سميح القاسم :أحداث غزة… تستعيد نشوة أدب المقاومة
Published On 18/1/2009
في حين صرخ سميح القاسم بالأب الذي أراد إخراج طفله من القاعة كي لا يفسد صراخه المشهد: “لا تطلّعوه.. خليه يذكرنا بأطفال غزّة”، بعدما أضاف قائمة الشعراء العرب إلى كتيبة جرحى غزة، جرحى الصمت العربي والعجز العربي والخذلان العربي، بعدما خذلتهم طيور الأساطير، وتخلى عنهم الخلّ الوفيّ: |
“الغول والعنقاء والخل الوفي |
حفظت ملامحهم |
بنوازع القتلى القدامى |
بالقوارب |
باللغات |
وأعوذ بالله الرحيم |
من شر من خلقت يداه |
أمدينة أم موقع متقدم |
دلت عليه الأسلحة |
أمدينة من أنت |
أمدينة أم مذبحة”. |
سميح القاسم ابن الجرح الفلسطيني العتيق، بكل تفاصيله واشتباهاته، اقترب من الآخر (العدو) ككائن محتمل، وقارب مفهوم الجار الذي كان عدواً، وحاوره كجار محتمل، زاهداً في أدوات خطابه السابقة، ولكن هيهات: |
“حديقة بيتك مرسومة بانتباه شديد |
أثاثك راقٍ |
…. |
ها أنت تصغي لألحان موتزارت |
وتمضغ خساً |
وتشرب كأساً |
أصبّ لك القهوة العربية |
وأسكب شاياً بنعناع حاكورتي |
أصبّ |
أصبّ |
وأنت تصبّ الرصاص عليّ”. |
ولأنّ الشعر استشراف ووثيقة، فقد ختم القاسم بقصيدته التي كانت أهم وثيقة أدبية لانتفاضة الحجارة، التي نسي الناس عنوانها القديم “رسالة إلى غزاة لايقرؤون”، اتخذت عنواناً جديداً من لازمتها الشهيرة “تقدموا”: |
وراء كل حجر |
وراء كل حجر |
كف |
وخلف كل عشبة |
حتف |
وبعد كل جثة فخ جميل محكم |
وان نجت ساق |
يظل ساعد ومعصم |
تقدموا |
كل سماء فوقكم جهنم |
وكل ارض تحتكم جهنم |
تقدموا |
تقدموا |
كف |
وخلف كل عشبة حتف |
وبعد كل جثة فخ جميل محكم وإن نجت ساق يظل ساعد ومعصم تقدموا |
كل سماء فوقكم جهنم وكل أرض تحتكم جهنم تقدموا |
تقدموا”. |