داخل حديقة الحيوانات.. غزلان وثيران وبطاريق وثعالب تصنع مظاهر البرية

حلقة جديدة من هذه السلسلة الشيقة التي تبثها الجزيرة الوثائقية تحت عنوان “داخل حديقة الحيوانات”، وتكشف عن خبايا حديقة الحيوانات في إدنبرا ومتنزه هايلاند للحياة البرية في أسكتلندا.
نحن الآن في قسم الحيوانات ذات الحوافر، والساعة هي الثامنة صباحا، وحان وقت حصول الحيوانات في الحديقة على طعام الإفطار، هذا القسم من المتنزه يضم حوالي خمس عشرة فصيلة من بينها ثيران البايسون وحيوان الإلكة والأحصنة البرية والغزلان.
الغزلان الحمراء.. سلالات نادرة تتشارك الأكل في حظيرة مفتوحة
يبلغ عدد الغزلان الحمراء في المحمية 36 غزالا، وهو عدد قليل بالنسبة للحيوانات ذوات الحوافر، ولكن تكمن أهميتها في أن الاختبارات الجينية للقطيع في المتنزه أظهرت أنها تنحدر من سلالة نقية، لذلك فمن المهم الحفاظ عليها في موطنها الأصلي، في زمن أصبح صعبا فيه الحفاظ عليها، بسبب التزاوج المنتشر بينها وبين الأنواع غير الأصيلة.

تتشارك الغزلان الحمراء في المحمية الرئيسية مع قطيع من الأحصنة البرية في حظيرة مفتوحة في الهواء الطلق، وعند وضع الفطور للغزلان والأحصنة تنقض الأحصنة على كل الطعام، بما في ذلك طعام الغزلان، في تصرف يشبه سرقات الصيادين الجائرين في البرية، بينما يتملك الغزلان الخجولة الغضب.
وهذه الأحصنة أيضا مهددة بالانقراض على نحو حرج، ورغم ذلك فإن جميع الأنواع هنا تنسجم معا بشكل جيد، وتساعدها في ذلك المساحة الشاسعة المذهلة في المحمية، إذ يمكن أن تعيش فيها كل الأنواع ضمن مجموعات صغيرة.
والفصيلة التالية التي يجب إطعامها هي ثور البايسون الأوروبي، والقطيع الموجود هنا مكون من اثني عشر ثورا، جميعها أصبحت جائعة وغاضبة.
وحيث إن شهية ثور البايسون للطعام دائما مفتوحة، فإنه يمكن أن يقضي نحو ثلثَيْ ساعات النهار وهو يأكل. وهذا القطيع مهم في برنامج التكاثر الأوروبي، إذ يدعم المتنزه نظام التكاثر الطبيعي وإطلاقها والعودة بها إلى البرية، ففي عام 2019 أطلقت في شمال إسبانيا اثنتان ولدتا هنا.
أسود آسيا.. ضبط التكاثر في فصيلة مهددة بالانقراض
في حظيرة الأسود أنجبت “روبيرتا” اللبؤة الآسيوية في حديقة حيوانات إدنبرا من شريكها “جياندرا” ثلاثة أشبال مذهلين، وكان ذلك قبل 19 شهرا، والآن وقد كبُر الأشبال وأصبحوا يافعين وبالغين، وجب منعهم من التزاوج مع أفراد عائلتهم.

وهذه الأسود الآسيوية مهددة بالانقراض، لذا فمن أجل توسيع المجموعة الجينية والحفاظ على جينات صحية على أوسع نطاق، تحرص إدارة الحديقة على عدم تزاوج الأبناء مع الأمهات ولا مع الأخوات، للحفاظ على الجينات صحية، وذلك من خلال التبديل بين الإناث والذكور المتزاوجة للحفاظ على التنوع الجيني.
ويضم سجل السلالات كل الحيوانات الموجودة في الحديقة ضمن الفصيلة الواحدة، مما يسمح لحدائق الحيوانات ومتنزهات الحياة البرية بتنفيذ تزاوج آمن، لذلك قرر مسؤول سجل السلالات الذي يراقب برنامج التكاثر زرع مانع حمل للبؤة “روبيرتا”، وبالتالي ستخضع لتخدير عام.
عند الحاجة إلى تخدير لبؤة يذهب الأطباء إلى عرينها لتخديرها بسهم بلاستيكي،ثم تنشأ غرفة عمليات ميدانية بجانب قفصها لزرع مانع الحمل في جسدها، وبسبب حجم اللبؤة الضخم وجب زرع مانِعَيْ حمل اثنين لها، وسيوفران مدة كافية لمنع الحمل تتراوح بين ستة أشهر إلى سنة.
وعلى الأطباء انتهاز فرصة تخديرها لإجراء الفحوصات الطبية الأساسية، إذ لا تتوفر فُرَص كثيرة للاقتراب منها إلى هذا الحد، وبعد انتهاء عملية الزرع بنجاح أعطيت جرعة من اللقاح العاكس لأثر المخدر، كي تستيقظ بسهولة.
أعمال الصيانة.. حالة استنفار في حظيرة الأسود
بعد مرور ثلاثة أسابيع على زرع مانع الحمل في اللبؤة “روبيرتا”، أعيدت إلى شريكها الأسد لِلَمّ شملهما، فهما معا منذ سبع سنوات. وبعد ذلك نقلا من الحديقة كلها، وبقي الأشبال وحدهم، وقد ينقلون إلى حدائق حيوانات أخرى ضمن برنامج التكاثر الأوروبي. وربما يكون لكل منها شريك في انتظاره، أو عسى أن تأتي في المستقبل أنثى من حديقة أخرى، ليبدأ توزيع برنامج تكاثر جديد لهم.

وقد قرر فريق البستنة في الحديقة ردم البركة القديمة في حظيرة الأسد، ولتسريع العمل استعانوا بحفارة الأحمال الثقيلة، فلا يمكن القيام بأعمال كهذا إلا في الفترة ما بين الثامنة والعاشرة صباحا، بسبب صعوبة الحركة خلال وجود الزوار.
ولكن من المؤسف أن زاوية الحفارة علقت بالسياج الحديدي وأتلفته، وبدأ الاستنفار بسرعة لإصلاح المشكلة قبل تفاقم الأمور، فلا مجال للتأخير خاصة في حديقة الأسود، لذا قطع السياج المعدني واستبدل بسرعة، وقبل مضي وقت طويل عاد سور الحظيرة كما لو كان جديدا، مجرد لمسات أخيرة على اللحام والقليل من الطلاء وينتهي الأمر.
أنثى المدّال.. كائن يعاني من ورم الوجه ومشاكل الأسنان
في منطقة الزواحف غير المتاحة للجمهور توجد أنثى حيوان المدّال الذي يبلغ حجمها حجم كف يد الإنسان، هذه الأنثى لها تاريخ في مشاكل الأسنان، وهي تشبه القنفذ قليلا بشوكها الذي تحمله على ظهرها، وهي واحدة من تسعة وعشرين نوعا من المدّال.

وأصل حيوانات المدّال من مدغشقر، ومن أنواعها القنافذ والكائنات الشبيهة بالفئران، وغالبا ما يعاني بعضها من مشاكل في الفم والأسنان، وتظهر هذه المعاناة واضحة بسبب رائحة فمها التي تشبه رائحة التهاب اللثة، وفي حالة هذه الأنثى الصغيرة كان جانب وجهها متورما أيضا، وقد سبب لها ضغطا على عينها.
يعالج الأطباء البيطريون أنثى المدّال بالمضادات الحيوية ليخف التورم في فمها، ولكي يتمكنوا من فحصها عن قرب كي يرَوا إن كانت هناك حاجة إلى خلع السن أو القيام بأي حل جذري لها.
تخدير هذا الكائن الصغير هو القرار الذي اتُّخذ لإجراء عملية دقيقة لاستئصال الورم الموجود في فمها، ومعرفة السبب الجذري لمشكلة أسنان هذه الأنثى الصغيرة، وقد أخذت عينة من الورم الموجود في فمها، وحملت للفحص في المختبر، وظهرت النتيجة بأنه ليس ورما سرطانيا، فبدأ علاجه بالمضادات الحيوية حتى شُفي.
بطاريق الحظيرة.. أول الضيوف قدوما إلى الحديقة
يرتبط اسم حديقة حيوانات إدنبرا بالبطاريق، فقد كانت من أوائل الحيوانات التي وصلت إليها عند افتتاحها، ففيها أكثر من مائة طائر بطريق من ثلاث فصائل مميزة؛ بطاريق الملك التي تشبه البشر في مشيتها بطيئة الحركة، وبطاريق الصخور الشمالية القافزة ذات الحجم الصغير والأعراف الصفراء، وأخيرا بطاريق “جيان تو” الأقل زهوا.

ولأنه موسم التكاثر، تشكل بطاريق الـ”جيان تو” أضخم مجموعة هنا، ويبدو أن صغارها تفقس بسرعة، وبينما تتجول المشرفة بينها كي تُطعمها، تسمع أصوات فراخ جديدة يُطعمها والداها، فقد فقست مؤخرا 11 بيضة، ويبلغ عمر أصغرها الآن ست ساعات وأكبرها أسبوعين، وستفقس خلال أسبوع إلى أسبوعين حوالي 11 بيضة.
وتسير أمور المجموعة الأصغر من البطاريق -وهي البطاريق القافزة- بوتيرة أبطأ، وستقوم المشرفة بالتحقق من أول فرخ فقس من البيضة، وتتأكد من اكتسابه بعض الوزن وأنه نشط وحيوي، وأن والديه يطعمانه، إذ لم يبق على قيد الحياة إلا فرخ واحد من البطاريق القافزة التي ولدت هذا العام.
ورغم البداية الجيدة للأم والأب، فقد قرر الموظفون رعايته بأنفسهم، لأن الوالدين لم يطعمانه بما يكفي، لذا لم يكن وزنه يزداد كما ينبغي، أما الآن فالأمور تسير على ما يرام.

والأصل في نظام الحديقة أن لا يرعى فريق العمل الحيوانات بأنفسهم، إذ لم يكن قرار رعاية فرخ البطريق قرارا سهلا، لكنهم لا يريدون المخاطرة بخسارة صغير والِدَين مهددين بالانقراض. فقد انخفض عدد البطاريق القافزة في البرية إلى أقل من النصف في السنوات الخمسين الأخيرة، ويعد موطنها في المحيط الأطلسي الشمالي معرضا لخطر التغير المناخي والصيد التجاري والتلوث البحري.
وفراخ البطريق الوليدة حساسة على نحو لا يصدق، فهي طرية العظم، ولا تمتلك سوى المعدة، لذا يمكن سحقها بسهولة، بينما تمتلك البطاريق البالغة عظاما من بداية جسمها إلى نهايته. ويبلغ وزن فرخ عمره 3 أيام 88 غراما. ومن الملاحظ عليها أنها حين تبدأ بالأكل ترفع رأسها إلى السماء، وترتجف وتصدر أصواتا.
ثيران “التايكين”.. حيوانات نادرة تحسن طقوس الطاعة
من أضخم فصائل ظباء الماعز ثيران “التايكين” غير المشهورة، وهي من حيوانات الهند وميانمار والصين، ففي السابق كان يُظن أنها من عائلة الثور الأمريكي الشمالي، لكن الاختبارات الجينية أثبتت أنها أقرب إلى الخراف.
ففي الشتاء تكون “التايكين” شعثاء المظهر وتفقد بعضا من صوفها، ولكن في الصيف يتحول الصوف إلى اللون الأحمر، كما لو أنها من ذوات الشعر الأحمر. وتتميز هذه الحيوانات بأنها مطيعة، وكأنها تقول للمشرفة “أطعميني”، وعلى المشرفة أيضا -بالإضافة إلى إطعامها- التعامل مع روثها، فالتعامل مع روث الحيوانات مهمة يومية للمشرفين على الحيوانات.

ينتشر عند الناس بعض المفاهيم الخاطئة عن رعاية الحديقة، وهو أن العمل يتضمن كثيرا من العناق والرقص بسعادة مع الحيوانات، وهذا غير صحيح، فنحو 95% من العمل يتركز في تنظيف الحيوان وكنس روثه ورفعه ونقله، وهو ثقيل جدا. وهناك كثير من الأنواع والأحجام والروائح، وفي حال نشر الحيوان الطعام أو حتى القليل من رذاذه على المشرف، وهذا هو الحال دوما، فستصيب ملابسه جميع هذه الأنواع، فيعود إلى المنزل برائحة لا يمكن وصفها.
وتوجد في الحظيرة ثلاث أمهات حوامل، هي “شيمي” و”روزي” و”كاليسي”، وكانت “شيمي” أُولاهن وضعا، فقد وضعت عجلا جميلا، وعمره الآن 24 ساعة فقط، وقد استطاع التواصل مع والدته وهو بصحة جيدة، وسيُجري له المشرفون فحصا عاما، ويضعون العلامة التعريفية له، وذلك بتركيب رقاقة إلكترونية كتلك التي نضعها لحيواناتنا الأليفة في المنزل، فمن الضروري أن يكون لديهم سجل لهذا النوع من الحيوانات.
ومن النقاط التي تراقب في الفحص وزنه، فالوزن مهم لأنه يمكن من خلاله مراقبة نموه، وقد بلغ وزنه 9,6 كيلوغرامات، ويبدو أن كل شيء بالنسبة لهذا المولود الحديث جيد، لذا سيسمحون بدخول أمه “شيمي” عليه مجددا، كما ستأتي أخته لتتفقده.
ابن “روزي”.. علاقة خارجة عن الفطرة تؤدي إلى الهلاك
بما أن حيوانات “التايكين” معرضة لخطر الانقراض، فإن كل ولادة بينها تستحق الاحتفال، وبما أنها حيوانات تعيش مع قطيع، فمن المهم تقبُّل كل فرد جديد في المجموعة.
جاء صغير “التايكين” الثاني، لكن رئيسة فريق الحيوانات ذات الحوافر قلقة، لأن الصغير ووالدته “روزي” لا يتصرفان على النحو الطبيعي، فقد تخلت عنه أمه فور ولادته، وهو معرض للبرد وجائع، لذا تدخل المشرفون على الحديقة، فأخذوه ليُدَفّئوه ويُطعموه اللبأ، على أمل أن تنتبه له أمه أكثر.

واللبأ أهم شيء لصغير الحيوان، وهو أول غذاء يتناوله من ضرع الأم، لأنه غني بالفيتامينات المضادة للبكتيريا، لتجهيز معدته لفترة النمو، وبعد أن شبع الصغير وشعر بالدفء أعيد إلى الحظيرة عسى أن تستجيب أمه له بمجرد أن تراه، وأن يتصرف هو أيضا على نحو طبيعي ويقوم بالبحث عنها. ولكن العلامات غير مبشرة، فلا أمه ذهبت نحوه، ولا هو بحث عنها، واستمر هذا فترة أخرى، فقام المشرفون مرة ثانية بإرضاعه وإعادته للحظيرة في محاولة إنقاذ أخيرة.
هذا أقصى ما يمكن فعله، لأن تدخل المشرفين المستمر وأخذ الصغير بعيدا سيغير عادات المجموعة بأكملها، فهي تعيش كقطيع يتأثر بذلك، لكن يمكنهم التدخل فقط في أسوأ الأوقات، ومنحه فرصة للنجاة، لكن من المؤسف بعد كل هذا الجهد أن الصغير لم ينجُ، فلم يكن ممكنا أن يعيش بدون تقبل القطيع والأم له.
ثعالب الماء.. كائنات لطيفة تخبئ سرها الصغير في الجحر
لا يشمل قسم الحيوانات في الحديقة الأسود والنمور والدببة فحسب، بل يشمل أفرادا أقل خطرا أيضا مثل ثعالب الماء، فـ”باري” و”لونا” زوجان من ثعالب الماء الآسيوية الصغيرة ذات المخالب، وهي أصغر فصيلة من ثعالب الماء في العالم، ورغم إحضارهما من حديقتين مختلفتين، فقد انسجما معا.

ويرى المشرفون أن الأنثى أنجبت صغارا، وأنها مختبئة مع الذكر في جحرها يهتمان بهم، لكن لا يمكنهم معرفة العدد ولا معلومات عنها، طالما بقيت مختبئة في جحرها. فهناك كثير من القش حول الجحر، وهم لا يريدون الدخول للتأكد منها، ولا يريدون إزعاجها عندما تكون صغيرة، ومن الأفضل للصغار وللبالغين البقاء في وجار واحد.
وعندما يتطلب الأمر إجراء طارئا، سيكون عليهم إخراجها من الوجار، وهي الحالة الوحيدة التي يلمسون فيها ثعلب الماء.
يستمر حمل ثعالب الماء نحو شهرين، ويمكن أن تنجب الأنثى ستة صغار في كل مرة، ومن المشوق جدا رؤية صغارها، فهي لطيفة جدا وصغيرة الحجم وناعمة الملمس.
صغار الثعلب.. حفل استقبال وأسماء يختارها الجمهور
حان الوقت لمعرفة عدد الصغار التي أنجبها الوالدان “باري” و”لونا” وتحديد جنسها والقيام بأول فحص طبي لها ووزنها والتأكد من أنها في حال جيدة. ولهذا تدخلوا بسرعة، واحتجزوا الثعالب البالغة خارج الصندوق، بينما أمسكوا الإمساك بالصغار وأنهوا المهمة بكل سلاسة، بدون التسبب لها بأي توتر. فهي المرة الأولى لها في حياتها التي تكون فيها خارج جحرها، وهذا يشكل لها صدمة. وقد تأكد الفريق من أن عددها ثلاثة فقط، ذكران وأنثى.

أجري الفحص الطبي الأول للصغار بوجود لجنة استقبال في انتظارها، لأن هنالك الكثير من الضجة في الإعلام حول المواليد، لذا سيوثق كل ما يجري من خلال فريق التواصل. إنها الفرصة الأولى للمس صغار ثعالب الماء كي يتمكن الأطباء من فحصها جسديا، وتبدو بصحة جيدة وكل شيء على ما يرام، ويمثل هذا الفحص أداة مساعدة لتعليم الطلاب أيضا، لذلك يُكثرون من التقاط الصور التي ستبقى ذكريات لهذه المناسبة الجميلة.
بقي شيء واحد فقط، وهو اختيار أسماء لها، ففي السابق كانت إدارة الحديقة تسميها بنفسها، ولكن في عصر التواصل الاجتماعي أصبحت تشارك هذه المناسبة السعيدة مع الجمهور، وقد وضعت قائمة أسماء مقترحة مختصرة وطرحت على الجمهور، وبعد تصويت الجمهور أطلق على هذه الكائنات شبه البر المائية أسماء مناسبة تيمنا بالأنهار الأسكتلندية، وهي “كايدن” و”إيدين” و”غاري”.