“روح الواحة”.. رحلة فلسفية في واحة مغربية عامرة بألوان السعادة

لم يشأ المُخرج المغربي هشام باحفيظ في فيلمه الجديد “روح الواحة” أن يبتعد كثيرا عن سكّان واحة درعة في جنوب المغرب المُنفتح على الصحراء المنبسطة على مدّ البصر، حيث يلتقي المخرج بسبع شخصيات مختلفة من هذه الواحة العامرة، وتفسّر كل واحدة منها معنى السعادة من وجهة نظر روحية وأخلاقية مرتبطة ببساطة العيش، بعيدا عن الجوانب المادية التي يمكن أن نتلمّسها في الحياة المدنية المتحضرة.
لم يكن اختيار المخرج لهذه الشخصيات السبع اعتباطيا، بل لأنه أراد أن يسلّط الضوء على مستويات مختلفة من البشر، فمن بينهم بائعة المنتجات التراثية، والموظّف في حقل السياحة، والأستاذ والباحث الأكاديمي، وصاحب محل التوابل، والحارس لبناية حكومية، والطالب الصغير السن، والكاتبة والفنانة التشكيلية التي تعيش على مهنتها الإبداعية وما تدرّه عليها من أرباح مادية بسيطة، لكنها مُقنعة وتفي بالغرض المطلوب.
وعلى الرغم من بساطة بعض الشخصيات، مثل الحارس محمد المرابط، والصبي الطالب محمد عليلي، فإن الشخصيات الأخرى ترتفع بأحاديثها إلى مستويات متقدمة ومقاربات فلسفية واضحة، كما هو الحال مع موظف السياحة عزيز العوجة، والأستاذ والباحث رحموني دهمان الغفيري، وما تنطوي عليه أحاديثه من مقاربات فلسفية جميلة ولافتة للانتباه.
“كل شيء مُقدّر من الله جلّ في علاه”.. مقاربات السعادة
يستهل المخرج هشام باحفيظ فيلمه برأي السيدة خديجة المربوح بائعة المنتجات التراثية التي تقرن وجود الأشياء كلها بوجود السعادة، فإذا غابت السعادة غابت الأشياء كلها، وإذا ضاعت السعادة داخل الإنسان فلا يمكن أن يجدها حوله.
وهي تريد لكل الذين معها أن يكونوا سعداء في البيت والشارع والعمل، وبما أنها امرأة قدرية، فإنها تؤمن بالضرورة بأنّ كل شيء مُقدّر من الله جلّ في علاه، وعلى الإنسان أن يرضى بما قسمهُ الله له، وأن يكون مُقتنعا به، سواء أكان صحة أم مرضا، عملا أم بطالة. وحينما يقتنع الإنسان بهذا المصير المقدّر من الله سبحانه وتعالى فإنه سيكون سعيدا ومرتاحا وخالي البال من أي هموم أو منغّصات جانبية.

لا يستطيع عزيز العوجة الموظف في حقل السياحة أن يقدّم لنا تعريفا مُحددا للسعادة، وذلك لأن الفلاسفة من وجهة نظره اجترحوا لنا تعريفات شاملة لا يمكن حصرها بكلمات وعبارات محددة، وهو يرى أنّ السعادة لا ترتبط بزمان ومكان محددين.
ويسوق لنا مثلا من خلال تجربته الشخصية، حيث عمل مع أحد الألمان في قرية خميلة، وكان أطفالها يفسّرون السعادة بمقاربات بسيطة لا تتعدى أن يأتي الأب باللبن لأولاده، أو تصنع الأم كعكة لأبنائها، فتجعلهم سعداء إلى حد بعيد.
يرى عزيز أن أمورا بسيطة قد تحقق السعادة، مثل اللقاء الجماعي وطهي الطعام والاسترخاء والضحك، لأنها على الأقل تساعده على الهروب من الحياة الرتيبة الخانقة، وتساعده على التخلّص من ضجيج الأماكن المكتظة.
تعاريف السعادة.. اختلاف المشارب الثقافية والعمرية
يرى الأستاذ والباحث رحمون دهماني الغفيري أن السعادة مرتبطة بثالوث الإنسان الرحّال والطبيعة والحيوان، فالإنسان الرحّال يرى سعادته في الطبيعة حينما تهطل الأمطار ويتوفر الماء وتخضّر الأرض، وحينما تعشوشب الأرض ترعى فيها الحيوانات، خاصة مواشي الرّحالة في المناطق الصحراوية التي تكون سعيدة ومليئة بالحيوية والنشاط لتوفر العشب والماء، وهو يعتبر هذه العناصر الثلاثة كائنات حيّة، وإذا توفرت فسوف تتحقق السعادة، وإذا سقط منها طرف فإن السعادة ستنقص أو تنثلم حتما.

يرى بائع التوابل رشيد المدني أنّ مفهوم السعادة يختلف من شخص لآخر، فهي بالنسبة للفرنسي سعادة اللحظة، وبالنسبة للإنجليزي فهي الأمل، أما عند المسلم فهي تمثل رضى الله سبحانه وتعالى.
والراوي يشعر بالسعادة عندما يقوم بعمل الخير ومساعدة الآخرين، فالسعادة عنده ليست مفهوما فرديا، وإنما هي مفهوم جماعي يستفيد منه أكثر عدد ممكن من الناس. فما إن تحقق الفرح والمتعة للآخرين حتى تشعر بأنك سعيد. كما أن الحرية والمساواة والعدل تجعلك تشعر بالسعادة حينما تتيقّن بأن الناس متساوون أمام القانون، أو أمام أي سلطة أخرى، بينما التفرقة والتمييز العنصريين يجعلانك تشعر بالإحباط والتعاسة.
يبدو أن المخرج أراد إشراك كل الأعمار، فاختار الصبي الطالب محمد عليلي، ومنحنا الفرصة لنرى كيف يفهم السعادة ويفسّرها وهو في هذه السن المبكرة، فيسوق لنا عددا من الأمثلة العفوية والبسيطة، من بينها “أن تطلب من أبيك دراجة هوائية، وحينما يجلبها لك تكون أنت سعيدا، أو تطلب منه أن يأخذك إلى بِركة السباحة، ويفعل ذلك تكون أنت سعيدا، وإذا طلبت منه أن تذهب في رحلة ويوافق تكون سعيدا، وحينما تطلب منه أن تخرج مع أصدقائك ولا يقبل فإنك تشعر بأنك غير سعيد”.
تحقيق الأحلام.. خيالات ترسم ملامح السعادة
لا تشطح الكاتبة والفنانة التشكيلية أمينة ناصري بعيدا في الخيال، فهي سيدة واقعية جدا ومكتفية بما لديها من موهبة وإبداع، وستكون سعيدة إذا أنجزت فكرة ما كانت تدور في ذهنها، ورأت طريقها إلى ورق الرسم أو قماشة الكانفاس، وهي لا تفكر بالمردود المادي، لأن المتعة في تجسيد الفكرة وتحقيقها على أرض الواقع، وستكون سعيدة أيضا إذا ما أنتج الآخرون نفس الأفكار التي تجول في مخيلتها المتوقدة.

ربما يكون الحارس محمد المرابط هو أكثر الشخصيات المحاوَرة قدرية، فهو مسيّر ويؤمن بقضاء الله وقدره، ويرى بأن السعادة هي الشعور بالراحة والهناء، وهو فرح وقنوع تماما بما أعطاه الله وأغدقه عليه، ولا يهمه أن يكون غنيا أو فقيرا، وإنما يشكر الله على وجوده في هذه القرية التي استقرّ فيها وجعلته يعيش في غبطة وسعادة.
لا شكّ أنّ المخرج هشام باحفيظ قد بنى فيلمه بطريقة رصينة حينما قسّمه إلى ثلاثة أقسام، يتناول في كل قسم أحد المفاهيم الثلاثة التي تتوزع بين السعادة وراحة البال والمال، كما يعقد مقارنة بين الحياة الصحراوية في واحة درعة، وبين الحياة المدنية المتحضرة التي نرى فيها شبابا من كلا الجنسين وهم يرقصون في مقصف ليلى، لكي يحققوا جانبا من السعادة التي يتوقون لها.
“لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ”.. حياة بين المد والجزر
تعرّج خديجة المربوح بائعة المنتجات التراثية على مفهوم راحة البال، وتقول إذا منحنا الله الراحة الذهنية -وهي نعمة كبيرة- فيجب أن نتمناها للآخرين، وهي تحضُّ الآخرين على أن يحبّوا للناس ما يحبونه لأنفسكم، وأن يكرهوا لهم ما يكرهونه لأنفسهم.

ولعلها تذهب أبعد من ذلك حينما تقول: أن تستيقظ صباحا وتكون قادرا على استعمال يديك لتتوضأ وتصلي، ثم تذهب لمزاولة عملك، فهذه هي راحة البال، وأن تكون على وفاق مع أهلك وجيرانك وأصدقائك، وأن لا تعادي أحدا، ولا تنظر إلى الأثرياء والموسرين الذين يتمرغون بالملذات، وإنما أنظر إلى الناس الفقراء والمرضى والمحتاجين الذين إذا وجدوا طعاما أو لم يجدوه؛ شكروا الله وناموا مرتاحي البال.
يلفت عزيز العوجه نظرنا إلى أنّ الحياة بمعناها الشمولي هي مدٌّ وجزر، آمال وآلام، أحلامٌ وأحزان، ابتسام ودموع، أمّا راحة البال فتتمثل بالراحة النفسية والسكينة التي يظفر الإنسان بها، ويستشهد بالآية الكريمة التي تقول “لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ”، ويفسّر الكبَد بالمعاناة والمشقّة، لكنه يذكِّرنا بالثنائيات المُتضادة، فالحياة تتكون من مشقة ورخاء، وهذا الرخاء أو راحة البال لا يمكن أن يدوم إلى الأبد، وكما أسلف عزيز فإن السعادة لحظوية، ولا يمكن أن تكون دائمية، فالاسترخاء يأتي بعد التعب والإرهاق والإعياء.
“الطبيعة سعيدة بوفرة مائها، والحيوان سعيد بوفرة مائه وطعامه”
يفسّر الأستاذ رحمون راحة البال على طريقته الخاصة وفهمه المنبثق عن المكان الذي يعيش فيه الإنسان الرحّال أو المتنقِّل، فعندما تغرب الشمس وتكون إبلهُ ومواشيه قد أكلت جيدا، وأطفاله قد أخذوا كفايتهم من اللعب واللهو، فإنه ينام جيدا في تلك الليلة، فهو لا يعيش شهرا بشهر، وعاما بعام، وإنما لحظة بلحظة.

وهو يتفق مع عزيز الموظف السياحي الذي يؤكد على لحظوية السعادة وآنية راحة البال، وحينما يرى الرحّال أنّ إبله ومواشيه قد أكلت وشبعت وشعرت بالسعادة فهو يشعر تلقائيا براحة البال، لأن الطبيعة كانت سعيدة بوفرة مائها، والحيوان سعيد بوفرة مائه وطعامه، والإنسان سعيد بتحقق العناصر الثلاثة المُشار إليها سلفا.
ويرى رشيد المدني أن السعادة التي نتحدث عنها وهمية تماما، وأنّ السعادة الحقيقية وراحة البال تتحقق في الممات، وهي اللحظة التي يتخلى فيها الإنسان عن كل المسؤوليات التي كانت تُثقل كاهله.
الصبر والانهماك في العمل.. خدعة تحصيل راحة البال والسكينة
لا يستطيع الصبي الطالب محمد أن يجاري المتحدثين الستة بقوة أفكارهم وتصوراتهم، فهو يرى أنّ راحة البال تتحقق “إذا خرجتَ من المنزل وعُدتَ إليه بخير من دون أن تتضارب مع أحد”.
أمّا راحة البال بالنسبة للكاتبة والفنانة التشكيلية أمينة ناصري فهي أن تنهمك بتنفيذ الفكرة التي توقدت في ذهنها، وتحققها في عمل فني يرضى هاجسك الإبداعي لكي تنام بعمق وسكينة، وهي لا تقارن نفسها بالفنانين الآخرين الذين يمتلكون أفكارا فنية أفضل منها، لأنها إنسانة طبيعية وغير متكلِّفة، تحب البساطة، وتعشق الناس المتواضعين الذين لا يعرف الغرور والتصنّع طريقه إليهم.

يبسّط محمد المرابط الأمر إلى درجة كبيرة حين يقول إنّ الناس بمختلف مستوياتهم الاجتماعية، سواء أكانوا أثرياء فاحشين أو فقراء مدقعين؛ كلهم يذهبون إلى السوق ويشترون ما يسدُّ رمقهم، فهم يعيشون يوما بيوم، ولا يمكن لأحد أن يعيش إلى الأبد.
وهو يطلب من الجميع، وخاصة الفقراء والمعوزين، أن يكونوا صبورين، وإلاّ فسوف تنتهي حياتهم بالفوضى. ولكي يؤكد لنا صبره وجلده يقول: أمضينا ليالي طويلة بدون طعام، ومرِضنا، وقطعنا دروبا طويلة، ومع ذلك فقد فرحنا، ولم ينل منا الحزن أو اليأس.
“إن النقود هي التي تجعلنا نعيش التعاسة بترف”
ما بقي من المثلث هو الضلع الثالث والأخير، وهو المال، فخديجة المربوح ترى أن المال ليس شيئا مهما في الحياة، رغم أنك تستطيع أن تشتري أشياء جميلة ومفيدة، وتذكِّرنا بالآية القرآنية الكريمة التي تقول “الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا…”، وهي عادة غالبة ومعروفة عند العرب.
ورغم تعلّقها بالصناعات التقليدية، فإنها لم تركّز على جني الأموال فقط، وإنما استفادت من هذه المهنة الشعبية بالحصول على سمعة جيدة، وعلى علاقات جديدة ومبادئ جميلة، وتبادل خبرات وتجارب لم تألفها من قبل.
يعرِّف عزيز المال بطريقة فلسفية حين يقول: إنّ النقود هي محرّك التاريخ، ولا غرابة في أن نعمل جميعا من أجل الحصول على النقود، فإذا أردت منزلة اجتماعية رفيعة فلا بد أن تكون عندك نقود، بغض النظر عن ما إذا كنتَ متعلما أو جاهلا، مُجرما أو دكتاتورا، لأن النقود تلغي كل شيء.
ويصف الراوي مجتمعنا بأنه متآكل ومنخور بسبب ماديته، ثم يستعين باقتباس من أحد الفلاسفة الذين يقولون “إن النقود هي التي تجعلنا نعيش التعاسة بترف”، لأن النقود رغم أهميتها لا تخلق السعادة، ولا يمكن أن تشتريها، ولو صادف أن جلسنا مع الناس الأثرياء الذين نحسدهم على ثرواتهم أو نغبطهم عليها، لاكتشفنا حجم تعاستهم.
“صاحب قرعة الماء أغنى من الرجل الثري”.. حياة الصحراء
يجزم الأستاذ والباحث رحمون بأنّ المال عند الإنسان الرحّالة هو وسيلة بسيطة فقط وليس غاية، ويضرب مثلا واقعيا حين يقول: لو أن رحّالة يملك 100 مليون دينار، والآخر لا يملك سوى قرعة ماء في ذلك الفضاء الصحراوي، فإن صاحب قرعة الماء هو أغنى من الرجل الثري، لأنّ الماء أكثر قيمة من الأوراق المادية في قلب الصحراء.
ثم يضرب مثالا آخر عن حياة الرحّالة في الصحراء الجنوبية في المغرب، فالعائلة التي تمتلك آلاف الإبل والماعز قد تحتاج إلى رحّالة يساعدهم في الرعي والعناية بهذه الماشية، وعندما يستدعون أحدا للعمل معهم يعاملونه معاملة الند للند، فهو يأكل أكلهم ويشرب شربهم ويعيش بمستواهم، وإذا عنَّ له بعد عشر سنوات أن يتوقف عن العمل لسبب ما فإنهم يعطونه خيمة وعددا من الإبل والماعز، ويتمنون له السلامة والعيش الرغيد.

وهم يعرفون سلفا بأنّ هذا الرحالة سوف يحافظ على إبلهم الموسومة بوسم خاص على الرقبة أو الساق أو الفخذ، وأن هذه الإبل تعود للعائلة الفلانية المعروفة في المضارب الصحراوية، ويخلص إلى القول بأن المال في الصحراء مرتبط بالماء وليس بشيء آخر.
“أفضل اختراع ابتكره الشيطان لكسب الإنسان والسيطرة عليه”
يؤكد رشيد المدني صاحب محل التوابل بأن المال لا يمكن أن يشتري السعادة، لكنه وسيلة لتحقيق المتع العابرة، وربما تؤثر هذه المتع على صحة الإنسان وتكون سببا في تعاسته، فالمال هو بمثابة الملكية أو المظهر الأساسي للأنانية أو الفردية. وخطر المال -في رأي عزيز- قد يؤدي بالإنسان إلى بيع الشرف والكرامة والحرية، ويصفه بأنه “أفضل اختراع ابتكره الشيطان لكسب الإنسان والسيطرة عليه”.
لا تذهب مخيلة الصبي محمد إلى أبعد من فضاء البيع والشراء، فالمال هو الذي يمكِّننا من من شراء البيض والجبن والحليب إذا ما أردنا أن نفطر، وبالنقود نستطيع أن نشتري ملابس العيد، والأزواج لا يستطيعون إطعام أطفالهم الصغار ما لم تكن لديهم نقود، وإلا فسوف يموتون من الجوع.
وقود حياة الإنسان ونقش طموحاته.. فلسفة المال
تعتبر الفنانة التشكيلية أمينة ناصري بأن النقود هي وسيلة من الوسائل الدنيوية التي نحتاجها، لكنها ليست الهدف الأساسي في الحياة، فالمهم عندها هو تنفيذ أفكارها وتجسيدها على الكانفاس أو الخشب أو أي سطح تصويري آخر، وتختم حديثها بأنّ النقود لا تستطيع إسعادها، وهذا هو منظورها في الحياة.
بينما يرى محمد المرابط بأن النقود تسهّل حياة الإنسان وتيسّرها، وأن الذي يفتقر إلى النقود عليه أن يطلبها من الله سبحانه وتعالى.

يعتبر رشيد أن السعادة هي قيمة عليا، ومن الصعب تحقيقها لأنها مرتبطة بالمال وراحة البال، وهي تحتاج إلى المشاركة مع الآخرين، وإلا فقدت قيمتها، ولما استطاعت أن تصل لراحة البال المنشودة.
يخلص رحمون إلى القول إن حياة الترحال هي تداخل بين الإنسان والحيوان والطبيعة، وهي فلسفة مبنية على أمور روحانية وليست مادية، كما هو الحال في الحياة المدنية المتحضرة.
وحسنا فعل المخرج هشام باحفيظ حينما ختم الفيلم بمشهد لحفلة راقصة يشارك فيها شباب من الجنسين وهم يمارسون حريتهم الشخصية في الرقص والموسيقى الإيقاعية الصاخبة التي تُبدِّد تعب الأيام الساخنة في الليل البارد.
هشام باحفيظ.. رصيد من الأفلام الوثائقية
جدير بالذكر أنّ هشام باحفيظ من مواليد عام 1985 بزاكورة في المغرب، وقد درس التصوير السينمائي في جامعة القاضي عيّاض بمراكش، وإدارة الإنتاج السينمائي في معهد متخصص في المهن السينمائية، وحصل على بكالوريوس في الآداب الحديثة من مدرسة أحمد بن ناصر في زاكورة.
أنجز هشام عددا من الأفلام الوثائقية والقصيرة، من بينها “رسالة إلى السماء” و”سعادة الوادي” و”أحلام خلف الكثبان الرملية” و”صرخة” و”وشاح أحمر” و”القرية” و”روح الواحة”.