“غزة.. ملح وماء”.. حصار يخنق البشر وماء مالح يفتك بحياتهم
قبل حرب غزة الأخيرة 2023، التي أحالت القطاع مكانا غير صالح للحياة بفعل التدمير الإسرائيلي الممنهج لكل مقدرات الحياة هناك ومن أهمها المياه، كان شعب غزة يعاني أصلا شحا مائيا متفاقما بات معه الحصول على المياه العذبة ضربا من الرفاهية .
وثائقي “غزة.. ملح وماء” الذي أخرجه عام ٢٠١٨ المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي تمحور حول هذا الموضوع تحديدا واعتماد الغزيين على المياه المالحة التي لا تصلح للشرب والطبخ والاستحمام، ضمن سلسلة أخرى من مظاهر المعاناة اليومية كالكهرباء التي كانت مقطوعة أكثر الوقت ، وإذا ما جاءت فإنها لا تستمر أكثر من 3-4 ساعات في أفضل الأحوال.
يركز الوثائقي على تأثيرات المياه الجوفية المالحة والملوثة على البشر والشجر والحيوانات، إذ تخرِّب كل شيء وتُفسده. وليس المخرج بحاجة لأن يبرّر أو يختلق الأعذار، فكل شيء واضح أمام المتلقي، ولا يحتاج إلى أدلّة دامغة ليقطع الشك باليقين، فالمياه المالحة تسبب أمراضا فتّاكة تبدأ بالفشل الكلوي، وتمرّ بالتهاب الأمعاء، وتنتهي بالتيفوئيد والكوليرا والتسمم بالرصاص والزرنيخ، وما إلى ذلك من أمراض قاتلة.
وفوق كل ذلك يسلط المخرج الضوء على اعتداءات قوات الاحتلال على أبناء غزة، فلم يسلم منها حتى باعة الماء الذين ينقلون المياه الصالحة للشرب بسيارات حوضية إلى أهالي غزة وشعبها المحاصر من الجهات الأربع.
“قطاع غزة منطقة منكوبة مائيا”
يستهل المخرج مشهراوي فيلمه بجملة مؤثرة تختصر الكثير من الكلام، حين يقول إن “قطاع غزة منطقة منكوبة مائيا”، ليوحي لنا من طرف غير خفي بأنّ هذا القطاع منكوب غذائيا وصحيا وإنسانيا، وسبب هذه النكبة أو الكارثة المستمرة يعود إلى “نقص المياه النظيفة في قطاع غزة، بسبب سياسة الاحتلال الإسرائيلي التي تستولي على المياه الجوفية الفلسطينية”.
فكلنا يعرف بأنّ الاحتلال لم يكتفِ بنهب موارد فلسطين وثرواتها الطبيعية في ظاهر الأرض وباطنها، بل حرمهم من نسبة كبيرة جدا من مياه الينابيع والمياه الجوفية العذبة.
ولتعزيز هذه الحقيقة الدامغة، يقتبس المخرج من منظمة “مراقبة حقوق الإنسان” اتهامها لإسرائيل “بحرمان الفلسطينيين من حقهم في الحصول على مياه مناسبة للاستعمال الآدمي”، وهذه حقيقة ملموسة يعرفها المتابعون للقضية الفلسطينية، منذ نكبة 1948 حتى الوقت الحاضر.
بل لعلها بدأت قبل هذا التاريخ، حين كان اليهود يستولون على القرى والمزارع الفلسطينية في القرنين التاسع عشر والعشرين، بمؤازرة بريطانية وأمريكية واضحة للعيان.
ولم يُرِد المخرج مشهراوي أن يخوض في التفاصيل التاريخية لقضية شعبه، ولكنه أخذ نموذجا لعائلة فلسطينية واحدة، هي عائلة علي شعبان صالح الفيّومي، وهو متزوج من امرأتين، وقد أنجبتا له 4 أبناء و6 بنات.
علي الفيومي.. تجارة بيع الماء في القطاع المحاصر
كان علي الفيومي يشتغل في أعمال البناء، وحين تدهورت صحته انتقل إلى بيع المياه للعوائل الفلسطينية في مناطق متعددة من غزة منذ عام 1998، وأصبح له زبائن معروفون يمدّهم بالماء العذب الذي يُستعمل للشرب والطبخ والعجين، كما يستعملهُ الأثرياء والمُوسرون للاستحمام وغسيل الملابس، لكي يتفادوا التقرّحات والأمراض الجلدية، وحُرقة المياه المالحة التي تترك أثرها المزعج على العيون والشفاه وبقية أعضاء الجسد البشري.
ويتذمّر أحد الزبائن حين يقول مستغربا: أنا لا أعرف لماذا لا يعاملوننا مثل بقية البشر، ويحفرون لنا آبارا تحتوي على مياه عذبة، لقد مللنا الماء المالح الذي لا نستطيع حتى أن نغتسل به.
وقد رأينا في مستهل الفيلم ربّة بيت تحمّم ابنتها الرضيعة بمياه مالحة سبّبت لها التذمّر والانزعاج، حتى أن الصابون خالٍ من الرغوة لشدة الملوحة والتلوث، الأمر الذي يدعوها لخلطه ببعض المياه النقية. وتستغرب هذه المرأة أنّ بائع الماء يجلب أحيانا مياها حلوة مثل العسل، وفي أحيان أخرى يأتي بمياه مالحة كدِرة، وحين يشتكون يُخبرونهم بأنّ المصافي معطوبة، وهي تحت الصيانة والإصلاح.
“لا أستحم البتة فجلدي لا يحتمل المياه المالحة”
مع أن ظروف الحياة قاسية في غزة، فإن المخرج يلوذ بالفكاهة وخفة الظل أحيانا، ليخفف الوضع المأساوي الذي يعيشه أبناء غزة، فحين يسأل أحدهم رجلا مسنا أن يُقرضه ألف شيكل بعض الوقت، يأتيه الجواب ساخرا وممازحا: “عليكَ أن تبيعني في السوق إن استطعت لتحصل على هذا المبلغ الكبير”، مشيرا إلى ضيق ذات اليد وقلّة الحيلة.
ثم يسأله: هل تستحم بالماء المالح أم العذب؟
فيجيبه بسرعة خاطفة: أنا لا أستحم البتة، لأنني مريض وجلدي لا يحتمل الاغتسال بهذه المياه المالحة التي تعرّضنا لكثير من الأمراض.
ضعف الإنتاج وجودة الثمار.. آفة المياه الجوفية
تتوسع دائرة الشخصيات لتشمل أناسا آخرين، أغلبهم من الكسبة والفلاحين وأصحاب المهن الحرة، ويستذكر أحدهم أنّ مياه القطاع الجوفية كانت عذبة قبل سنوات، حتى أن المستوطنين كانوا مستقرين فيها، ويستغلون المياه العذبة المتوفرة لديهم، لكن منذ مدة تغيرت الأمور، وأصبحت المياه مالحة جدا، ويعزون ذلك إلى تراجع المياه العذبة في الطبقة الجوفية واختلاطها بمياه البحر.
فهناك مناطق لا تستطيع البلدية إمدادها بالمياه العذبة، مما يدفع الناس إلى حفر آبار مكلفة الثمن داخل بيوتهم، ومع ذلك فإن هناك أماكن في القطاع بها مياه عذبة نظيفة، وأخرى مالحة لا تُطاق.
ويعزو أحد المزارعين الشباب شح المياه العذبة إلى تناقص المياه الجوفية سنة بعد أخرى، وأنّ الملوحة متأتية من ارتفاع مستوى البحر في الجهة الغربية من غزة، مما يؤدي إلى مشاكل كبيرة في الزراعة، فالإنتاج يقل، ونوعية الثمار لن تكون جيدة، وهي تؤثر على صحة الإنسان الذي يتناولها.
وجلّ ما يتمناه هذا المزارع الشاب أن تنجح زراعته ولو مرة واحدة، وتأتي بغلّة وفيرة لا يتوقعها، بسبب ملوحة المياه التي تجعل جذور الأشجار حالكة السوداء، وهو لا يستطيع أن يفعل شيئا لأنها خارج إرادته.
تربية المواشي.. خيارات صعبة تواجه أبقار غزة
يتحدث أحد مربّي المواشي، فيقول إنه حفرَ بئرا كي لا يسقي أبقاره مياها مالحة تسبب بعض الأمراض الخطيرة التي تفضي إلى الموت، ومع أن حفر الآبار مكلف، فإنه تدبّر أمره وحفر هذه البئر، لكن مياهها كانت غير صالحة للشرب أيضا، واقتصر استعمالها على سقي الأشجار فقط.
أما إذا استعملها لسقي المواشي، فإنها تؤدي إلى أمرين لا ثالث لهما؛ الأول أن تمرض هذه المواشي وتموت، والثاني أن تُعطيك الأبقار كمية قليلة من الحليب، لأنها لا تحب شرب المياه المالحة فتقل شهيتها للأكل، لذلك يضطر المربون لاشتراء مياه صالحة للشرب، يسقون بها مواشيهم كي لا تتعرض لأمراض فتاكة ويقلّ إدرارها للحليب.
كما أن العجول الصغار حساسة جدا، ويشبِّهها أحد المربين بالأطفال الصغار، فهم لا يتحملون المياه المالحة والملوثة التي تصيبهم بالحمّى والأمراض المعوية التي تتطلب استدعاء الأطباء البيطريين والدخول في دوّامة العلاج الباهظة الثمن أيضا.
عقد الستينيات.. ذكريات عصر الماء الذي لا ينقطع
يُطمئن الفيّومي زبائنه في حي النصر والشيخ رضوان وشاطئ الرمال بأنّ مياهه جيدة، وصالحة للشرب، وعليهم ألاّ يقلقوا ولا تساورهم الشكوك. وتطلب منه بعض النساء أن يبقى على هذا المنوال من تقديم الخدمة.
يستحضر أحد البقالين الذين يعملون في سوق المدينة ذكريات من عقد الستينيات، حين كان ابن 7 أعوام، ويروي أن تعداد غزة كان قرابة 600-700 ألف نسمة، أمّا اليوم فقد أصبح القطاع قرابة المليونين نسمة، وهو يحتاج إلى خدمات مضاعفة بالتأكيد.
وكانت المياه آنذاك لا تنقطع، أمّا الآن فقد أصبحت شبه مفقودة، كما أنها ليست نظيفة وتحتوي على شوائب وترسّبات كثيرة، تؤثر على صحة الناس، وتسبب لهم الأمراض الخطيرة، ولا سيما أمراض الكُلى التي يحتاج أصحابها إلى غسيل كلوي مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع.
مرضى الكلى.. معاناة مضاعفة وعمليات متكررة
ويقول أحد مرضى الكُلى إنهم يعانون من الفواكه والخضراوات المسقية بمياه ملوّثة، ويتحدث عن حبّات الخوخ والخيار والفواكه الأخرى الفاسدة، بسبب المياه المالحة وغير الصالحة لسقي المزروعات التي تسبب في خاتمة المطاف عددا من الأمراض الخطيرة.
تشكو زوجة مريض بالكُلى أن الغسّالة الكهربائية قد تعطلت بسبب المياه المالحة، وفسدت الزراعة، وتسببت في تدهور صحة الناس، ومنهم زوجها المتقاعد الذي خضع لثلاث عمليات لزرع الكُلى في مستشفى أردني، حتى لم يعد يستطيع إجراء عملية رابعة، لأنّ جسده لم يعد يتحمل التخدير، لأنه أُصيب بنزيف دموي وجلطة دماغية، سببها الأول والأخير هو المياه المالحة التي فاقمت مرضه.
فلا تقتصر المياه المالحة والملوثة على حيّ معين، بل هي مشكلة عامة يعاني منها الجميع، فحتى الناس الذين يدخلون الجوامع لا يجدون ماءا نظيفا يتوضأون به.
استهداف باعة الماء.. إيمان بالقضاء وسعي للرزق تحت القصف
يتوقف المخرج عند استهداف القوات الإسرائيلية للسيارات المحمّلة بمياه الشرب، فقد قصفوا في بيت لاهيا سيارة حوضية، وقتلوا فيها أبا مع ابنه الذي يساعده في العمل، وحينما تناهى الخبر إلى سمع أم الفيومي طلبت منه ألا يخرج ذلك اليوم للعمل، خوفا من استهداف الإسرائيليين له، لكن هذا الابن المؤمن بقضاء الله وقدره طمأن والدته بأنّ المقدّر لا بد أن يقع، سواء أكان في داخل البيت أم خارجه، وحينما خرج وعاد شكرَ الله على سلامته.
ومن خلال هذه النافذة، يمنح المخرج والدة علي المنوفي فرصة للبوح والاسترسال، حتى تروي قصتها بكلمات قليلة لا تنقصها الجرأة ولا تعوزها الشجاعة، إذ تقول: كانت لدي ضرّة منذ كنت ابنة 23 سنة، وكان عندي 3 بنات و3 أبناء، وكنت أقوم بكل شيء على أكمل وجه، ولكن زوجي رحمه الله تزوج امرأة ثانية.
ويستغل مشهراوي مشكلة الماء المالح، ليتيح الفرصة لمدير مصلحة مياه الساحل، لكي يتحدث عن تحلية المياه التي تعمل بطريقة التناضح العكسي، وتوفر المياه العذبة بأسعار مناسبة، كي تكون في متناول عامة الناس.
شخصيات الفيلم.. عوالم مختلفة يجمعها همّ واحد
يمنح المخرج مشهراوي فرصة لابن علي المنوفي الذي يساعده في توزيع مياه الشرب على الناس، ويتمنى أن يملك سيارة للقيام بهذه المهمة التي يخدم بها أبناء جلدته وهو في هذه السن الصغيرة.
وللمهاجرين داخل الأراضي المحتلة فرصتهم أيضا في التعبير ذواتهم وهمومهم الداخلية، فثمة مواطن من يافا قدِم في عام النكبة 1948 إلى قطاع غزة، وسكن في بداية الأمر في بيت مؤجر، إلى أن أكرمه الله وفتح مصنعا للخياطة، ليستقر في بيت يملكه، وهو لا يخلو من منغصات الماء والكهرباء وضعف الخدمات الأخرى.
وثمة مواطن آخر ينتقد المياه النقية، ولا يراها صالحة للشرب أو للطبخ، ويرى أنها تصلح فقط للمسح والجلي والغسيل.
ويعود المخرج إلى علي المنوفي، وهو الشخصية الرئيسية التي بنى عليها فيلمه الوثائقي ليكمل سرديته الثقافية والاجتماعية والنفسية، فهو يعامل أبناءه من كلتا الزوجتين نفس المعاملة، وكأنهم أبناء أُم واحدة، وذلك حتى لا تنتابهم الضغينة ولا يهيمن عليهم الإحساس بالتفرقة.
خفر السواحل.. رصاصات تقف بين الصياد ورزقه
لا يبتعد المخرج كثيرا حين يتحدث عن السمك الفاسد الذي يُجلب من مصر عبر الأنفاق، إذ يذوب الثلج عنه، ويصل إلى القطاع فاقدا صلاحيته.
ثم يعرّج على حياة الصيادين وقواربهم الراسية في الميناء، لأنّ قوات الاحتلال الإسرائيلية لا تترك القوارب وسفن الصيد الصغيرة تتوغل في البحر أكثر من ثلاثة أميال، ومن يجازف يعرّض حياته للخطر.
وكان خفر السواحل قد أطلقوا النار على بعض الصيادين، وأردوهم قتلى في الحال، ومع ذلك فإن أهالي القطاع يجازفون في بعض الأحيان، ولا سيما المتزوجون الذين يسعون لتأمين الرزق الحلال لأبنائهم وزوجاتهم، فالحاجة تجعلهم لا يبالون حتى بخطر الموت المُحدق بهم من جميع الجهات.
زحف البحر إلى اليابسة.. غزو يفسد مياه الآبار الجوفية
يُرجع مدير مصلحة المياه سبب الملوحة المتفاقمة إلى انخفاض خزّان المياه الجوفية في القطاع وارتفاع الخزان البحري، مما دفع المياه المالحة للاختلاط بالمياه الجوفية العذبة، لتلوثها وتزيد ملوحتها.
فقد زحفت مياه البحر كيلومترين في اليابسة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، فازدادت ملوحة المياه الجوفية التي كانت عذبة وصالحة للشرب قبل عشر سنوات، ولا غرابة أن نسمع أحاديث عن بئر كان ماؤها عذبا زلالا، وقد أصبح الآن مالحا عكرا لا تستسيغه الأفواه.
ويتمنى بائع الماء علي المنوفي أن تنتهي معضلة الماء والكهرباء، وأن يجدوا حلولا للمحروقات، وأن تعود الأمور إلى نصابها الصحيح، فمنذ سبع أو ثماني سنوات -بحسب تقديره- تنقطع الكهرباء، ويأتي الماء، ثم ينقطع الماء وتأتي الكهرباء، وهي سلسلة مزعجة ومؤرقة جعلت الناس ينفرون من مرارة الاحتلال، وقسوة الحصار الإسرائيلي الظالم.
رشيد مشهراوي.. مخرج من غزة يكافح في ميدان السينما
من الجدير بالذكر أنّ مخرج الفيلم رشيد مشهراوي من مواليد غزة 1962، وينتمي لعائلة لاجئة من يافا، وقد نشأ وترعرع في مخيّم الشاطئ في غزة، ويُعد أول سينمائي فلسطيني عمل على إنجاز سينمائي داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. فقد أسس في العام 1996 “مركز الإنتاج السينمائي” في رام الله، وعمل ورشات تدريب. كما أسس السينما المتنقلة في فلسطين، ومهرجان سينما الطفل.
راكم مشهراوي خبرة كبيرة في صناعة الأفلام الروائية والوثائقية والتجريبية، مع أنه لم يدرس السينما ويتخصص بها، لكنه وجد الطريق إليها عن طريق تجاربه في الرسم والفن التشكيلي، وأخلص لهذه المهنة إلى حد التماهي معها، فلا غرابة أن يعرف دروبها ومنعرجاتها ودهاليزها السرية.
وقد أنجز أكثر من 31 فيلما روائيا ووثائقيا وتجريبيا، منذ عام 1986 وحتى الآن. ونذكر من أفلامه الروائية “حتى إشعار آخر” و”تذكرة إلى القدس” و”انتظار” و”عيد ميلاد ليلى” و”كتابة على الثلج”. أمّا أفلامه الوثائقية فمن أبرزها “أيام طويلة” و”أخي عرفات” و”الأجنحة الصغيرة” و”أرض الحكاية” و”رسائل من اليرموك” و”يوميات شارع جبرائيل”.
كما أنجز عددا من الأفلام الروائية القصيرة والتجريبية مثل “جواز سفر”، “قمر واحد” و”شهرزاد” و”حمّص العيد”. ويعمل فترة على إنجاز فيلمه الروائي الثامن الذي يحمل عنوان “أحلام عابرة”.