حياة السادات في مكتبة الإسكندرية

يمثل السادات، رغم كثرة ما كتب عنه، علامة استفهام كبيرة لضراوة المعارك التي خاضها وكثرة المواقف التي صادفها ولجرأة القرارات التي أصدرها وتنوع المناصب التي تولاها. لقد كان السادات شخصية فريدة بكل المقاييس؛ فهو بطل الحرب والسلام معا.
في هذا الإطار، وثقت مكتبة الإسكندرية حياة السادات الشخصية والعلمية إلكترونياً على شبكة الإنترنت في موقع أنجز لهذا الغرض، من خلال تجميع المواد التاريخية النادرة المتعلقة بالرئيس السادات من صور وأفلام ووثائق وغيرها، من مصادرها الأصلية وعرضها في صورة رقمية.
وقال الدكتور خالد عزب، مدير إدارة الإعلام بالمكتبة والمشرف على المشروع: كان الرئيس السادات أكثر إدراكا لخطورة الإعلام وقيمة الصورة، فلم تكن الصور في حياة السادات مجرد تسجيل للحظة نادرة أو لحدث أو موقف ما.. لكنها كانت أحيانا كارتا سياسيا يستخدمه بمهارة فائقة. ومن ثم حرصت مكتبة الإسكندرية منذ الإرهاص الأول لمشروع إنشاء موقع إلكتروني للرئيس الراحل أنور السادات، على جمع ورقمنة أكبر عدد من الصور لتجسيد حياة الرئيس الراحل السياسية والشخصية.

صورة زفاف السادات من السيدة جهان

وأشار عزب إلى أن العديد من الجهات والأسر والشخصيات العامة تعاونت مع مكتبة الإسكندرية من أجل هدف واحد، وهو أن يخرج هذا المشروع في أبهى صورة، ومن هذه الجهات: أسرة الرئيس محمد أنور السادات، وأسرة فوزي عبد الحافظ، والهيئة العامة للاستعلامات، وأخبار اليوم، ودار الهلال.
وقد أعلن الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الاسكندرية عن افتتاح مكتبة الإسكندرية، خلال أيام قليلة في حفل كبير يحضره كبار المسئولين والشخصيات العامة، متحفا للرئيس الراحل محمد أنور السادات يضم مجموعة كبيرة من أندر مقتنياته ومتعلقاته الشخصية.
وقال الدكتور سراج الدين، مدير المكتبة، إن المتحف يعد الأول من نوعه عن الرئيس السادات في مدينة الإسكندرية، وهو يأتي في إطار توثيق المكتبة لتاريخ مصر الحديث والمعاصر. وأضاف أنه تم تخصيص جناح كامل بجوار  القبة السماوية يقع على مساحة 200 متر، لمتحف الرئيس الراحل السادات.
وسيشاهد الزائر قبل دخول المتحف عرض “بانوراما التراث” (Culturama) وهي عبارة عن 9 شاشات عرض، كل شاشة تختص بفترة زمنية من حياة الرئيس الراحل ويستغرق العرض حوالي 20 دقيقة، قام بإعداده مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي الذي يديره الدكتور فتحي صالح، كما تمت الاستعانة بلقطات فيديو أهداها للمكتبة التليفزيون المصري مجموعها 12 ساعة تضم عددا من الخطابات وتقارير المراسلين الأجانب وفيلم السادات “أكشن بيوجرافي”، مع استعراض لكافة الوثائق الخاصة بعملية السلام المصرية الإسرائيلية وحرب أكتوبر، بالإضافة لمجموعة من التسجيلات التي لم تذع من قبل سواء في مصر أو الدول الأجنبية والتي سوف تتاح على موقع السادات على الانترنت، والذي سيتم تدشينه في نفس يوم افتتاح المتحف.

أحد الدروع التس سلمت للسادات

ونوه الدكتور خالد عزب، مدير إدارة الإعلام والمشرف على مشروع توثيق حياة السادات، إلى أن المتحف يضم عددا من الأوسمة والنياشين التي حصل عليها الرئيس الراحل خلال مراحل حياته المختلفة؛ سواء داخل مصر مثل: وسام العمل من الطبقة الأولى، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام نجمة الشرف، ووسام سانت كاترين، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى، ووسام الرياضة من الطبقة الأولى، أو إهداء من دول أخرى مثل: وسام أمية الوطني من الرئيس السوري شكري القوتلي 1958، ووسام العمل اليوغسلافي من الطبقة الأولى، ووسام تريشا كتي باتا إهداء من مملكة نيبال، وغيرها.
وأضاف أنه من الأنواط نجد نوط الأرز الوطني (لبنان)، ونوط النجمة العسكرية، ومن القلادات: قلادة الجمهورية من الطبقة الأولى، والقلادة الكبرى للاستحقاق الوطني لدولة تشاد، وقلادة أهدتها للسادات الأكاديمية الدبلوماسية بفرنسا، وقلادة الاستقلال التونسية، بالإضافة إلى عدد من الأطباق الذهبية والفضية والبرونزية والنحاسية المهداة له وللسيدة جيهان السادات.
من جانبه، أشار عمرو شلبي، المشرف على المادة العلمية بمتحف السادات ومنسق المشروع، إلى أن المتحف يضم عددا من الميداليات؛ مثل ميدالية الفاتيكان، وميدالية تذكارية صدرت بمناسبة توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل 1979 إهداء من دولة إسرائيل، وميدالية صدرت في الذكرى الأولى لزيارة السادات للقدس 1977 – 1978.
وألمح شلبي إلى أن المتحف يحوي أيضا مجموعة من البدلات المدنية والعسكرية مثل بدلة بحرية كان من المفترض أن يرتديها الرئيس السادات خلال حفل الافتتاح الثالث لقناة السويس 1980 ولكنها لم تستخدم، والبدلة العسكرية التي كان يرتديها الرئيس الراحل يوم العرض العسكري في 6 أكتوبر 1981 مغطاة بدمائه.
وسيجد الزائر كذلك جهاز الراديو الخاص بالسادات، ومكتبه ومكتبته الشخصية، وعددا من أندر الكتب التي أهديت إليه وتلك التي كان يفضل قراءتها، وعددا من “بورتريهاته” ومنها لوحة زيتية للرئيس الراحل بريشة اعتماد الطرابلسي، إلى جانب العصي الشخصية الخاصة به، وعصا المارشالية، ومجموعة من السيوف العربية التي أهديت له من دول الخليج، والدروع التذكارية التي كانت تهدى إليه في المناسبات المختلفة، و”البايب” الخاص به، والعباءة التي كان يرتديها خلال زيارته إلى مسقط رأسه بقرية ميت أبو الكوم في شمال مصر.
كما أهدت السيدة جيهان السادات المتحف صندوقاً يضم ثلاثة مسارج إسلامية ومسيحية ويهودية كانت أهديت للرئيس الراحل خلال زيارته إلى القدس، وتضم المقتنيات المهداة أيضاً تسجيل القرآن الكريم بصوت الرئيس السادات، وأوراقاً شخصية تتضمن قصة قصيرة كتبها بخط يده وأملى جزءاً منها على زوجته، إلى جانب مجموعة نادرة من التسجيلات المرئية.
وأكد الدكتور خالد عزب أنه سيتم وضع تلك المقتنيات بشكل يليق بزعيم عربي لا ينقطع الحديث عنه في وسائل الإعلام لارتباط اسمه بحدثين تاريخيين؛ هما: حرب أكتوبر 1973، والمبادرة التاريخية للسلام 1977 والتي انتهت بتوقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل. وبمجرد إنهاء الجولة داخل المتحف، يكون الزائر قد شاهد تاريخ هذا الرجل الذي اختلفت حوله الآراء بين مؤيد ومعارض.


إعلان