“ساوة”.. جوهرة الصحراء العراقية التي جففها فساد المسؤولين

ليست الطيور المُهاجرة والحيوانات البريّة المُستوطنة في العراق وحدها ضحية الصيد الجائر وعبث العابثين، فالمسؤولون الذين فشلوا في إدارة الدولة العراقية نجحوا في نهب ثروات البلد، ولم يكتفوا بسرقة الميزانيات العملاقة وتهريب النفط والمتاجرة بالآثار، بل شرعوا في سرقة المياه الجوفية من باطن الأرض.

فقد حفروا قرابة ألفي بئر ارتوازي في المنطقة المحيطة ببحيرة ساوة، فقلّت مناسيبها حتى جفّت وتلاشت من الوجود لأول مرة في 17 أبريل/ نيسان 2022، وذلك بحجة شُح المياه في نهر الفرات تارة، والتغير المناخي تارة أخرى، متناسين التخريب المتعمد الذي يمارسه المسؤول العراقي الذي حطّم الأرقام القياسية في السرقة، وتصدَّر مشهد الفساد العالمي بلا منازع.

يستقصي فيلم “ساوة” للمخرج العراقي هادي ماهود -المُقيم في أستراليا حاليا- تاريح البحيرة الممتد لآلاف السنين، والكائنات الحية التي تعيش في مياهها المالحة. وقد كانت مستقرا لـ25 نوعا من الطيور المهاجرة التي تأتي إليها من آسيا وأوروبا وأفريقيا، وتستقر فيها لبعض الوقت، قبل أن تغيّر مسار رحلتها، أو تعود إلى مواطنها الأولى.

جوهرة الصحراء.. نفَس أسطوري لبحيرة من العصر الحديث

يعتمد هذا الفيلم الوثائقي على تقنية “الرؤوس المتكلمة” لعشر شخصيات رئيسية تجمع بين الخبراء والأساتذة الجامعيين والموظفين والناشطين في حماية البيئة، إضافة إلى أناس عاديين يعبّرون عن آرائهم بالكارثة البيئية التي صدمتهم إثر الجفاف المفاجئ لبحيرة ساوة التي تقدّر مساحتها الكليّة بـ12.5 كم، ولفرط حبهم لهذه البحيرة النادرة فهم يُطلقون عليها “جوهرة الصحراء”، ترى من سرق هذه الجوهرة، وكيف غاضت مياهها في باطن الأرض من دون سابق إنذار؟

في المقدمة البصرية الممهِّدة للفيلم يطرح المخرج هادي ماهود ثلاثة أفكار تحتاج إلى مراجعة دقيقة، فهو يقول: “يمتد عمر بحيرة ساوة إلى آلاف، إن لم تكن ملايين السنين”. والحقيقة أن العلماء يرون أن عمر البحيرة يمتد إلى العصر الهولوسيني أو “العصر الحديث” الذي يُقدّر بعشرة آلاف سنة لا غير.

أما الفكرة الثانية فهي وضع ساوة بوصفها أيقونة ثانية بعد آثار الوركاء التاريخية، فهو أمر لا يخلو من المُبالغة، لأن الوركاء فيها جهود فكرية وثقافية وعمرانية كبيرة، أما بحيرة ساوة فهي نتاج البيئة الجغرافية، ولم تكن نتيجة لفعل بشري ملحوظ.

وفي الفكرة الثالثة يذهب المخرج إلى أن كل شيء في هذه البحيرة ينطوي على أسرار، لكننا في واقع الحال لم نكتشف أي سر من أسرار البحيرة من الناحية الجيولوجية أو العلمية بالمعنى الواسع، بل ارتأى المخرج أن يغلّف تاريخ هذه البحيرة الجميلة بنَفَس أسطوري أو خرافي في أضعف الأحوال، حينما ربطها بنبوءة الكاهن سُطيح الذي كان يبشّر بين القبائل ويقول “إذا فاضت ساوة، وغرقت سماوة، وكَثُرت التلاوة، وُلد صاحب الهراوة”.

ويستدل الراوية على أنّ صاحب الهراوة هو النبي محمد ﷺ، على اعتبار أنه عمل راعيا في مطلع شبابه، والراعي يحتاج إلى الهراوة لكي يهشّ بها على الغنم.

بُسط الربيع الخضراء.. وجهة الهاربين من صخب المدينة

يحاول المخرج وكاتب السيناريو أن يسلّط الضوء على فصلي الشتاء والربيع لأنهما أخفُّ وطأة من فصلي الصيف والخريف، فعندما يغسل الشتاء بأمطاره الغزيرة وجه البادية، وتتدفق السيول في الأراضي المنخفضة، تتحوّل المساحات المحيطة ببحيرة ساوة إلى جُنينة خضراء مكتظة بعشرات الأصناف من النباتات البريّة التي يقصدها الهاربون من صخب المدينة وضجيجها، لكي يسترخوا في أحضانها الخضراء خلال أسابيع الربيع الخاطفة التي تمرُّ مثل البرق.

لا يقتصر كرم الطبيعة على البُسط الخضراء التي تطوّق بها بحيرة ساوة، بل تُغرق أسواق المدينة بالكمأ الذي ينبت بعد تساقط الأمطار ودويّ الرعود، وهذا “الفطر الطبيعي يمدّ الجسم بالطاقة والحيوية والنشاط، وكأنه يغرف من قوة الصحراء وصلابتها ونقائها”.

الخبير البيئي علي حنوس يشرح لأبناء السماوة عن أهمية ساوة وضرورة جعلها محمية طبيعية

يشير المُخرج إلى أن ساوة تقع على بُعد 23 كم غرب محافظة السماوة، لكنه لم يُشر إلى طولها وعرضها ومساحتها الكلية، مع أن هذه المعلومات متوفرة على الإنترنت، وهو ابن هذه المدينة، ولا بد أنه ذهب عشرات المرات ودار حول البحيرة التي يبلغ طولها 4.74 كم، وأقصى عرض لها هو 1.77 كم، وهي مُحاطة بحاجز كلسي يتراوح ارتفاعه بين 1-4 أمتار.

وقد نجح الفيلم في انتقاء خبراء البيئة من سكان المدينة نفسها مثل د. علي حنوش، وهو متخصص في البيئة والتنمية، وخبير وناشط في مجال حماية البيئة في العراق. ويصف البحيرة بأنها متوازنة على مرّ السنين، في إشارة واضحة إلى استقرارها المائي، ويتحدث عن أربعة أصناف من الكائنات الحية من دون أن يخوض في التفاصيل، ويشير إلى عدد من المُغذيات التي تقتات عليها الطيور حينما تستقر هناك لبعض الوقت.

وكان على المخرج أن يحثّه على ذكر الأصناف الأربعة وطبيعة المُغذيات وأنواع الطيور المهاجرة، لكي يزوّد المتلقي بمعلومات دقيقة عن الكائنات النباتية والحيوانية، بما فيها الأسماك والطحالب والطيور وما إلى ذلك، خاصة أن منظمة اليونسكو حثّت وزارة البيئة العراقية والأمانة العامة لمجلس الوزراء على تحويل هذه البحيرة إلى محميّة طبيعية.

مركز إنعاش الأهوار.. مشروع غامض يعيق تقدم المهمة

يثير يوسف سوادي مدير بيئة المثنى قضية إشكالية تتعلّق بمذكرة التفاهم بين وزارة التعليم العالي ومعهد فرايبرخ الألماني، فقد أجرى فريق يتألف من خمسة أشخاص يترأسهم الدكتور “توماس بول” عددا من الفحوصات والتحاليل العلمية، بعد غوصهم في أعماق البحيرة، واستطلاعهم للعيون الرئيسية المُغذية لها، وأخذ عيّنات بقصد التعرف على عمر البحيرة والكائنات الحية التي تعيش في مياهها المالحة جدا، وهي تفوق ملوحة مياه الخليج العربي.

كما أن الحكومة من جانبها فتحت موقعا لمركز إنعاش الأهوار والأراضي الرطبة لمراقبة البحيرة ودراستها، وأُشيعت حكايات في حينها بأن هذا المركز قد صار عائقا للبعثة الألمانية، وبدلا من العمل على توفير الظروف المناسبة لإنجاح هذه المهمة تسبّب المركز في توقفها، ودفع الفريق إلى مغادرة البحيرة والعودة إلى ألمانيا.

الهياكل السياحية التي هُدمت جدرانها وأُنتزعت أبوابها وشبابيكها بفعل الناس المحليين

كان ذلك محفّزا للمخرج هادي ماهود للتوجّه إلى راي علي المهندس المُقيم للمركز، والاستفسار عن السبب الذي دفع الفريق لترك المهمة ومغادرة العراق، لكنه امتنع عن الإجابة على هذا السؤال، وأكّد بأنه لا يستطيع أن يُصرّح في هذا الموضوع الذي ظل غامضا على المتلقين.

كما طلب من المخرج إيقاف التصوير ومغادرة الموقع، لأن أعضاء الفريق الألماني سيحدّدون الأسباب العلمية وراء جفاف البحيرة، ويقترحون تقليل الآبار الارتوازية، أو إلغاء القسم الأكبر منها، لكي تستمر عملية تغذية العيون التي تتدفق منها المياه إلى جوف البحيرة التي لم تستطع الحفاظ على توازنها في زمن الفساد الذي انتقل من سطح الأرض إلى باطنها.

افتقار الوعي السياحي.. عنف مع الحيوانات وصيد جائر

ينتقد علي حالوب أحد الموظفين في وزارة الزراعة المواطنين المحليين الذين يفتقرون إلى الوعي السياحي، ويطالب بالتوعية السياحية للأدلّاء وللمواطنين أنفسهم، ويدعوهم للاستمتاع بالطبيعة الخضراء والاهتمام بها إلى أبعد حد ممكن، فالبعض يدّمر النباتات الخضراء أو يسبّب لها الحرائق، ويكفي لأي متلقٍ أن يلقي نظرة خاطفة على الأبنية السياحية التي تنتشر على جوانب البحيرة، ليرى بأم عينيه كيف هُدمت الجدران، وانتُزعت الأبواب والشبابيك، ولم يبقَ من هذه الأبنية الجميلة سوى الهياكل الخرسانية، تقف شواهد مؤلمة على ما يفعله المواطن المحليّ بمرافقه السياحية الجميلة.

أما تعامل الإنسان المحلي مع الحيوانات البرية فهو أمر يدعو إلى التساؤل والاستغراب عن حجم القسوة وطبيعة العنف الذي يتمثل في مُطاردة أحد الذئاب وقتله بطريقة بشعة تحتج عليها منظمات حقوق الحيوان، وتدعو إلى مقاضاتهم ومنعهم من ارتكاب هذه الجرائم بحق الحيوانات البرية.

أمّا مشهد الصيد الجائر للطيور فهو نموذج آخر لقسوة الإنسان المحلي الذي لا يعرف أهمية الطيور ودورها في توازان الطبيعة، وأنها قد تغيّر مسارها إذا ما تعرّضت لأكثر من إبادة جماعية.

الفنان حيدر الياسري يرسم المناظر الطبيعة الخلابة لبحيرة ساوة

يعزو أحمد الياسين، وهو ناشط مدني غياب الاستثمار السياحي لعدم وجود إرادة حقيقية فاعلة، ورغم كثرة المُستثمرين، فإن العقلية التي تُدار بها المحافظة عقلية قاصرة، ولا تريد أن تواكب التطور الحضاري الذي يشهده العالم.

آلام العراق.. ظروف قاسية وحروب وتغير مناخي

يُعدّ المهندس عادل الياسري الشخصية الأكثر إشكالية في هذا الفيلم، فهو يشغل منصب المدير العام لهيئة استثمار المثنى منذ تأسيسها، ورغم تشريع أصدره مجلس المحافظة يسمح للمدير العام بدورتين غير قابلتين للتجديد، فقد بقي على رأس هذه الهيئة لمدة 14 سنة حتى الآن. وتُعتبر هذه الهيئة من المؤسسات الحكومية التي تُثار عليها الشبهة وعلامات الاستفهام.

لا يجد عادل الياسري حرجا في القول إن “فنادق العالم كل شيء فيها مُباح”، بينما السياحة في العراق تتماشى مع القيم الاجتماعية والتعاليم الإسلامية، وأن المستثمر الذي يأتي للعراق يطالب ببعض الاستثناءات، لكنه لا يحصل عليها. كما أن الظروف الصعبة التي مرّ بها العراق خلال الـ15 الماضية لم تكن تسمح بالسياحة، بسبب الحرب الأهلية وداعش وتبعاتهما.

يلقي عادل الياسري اللوم على التغير المناخي وانحسار الأمطار في أماكن، وحدوث فيضانات في أماكن أخرى، ولا يريد أن يأتي على ذكر الآبار الارتوازية الكثيرة التي سمح بحفرها وهي تابعة -في الأعم الأغلب- للسياسيين والمستثمرين من مسؤولي المحافظة، والمتنفذين فيها الذين يفرضون الرشوة على أنها رسوم واجبة الدفع، ثم يُلقي باللائمة على أمريكا وأوروبا وبقية الدول المتقدمة التي تسبب الاحتباس الحراري وانبعاث الغازات الذي أدى في خاتمة المطاف إلى التغير المناخي الذي تأثرت به خمس دول، وفي مقدمتها العراق الذي بدأ يعاني من الجفاف والتصحّر والعواصف الترابية.

يأتي الرد المُفحِم من قِبل المُستثمر أنور الياسري الذي يشغل مناصب متعددة، فهو مؤسس ورئيس مجلس الإدارة لشركات المدن الإعلامية الثلاث في بغداد ودبي وأربيل، كما أنه منتج وكاتب ومخرج تلفزيوني وسينمائي حاصل على شهادة الدكتوراه في الإخراج السينمائي وإدارة المحتوى من جامعة جيمس آدم في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

ينفي د. أنور التلميح إلى أي مشروع سياحي إباحي في بنود العقد، وأكد بأنّ هذه الإشارة لم ترد في حيثيات المشروع التي تدين عادل الياسري، لكونه يمنح الإجازة قبل الاطلاع على تفاصيل المشروع الاستثماري، كما ذكر المستثمر أنور الياسري أنه جلب معه ثلاث شركات ألمانية وإنجليزية وإسبانية للعمل في العراق لأول مرة، بهدف بناء مدينة نموذجية بكل المعايير.

“أن يقدم استقالته بنفسه أو نُقيله بأيدينا”.. جشع الإدارة

تتبنى المُعلّقة هند أحمد توضيح تفاصيل المشروع الذي يتضمن تسع مراحل، وهي “المدينة السكنية، والتجارية، والترفيهية، والإعلامية، والرياضية، والجامعية، والطبية، والفنادق والمنتجعات، والمحمية الطبيعية”، وهي تجتمع كلها في مدينة ساوة، وتصبح حلقة الوصل بين الشرق والغرب، ونقطة الانطلاق نحو العالم من خلال استغلال الطاقات المحلية للتكنولوجيا، مع الحفاظ على حضارة البلد وتراثه، وربطها بالحاضر الذي يتناغم مع روح العصر.

الدكتور علي النصراوي بزيه العربي وهو يرصد ما دمّره الإنسان بالطبية الساحرة في السماوة.

وأشار المُستثمر إلى أن المبالغ المرصودة كانت عملاقة جدا، ومن ينفّذ مشروعا حقيقيا لا يخالف القانون، لماذا يدفع الرشى والعمولات إلى الفاسدين؟

يطالب أحد المواطنين بإزاحة مدير الاستثمار عادل الياسري الذي بقي في هذا المنصب 14 سنة ويخاطبه ساخرا ومتهكما “ممتنون منك، وشاكرون لك على المشاريع الجبّارة التي أنجزتها لمحافظة المثنى”. بينما ينفعل مواطن آخر ويقول “مَطلبنا واحد، إما أن يقدم عادل الياسري استقالته بنفسه أو نُقيله بأيدينا”؟

ثمة مواطنون بسطاء يدلون بآرائهم الواقعية التي تقول إن الاستثمار في المناطق السياحية ينفع المدينة نفسها ويشغّل الناس، ويقضي على قسم من البطالة في الأقل، لكن هيئة الاستثمار في المثنى تضع كثيرا من العقبات أمام المستثمرين، وتمنع عملهم ما لم يُقدِّموا الرشاوى ويسقطوا في فخاخ الفساد المنصوبة في عموم المحافظات والمدن العراقية.

يشخّص الناشط البيئي أحمد حمدان الأسباب الرئيسية التي أدّت إلى جفاف البحيرة، وألقت بظلالها على المناطق المحيطة بها أيضا، وهي المقالع الحجرية، وحفر الآبار الارتوازية والأحواض المائية الكبيرة التي يمتلكها أصحاب معامل الإسمنت، وشركات الملح التي ساهمت في استلاب المياه الجوفية المغذّية لبحيرة ساوة التاريخية، وفيها إشارة واضحة إلى فساد المُستثمرين في المحافظة، بمؤازرة المسؤولين الحكوميين والمتنفذين من أحزاب السلطة.

يؤكد د. علي النصراوي أن الأرض ترمم نفسها، وتصلح الخراب الذي يقوم به الإنسان، لكن هذا الإصلاح لا يتناسب مع حجم الخراب الكبير الذي يقوم به الإنسان.

“في كل هذه المشاريع يد من أيادي الفساد”

يتضمن الفيلم بعض المشاهد الأرشيفية استعارها المخرج من نشرات الأخبار أو التحقيقات التلفزيونية التي تناولت مشكلة الفساد في الحكومات العراقية المتعاقبة، فنرى عناوين بالخط العريض تقول “المثنى يسحبها فساد الاستثمار من المستقبل إلى العصر الحجري”، و”استثمارات بأكثر من ثلاثة مليارات دولار ابتلعتها جيوب المُفسدين”.

ثم تظهر مذيعة لبنانية وهي تقول: منتجعات سياحية، طبية في بحيرة السماوة، ومشاريع صناعية إسمنتية كبرى، ومشروع استثماري في بادية محافظة المثنى وأكثر بكثير؛ في كل هذه المشاريع يد من أيادي الفساد، بعضها على شكل رشوة، وأخرى اختلاس وتعطيل.

الفنان حيدر الياسري هو الشخصية الفنية الوحيدة التي كانت تمثل دور الفنان التشكيلي بين طاقم فيلم ساوة

ينتقل المخرج بذكاء إلى محافظة نينوى عبر تقرير تلفزيوني آخر يقول: تتشابه المَشاهد في بلد مثل العراق مهما اختلفت اتجاهاته، فهذه الصور في شوارع الموصل المُدمرة تكاد تكون نسخة طبق الأصل لأحياء محافظة المثنى في جنوب العراق؛ الأولى تدفع ضريبة الحرب على داعش، والثانية تغرق في فساد شامل.

يُنهي المخرج هادي ماهود فيلمه بسؤال مُحيّر لم ترد له إجابة على لسان عرّاب الجزيرة العربية وكاهنها سُطيح الذي لن يُصدِّق ما يحصل هذه الأيام، حين يرى بحيرة ساوة تودِّع آخر قطرة من مياهها المالحة التي كانت تتلاطم على ضفافها المرتفعة المطرزة بتماثيل كلسية نحتتها أصابع الطبيعة المُرهَفة على مرّ الأزمان.

هادي ماهود.. مكتبة المخرج الحائز على جوائز عالمية

من الجدير بالذكر أن هادي ماهود من مواليد السماوة 1960، وقد تخرّج من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد، وأخرج عددا من الأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة، من بينها:

بائع الطيور. الساعة 1800. الغريق. جنون. تراتيل سومرية. عُرس مندائي. عاشوراء. سندباديون. العراق موطني. سائق الإسعاف. العربانة. انهيار. سوق سفوان. في دائرة الأمن. مراثي السماوة.

وقد حصل على عدد من الجوائز المحلية والعالمية. كما أصدر سنة 2022 أول كتاب سينمائي له يحمل عنوان “الفيلم الوثائقي العراقي والهُوية الوطنية”.


إعلان