أحداث غزة… تستعيد نشوة أدب المقاومة

في أمسية شعرية حاشدة أمام شاشة كبيرة تحاكي المشهد؛ كتبت فيها المؤثرات البصرية اسم غزة ممتزجاً بالدم والدخان، وبين بيوت مهدمة، وحجرٍ واقفٍ كشاهد وقف أمامه الشعراء كمنبر، كان الشعر العربي يقف شاهداً على المذبحة، ومؤرخاً للحظة التي تجمع بين صورة الدمار وإرادة المقاومة، في تماهٍ واضح يجتهد من خلال مسرحة المشهد، أن يعيش المتلقي الحدث النائس بين لحظة القصف المروعة، ولحظة الشعر الموثقة، ويظل التساؤل في ذمة التأريخ الأدبي للمقاومة في العالم: هل تأتي القصيدة شاهداً على الحدث، أم استشعاراً لما سيحدث.
أحمد الشيخ شيخ المذيعين في الجزيرة الذي قدم شعراء الأمسية؛ أثار المسألة حين ذكر أنّ هذه الأمسية تأتي من باب “أضعف الإيمان” إشارة إلى عجز اليد العربية المغلولة أمام صولة البغي المعادية، كما أشار إلى دور الشعر في استشراف المستقبل حين أشار إلى قصيدة لسميح القاسم أول شعراء الأمسية، مستشهداً بقصيدته ذائعة الصيت “تقدموا” التي أنشدها في انتفاضة الحجارة قبل أكثر من عشرين سنة: “غزة تبكينا.. لأنها فينا”.
مقاربات أحمد الشيخ التي جمعت بين استنطاق رموز التاريخ لجرّهم إلى حلبة الجغرافيا المرهقة، واستنطاق الشهداء والجرحى من ضحايا القصف البربري الأخير: “أين عين جالوت لتعيد النور لعيني لؤي صبح، أين خيل قطز لتعيد لجميلة هباش ساقيها”.
 
فلسطين هي القضية، وهي المبتدأ والخبر، وجملة مقول القول، والقول ممكن يكتبه الدم الذي استرخصه السياسيون، وتغنى به الشعراء ضمير الأمة بحسب أحمد الشيخ، وغزة المذبحة لا تزال تصرخ.

إعلان