البحار الخضراء.. غابات المحيط التي توفر الغذاء والملاذ والفرائس

تجربة سينمائية جريئة تقود المشاهد في مغامرة سحرية عبر المحيطات لفهم الحياة تحت الماء، ذلك العالم الواسع الذي يغطي ثلثي مساحة كوكب الأرض، ويحمل بين طياته عددا من أشكال الحياة المختلفة.

في هذه الحلقة من سلسلة حلقات “كوكبنا الأزرق” التي تبثها الجزيرة الوثائقية نتعرف على البحار الخضراء التي تعد جزءا مهما من ملحمته.

ففي أقصى الشمال وبعد 3 أشهر من الشتاء المظلم، هناك عالم بأسره ينتظر شرارة سطوع شمس الربيع، فنجمات البحر فائقة الجمال تبادر للاستجابة، وتتسابق إلى أعلى نقطة بمجرد إحساسها بالتغيرات في الماء، وذلك بواسطة طرف أقدامها الأنبوبية، لتبدأ بعدها بالتكاثر.

مع قدوم الربيع، تتسابق نجمات البحر فائقة الجمال لوضع بيوضها

وتخرج حيوانات خيار البحر التي تجمع بشراهة بأذرعها العشر كمية كبيرة من بيوض نجمة البحر وتضعها في أفواهها، كما تظهر أقلام البحر لتطالب بحصتها أيضا، وتلتقط هذه الكائنات كل ما تستطيع التقاطه من هذه الوليمة السنوية.

وقد أدى انتشار الضوء إلى أكبر تحول على أوراق وعشب البحر، وهو طحلب بحري يصعد إلى السطح، مدفوعا بأكياسه المملوءة بالغاز، وسرعان ما تتشكل غابة بحرية كاملة بمختلف أنواع الكائنات الحية، فهذه البحار الخضراء هي الأكثر إنتاجا والأشد تنافسا بين جميع المحيطات.

حيوانات خيار البحر تجمع بشراهة بأذرعها العشر كمية كبيرة من بيوض نجمة البحر وتضعها في أفوهها

وفي أقصى جنوب قارة أفريقيا، حيث يلتقي المحيطان العظيمان، الهندي والأطلسي، تحتوي المياه الضحلة على غابات متنوعة من عشب البحر، تتغذى على ما تجلبه التيارات البحرية.

دهاء الأخطبوط.. خطة الإفلات من أسماك القرش الجائعة

يكاد الأخطبوط أن يكون غير مرئي بالكامل، باستثناء أعضائه التنفسية وهو ينتظر مرور فريسته، وما إن يمر سرطان البحر حتى ينطلق الأخطبوط لمطاردته، ولا بد له من الصبر حتى يظفر بطريدته.

يعيش الأخطبوط في مياه رأس الرجاء الصالح مع عدد من المفترسات الأخرى، مثل فقمات الفراء وأسماك القرش، وهي جميعا تفترس الأخطبوط إذا وجدته.

سرطان البحر يهرب من مفترسه الأخطبوط

فأسماك القرش المخططة خبيرة في الصيد قرب الأرض، وقد آن للأخطبوط أن يختفي، فالقروش الصغيرة يمكنها النفاذ عبر الشقوق لتطاردها هناك، لكن الأخطبوط لا ينوي الاستسلام، فيغرز مجساته في خياشيم القرش، مما يجعله غير قادر على التنفس، فيضطر لإطلاق سراحه.

دفاعا عن نفسه يغرز الأخطبوط مجساته في خياشيم القرش مما يجعله غير قادر على التنفس

وهنا تسجل كاميرا الفيلم مشهدا غير مسبوق، فعندما يجد الأخطبوط نفسه مكشوفا من دون حماية، فإنه يؤدي عملا غير مألوف، إذ يختبئ خلف درع من الأصداف، ويتخفى في مكان مكشوف. في المقابل، يشعر القرش بوجود فريسته لكن الأصداف تربكه، وفي هذه الغابة المليئة بالأفواه الجائعة يستخدم الأخطبوط دهاءه ليبقى على قيد الحياة.

غابات الطحالب.. حرب لحماية مصادر الرزق من المخربين

تزدهر غابات من طحالب عشب البحر في المياه الموسمية حول العالم، لا سيما على امتداد الساحل الغربي لأميركا الشمالية، حيث تنمو أكبر طحالب عشب البحر على الإطلاق، في غابات ضخمة تمتد مئات الكيلومترات.

مئات الكيلومترات من الطحالب التي يصل ارتفاعها في البحر 60 مترا تشكل بيئة بحرية خصبة

ويصل ارتفاع الطحالب في بعض المناطق إلى 60 مترا، فالشجيرات التي تكوّنها عامرة بالحياة، وهنا تكون المنافسة شرسة على الأماكن والغذاء، وهذه مشكلة عويصة لدى سمكة غاري بالدي، فهي تعتني بأعشابها البحرية الغنية بالكائنات الصغيرة التي تتغذى عليها.

ومثل سائر المزارعين فإن عملها هنا لا ينتهي بطرد الحلزونات وغيرها من الحيوانات العاشبة التي تحاول الاستيلاء على طحالبه، ومهما كان حجمها كبيرا فعليها أن تتعامل معها ومع جميع الآفات. لكن يبرز ما يمكن اعتباره أسوأ الآفات، إنها قنافذ البحر التي تستطيع أن تمحو كل أثر للطحالب عن الصخور، بسبب أشواكها الحادة جدا، وعلى المزارعين التخلص منها بأي ثمن.

قنفد البحر دمار على البيئة البحرية الخضراء، فهو كالجراد الذي لا يبقي ولا يذر

وعند حلول المساء تتوقف سمكة غاري بالدي، ليس للاستراحة فقط، وإنما للاختباء، ففي المساء تنتشر الكائنات المفترسة، مثل سمكة الرعّاد التي تستطيع أن تصعق فريستها بنحو 45 فولت من الكهرباء. وتغتنم قنافذ البحر الفرصة بالليل لتتغذى كما تشاء، وعندما يعود الضوء من جديد يظهر ما تركته أسراب القنافذ من خراب، فقد تسببت بتداعيات كارثية، وتركت الغابات أرضا جرداء.

ثعالب البحر.. عودة إلى الغابات بعد الإشراف على الانقراض

تعرضت الغابة كلها للاعتداء، فقد دمرت هذه الجيوش عددا من غابات عشب البحر على امتداد الساحل الغربي لأمريكا الشمالية، لكن النجدة ليست بعيدة، فثعالب البحر في الانتظار.

تأكل أنثى ثعالب البحر ما يعادل ثلث وزنها كل يوم لتزويد طفلها بالحليب وللحفاظ على حرارة جسمها

فهذا النوع منها لا يغادر البحر إلا نادرا، على عكس الأنواع الأخرى من نفس الفصيل، فالأخرى تقضي معظم حياتها على اليابسة، ويكون الصغير في البداية عاجزا عن السباحة، فتمكث الأم ساعات في تشذيب فرائه حتى يصبح مناسبا.

وعلى الأم أن تأكل ما يعادل ثلث وزنها كل يوم حتى تستطيع تزويد صغيرها بالحليب والحفاظ على حرارة جسمها، وهذا يتحقق لها بتناول القشريات، وقنافذ البحر واحدة من الوجبات المفضلة لديها.

الوجبة الشهية لثعالب البحر هي قنافد البحر التي تتسبب في دمار البيئئة البحرية

فهذا النوع منها لا يغادر البحر إلا نادرا، على عكس الأنواع الأخرى من نفس الفصيل، فالأخرى تقضي معظم حياتها على اليابسة، ويكون الصغير في البداية عاجزا عن السباحة، فتمكث الأم ساعات في تشذيب فرائه حتى يصبح مناسبا.

وعلى الأم أن تأكل ما يعادل ثلث وزنها كل يوم حتى تستطيع تزويد صغيرها بالحليب والحفاظ على حرارة جسمها، وهذا يتحقق لها بتناول القشريات، وقنافذ البحر واحدة من الوجبات المفضلة لديها.

وقد كانت ثعالب البحر تتعرض للصيد الجائر من أجل فرائها، حتى شارفت على الانقراض، ومع تناقص أعدادها استطاعت القنافذ تحويل الغابات البحرية إلى أراض قاحلة. واليوم أصبحت الثعالب محمية، ومع ازدياد أعدادها ببطء بدأت غابات عشب البحر بالتعافي أيضا، وهي تتكاثر اليوم بالمناطق النائية لتشكل مجموعات كبيرة في مشهد لم يحدث من أكثر من 100 عام.

سلاحف البحر.. رعي جائر تحاربه أسماك القرش النمر

في المياه الضحلة والمشمسة قرب أستراليا يستبدل عشب البحر بالنباتات البحرية المزهرة الوحيدة بالأعشاب البحرية، وتبلغ مساحة أكبر هذه المناطق العشبية أكثر من 8 آلاف كم مربع. وتتجول أسماك القرش النمر في هذه المناطق باستمرار، وقد يصل طولها إلى 5 أمتار، وتمتلك الواحدة منها فكا قويا، والسلاحف الخضراء هي فريستها.

تتغذى السلاحف على الأعشاب البحرية بكميات كبيرة كل يوم

تتغذى هذه السلاحف على الأعشاب البحرية، وقد تتغذى على كيلوغرامين في اليوم الواحد، لكن حياتها ليست مثالية، فهي تحرص على تجنب سمكة القرش التي تدنو منها، وبمجرد إجبار السلاحف على الحركة باستمرار، تكون أسماك القرش قد حمت العشب من الراعي الجائر، وفي هذه منفعة للجميع.

أسماك القرش النمر الضخمة تتجول بحثا عن السلاحف

وتستطيع رقعة من الأعشاب البحرية امتصاص وتخزين أكثر من 35 ضعفا من ثاني أوكسيد الكربون مقارنة بالغابات الاستوائية، لذا فإن البراري وأسماك القرش تشكلان تحالفا غير متوقع في مجابهة الاحتباس الحراري، ويمكن لصراع البقاء في بقاعنا الخضراء أن يؤدي إلى نتائج بعيدة المدى.

السرطانات العنكبوتية.. خطر عظيم يهدد الحياة خارج الصدَفة

يشهد أحد المروج في أستراليا تحولا جذريا في كل عام، فمع اكتمال أول بدر من فصل الشتاء، يتشكل جيش كامل من السرطانات العنكبوتية التي قضت السنة الماضية وهي تتغذى في المياه الأكثر عمقا، وهي الآن تتقدم عبر سهول الأعشاب البحرية، ومئات الآلاف منها تتسلق فوق بعضها، لتشكل تلالا ضخمة يبلغ طولها 100 متر.

جبال من السرطانات العنكبوتية تتجمع للتحرر من صدفاتها

كما أنها لا تسعى للتزاوج أو وضع البيض، فقد حضرت إلى هذا المكان كي تنمو مثل سائر السرطانات، ولأن أجسامها تنحسر في صدفة محدودة الحجم، فلا بد أن تخرج منها حتى تنمو، مما يسمح للصدفة اللينة أسفل منها بالتوسع.

وبحدوث هذا التحول، تكون سيقان هذه السرطانات عرجاء ولا تتحرك بالشكل الصحيح، إنها غير محمية وفي خطر عظيم، فيظهر عدوها اللدود الشفنين اللاسع الذي يبلغ طوله حوالي 4 أمتار، إنه يبحث عن تلك السرطانات التي طرحت أصدافها، لأن أكلها سيكون أسهل.

“الشفتين اللاسع” يبحث عن السرطانات التي طرحت صدفاتها لسهولة التقاطها

تحاول السرطانات البقاء معا، لكنها تتفرق بعد ما أفزعها الشفنين، ثم تعود لتتجمع، وهنا تغلب الكثرة الشجاعة، فقد تمكن معظمها من الهرب، وبعد أيام ستعود إلى الأعماق بعد أن تخلص نحو مئة ألف منهم من صدفاتهم بنجاح، وسيبحث كل منها عن غذائه وحده.

ذكر الحبار الصغير.. حيلة لخداع العملاق والتزاوج مع الأنثى

البحار الخضراء في جنوب أستراليا غنية بتجمعات في غاية الجمال، لكن معظم الحيوانات تتجمع هنا بغرض التكاثر، هنا الحبار العملاق الأكبر حجما في فصيلته يعيش لسنة واحدة أو سنتين.

تضيء أنثى الحبار جسمها بضوء أبيض طويل كناية على رفضها للتزاوج مع الذكر

ومع اقتراب الصيف من نهايته بقي للحبار مهمة واحدة هي العثور على زوجة، لكن هناك أكثر من 100 ألف ذكر يتنافسون على الإناث التي تصل إلى الخليج، بينهم عملاق يصل وزنه 10 كيلوغرامات تتلون بشرته بمختلف الألوان، وهذه وسيلة للاتصال لدى الحبار.

وهناك ذكر صغير يحاول أن يحصل على فرصته للتزاوج مع الأنثى، لكنه لن يستطيع هزيمة هذا العملاق الذي تقع تحت رعايته أنثى قد تزاوجت معه للتو، لكنها تعرض خطا أبيض على جانبها لتعبر عن رفضها للذكر العملاق، وهذا ما يحتاجه الذكر الصغير الذي سيلجأ إلى حيلة ليتمكن من التزاوج مع الأنثى.

بحيلة التنكر بشكل أنثى، استطاع الذكر الصغير الالتقاء مع الأنثى رغم وجود الذكر الكبير قريبا منها

فها هو ذا يخفف من حدة ألوانه، ويضم جوانحه حتى يبدو كالأنثى ويخدع العملاق، ولإكمال الدور بنجاح يعرض الصغير خطا أبيضا كما لو كان أنثى بحق لكي يبعد العملاق، وبعد ذلك يتسلل إلى جوار الأنثى ويتزاوج معها.

ثم يغادر هذا الذكر الصغير الماكر بعد أن انتهت حيلته بنجاح، وهكذا فإن الحجم ليس كل شيء حتى عند أسماك الحبار، فالتزاوج مع أكثر من ذكر يضمن للأنثى تنوعا جينيا في صغارها.

تنين البحر.. أب يحمل ثمار التزاوج الثمينة أسفل جسمه

في السهول الأسترالية هناك ذكور آخرون يتحملون مسؤوليات أكبر تجاه صغارهم، فهذا تنين البحر العشبي يحمل بضاعة ثمينة، فأثناء تزاوجه مع الأنثى جمع الذكر البيوض وألصقها بالجزء السفلي من جسمه.

تنين البحر العشبي يعيش في السهول البحرية الأسترالية

إنه الآن يغادر المنطقة العشبية، ويذهب للمياه المفتوحة، إذ لا يجدي التخفي نفعا، وبالطبع فإن المفترسات بانتظاره، لكن هناك ما يدفعه للمجازفة بحياته، إنها غيوم من الروبيان المتناهي الصغر، وهي الوجبة المفضلة لدى تنين البحر.

وأخيرا يحين الوقت لتحصل الصغار على حريتها، لكن الطحالب نمت فوق هذه البيوت، ومن المحتمل أن تخنقها، ورغم ذلك يخرج الصغار، وقد نجحوا في الخروج من البيض، وهو وقت عودة الآباء إلى غابات عشب البحر، وسيبقى الصغار في هذا المكان محاطين بغذائهم المثالي في كل جهة.

ذكر الروبيان السرعوفي.. قاتل أسماك فتاك وزوج خائن

تعد غابات المانغرو من أكثر الغابات تنوعا في العالم، وتنتشر هذه الغابات على السواحل المدارية، وتشكل حاجز وقاية طبيعيا بين اليابسة والبحر، كما أنها من أكثر غابات العالم إنتاجية، فجذورها الهوائية تحت الماء تجعلها تنتصب بثبات.

بعد تزاوجه مع الأنثى، يجمع ذكر تنين البحر العشبي البيوض ويلصقها بالجزء السفلي من جسمه

وهنا يوجد كثير من الغذاء لصغار الأسماك، فالجذور المتشابكة تحميها من الأسماك والمفترسات الكبيرة التي تملأ القنوات. أما في شمال أستراليا حيث يتراجع المد، فتضطر الأسماك الصغيرة إلى مغادرة أماكنها، وهي الأنبل حماية.

فجأة يظهر القاتل الأكثر فتكا في البحار الخضراء، إنه ذكر الروبيان السرعوفي الذي يبلغ طوله نحو 40 سم، لكنه لا يمارس الصيد لنفسه فقط، بل يجمع الغذاء لأنثاه أيضا، فمن المحتمل أنها ترافقه منذ 20 عاما.

الروبيان السرعوفي كائن بحري يبلغ طوله 40 سم وهو مسؤول عن توفير الطعام للأنثى

إنها تعتمد عليه في جمع الغذاء، بينما تكرس طاقتها لوضع البيض، وهذه الإستراتيجية معقولة في ظل توفر الغذاء بهذه الكثرة، لكنها إستراتيجية محفوفة بالخطر، فإذا اختفى الذكر قد تموت الأنثى جوعا.

تسلط كاميرا الفيلم على شيء ما يلفت انتباه ذكر الروبيان السرعوفي وربما تكون رائحة لا تقاوم، أو نداءات بعيدة، ومهما كان السبب فإن الذكر سوف يغادر الجحر ويهجر رفيقة حياته.

إنها حفرة أكبر حجما، يبدو أن الإناث اللاتي يفقدن أزواجهن يرسلن نداءات استغاثة بحثا عن ذكر جديد، هذه الأنثى أكبر حجما وتضع بيوضا أكثر، وبالزواج منها تكون له ذرية أكثر، لكنه سيدفع ثمنا باهظا لخيانته، فالأنثى الكبيرة بحاجة لغذاء أكثر.

النباتات العائمة.. سباق عمالقة المفترسين إلى أكبر ولائم البحر

كلما زاد التنوع في البحر زادت المنافسة، فهناك بحر أخضر واحد يحوي من الأصناف الحياة ما لا يتوفر في البحار كلها مجتمعة. وعلى نقيض المانغرو ومروج الأعشاب البحرية، فإنه موجود في عرض البحر وموقعه مؤقت ومتغير، وهذه الخضرة لا تأتي من غابات ذات جذور بل من نباتات عائمة.

مئات من الدلافين تتسابق إلى مأدبة كبيرة في خليج مونتيري بكاليفورنيا

تتكاثر ملايين من العوالق النباتية، وبهذه الأعداد الهائلة فإنها تقيم واحدة من أكبر الولائم على الإطلاق. وبالقرب من الساحل الغربي للولايات المتحدة، تتسابق مئات من الدلافين إلى مأدبة كبيرة، وهي ليست الضيف الوحيد فهناك أسود البحر أيضا، وجميعها يتوجه إلى خليج مونتيري في كاليفورنيا.

وقد تسببت الزهور الطحلبية في تزاحم الكائنات التي تتغذى على العوالق، فالملايين من أسماك الأونشوفة، وهنا تلجأ الدلافين لدفعها في اتجاه السطح.

الحيتان الحدباء تلتهم في كل صعود للأعلى 100 كيلوغرام من الأسماك

تستغل الطيور البحرية أو أسود البحر ظهور هذا السرب، فهو سباق اغتنام فرصة قبل وصول الآخرين، والمئات من فصيلة الحوت الأحدب تستولي على حصة الأسد، ومع كل صعود للأعلى تبتلع 100 كيلوغرام من السمك.

إنها أكبر الولائم على وجه الأرض، هذه العوالق الصغيرة مهمة جدا للحيوانات البحرية لا تستطيع الاستغناء عنها، وليست البحار الزرقاء أساس نشوء معظم الحياة في المحيطات، وإنما هي البحار الخضراء.