مكتبة الإسكندرية تحتفي بيوسف شاهين

في الذكرى الأولى لميلاده، يعتزم مركز الفنون بمكتبة الإسكندرية، تنظيم احتفالية كبرى بعنوان “عام يوسف شاهين”، في 25 إلى 27 من يناير الحالي بعد وفاته العام الماضي. وتشهد الاحتفالية معرضاً لصور فوتوغرافية تجسد حياة المخرج الراحل، ولقطات لأهم أعماله وصور أفيشات أفلامه، وبعض الوثائق الخاصة به وتفاصيل إنتاج أفلامه والأدوار التي قام بها منذ دوره في فيلمه الرائع “باب الحديد”.

يوسف شاهين وهند رستم
في فيلم “باب الحديد”1958

يعرض المركز أول ثلاثة أفلام للمخرج العالمي الكبير “بابا أمين” 1950،  و”ابن النيل1951″، و”المهرج الكبير”1952. وفيلم “بابا أمين” هو أول أفلام يوسف شاهين، وقد أخرجه ولم يكن عمره يتجاوز الـ24 عاماً، وقد اعتمد على الفانتازيا التي كانت غريبة على السينما المصرية، حيث يصور الفيلم حياة شخص بعد الموت،  والفيلم بطولة فاتن حمامة وحسين رياض وكمال الشناوي وماري منيب وفريد شوقي وهند رستم، في هذا الفيلم نستطيع أن نلمس أحد أسرار العالم الإبداعي ليوسف شاهين، وهو أنه لا توجد عنده حدود فاصلة بين الواقع والخيال، وهو ما يتجسد في المزج بين النزعتين التسجيلية والروائية في كل أفلامه الطويلة والقصيرة. فنجد أن معظم أفلامه الروائية الطويلة تحتوي على لقطات تسجيلية عديدة: (جنازة عبد الناصر) في “عودة الابن الضال”، و(إضراب نقابة السينمائيين) في “إسكندرية كمان وكمان”.
يذكر أن يوسف شاهين ولد في 25 يناير 1926، وتوفي 27 يوليو 2008،  وهو مخرج سينمائي مصري ذو شهرة عالمية، معروف بأعماله المثيرة للجدل، فهو كفنان حقيقي رفض أن يقولب، بل إنه أراد دائما أن يصوغ العالم كما يراه أو يحب أن يراه في أعماله الفنية والواقع معاً، كما يظهر لنا في رباعيته السينمائية التي تتناول سيرته الذاتية (إسكندرية… ليه؟ – حدوتة مصرية – إسكندرية كمان وكمان – إسكندرية -نيويورك).. فنجده يحذرنا كما في “حدوتة مصرية”: “حاسب، دول بيزقوك عشان تكرر التاريخ بدل ما تغيره”، ويصارحنا في “إسكندرية كمان وكمان”: “خد عينيا وشوفه بيها”، ويتساءل بنوع من الحلم في “إسكندرية ـ نيويورك”: “لماذا لم تقدم أمريكا للعالم أفضل ما عندها؟! ولماذا لا تهتم إلا بذاتها على حساب الآخرين؟! وتكون الجملة الأخيرة في الفيلم من نصيب شبح الشهيد الفلسطيني يوجهها لشاهين (لو إنت صحيح إنسان إوع في يوم تنساني)…. فالأفكار لها أجنحة كما سوف يؤكد يوسف شاهين بعد ثلاثة عقود في فيلمه عن ـ ابن رشد ـ (المصير).
هكذا كانت رحلة يوسف شاهين كلها في أفلامه الطويلة والقصيرة تعبيراً عن رغبة بداخله في تغيير التاريخ وليس تكراره، من خلال ما أثار يوسف شاهين فيه وهو “الإنسان” الذي قال عنه في ـ تيتر ـ “حدوتة مصرية”: “يهمني الإنسان ولو ما لوش عنوان…”.


إعلان