“ملتقى البر والبحر”.. صراع الكائنات الحية حول السواحل الخلابة

رمال بيضاء، شواطئ فيروزية، وخلجان رومانسية تصطف عليها أشجار النخيل.. في نظر الكثيرين هذه هي الجنة. يشق الملايين سنويا طريقهم إلى أجمل شواطئ العالم للاستجمام واللعب وإعادة شحن طاقاتهم. سواء كانوا يعيشون بجوارها أو أتوا في زيارة، كان على البشر أن يتعلموا تشارك الشواطئ مع الآخرين، فسواحل الأرض توفر ملاذا لمختلف أنواع المخلوقات.

يعرض فيلم “ملتقى البر والبحر” -الذي بثته “الجزيرة الوثائقية”- عددا من أشكال الحياة على الحدود بين البر والبحر، وهي مواطن لا تُقدّر بثمن؛ فجزر الكاريبي مثلا تشتهر بشواطئها الطويلة، وأشجار النخيل الرائعة، ومياهها الصافية، وحياتها البحرية المذهلة، فهناك تزدهر مروج الأعشاب البحرية في الخلجان الضحلة والرملية وتجذب بعضا من أكبر الثدييات البحرية في العالم.

خراف البحر.. خدمة المستنقعات التي لا تقاوم

خراف البحر المعروفة أيضا باسم أبقار البحر تلتهم الطعام، فهي تطفو بهدوء عبر المياه الدافئة، وتعود كل بضع دقائق إلى السطح لتلتقط أنفاسها، وتقدم مستنقعات منغروف خدمة يمكن لعدد قليل من خراف البحر المغطاة بالطحالب مقاومتها، حيث تتناول مجموعات من الأسماك المنظفة وجبة خفيفة على الجلد الذي يغطيها.

وبينما تتجول خراف البحر في الماء، يباشر عمال النظافة العمل، فكلا الجانبين يستفيد، وتستمتع الأسماك بالوليمة. وتجد “بقرة البحر الانسيابية” والأخف وزنا نوعا ما سهولة في الانزلاق عبر الماء.

“بقرة البحر” الذي ينزلق بسهولة عبر الماء، وتتجمع على أجسامها طحالب تتغذى عليها الأسماك

تجذب جزر الكاريبي الكثير من الزوار، فالشمس والرمال والبحر هي المكونات الأساسية لعالم الأحلام.

جزر البهاما هي وجهة شهيرة لقضاء العطل وموطن لمشاهد غير عادية، فلا شيء أفضل من اللعب بالمياه الدافئة الاستوائية والاستمتاع بحياة هادئة، وتوفر شواطئ البحر الكاريبي البساطة والراحة للبشر والحيوانات.

ساحل الهيكل العظمي.. مستعمرات الفقمة تجذب المفترسات الداهية

على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، لا يوفر ساحل الهيكل العظمي أمرا مماثلا، فهو واحد من أشد شواطئ الكوكب قسوة، حيث يتناثر حطام مئات السفن على ساحل المحيط الأطلسي في ناميبيا، ويشهد بصمت على قوة البحر الوحشية والمميتة.

تبدأ صحراء ناميبيا حيث ينتهي الساحل، وهي واحدة من الصحاري الساحلية القليلة على الأرض، وتشكل عالما عدائيا وجافا وعاصفا، فالساحل الصحراوي مكان قاسٍ لا يمكن العيش فيه نهارا، ولا يختلف الليل عن النهار كثيرا.

ومع أن ساحل المحيط الأطلسي لناميبيا غير مضياف، فإنه موطن لمستعمرات الفقمة التي تصطاد في المياه الباردة قبالة الطرف الجنوبي لأفريقيا، إذ تجذب مجموعات الفقمة الكبيرة الحيوانات المفترسة الداهية مثل الضبع البني ومنافسه ابن آوى الأسود.

خلال موسم التكاثر تأتي 20 ألف فقمة إلى خليج بيكر، حتى يصبح الخليج أرضا مثالية تصطاد فيه الضباع التي تقضي الكثير من الوقت في ملاحقة الثدييات البحرية، وهي عملية ليست سهلة، خصوصا في حضور الفقمة الأم التي يتعين عليها العودة إلى الماء لتصطاد هي الأخرى ما يناسبها ويجعلها قادرة على إنتاج الحليب لإطعام صغارها.

بيض التماسيح.. جيش المفترسات القادم إلى الماء

هناك خلف الكثبان الرملية على الحافة الشرقية لجنوب أفريقيا، تمتد غابات ساحلية شبه استوائية كبيرة تضم بركا صغيرة. تستجيب أنثى التمساح لنداء مجموعة من البيض المطمور على ضفاف بركة، في إشارة إلى اقتراب خروج التماسيح الصغيرة من البيض.

تساعد الأم على إزالة الرمال بعناية، وترحب بأول فقس بطريقة غير عادية؛ يجب أن يصل صغارها إلى الماء في أسرع وقت ممكن فتحملها بفمها لتنقلها، يمكنها حمل نحو 10 صغار في فمها.

بمجرد خروج صغار التماسيح من بيوضها، تتوجه بغريزتها مباشرة إلى الماء

تنتقل المجموعة الأولى من التماسيح الصغيرة إلى الماء وفي الوقت نفسه يستمر المزيد منها في الخروج من البيض. وتحدد درجة حرارة البيض أثناء الحضانة جنس التمساح، فيمكن لدرجة مئوية واحدة فقط أن تصنع الفارق بين الذكر والأنثى. وبمجرد خروج الصغار من القشرة بالقوة، لا شيء يمكن أن يوقفها، فهي تعرف غريزيا أين تجد الماء.

مصب نهر آمور.. وجبة الدببة التي تتربص بها أكبر قطة في العالم

في الربيع تتجمع طيور البَفَن الأطلسي (ببغاء الغطّاس) البحرية المميزة في مستعمرات ضخمة على جزر صخرية في شمال المحيط الأطلسي، ويستقر أكثر من 40 ألف طائر في هبرديز قبالة ساحل أسكتلندا كل عام، وهي تقيم أعشاشها على منحدرات قريبة من الماء، ويقضي البفن معظم العام في البحر، ويتغذى على الأسماك الصغيرة كالرنجة ورمح الرمل.

وعلى بعد آلاف الكيلومترات، تحجب الغيوم الحدود بين اليابسة والمحيط الهادئ. ففي “مضيق تارتاري” بين بحر اليابان وبحر أوخوستوسك يقع مصب نهر آمور، حيث تتنافس الدببة البرية على أفضل الأماكن، ثم تأتي مئات الآلاف من أسماك السلمون الوردي لتكون وليمة ضخمة للدببة، في حين تنتظر النوارس الفضلات. ويقضي السلمون أياما متعددة على الساحل، ويتأقلم مع المياه العذبة، ثم يتحرك في الأنهار ليتكاثر.

الدببة البنية تبحث عن سمك السلمون الوردي الكبير إلى جانب مئات من طيور النورس

لا ينقص الدببة البنية الغذاء على طول الساحل الوعر، لكن ثمة حيوان مفترس يتربص، فالشواطئ الصخرية في الشرق الأقصى لروسيا هي مناطق صيد نمر آمور، ويمثل الدب الصغير أو المصاب وجبة سهلة لأكبر قطة في العالم. ويترأس نمر آمور السلسلة الغذائية في المنطقة، فعدد قليل من الحيوانات في مأمن منه بفضل المرتفعات شديدة الانحدار المطلة على البحر.

وبينما يمتص المحيط كميات هائلة من طاقة الشمس، يصطدم تيار جنوبي دافئ برياح قطبية جليدية في مضيق تارتاري، فحتى في فصول الشتاء القاسية لا تتجمد أجزاء من الساحل على الأقل، وتقذف الأمواج عشب البحر على الشاطئ، حيث تقع غابات كاملة من الطحالب البنية تحت سطح البحر الغني بالمغذيات، ويجذب عشب البحر -الذي لا يُقاوم بفضل المعادن والملح- غزلان السيكا من الغابات الداخلية وصولا إلى الشواطئ، لكن على الغزال أن يظل يقظا وحذرا من نمر آمور.

منحدرات فوكلاند.. فراخ البطريق الجائعة على القمم الشاهقة

تجذب المنحدرات الصخرية لجزر فوكلاند سكان البحر في القطب الجنوبي للخروج من الماء إلى الشاطئ، فطيور البطريق الجنوبية الصخرية تقفز من الأمواج، وتحمل الطعام لصغارها في بطونها، ويتشارك آباء البطريق المسؤولية عن الصيد وإطعام الفراخ.

التنقل في منحدرات جزر فوكلاند الشاهقة والخطرة ليس بالأمل السهل على قاطني الصخور، ففيها تبني طيور البطريق أعشاشها عاليا في الصخور بعيدا عن رذاذ البحر الجليدي، وعليها أن تخوض رحلة شاقة كل يوم مُثقلة بطعام صغارها.

مجموعة من طيور البطريق الصخرية التي تستطيع تسلق الصخور

وعلى مدى قرون تنقّلت البطاريق ذهابا وإيابا على الجزيرة حتى نحتت مسارات تغطي الصخور بالندوب التي تسببها مخالب البطريق الحادة، وبالرغم من الصعوبات، فإن طيور البطريق تثابر، وعندما تصل أخيرا إلى القمة تبدو وكأنها تحتفل بنجاح مزدوج لتسلقها القمة ولم الشمل مع الآخرين، وحينها ترن نداءات فراخ البطريق الجائعة على طول سواحل فوكلاند.

أسود البحر.. وجبة شهية نادرة على سواحل باتاغونيا

تعد سواحل باتاغونيا أيضا موطنا للحيوانات البحرية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالشاطئ، حيث تلد أسود البحر في أمريكا الجنوبية على الشواطئ والأراضي الجافة، وهذا أيضا هو المكان الذي تخوض فيه العمالقة صراعاتها على السلطة حول حقوق التزاوج.

أما الجزر البعيدة والشواطئ النائية الآمنة من الحيوانات المفترسة البرية، فتمثل أماكن مثالية لحضانة الصغار، ومع ذلك فإن الخطر ليس بعيدا أبدا. فهناك تتجول حيتان الأوركا في المياه بالقرب من الشواطئ في انتظار الفرصة للهجوم واصطياد أسد البحر في المياه المفتوحة، وهو هجوم يتطلب مهارات خاصة وسنوات من الممارسة، وتزداد صعوبته مع الأمواج والمد والجزر وقاع البحر الرملي.

كما يتعين على الحيتان السباحة بسرعة كافية للقبض على فرائسها، وكل محاولة تتطلب طاقة للعودة إلى المياه العميقة، لكنها تؤتي ثمارها، فصغار أسد البحر تُعد طعاما شهيا، ولا تتوافر إلا على عدد قليل من الشواطئ في أوقات معينة من العام.

سلحفاة البحر الخضراء.. رحلة العمر إلى شواطئ الميلاد

يقطع بعض سكان البحر مسافات شاسعة للوصول إلى الشواطئ الضرورية لضمان بقائهم. فمثلا تُمضي سلحفاة بحرية خضراء سنوات -وربما عقودا- وهي تعبر محيطات العالم لتصل إلى الساحل الطويل المسطح لسيرلانكا؛ إنها تعود إلى الشاطئ الذي خرجت فيه من بيضتها. لا أحد يعرف كيف تتمكن السلاحف من إيجاد طريق عودتها بعد سنوات من السفر في البحار.

وعندما يحل الظلام، تزحف السلحفاة على الشاطئ في رحلة طويلة وصعبة وبداية مجهود ليلي حثيث، حيث تحفر حفرة في الرمال لتضع بيضها فيها قبل أن تغطيها بالرمل مجددا، ليحظى البيض بفرصة احتضان لمدة سبعة أسابيع، بينما تجر نفسها مرة أخرى لتعود إلى الماء.

صغار السلاحف تتوجه بعد خروجها من بيوضها نحو الماء حيث الأمان من المفترسات

تمر الأيام ويفقس البيض، تعرف الصغار تلقائيا الطريق التي عليها أن تسلكها، إذ تتوجه بلا خطأ نحو الماء، ومع كل بضع خطوات تأخذ استراحة لالتقاط أنفاسها، ولكن عليها أن تسرع فهي بحاجة إلى الوصول إلى الماء، قبل أن تجذب الشمس المشرقة الحيوانات الأخرى إلى الشاطئ.

فليست الحيوانات فقط التي تستمع بيوم مشمس على الشاطئ؛ إذ يجذب شاطئ كوباكابانا في ريو دي جانيرو الزوار من جميع أنحاء العالم، ولكن هذا مجرد جزء واحد من ساحل البرازيل المتنوع. وتلعب مجموعات كبيرة من الدلافين الدوارة بالقرب من الشواطئ، فهي تقضي الليالي في الصيد في المياه، ثم تعود كل صباح إلى الخلجان الضحلة المحمية لترتاح.

سواحل البرازيل.. قواعد الصيد والرقص والتزاوج

لا يبدو سكان الأجزاء الصخرية من الساحل في راحة، فعليهم التعامل مع المد والجزر الثابت والخروج منه، فقوة الأمواج لا تصدق، إنها تكتسح كل شيء في طريقها، لكن سرطان البحر الصخري الأحمر لا يتذمر، فجسمه انسيابي تماما، ويسمح له بالتمسك بالصخور بقوائمه القوية.

يتحدى السرطان الأمواج ليتغذى على الطحالب المتروكة عند انخفاض المد، وعندما يأتي المد يتراجع إلى أرض مرتفعة، وينتظر حتى تنخفض مستويات المياه مرة أخرى، ثم يشق طريقه نزولا إلى الطحالب عابرا بركة المد. تصل مجموعات السرطان إلى الصخور، ثم تتجمع في سرب لحصاد الطحالب، قبل أن تبتلعها الأمواج القوية مرة أخرى.

وبدلا من قواعد المد والجزر، تلتزم الدلافين الدوارة بدورات النهار والليل، حيث تصطاد لساعات متعددة في المساء وتستريح في الصباح، تتعافى من مجهود الليلة السابقة بحلول الظهيرة، وتبدو حيوية على نحو مذهل. وتشتهر الدلافين الدوارة بالعروض البهلوانية التي منحتها اسمها، لا أحد يعرف لماذا تفعل ذلك؟ إلا أنها تُحوّل منطقتها إلى واحدة من أعظم مناطق استقطاب السياح على طول الساحل البرازيلي.

الدلافين الدوارة، عروض بحرية رائعة، حيث تقفز الدلافين وتدور في الهواء

وفي الجوار في غابات البرازيل الساحلية يبحث الخاطبون ذوو الريش عن رفيقة، يبدو أنها تعلمت بعض حركات السامبا، إنها طيور المناكين الزرقاء، أما الذكور فهي ملونة على نحو زاهٍ، بينما تتميز الأنثى بلون زيتوني أخضر رزين، ومع ذلك أثار وصولها رد فعل فوري لدى الذكور الذين يحاولون إثارة إعجابها، ونادرا ما تخرج ذكور المناكين الأزرق إلى الشواطئ، إذ تفضل السلامة والخصوصية التي توفرها أشجار الغابات الساحلية.

كلاب الدينغو.. عزلة أكبر مفترس أرضي في أستراليا

على شاطئ شرقي أستراليا، وجدت الحيوانات المحلية طرقا أخرى لتأمين الطعام، يتمتع الدينغو بالهدوء والسكينة على شاطئ جزيرة فريزر، وهي واحدة من آخر الأماكن في أستراليا التي لا تزال كلاب الدينغو الأصلية تعيش فيها، وهي حيوانات لم تتكاثر مع الكلاب الأليفة أو الوحشية.

تعيش كلاب الدينغو في البر الرئيس في الغابات، وتميل إلى تجنب البشر، لكن على جزيرة فريزر كان عليها التكيف مع الحياة على الشواطئ ومع السياح.

تلتقي الحيوانات في الجزء الجنوبي من الجزيرة على نحو منتظم مع الزوار، وبطريقة انتهازية تحصل على طعامها بعد نزهة على الشاطئ، وبالرغم من سلوكها المرح، فإنها أكبر حيوان مفترس أرضي في أستراليا. عندما لا تجد هذه الحيوانات سياحا لسرقة الطعام منهم تعود إلى سلوك طبيعي أكثر، وتبحث عن بيض السلاحف وسرطان البحر على طول الساحل.

شبه الجزيرة الأيبيرية.. مفترسات صغيرة بين الكثيب والساحل

في شبه الجزيرة الأيبيرية حيث يتدفق نهر الوادي الكبير إلى المحيط الأطلسي، نشأت مملكة رملية تكافح كثبانها باستمرار لأخذ كل شيء في طريقها أثناء تحركها إلى الداخل، لكن أشجار الصنوبر تصمد أمام تقدمها، فقد خلق كفاحها منظرا ساحليا مثاليا لنوع من أندر القطط البرية في العالم، إنه الوشق الأيبيري.

أيائل بحر البلطيق تتجول على الساحل لإقناع الإناث ولتخويف منافسيها

كذلك أنثى الثعلب، فهي تربي صغارها على الشاطئ، وتعتمد أشبال الثعلب كليا على والدتها، وتقضي هذه الحيوانات الحيوية وقتها في المطاردة على الكثبان الرملية أو حفر الثقوب في الرمال، وتواجه والدتها صعوبة في السيطرة عليها، حيث تستمع الثعالب بالحياة على الشاطئ، لكنها ستنتقل في النهاية إلى الداخل.

بحار الشمال الأوروبي.. عوامل الجذب الخريفي إلى الساحل

تُغطي الكثبان الرملية أيضا كثيرا من مساحة الساحل على طول بحر الشمال وبحر البلطيق في شمال أوروبا. ويضم “بحر البلطيق” -المحاط بكثير من البلدان- عددا من البحيرات التي تجذب طيور الغرنوق من الدول الإسكندنافية وأوروبا الشرقية كل خريف.

وهي ليست الوحيدة التي تنجذب إلى بحر البلطيق، فالغزلان تقصد السواحل أيضا، فتتنقل بين جذور القصب في البحيرات والبر الرئيسي، تصدح نداءات التكاثر والصدى من خلال القصب، إذ تجول الأيائل طوال اليوم لإقناع الإناث وتخويف منافسيها.

يتغير الساحل باستمرار، ويُعاد تشكيله بفعل التيارات والأمواج والرياح، ويُفسح البر الرئيسي الطريق لمسطحات المد والجزر التي تغطي أحيانا المياه الضحلة.

السرطان الكماني.. حفلة تزاوج الناجين من صيد القردة

على بعد آلاف الكيلومترات تتكسر الأمواج على طول شواطئ بورنيو، يرتفع المد فوق غابات المنغروف في الجزيرة مرتين في اليوم، ولكن دائما في وقت مختلف قليلا وعندما يتراجع يترك وراءه شاطئ رمليا.

ذكور السرطانات الملونة في رقصة خاصة لجذب انتباه الأنثى قبل التزاوج

أما شرائط الطين فهي تنبض بالحياة فجأة، إذ تظهر آلاف السرطانات الملونة لتصفي الرمل لعلها تجد أي شيء صالح للأكل. وهي تجذب انتباه قردة المكاك آكلة السرطان. ويجب أن تكون قردة المكاك حذرة، فمخالب السرطانات الكمّانية يمكن أن تصيب أصابع القردة الرقيقة بجروح خطرة.

يقضي السرطان الكمّاني وقته على السطح بحثا عن رفيق، ويلفت مخلب السرطان الذكر انتباه الإناث، إذ أمام الأنثى خيارات كثيرة بين الذكور التي تؤدي رقصتها المثيرة بتقنية عالية جدا، وفي النهاية تتخذ الأنثى قرارها، ويتراجع الثنائي إلى خصوصية جحرهما للتزاوج.

جزر وعرة تحيط بها البحار الفيروزية، وخلجان استوائية، وشواطئ رملية لا نهاية لها تصطف على جانبيها أشجار النخيل.. كان على البشر تعلم كيفية تشارك هذه البيئات الساحلية مع الآخرين، ففوق سطح الأرض وتحته يزدهر عالم متنوع من النباتات والحيوانات على طول الشواطئ، المناطق البرية الخلابة الموجودة على وجه الأرض قليلة ومتنوعة ورائعة، كما تشهد على ذلك حدود تلتقي فيها اليابسة الماء.


إعلان