مركز بومبيدو الثقافي في باريس: أربعون عاما!

ندى الأزهري – باريس
مركز جورج بومبيدو الثقافي الشهير في باريس الذي يعتبر مرجعا في فرنسا وخارجها للثقافة الحديثة والمعاصرة وأيقونة للفن المعماري للقرن العشرين، يحتفل بدءا من شهر يناير 2016 وحتى بداية العام المقبل بمرور أربعين عاما على إنشائه.
وستدخل برامج المركز طوال هذا العام ضمن نطاق الاحتفالات التي تشمل إقامة معارض ولقاءات وعروض وحفلات موسيقية وراقصة ومسرحيات ومؤتمرات تناسب كل الأذواق، وسيتعاون المركز مع أربعين مدينة فرنسية بهذه المناسبة لتكون احتفالات العيد الأربعين” عيدا للخلق والابداع الفني في كل أنحاء فرنسا” ولتشهد على “حيوية المؤسسات الثقافية التي تجمعها نفس الروح الفنية” كما صرح مدير المركز.
بهذه المناسبة سيقدم مركز ” بوبور”( كما يطلق عليه أيضا كناية باسم الحي) عروضا غاية في التنوع. منها في فن الرسم حيث ستعرض في غرونوبل أعمال السنوات الأخيرة لكاندينسكي( 1866-1944) أحد أعمدة الفن التجريدي وأحد أهم رموز الفن المعاصر وأعمال ماتيس في متحف الفن في ليون، وفي فن التصوير حيث ستقام معارض صور للمصور الأميركي والكر ايفانز والبريطاني دافيد هوكني والفرنسي سيزار.. وإضافة لتجهيزات الفيديو والعروض الفنية ستقوم المكتبة العامة للمركز التي تنظم سنويا مهرجان” سينما الواقع” للأفلام الوثائقية، بإعارة أفلام وثائقية لعديد من مكتبات البلديات الفرنسية، كما سيتيح المركز على شبكة الأنترنت مجموعة من الدروس المجانية للفن المعاصر للشباب فوق 16 سنة بهدف جذب جمهور المستقبل..
جدير بالذكر أن مركز جورج بومبيدو الثقافي افتتح أبوابه في قلب باريس عام 1977 بعد رحيل بومبيدو، واعتبر بفرادته المعمارية ومبناه الثوري ومفهومه جيلا جديدا من المتاحف والمراكز الثقافية، وأثار الفضول والجدال بتصميمه المعماري الجريء ورؤيته الأخرى للفن وتشجيعه لأعمال الفيديو آرت والصور. واعتبر مكانا لتجديد الفن ومركزا للتلاقي والنقاش بين مختلف الافكار والرؤى الفنية. وانفتح مركز “بوبور”على كل التعابير الثقافية داخل فرنسا وخارجها. وتعتبر مجموعاته من الفن المعاصر والحديث الأغنى في العالم وهو معروف عالميا بفضل معارضه القيمة وفرادته. ويجمع أكثر من 100 ألف عمل فني ويعرض كل سنة حوالي 25 معرضا وقد جذب خلال أربعين عاما أكثر من مائة مليون زائر.