الإنتاج في سوريا وإيران هي مقارنة ظالمة.

 عودة إلى الرقابة الدينية والسياسية، الديني يتقاطع مع السياسي في إيران!
 الموضوع ليس المقارنة بين منهاجين في الرقابة فكل رقابة على حرية التعبير مرفوضة وهي في أساسها الغاء لجوهر المشروع السينمائي. لكن حين تلجأ السلطة للرقابة الدينية فهي تنأى بنفسها عن الحال الاجتماعي ذو الابعاد الأخرى. أما الرقابة السياسية فتقوم أساسا على ألا تخالف بعملك شعار السلطة ومشروعها السياسي الذي تدّعي تحقيقه بينما هي في واقع الأمر تدّعيه فقط ولا تنجزه. مثلا، حين تزعم سلطة أنها تحقق التنمية والعدالة فيما الواقع بكل مافيه يراوح في مكانه، والنظام السياسي قائم على الغاء العدالة الاجتماعية فحينها لا يستطيع مشروعنا السينمائي مناقضة ادعاءاتها، وهي بالتالي تحول وتمنع أي مساس يناقض شعاراتها.

 ثمة تغييرات في المؤسسة العامة للسينما في سوريا، من تغيير للمدير إلى عودة الإنتاج الذي كان توقف خلال الحرب، ألم ينعكس هذا على الحركة السينمائية عامة وعليك خاصة؟
 إن الحديث عن السينما بعد 2011 والأجواء التي عاشتها سوريا خلال الأحداث إلى اليوم يتطلب نظرة مختلفة عما كانت عليه النظرة قبل الأحداث. مما لا شك فيه أن أجواء الحرب الحاصلة بين تيارات إسلامية متطرفة وبين سوريا فرض مهاما ومتطلبات مختلفة، ونلاحظ أن هذه الأجواء قد دفعت بالسلطة السياسية إلى تكريس إمكانيات مؤسسة السينما التقنية والمالية للمزيد من الإنتاج ضمن شروط الوضع السياسي الراهن والدفاع عن النظام حتى بأشكاله الدعائية. هذا خارج مشروعي السينمائي القائم على دعوة للتغيير وتحريض عليه وكشف الواقع بصورة عامة.

حصرت الحرب بين التيارات الإسلامية المتطرفة والنظام!
 أحكي عن الحاضر. في بداية الأحداث كان رأيي واضحا وعبرت عنه في فيلم “سلّم إلى دمشق”، ثم سارت الأمور إلى صراع بين قوى متطرفة ذات تمويل خارجي والنظام مما تطلب إنتاج هذه الافلام وهي خارج انشغالاتي السينمائية. لديهم مشروعهم ولا تغيرات في المنهج أبدا، بل إن الأحداث أعطت المؤسسة الحق بالانصراف عن المشاريع السينمائية العامة إلى مشاريع تتعلق ببلد يعيش هذه الأوضاع.

ما مستوى هذه الأفلام فنيا؟
– الكثير منها يفقد سينمائيتها مقابل الصيغة التحريضية المشوهة للواقع. إنما استطاع قليل من السينمائيين أن ينجو برؤية سينمائية بالحد الأدنى ويقدم فيلما يمتلك تقديرا جيدا في بعض المهرجانات.

تسعى السلطة السياسية إلى تكريس إمكانيات مؤسسة السينما التقنية والمالية للدفاع عن النظام.

 قررت البقاء في وطنك رغم الأحداث، فماذا تفعل في يومك؟
 كانت السينما والفيلم بيتي واليوم حين يغيب الفيلم يغدو البيت هو البيت! ودفء البيت يكمن في المشروع الذي تكتبه فيلما أم كتابا. الكثير من المعارف والأصدقاء إما أنهم كفوا عن التواصل أو غادروا نحو بلاد أخرى أو إلى الآخرة! فما الذي يمكن أن يتاح لك تحقيقه خلال هذه السنوات المريرة الصعبة التي تحياها في ظل أجواء الأحداث في سوريا؟ أن تحاول رصد رؤيتك لها وأن تواجه يوميا ذلك الأسر اليومي عبر الكتابة. لذلك استطعت متابعة طموحي الأدبي بنشر بعض الكتب وكتابة مشروعات سينمائية ومحاولة إيجاد الفرصة لتحقيقها. 
حاليا لدي مشروع (صفر واحد واحد) الذي يتحدث عن دمشق 2016 والذي اعتزم تصويره في الأشهر القادمة بعد أن أحظى بالتمويل وهو يعبر تماما عن بحثي ليس فقط عن الزمان والمكان المفقودين كما كنت أفعل في أفلامي السابقة بل البحث عن البلد الذي عاشت تهديدا حقيقيا بالافتقاد. لذلك اخترت هذا العنوان الذي يعتبر رمزا (هاتفيا) لدمشق وحكاية ماجرى.

 وماذا تكتب؟
أردت عبر الكتابة محاولة رؤية التجربة التي عشناها بنظرة تنتمي إلى نقد الذات فيما حاولناه ولم نحاوله، واكتشاف نقائص التجربة الثقافية الخاصة بالسينما في سوريا. ومن هنا في “وحشة الأبيض والأسود” حاولت رؤية التجربة بنظرة نقدية لعلنا نخفف من شعور…

بالذنب؟
 نعم بالذنب لما آلت إليه الأمور. هذه التجربة تخصّ جيلا من المثقفين والسينمائيين. وفي الكتاب الذي سينشر قريبا “الحياة قصاصات ورق على الجدران” أردت العودة من جديد للتجربة السينمائية من خلال المشاريع التي حققها السينمائي قيس الزبيدي وهذا إضافة للسيناريوهات التي لاتجد منتجا حتى اليوم. مثل “الدنيا” و”ليس للبراق عينا”.

 هل فكرت باعطائها لأحد من الجيل السينمائي الجديد في سوريا؟ وهل ثمة من تجد نفسك فيه؟
بالنسبة للسيناريو، فكرت ولم اقترح بعد لسبب يعود إلى ما يمكن أن يتعرض له المشروع من الجهة الحكومية. فالعقلية السائدة لديها يجب أن تتغير لتتحقق هذه المشاريع. ومن هذا الجيل ثمة من يملك تصوره السينمائي وهو محمد عبد العزيز، لايمكن القول إني أجد نفسي فيه لأنه يحمل مشروع سينمائي حرّ ونقي بالإضافة للموهبة.

كُرَم المخرج السوري في الدورة الـ24 الأخيرة لمهرجان فزول الدولي للسينما الآسيوية في فرنسا.

 أعود إلى الشعور بالذنب ومراجعة للنفس وما آلت إليه الأمور؟ ما النتيجة التي خرجت بها؟
 أي نظرة للحياة الثقافية التي عاشها وساهم بها جيل من المثقفين السوريين تتيح ملاحظة أننا كثيرا ما تهاونا مع القبول والاحتمال والانتظار دون أن ندرك راهنية وأهمية الرفض، خاصة وإن الأنظمة كانت أكثر ذكاء في استثمار الشعارات السياسية وإسقاط الجميع في حمأتها من خلال أهمية الشعارات الوطنية. كانت، أي الأنظمة، هي الكاذبة ونحن المصدقون. لنتصور اليوم على سبيل المثال لا الحصر أن هزيمة حزيران لم يقابلها من شعارات سقط بها المثقفون والثقافة آنذاك كشعار “الهزيمة كان هدفها اسقاط الأنظمة التقدمية”. لقد صدقنا لأننا لم ندرك لا وطنية هذه الأنظمة من خلال ممارساتها ومن خلال جوهرية الأسس القائمة عليها هذه الأنظمة، وأقصد هنا بهذه الجوهرية سياسة القمع الشامل. هذا واحد من الأمثلة التي تتطلب هذه المراجعة لاسيما بعدما آلت إليه الأمور سواء على الصعيد الوطني أو السياسي أو الاجتماعي. ترى ألم يكن شعار الديمقراطية أولا هو الأكثر أهمية بعد هزيمة حزيران؟

ما كان على المثقف السوري فعله آنذاك ولم يفعله؟
 كنا كلما حاولنا الترميز والإيحاء تواجهنا مقولة “لاتمسوا النظام التقدمي، انتبهوا”! كان علينا الرفض فأي أنظمة تقدمية هذه؟! أعتقد أن جوهر الأزمة يكمن في أن حسّ الرفض لم يولد ولم يتم العمل لتنميته وتحويله إلى موقف مستمر. 

 لم تغادر سوريا مع المخاطرة باتهامك أنك ضد التغيير؟
 في ظروف كتلك التي نعيشها اليوم كثيرا ما تنقلب الحقائق والأفكار على عكس ما هي عليه. لذلك ساد بين الذين خارج سوريا أو داخلها الكثير من المفاهيم التي هدفت إلى تغييب الحقائق والأولويات الخاصة بالمرحلة الحاصلة. ولم يكن غريبا أن الفكرة التي تمسّك بها المؤيدون للنظام هي “وضع الناس في خنادق” لتحويل الحالة إلى معارك وتلاسن وإطلاق نار متبادل. هذه الخندقة الضيقة وقع بها المعارضون في الخارج أيضا وهذا ما اقصده بالحقائق المقلوبة. أصبح السؤال لماذا بقيت بدلا من لماذا رحلت؟! وهذا دون تجاهل الظروف التي تعرّض لها الجميع ودفعت البعض للخروج. بالتأكيد ثمة من لم يكن أمامه أي مفر آخر غير المغادرة ولابد من احترام وتقدير هؤلاء، ولكن الخروج أم البقاء هو السؤال الجوهري وكيف لا تعتبر نفسك قبل الجميع سواء أكانوا مهددين أم لا. هذه هي بلدي فيها ولدت وعلى أرضها أريد أن أموت.
وحين اخترنا الثقافة كتعبير فقد اخترنا الدعوة للنهوض وللتغيير والانتقال من الديكتاتورية إلى الديمقراطية ومن القمع إلى الحرية.

يقول "ملص" هذه بلدي فيها ولدت وعلى أرضها أريد أن أموت.