استفتاء الموقع .. محاولة في التقييم 1/2

شهد ميدان الفيلم الوثائقي إقبالا ملحوظا من لدن المخرجين العرب في السنوات الأخيرة. وللبحث خلف هذه الموجة الجديدة أراد موقع الجزيرة الوثائقية أن يقترب من بعض التجارب ويطرح أسئلة على المخرجين نوردها في شكل استفتاء (ننشره في جزئين).

1- ما الدافع لاهتمامك بالفيلم الوثائقي؟.
2- ما هو تقييمك لصناعة الفيلم الوثائقي العربي؟.
3- كيف تجد(ين) الحركة النقدية والإعلامية التي تتناول الفيلم الوثائقي العربي؟.
4- كيف ترى(ين) قناة الجزيرة الوثائقية حاليا وكيف تريد(ين) تطورها مستقبلا؟.

      سوسن دروزة: “أن أكون شاهدة..”


سوسن دروزة : مخرجة أردنية

– دافعي الذاتي للعمل في حقل الفيلم الوثائقي هو إمكانية ان أكون شاهدة على المجتمع الذي أعيش فيه، وإمكانية اكتشاف الطرق التي يمكن أن أساهم من خلالها أكثر في هذا المجتمع.
لقد أتيت من المسرح إلى التوثيق حيث يمكن البحث بشكل جيد في المجتمع وأيضا أخذ مادة للمسرح للعمل عليها هناك.

– أجد صناعة الفيلم الوثائقي عربيا منجزا ممتازا لأنها بدأت تتحرك في اتجاهات مهمة جدا طبعت بداياتها بطابع جدي، أرى الوثائقي أيضا طريقة ديمقراطية للتعبير الفني والإبداعي القادر على الوصول لقاعدة كبيرة وطريقة لتوثيق المنطقة العربية وتاريخها الاجتماعي والسياسي.

– هناك مشكلة دائمة بالحركة النقدية العربية عموما، وهذا يجعل دائرة العمل الفني ناقصة وغير مكتملة، من المهم ان تصبح هناك مناقشة أكبر حول العمل الفني والتوثيقي خاصة حتى يستطيع الفنان استنباط طرق جديدة للحركة، النقاد الذين يدركون خفايا العمل الفني قلة في الوطن العربي للأسف ويطغى الجانب الصحفي والترويجي على نسبة أكبر من الكتابات النقدية، هناك نقص واضح بالحركة النقدية.

– لقد فرحت كثيرا بقناة الجزيرة الوثائقية باعتبارها متخصصة في الفيلم الوثائقي، لكن لاحظت أن نسبة كبيرة من بثها مخصصة للفيلم الوثائقي المترجم، اتمنى ان تكون هناك افلام عربية بشكل اكثر من الموجود الآن في القناة سواء من انتاج عربي بالكامل أو بالمشاركة مع الخارج ولكن من المهم أن يعالج الفيلم القضايا الخاصة بالمجتمع العربي، آمل من الوثائقية أن تستغل المهرجانات العربية مثل مهرجان الجزيرة للفيلم التسجيلي واختيار المناسب للبث كي تساهم بفاعلية في دفع الفيلم الوثائقي العربي وتخصيص مساحة أكبر للفائدة بجانب المتعة، تبقى القناة الوثائقية مشروعا مهما جدا نعول عليه الكثير.

 إلياس بكار: “لدي مشكلة مضمون مع الوثائقية”


إلياس بكار: مخرج تونسي

قد في الأفلام الروائية وجدت ان الواقع يمنحك فرصة للاكتشاف والتعرف على حالات إنسانية من الصعب تخيلها ككاتب سيناريو او كمخرج لفيلم روائي، وفي اولى تجاربي الوثائقية ( باكستان 7’6) الذي حصل على جائزة مهرجان الجزيرة عام 2006 اكتشفت بعدا انسانيا تستطيع من خلاله إضافة شيء للناس المحتاجة لنوع من الرؤية المختلفة، أي تقديم الواقع دون تزييف ورتوش او الخضوع لاعتبارات جيواستراتيجية ذات مصالح سياسية. هذا هو دافعي الاساسي أي الدافع الإنساني ثم إعطاء الحق الشرعي لبعض الفئات العربية للتعبير عن رأيها دون تزييف لواقعها.

– ثمة تطور هائل في الكم والكيف في صناعة الفيلم الوثائقي العربي خلال العقد الاخير، أشير أيضا إلى الدور المهم الذي لعبته القنوات العربية في تطوير الفيلم الوثائقي وهو جهد مشكور، أنا متفائل والفيلم الوثائقي اليوم متطور تقنيا ومحتوى وهو عمل غير سهل.

– هناك نقص في الحركة الإعلامية التي تتناول الفيلم الوثائقي، استثني الجزيرة الوثائقية والجزيرة للاطفال والعربية من ذلك ولكن في بقية القنوات يكاد الفيلم الوثائقي يكون منعدم التواجد على خريطة البرامج، الانتاج موجود ولكن التغطية ناقصة في الاعلام ومنعدمة فيما يخص النقد وهذا يرجع لقلة النقاد السينمائيين العرب حتى في السينما الروائية التي تملك تاريخا أطول.

– عندي مشكلة مع الجزيرة الوثائقية في المضمون، فهي بالنسبة لي قناة عربية عالمية ولكن برامجها توحي لي بأنها اقرب لأن تكون البي بي سي، يجب ان يكون للوثائقية خطة واضحة للتمركز العربي العربي ثم العربي العالمي وبدون ذلك سيكون هدفها أقل مما كان متصورا لها، المشاهد الأول للجزيرة الوثائقية هو المتفرج العربي ولذلك يجب الاهتمام بالقضايا العربية بمضمون وشكل عالمي ونوعية عالية قادرة على المنافسة، كما أشدد على أن يكون للقناة منهج استشرافي في معالجاتها ومثال على ذلك وضع الشباب العربي ومشاكله، أشعر بأن الوثائقية مترددة وتريد ان يكون موضوعها محايدا ، وأشجعها على ان تغامر وتدخل في القضايا الشائكة لأن ذلك من طبيعة الفن التوثيقي.

 رغدة سكاف: “لم يعد الوثائقي مبادرة خاسرة”


رغدة سكاف: مخرجة لبنانية

– درست بالجامعة الاخراج وادركت ان الفيلم الوثائقي قادر على مناقشة القضايا المهمة خاصة عندما شاهدت  مرة القوات الاسرائيلية وهي تقصف سيارة اسعاف في داخلها اطفال مما هزني ودفعني للتعبير عن مشاعري الإنسانية عن طريق الفيلم الوثائقي.

– صناعة الفيلم الوثائقي الآن أفضل من قبل، في الماضي كان الفيلم مجرد مبادرات خاسرة في اغلبها والآن أصبحت هناك محطات متخصصة  تبرمج الفيلم الوثائقي على خريطتها وهذا يجعل الأمور أكثر سهولة ويساهم بفاعلية في إيصال الرسالة التي نريد إيصالها للمشاهد.- ارى ان الاهتمام الإعلاني بالفيلم الوثائقي مازال بسيطا، ليس هناك توجه نقدي في الإعلام بخصوص الفيلم الوثائقي واهميته وابعاده ورسالته، لقد شاهدت منذ قليل فيلما عن عمالة الاطفال في مصر ( فيلم اطفال الجبال) وافزعني مارأيت وطرح امامي العديد من الاسئلة عمن يتحمل مسؤولية هذا البؤس وكيف ان هناك أناسا يعيشون في رفاهية بينما هؤلاء الاطفال في منتهى الفقر وهذا هو دور الاعلام والفيلم الوثائقي حيث البحث عن الحقيقة وابرازها والنقاش حولها.

الجزيرة الوثائقية مثل ما هي الآن (كثير حلو) أتمنى لها المزيد من التطور والازدهار.


إعلان