حلقة النار المدمرة.. سباق الوقاية من زلازل الطبيعة والبشر
تكاد تدوي صفارات الإنذار يوميا في أنحاء مدينة مكسيكو (عاصمة المكسيك)، لتحذر الناس من خطر زلزال محدق بهم، وذلك للتدرب على الإخلاء الجماعي، الذي أصبح جزءا من الحياة اليومية بالمكسيك، لكنهم لا يعلمون أن زلزالا مدمرا على وشك الحدوث، فالزلازل لا تستأذن للدخول.
عرضت الجزيرة الوثائقية فيلما بعنوان “في قلب الكارثة.. الزلازل”، ويرصد صورا للزلازل المدمرة التي ضربت مدينة مكسيكو في عامي 1985-2017.
كما يعرِّج الفيلم على الزلازل التي صنعتها أيدي البشر في أوكلاهوما، ويتعرض لآخر ما بلغته الجهود العلمية والتقنية، للحدّ من آثار الزلازل على الأرواح والممتلكات.
بلد نابض بألوان الحياة على حلقة النار
يقول “أندريس فيرا”، وهو منظم فرقة دراجات: نتدرب على مواجهة الزلازل منذ دخولنا للمدرسة، ونكبر ونحن نسمع قصص زلزال 1985. ويجب علينا أن نبقى هادئين، ونسمع تعليمات المسؤولين، فالناس هنا يدركون خطر الزلازل، ويخالجهم الخوف دائما، لكننا نحب مدينتنا ولن نغادرها أبدا.
تقع مدينة مكسيكو في الحزام البركاني الممتد عبر المكسيك وكانت فيما مضى عاصمة لشعب الآستيك، وهي اليوم مدينة حديثة وغنية بالتاريخ. يقول “كارلوس غاخاردو الابن”، وهو ناج من زلزال 2017: بلدنا رائع، طقسه متميز، وأناسه طيبون، وطعامه لذيذ، وموسيقاه جذّابة، وثقافته متجذرة.
لكن هذا البلد المزدهر يقع في أنشط مناطق العالم زلزاليا وأغناها بالبراكين، إنها حلقة النار، حيث تنبض الأرض بالحياة والموت في آن معا.
يقول “ريتشارد ألين”، مدير قسم الزلازل في جامعة كاليفورنيا: حلقة النار هي حوض المحيط الهادئ، حيث ينقسم سطح الأرض إلى 10 صفائح تكتونية، تنزلق فوق بعضها، فتولّد طاقة هائلة تظهر على سطح الأرض في هيئة زلازل مدمرة، وهناك تحدث 90% من زلازل العالم.
زلزال 1985.. بداية الوعي بأخطار الزلازل في المكسيك
في 19 سبتمبر/ أيلول 1985، وقع زلزال بقوة 8.1 درجات على مقياس ريختر، وهي أكبر بآلاف المرات من القوة التدميرية لقنبلة هيروشيما، وهو أقوى زلزال ضرب المكسيك خلال 100 عام، وكان منشؤه قبالة الساحل على بعد 1000 كيلومتر جنوب شرق مدينة مكسيكو، وقد أسفر عن مقتل 10 آلاف إنسان وإصابة 30 آلفا آخرين، وخلّف دمارا هائلا.
في ذلك اليوم بدأت المدينة تهتز. يقول “كارلوس غاخاردو الأب”، وهو منتج تلفزيوني: أتذكره جيدا.. قبيل السابعة صباحا، نظرت من النافذة، فرأيت مياه حوض السباحة تتماوج، وحين فتحت التلفاز كان الإرسال مقطوعا، فاتصلت بمديري فأمرني بالحضور فورا لإعداد نشرة الأخبار، ورأيت في طرقات المدينة دمارا هائلا، والناس ينزفون، كان كابوسا رهيبا”.
أصبح زلزال 1985 عنوان صحوة حقيقية لمدينة مكسيكو، فطُوّر نظام الإنذار المبكر، وبدأ بـ12 جهاز استشعار زلزالي على طول الساحل المكسيكي، وارتفع العدد إلى 100 جهاز لاستكشاف الموجات الأولية، وهي التي لا يشعر بها البشر، محذّرة أن الموجات العمودية الأشد فتكا ستتبعها قريبا.
تُرسل الإشارات بالأقمار الصناعية إلى أنحاء المدينة، قبل دقيقة من الهزات العنيفة، وهي فرصة لإخلاء المباني من الناس. وقد رُكب النظام في 1991، وتبعت دولٌ أخرى المكسيك في أنظمة مماثلة.
زلزال 2017.. ما أشبه اليوم بالبارحة
بعد 32 عاما من الزلزال الكارثي، دوّت صفارات الإنذار مرة أخرى في أنحاء المدينة، إنها تدريبات الزلازل السنوية، وتوجيهات معتادة بخصوص المكان الذي ينبغي التوجه إليه، حسب أنظمة السلامة العامة.
في ذلك الصباح زار “كارلوس” ابنه في موقع تصوير، وكان ذلك في مزرعة جميلة، فانطلق إلى بعض عمله وترك ابنه مع المخرج والمنتج وبعض الممثلين، وكان الجو حارا، مما اضطرهم للانتقال إلى داخل المنزل وتجمعوا في الشرفة، بينما كان “أندريس” مشغولا بحفل افتتاح شركته الجديدة لتأجير الدراجات الهوائية.
بعد ساعتين من سماع صفارات الإنذار التدريبية الدورية دوّت صفارات الإنذار من جديد، لقد وقع الزلزال حقيقة، وشعر الناس بالذعر والهلع الشديدين، وانتشر الغبار في المكان، وانهار بعض المباني، وهرع الناس إلى الشارع، وراح بعضهم في نوبات بكاء وصدمة شديدة. إنها صدفة حزينة أن يتزامن الزلزالان في يوم واحد.
كان كارلوس الابن ما يزال وحده داخل مبنى المزرعة، لقد انهار جزء من المبنى، والاهتزاز الشديد مستمر، وآخر ما يتذكره “كارلوس” قبل أن يغيب عن الوعي هو ظلّ أسود ثقيل يقترب من رأسه. كانت شدة الزلزال 7.1 درجة، ومع انحسار الهزات تكشف المشهد عن دمار واسع في ثلاث ولايات.
كان “كارلوس الأب” في منزله عندما وقع الزلزال، وحين هرع إلى الخارج رأى منزل جاره منهارا، وحينها تذكر ابنه الذي تركه في موقع التصوير، فجاءه اتصال أنه أُنقذ من تحت الأنقاض، وهو بخير في المستشفى.
وبينما هرع “كارلوس” لتفقد ابنه، كان عمال الإنقاذ وآلاف المتطوعين من سكان مكسيكو قد بدؤوا العمل الحثيث، لانتشال المصابين والضحايا من تحت أنقاض المباني المنهارة، وبدأت فرق الاستجابة للكوارث والمعونات الدولية تتدفق على البلاد من أنحاء العالم.
جهود المتطوعين والفرق الدولية.. سباق إنقاذ الحياة
حضر “غاري دوريان”، وهو قائد فرقة كلاب الزلازل من لوس أنجلوس، ومعه 79 منقذا، ومجموعة من الكلاب المدربة. ويقول: الوقت الذي يلي الكارثة بالغ الأهمية، والكلاب أسرع 10 مرات من البشر في اكتشاف المصابين تحت الأنقاض، وهذا يوفر الوقت ويضاعف فرص إنقاذ الأرواح.
شكّل الناس سلاسل بشرية لإزالة الركام، واستخدم “أندريس” طاقم دراجاته الهوائية الحديثة في الإنقاذ وتقديم المساعدات. وهو يقول: كان معنا 100 درّاج، يقدمون المساعدة ويوزعون الطعام والماء والإمدادات، لقد انشقت الأرض وابتلعت بعض المنازل، وآثار الكارثة أسوأ في بعض المناطق من غيرها.
وهنا يلوح خطر آخر؛ إنها الهزات الارتدادية، وهي أقل طاقة من الهزة الرئيسية، لكنها بمجموعها قد تولّد طاقة كبيرة، وفي زلزال 2017 شهدت المكسيك 40 هزة ارتدادية بعد الموجة الرئيسية.
تهدمت أكثر من 40 بناية في المدينة، واستقدمت المعدات وفرق الإنقاذ والكلاب، لانتشال الأحياء من تحت الأنقاض، بينما نقل كارلوس إلى مستشفى متهدم، وكان الناس يعالَجون في مواقف السيارات.
يقول “كارلوس الابن”: وصل أبي إلى المستشفى، ونقلني إلى عيادة أخرى، لكن المفاجأة أنهم لم يجدوا كسورا في عظامي، وكل ما أصابني رضوض وجروح في رأسي وبقية جسمي، لا أذكر شيئا مما وقع، لكنني عندما أفقت وجدت التدمير هائلا، فخلال ثوانٍ قد يزول كل شيء.
ثم يقول أبوه: أنا سعيد لأنه حي، هذا كل ما يمكنني قوله، إنه ابني، بل صديقي المفضل منذ صغره.
بعد يومين من الزلزال، تأكد مقتل 249 إنسانا، وما زال هنالك أمل في إيجاد بعض الأحياء، ولكنها أمانٍ يصعب الوصول إليها، وقد تنهار تماما في أي لحظة.
يقول المنقذ “دوريان”: يلزم الهدوء التام للاستماع لأصوات الضحايا تحت الطوابق المنهارة، وقد أدهشني استجابة الجماهير لـ”القبضة المرفوعة” التي يمارسها عمال الإنقاذ، وتعني التزام الصمت، لقد حصل الهدوء التام خلال ثوان، واستطعنا سماع أصوات المستغيثين، بينما تدور الكلاب حول المنطقة التي يشتبه بوجود أحياء فيها، ويزداد النباح عندما تصل إلى أقرب نقطة من رائحة الحياة.
فرقة الخلدان.. اقتحام أماكن لا يبلغها البشر والكلاب
يستخدم المنقذون كل الوسائل والمعدات المتاحة لإنقاذ حياة إنسان، وقد يستغرق ذلك 24-36 ساعة لإنقاذ روح واحدة، إنه شعور لا يوصف عندما تنقذ حياة إنسان، ولكن بعض المناطق بين ركام الإسمنت والفولاذ لا تستطيع الكلاب بلوغها، وهنا يأتي دور مجموعة “الخلدان”، التي تفعل ما لا يجرؤ أحد على فعله.
يتحدث “فرناندو ألفاريس برافو” -وهو من فرقة الخلدان- قائلا: تأسست مجموعة الخلدان في 1985، لتقديم مساعدات خاصة أثناء الكوارث، وتقتضي مهمتنا انتشال الأحياء والجثث، وحفر الأنفاق للكشف عن وجود أحياء، وتمشيط الأماكن التي يشتبه بوجود أحياء فيها، فرقتنا مشهورة حول العالم، فهم لا يخافون.
ويقول: عددنا قليل، والعمل خطير للغاية، ويتطلب توازنا وتركيزا شديدا، بعض المناظر تحفر أثرا عميقا في أنفسنا، وجميع عناصر فرقتنا متطوعون، ولا نتقاضى أجرا، بل يساعدنا الناس بالتبرعات، ونشعر بالرضا عندما ننقذ أحدا.
وصل إلى مكسيكو 501 من عمال الإنقاذ، و32 كلب تفتيش مدربا، و440 طنا من المساعدات من 27 دولة، ولكن في 24 سبتمبر/ أيلول أجبرت الهزات الارتدادية عمال الإنقاذ على التوقف. ومع استئناف العمل بعد الهزات الارتدادية زاد عدد الضحايا إلى 370، ومع مرور الوقت تتضاءل فرص العثور على أحياء.
الرواسب الهلامية.. حيث تتضخم موجات الزلزال وتبتلع المباني
مع أن أنظمة الإنذار المسبق قد دقت مبكرا، فقد كان الوقت ضيقا بين انطلاق صفارات الإنذار ووقوع الزلزال، والسبب أن أجهزة الاستشعار منتشرة على طول ساحل المكسيك، لرصد الزلازل التي يكون مركزها في المحيط، على بعد مئات الكيلومترات من اليابسة، مما يتيح بعض الوقت للإخلاء.
أما زلزال 2017 فقد كان مركزه في باطن الأرض، على بعد 50 كيلومترا فقط من مكسيكو، فلم يترك مجالا للإخلاء بين انطلاق صفارات الإنذار وحدوث الزلزال الكبير، وعليه فيجب تحسين أداء أنظمة الرصد وزيادة عددها، لتعطي وقتا أطول للإخلاء.
يقول البروفيسور “ألين”: تقع مدينة مكسيكو في قاع إحدى البحيرات القديمة، وتحتها كميات رواسب طريّة، وعندما تصل إليها الموجات الزلزالية تتضخم، وتصبح الرواسب كالهلام السائل، فتبتلع المباني التي فوقها، والمكسيك تقع على قمة ملتقى الصفائح التكتونية، وتلك ظروف مثالية للكوارث.
التصديع المائي.. زلازل من صنع أيدي البشر
تقع زلازل يومية متفاوتة الشدة على حدود الصفائح التكتونية، بيد أن الطاقة تتراكم تدريجيا لتوليد الزلزال الكبير. ولكن هل يمتد تأثير الزلازل على بعد آلاف الكيلومترات من المركز؟ وهل ما حصل في بلدة براغ بولاية أوكلاهوما الأمريكية ليلة 5 نوفمبر/ تشرين الثاني مرتبط بزلازل المكسيك؟
يقول “جيم غريف”، مدير منطقة براغ: كنتُ في السرير في الثانية بعد منتصف الليل، عندما تحرك كل شيء من حولي واهتزت الأرض. استبعدتُ الزلزال، فهذا لا يحدث إلا في كاليفورنيا، على بعد أكثر من 2000 كيلومتر، كان بقوة 4.7 درجة.
وفي العاشرة من مساء تلك الليلة، وقع اهتزاز جديد بقوة 5.7 درجات، شعر به سكان “ويسكونسن” على بعد 1300 كيلومتر من براغ.
لم يعتد الناس وقوع الزلازل في تلك المناطق، وظن كثيرون أن انفجارا كبيرا قد حصل، أو أن شيئا ما سقط فوق منازلهم، ثم انطلقت سيارات الإسعاف.
وبحلول الصباح، كانت 30 هزة ارتدادية قد وقعت، وتجاوزت قوة 10 منها 3 درجات، وتضررت منازل كثيرة ومبانٍ جامعية، واحدودب الطريق السريع في مناطق بين براغ وميكر.
كما سجلت إصابات طفيفة، نتيجة سقوط أجزاء من المنازل على سكانها، وأصيب الناس بحالة من الكدر الشديد، وبدؤوا يتحسّبون لزلازل أخرى، ويتساءلون متى وأين ستقع، وكم ستكون قوتها؟
يقول عالم الزلازل “جايك والتر”: منذ 2009، بدأت تصيب أوكلاهوما موجات زلزالية بقوة 3 درجات وأكثر، وبلغت ذروتها بين 2015-2016، فقد سجل أكثر من 900 زلزال. وبما أن براغ لا تقع على ملتقى صفائح تكتونية، فقد نتجت هذه الزلازل عن “التصديع المائي” والتخلص من مياه الصرف، إذن فهي زلازل صناعية من فعل البشر.
والتصديع المائي (التكسير الهيدروليكي) إنما هو عبارة عن ضخ الماء بضغط عال في باطن الأرض، ممزوجا بالرمل والمواد الكيميائية، مما يؤدي إلى تشققات في الصخور، ويؤثر ذلك على الصدع الخامد تحت أوكلاهوما، وتضاعف النشاط الزلزالي بنحو 4000%.
واتباعا لنصائح الباحثين، وضعت الحكومة ضوابط على التصديع المائي، ففي 2016 فرضت تخفيضا بمقدار 40% على كمية السوائل، فانخفض عدد الزلازل في براغ، ولكن ما تزال تسجّل زلازل في مناطق أخرى، وسيستغرق الأمر عقودا قبل عودة الأمور لوضعها الطبيعي.
كشوف أثرية مذهلة بعد الزلزال.. ربّ ضارة نافعة
تكون الزلازل مدمرة عموما، وتحدث أضرارا جسيمة في الأرواح والممتلكات، ولكنّ أحدها كشف سرّا بقي غامضا قرونا عدة، ففي زلزال 2017 دمرت ولاية موريلوس الواقعة جنوب مكسيكو دمارا كبيرا، وأصاب معبد “ثيوبانزولكو” اهتزاز عنيف، وهو أحد أهم المواقع الأثرية.
تقول عالِمة الآثار “باربرا كونكزنا”: كنتُ في المكتب حين بدأ المكان يهتز، تكسّرت الحجارة وصارت تتدحرج تحت السطح، خرجنا من المكاتب في حالة ذعر شديد، وهناك تلقيت أنباء سيئة من “ثيوبانزولكو”، لقد انهار جزء من آخِر معابد الآستيك مزدوجة الأدراج، وانفصل جدار في الجزء الشمالي من الهرم، وظهرت الشقوق في كل مكان.
انخفض الهرم 40 سنتمترا وبات مائلا، واكتشِفت تجاويف تحت بعض الأرضيات، فأغلق المعبد أمام السائحين، واستُخدم الرادار لمسح الأساسات، فاكتشف علماء الإنسان (الأنثروبولوجيا) مساحة مجوّفة أسفل المعبد، إنها غرفة سرّية على عمق مترين تحت المعبد.
كانت مفاجأة كبيرة ومذهلة، غرفة يبلغ طولها 6 أمتار، وعرض 5 أمتار، وجدرانها مزدوجة، وكانت مصممة لتكون معبدا لـ”تلالوك”، وهو إله المطر في المنطقة الجرداء.
لطالما حسبنا أن الهيكل الخارجي يعود لعام 1450م، وأن الهيكل الداخلي بين 1300-1350 للميلاد.
أما المعبد الداخلي المكتشف حديثا، فيعود إلى 1100-1150م، وهذا يفند الرواية التاريخية القائلة إن “ثيوبانزولكو” بُني ليكون نسخة من “تيمبلومايور”، والواضح أنه بُني قبل ذلك بكثير، إنها قطعة هامة من التاريخ وسط هذا الدمار الهائل. لقد صمد “بانزولكو” 900 عام وما يزال. انتهى كلام عالِمة الآثار “باربرا كونكزنا”.
خداع الطبيعة.. وسائل للحد من ضرر الزلازل
قد نتساءل لماذا تصمد هياكل أمام جبروت الزلزال بينما تنهار أخرى؟
الحق أن انهيار المباني هو الذي يصنع الهلاك وليس الزلزال بحد ذاته، ففي زلزال هاييتي انهار 200 ألف مبنى، ومات 300 ألف إنسان، فموجات الزلازل إنما تضرب الأساسات، وتحدث اهتزازا في الهيكل العلوي، مما يؤدي لانهيارها.
فالمعابد اليابانية -مثلا- مكونة من 5 طوابق أو أكثر، وهي مبنية من الخشب، ولها فواصل مرنة تعمل مخمِّدات، وهي مشدودة إلى عمود محوري “الشينباشيرا” في المنتصف، ويتماوج البرج حوله كالثعبان، وذلك سر صمود هذه المعابد قرونا كثيرة.
واليوم، تتميز بعض المباني متعددة الطبقات بمخمدات هيدروليكية عملاقة، تمتص صدمات الزلازل.
وفي برج “تايبي 101” يتمحور أعلى البرج حول بندول معدني هائل الثقل، يتحرك بعكس موجات الزلزال، مما يحفظ توازن البرج العالي.
فهي إذن إضافات منخفضة التكلفة نسبيا، ومن شأنها أن تمنع خسائر هائلة في الأرواح والممتلكات.