“جيمس كوك”.. بحار الأسطول الإنجليزي يصل إلى القارة الأسطورة

في القرن الـ18 بدأت البشرية رحلة الاستكشاف العلمي للعالم، وكان الهدف معرفة المزيد من المعلومات عن حدود القارات، ووضع قائمة بالكائنات الحية، من أصغر حبة فطر إلى أكبر الثدييات.

مهمة ترتبط ارتباطا وثيقا ببحّار بريطاني يُدعى “جيمس كوك”، وهو صاحب إرث عظيم، ومساهماته في استكشاف العالم لا تُقدر. وقد بثت الجزيرة الوثائقية حلقة حملت اسمه ضمن سلسلة “سيناريوهات تاريخية”، وسلطت الضوء على دوره، فقد قضى هذا المستكشف ورسام الخرائط 12 عاما من حياته في المحيط الهادئ، حتى أنه لم يشهد ولادة كثير من أبنائه الذين نشأوا جميعا في غياب أبيهم، حتى أن زوجته دفنت 4 من أطفالهما وحدها.

لكن القصة بدأت من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1520، في مكان ما في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، بعد أن لم يبق في أسطول المستكشف “فرناندو ماجلان” -الذي كان يعد يوما أسطولا جريئا- سوى ثلاث سفن بعد مرور عام على انطلاقته نحو إسبانيا.

هذا المستكشف البرتغالي الذي يخدم ملك إسبانيا مقتنع بأنه يستطيع اكتشاف الطريق الغربي، وهو ممر افتراضي يقع جنوب القارة الأمريكية من شأنه أن يتيح الوصول إلى آسيا بالالتفاف حول القارة الأفريقية. وفي 27 من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1520، يكشف هذا المضيق عن محيط واسع وهادئ على ما يبدو؛ وهو المحيط الهادئ، وقد حمل المضيق لاحقا اسم المستكشف تكريما له.

وفي النصف الأول من القرن الـ16، غزا الإسبان معظم ساحل المحيط الهادئ في أمريكا الجنوبية، أما البرتغاليون فقد فتحوا طريقا جديدا لتجارة التوابل يلتف حول القارة الأفريقية، ويمر برأس الرجاء الصالح، مما يجعل آسيا في متناول اليد، وبدأت تعبر السفن الشراعية الإسبانية القوية مياه العالم الجديد، وتعود إلى أوروبا مُحمّلة بالثروات.

“أبيل تاسمان”.. بحار هولندا في قرن الفتوحات البحرية

رغم أن القرن الـ17 هو قرن الفتوحات والتجارة، فإن ثقافة السرية الحقيقية كانت سائدة، فكل قبطان يحتفظ باكتشافاته لنفسه، وكأنها خريطة كنز، خوفا من أن يصبح الآخرون أكثر ثراء منه. وفي بداية القرن، تجاوز التوسع الهولندي تدريجيا بعثات الاستكشاف البرتغالية، فبدأ هذا البلد الصغير ذو الطموحات الكبيرة يرسل قباطنته لغزو المجهول.

وفي عام 1642 اكتشف قبطان هولندي يُدعى “أبيل تاسمان” جزيرة ستحمل لاحقا اسمه لتصبح باسم “تسمانيا”، فقد أبحر هذا القبطان على طول شواطئ نيوزيلندا، ورسم خرائط الساحل الشمالي لأستراليا المسماة هولندا الجديدة.

في عام 1642 اكتشف القبطان الهولندي “أبيل تاسمان” جزيرة “تسمانيا” التي سميت نسبه له

لكن هذه الرحلات الاستكشافية ظلت خطيرة للغاية بسبب تردي حال السفن في الرحلات الطويلة، وبدائية معدات الملاحة والرصد، والظروف الصحية الكارثية التي تقضي على طواقم السفن.

“دي بوغنفيل”.. فارس فرنسا في سباق الاستكشاف

بدأت الأمور بالتطور في النصف الثاني من القرن الـ18، حين هبت رياح جديدة على أوروبا، فازدهرت المجتمعات العلمية والمراصد الفلكية في كل مكان، وازدادت المنافسة شراسة بين دول أوروبا، ولا سيما بين المملكة الفرنسية وإنجلترا اللتين كثيرا ما خاضتا حروبا ضد بعضهما.

في عام 1763 خسرت فرنسا حرب السنوات السبع، واضطرت للتخلي عن عدد كبير من مستعمراتها في الخارج، وقد دفع التنافس مع عدوها اللدود المملكة المتحدة للبحث عن فرص اقتصادية جديدة، فأمر الملك “لويس الخامس عشر” بتسيير رحلة استكشافية طموحة تحت ستار بعثة دبلوماسية، ونال “لويس أنتوان دي بوغنفيل” شرف الإبحار فيها إلى آسيا، لتطوير التجارة واكتشاف أراضٍ جديدة، لكنه لم يفعل ذلك فحسب.

“تاهيتي” حيث يقطن الملانيزيون والميكرونيزيون في الغرب، والبولينيزيون في الشرق

ففي الثاني من أبريل/نيسان عام 1768، وصلت البعثة إلى قرب أرض مرتفعة وشديدة الانحدار، وهي عبارة عن جبلين متصلين بواسطة برزخ ضيق تُسمى “تاهيتي”. وقد وصف “دي بوغنفيل” وصوله إلى الجزيرة في مذكراته بطريقة ملهمة، فتحدث عن جنة على الأرض، جنة عدن، لكن الأمور أكثر تعقيدا مما تبدو؛ فأوقيانوسيا تحتوي على كثير من المجتمعات المتنوعة والغنية ثقافيا، فيها يقطن الملانيزيون والميكرونيزيون في الغرب، والبولينيزيون في الشرق، والسكان الأصليون في أستراليا.

“جيمس كوك”.. قبطان بريطانيا البارع في رسم الخرائط

في القرن الـ18، هيمنت بريطانيا العظمى على معظم البحار حول العالم، وكان ضباط البحرية البريطانيون بحارة بارعين، وكان “جيمس كوك” واحدا منهم.

عمل “كوك” في البداية خادما على سفينة تجارية، والتحق بالبحرية الملكية في عام 1755، ثم ترقى تدريجيا، وبعد عامين من الخدمة نال رتبة القبطان، ثم في يوليو/تموز من عام 1759 شارك في الحملة ضد مدينة كيبيك، بفضل مهاراته الاستثنائية في رسم الخرائط، وساعد الأسطول البريطاني في الإبحار بأمان إلى نهر سانت لورانس.

طابع بريدي عن عبور الزهرة (1769) بمناسبة مرور 200 سنة على وفاة القبطان جيمس كوك (1779- 1979)

وفي نهاية الحرب لفت انتباه الجمعية الملكية، فاختير لقيادة نوع جديد من الحملات الاستكشافية، وهي حملات تقتضي السفر إلى الجانب الآخر من العالم لرصد عبور كوكب الزهرة أمام الشمس، وهي ظاهرة تحدث مرتين في القرن.

اكتشاف الأرض الأسطورية.. شروط الملك على الرحلة العلمية

أذن الملك بتنفيذ المهمة العلمية بشرط أن ينتهز المستكشف هذه الفرصة للعثور على القارة الجنوبية الأسطورية والاستيلاء عليها، فهذه الأرض الأسطورية التي يُقال إنها تقع جنوب المحيط الهادئ تشعل خيالات الجميع. إنها نوع من العالم الجديد.

ومن أجل هذه الرحلة، استُئجرت سفينة “إتش إم إس إنديفور” التجارية المتينة ضحلة العمق، وأُجريت عليها بعض التعديلات لاستقبال الركاب الإضافيين، وهو الفريق العلمي الذي ضم عالم الطبيعة المشهور “جوزيف بيتس” وجميع معداته.

وقد تفحص “كوك” بنفسه جميع التفاصيل، حتى إنه جلب معه سلاحه السري ضد داء “الاسقربوط”؛ ثلاثة أطنان من مخلل الملفوف وعصير الليمون.

وفي 26 أغسطس/آب عام 1768، أبحرت “إنديفور” باتجاه كيبيك، لترسو في 16 من أبريل/نيسان 1769، في تاهيتي، حيث يقيم “كوك” مرصدا صغيرا لدراسة كسوف كوكب الزهرة.

أستراليا.. رياح الصدفة ترسي السفينة على ساحل الحلم

بعد إنجاز مهمته الأولى، ينطلق “جيمس كوك” لإنجاز الجزء الثاني من رحلته، وهو البحث عن القارة الجنوبية، لكن القارة الجنوبية الأسطورية تختبئ تحت مقدمة السفينة “إنديفور”. أكمل “كوك” رحلته ووصل إلى نيوزيلندا ورسم خارطة ساحلها بدقة، ثم اتجه غربا في 31 مارس/آذار عام 1770 نحو ما يُعرف اليوم بجزيرة “تسمانيا”، لكن الرياح المعاكسة دفعته إلى أرض مجهولة، فوصل بالصدفة إلى الساحل الجنوبي الشرقي لأستراليا.

وفي 29 من أبريل/نيسان وصل الطاقم إلى الشاطئ، وأُطلق على هذا المضيق لاحقا اسم خليج “بوتاني” (Botany)، نظرا إلى العدد الذي لا يحصى من أنواع النباتات التي اكتشفها علماء النباتات في الرحلة.

جيمس كوك يكتشف أستراليا سنة 1770ويجمع منها أنواعا كثيرة من النباتات

أكمل “كوك” رحلته على طول الساحل شمالا واضعا كل جرف وخليج على الخريطة بدقة. لكنه دخل مصيدة موت دون أن يعلم؛ فلا توجد خرائط للحيد المرجاني الكبير هناك.

وفي 11 يونيو/حزيران، أصيب أفراد الطاقم بالشلل بسبب ثقب صغير مشؤوم، فجنحت السفينة، وأصبحت على وشك الغرق، وفجأة خطرت ببال أحدهم فكرة مذهلة؛ فقام ببسط شراع تحت الهيكل لسد التسرب بشكل مؤقت. وبعد قضاء أسبوع على حافة الهاوية، نجحت السفينة المتضررة في الوصول إلى اليابسة.

أستراليا الفرنسية.. الصفحة الأخرى من احتمالات التاريخ

نقطة التحول هي لحظة حاسمة ومفترق طرق في تاريخنا، يمكن لعالمنا أن يتحول فيها من مسار إلى آخر. لنفرض مثلا أنه بعد اختفاء بعثة “كوك” الاستكشافية عام 1770، تقدمت المملكة الفرنسية على إنجلترا في استكشاف المحيط الهادئ، لكان الفرنسيون طوّروا بسرعة مراكز تجارية لزيادة التبادلات السلمية مع قبائل السكان الأصليين، تماما كما فعلوا في مستعمراتهم الكندية السابقة.

وخلال القرون التي تلت ذلك، كانت المستعمرة الفرنسية الصغيرة في أستراليا ستصبح دولة عظيمة يقودها رئيس من أصول فرنسية، لكن لا شيء من هذا حدث، ففي عام 1770 حدّد حدث بسيط مصير بعثة القبطان “كوك” الاستكشافية، وقُدر لأستراليا أن تصبح بريطانية.

لو لم تكن إنجلترا سبقت إلى استعمار أستراليا، لكان الفرنسيون فعلوا ولكانت علاقتهم بأهلها أكثر ودية

الحقيقة أن “جيمس كوك” وطاقمه تفادوا غرق السفينة الذي كان سيودي بحياتهم دون شك، ولولا ذلك لكانت هذه الحملة الاستكشافية فشلت، ولما اكتشف الإنجليز أستراليا، ولا استولوا عليها، ولما كانت بعثة “جون فرانسوا دي لابيروز” بعد سنوات هي أول من يرسم خريطة لتلك الجزيرة القارة، وسيكون المستعمرون الفرنسيون الأوائل -المتأثرون بأفكار التنوير- قادرين على إنشاء مراكز تجارية هناك، وإقامة تبادلات تجارية سلمية مع السكان الأصليين، ولربما ظلت أستراليا دولة متعددة الثقافات، لكنها ناطقة باللغة الفرنسية.

رحلة الجنوب.. جدار الجليد يقف في وجه الطموح الملكي

في 16 يوليو/تموز عام 1771، عادت البعثة لإنجلترا بعد غياب دام ثلاث سنوات، وقد أحضرت “إنديفور” معها أكثر من ألف نوع من النباتات، ومئات الحشرات والحيوانات المحنطة، والعينات المعدنية، والرسومات الرصدية.

وقد ألف “كوك” خرائط ملاحية دقيقة جدا لدرجة أنها ما تزال تُدهش الناس في يومنا هذا، إنه نجاح لا يمكن إنكاره، وقد طلبت منه الجمعية الملكية العودة بسرعة إلى القسم الجنوبي من الكرة الأرضية في بعثة استكشافية جديدة، والهدف لا يزال هو نفسه اكتشاف القارة الجنوبية.

القارة القطبية الجنوبية التي وقف على تخومها القبطان جيمس كوك لكنه لم يتعرف عليها

وفي أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 1772، انطلقت البعثة بصورة عمياء وسط غيمة من الضباب الكثيف فوق محيط من الجليد. وفي 17 يناير/كانون الثاني عام 1773، عبرت البعثة الدائرة القطبية الشمالية. وبعد عام واحد وصل “كوك” إلى دائرة العرض 71 جنوبا، وخط طول 10 شرقا، وهو رقم قياسي، لكن جدارا من الجليد أجبره على العودة.

فبعد أن قطع 60 ألف ميل بحري -ما يعادل ثلاثة أضعاف محيط الأرض (محيط الأرض 40 ألف كم)- عاد المستكشف إلى إنجلترا، فقد أثبت للتو عدم وجود القارة الجنوبية، لكن البحرية البريطانية أبت أن تقف عند هذا الحد.

رحلة هاواي.. ترحيب وعنف بين إله السلام وإله الحرب

في عام 1776 قاد “كوك” وهو في عمر الخمسين بعثة استكشافية ثالثة، وتهدف هذه المرة إلى إيجاد الممر الشمالي الغربي الذي يربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ وراء مضيق “بيرينغ”، وقد تبين له أن الخرائط الوحيدة المتوفرة كانت خاطئة تماما، فاضطرت البعثة -وهي محاطة بالجليد- للتراجع في أغسطس/آب عام 1778، وتتجه جنوبا إلى هاواي.

وقد تصادف وصول “كوك” إلى هاواي مع الموسم المُكرّس لإله السلام “لونو”، فاستقبله كهنة هاواي استقبالا يليق بإله. ثم انطلقت السفينة مجددا في 4 فبراير/شباط عام 1779، لكن بعد فترة وجيزة كُسرت صاريتها الأمامية، فاضطر “كوك” للعودة إلى هاواي من جديد، لكن السياق تغير هناك، فهاواي الآن في موسم إله الحرب “كو”، وعودة “كوك” في هذا الوقت يزعزع النظام الكوني بالنسبة لسكان هاواي.

سكان هاواي يقتلون القبطان جيمس كوك إثر عودته لهم في موسم الحرب سنة 1779

تطور الوضع بسرعة ونشبت عدة صراعات بين سكان هاواي والإنجليز. وفجأة وجد “كوك” وعشرة من رجاله أنفسهم محاصرين من قبل مقاتلين غاضبين، وبعد فشل القبطان في تقييم الوضع، كان أول من أطلق النار، فيُضرب فجأة على رأسه ويسقط على الشاطئ، تحت سمع وبصر رجاله العاجزين عن المساعدة في هذا المشهد الفظيع، لقد ذبح محاربو هاواي قائدهم. وهكذا سقط “جيمس كوك” قبطان البحرية الملكية البريطانية في ميدان شرف الاستكشاف.

منفى السجناء ومسرح الإبادة.. آفات الاستكشاف

يُسلط عصر التنوير الضوء على السكان الأصليين، فبعد استعمار القارة الأمريكية -الذي كان كارثة على السكان الأصليين- أدرك فلاسفة القرن الـ18 أن كل مجتمع هو عبارة عن نظام بيئي هش، وأن أي خيار غير موفق يمكن أن يدمره إلى الأبد.

ومن حسن الحظ أن إنجلترا لم تدمر تنوع الثقافات في المحيط الهادئ كما فعلت مع الأسف بأستراليا؛ أكبر جزيرة في العالم، ففي شهر أغسطس/آب من عام 1770، استولى “كوك” خلال رحلته الأولى على الساحل الشرقي لأستراليا، متعمدا تجاهل حقيقة أن هذه الأرض مأهولة بالفعل، وقد فتح هذا الاستيلاء غير الشرعي الطريق أمام استعمار هذه الجزيرة القارة.

بريطانيا تبني مستعمرة جزائية بالقرب من خليج “بوتاني” وترسل إليها المساجين غير المرغوب بهم على أرضها

في 26 يناير/كانون الثاني عام 1788، أسست مستعمرة جزائية بالقرب من خليج “بوتاني”، وأُرسل إليها مدانون لم تعد إنجلترا ترغب في إبقائهم على أراضيها. وخلال قرن واحد قامت بريطانيا العظمى بنفي 160 ألف سجين إلى الجانب الآخر من العالم.

وتحت مزيج من ضغوط المرض والمستوطنين والكحول، شاهد سكانُ أستراليا الأصليون -الذين ظلوا يسكنون هذه الأرض منذ فجر التاريخ- أعدادَهم تتراجع بشكل هائل. وهم اليوم يشكلون 3% فقط من السكان في أستراليا، لكن تلك حكاية أخرى.

“جيمس كوك”.. تكريم في سفن المستكشفين الجدد

دخل القبطان “جيمس كوك” سجل عظماء المستكشفين، وبعد عدة قرون أطلقت “ناسا” على اثنتين من مركباتها الفضائية اسمي “إنديفور” و”ديسكفري” تكريما لسفينتي “كوك”، وهو تصرف رمزي كبير، فرواد الفضاء هم مستكشفو العصر الحديث، ويسيرون على درب “كوك” و”دي بوغنفيل”، ورغم أن الحدود قد تغيرت، فإن الأخطار لم تتغير.

ففي 28 يناير/كانون الثاني عام 1986، انفجر مكوك الفضاء “تشالنجر” بعد إقلاعه، وعلى متنه طاقم من 7 أفراد. وفي عام 2003 تحطم مكوك “كولومبيا” أثناء دخوله الغلاف الجوي عائدا إلى الأرض.

تكريما لرحلاته، أطلقت ناسا اسمي سفينتي القبطان “جيمس كوك” إنديفور ودسكفري على اثنين من مكوكات الفضاء

إن المغامرة في اكتشاف المجهول عمل محفوف بالخطر، لكن شجاعة مجموعة من الرواد سمحت للبشرية باستكشاف الأرض والبحار والنجوم. واليوم، هل بقي ما يمكن أن نكتشفه؟ هل ما زالت هناك حدود يمكن اختراقها؟ وماذا عن الفضاء بعوالمه الشاسعة، وتلك المتناهية الصغر؟ ماذا نعرف حقا عن الثقوب السوداء؟ وكيف تعمل أدمغتنا؟

في هذا الزمن الذي نشرت فيه أول خريطة للجينوم البشري، وأحرز فيه الذكاء الصناعي تقدما هائلا، وبدأت مشاريع استعمار المريخ، يبدو أننا في فجر موجة جديدة من الاستكشافات.