الكوميديا أولاً والرعب ثالثاً

تعتبر إيرادات الأفلام أحد المؤشرات المهمة وغير الحاسمة في تحديد جودة الفيلم السينمائي. فتلك الإيرادات هي في نهاية الأمر علامة على استجابة الجمهور لخيار فني معين ورؤية سينمائية جديدة أو طريفة. بل إن الإيرادات قد تساعدنا أحيانا على التعرف على مواقف الجمهور المتجاوزة للموقف الفني أو السينمائي. كأن يكون الإقبال على الكوميديا في مراحل تاريخية غير كوميدية أو الإقبال على الرعب في وضع اجتماعي يوحي بالرعب.

ففي آخر التقديرات التي جمعتها رويترز حول إيرادات الأفلام بأمريكا الشمالية يقفز الفيلم الكوميدي “حارس أمن “Paul Blart: Mall Cop إلى المرتبة الأولى حيث حقق يوم الجمعة 33.8 مليون دولار.
وتدور قصة الفيلم حول بول بلارت الذي يعمل حارسا أمنيا في مركز تجاري بولاية نيوجيرسي ويفشل مراراً في الاختبارات البدنية للالتحاق بالشرطة بسبب وزنه الزائد. وذات يوم تستولي عصابة على المركز التجاري وتحتجز رهائن فيتحول بلارت إلى عين للشرطة داخل المكان ويواجه المجرمين.
والفيلم من إخراج ستيف كار وبطولة كيفين جيمس وكير اودونيل وجايما مايز ورايني رودريجيز وشيرلي نايت وستيفن رانازيسي.

وأمام تقدم الكوميديا وإقبال الجمهور عليها تراجع إلى المركز الثاني فيلم “جران تورينو”Gran Torino  حيث حقق 22.2 مليون دولار. وهو فيلم أقرب إلى أفلام الحركة المفضلة عموما لدى الشباب الأمريكي والعالمي.
بطل الفيلم يدعى والت كوالسكي وهو عسكري سابق خاض الحرب الكورية ويحاول ابن الجيران المراهق ويدعى ثاو سرقة سيارته من طراز جران تورينو التي يعود تاريخ صنعها إلى 1972. ومع تطور الأحداث يساعد كوالسكي ثاو في مواجهة العصابة التي حثت هذا المراهق على سرقة العسكري السابق.
والفيلم من إخراج كلينت ايستوود وبطولته مع كريستوفر كارلي وبي فانج واني هير وبريان هايلي وجيرالدين هيوز ودريما ووكر وبريان هاو.

أما المركز الثالث فكان من نصيب فيلم الرعب الجديد “عيد حب دموي” My Bloody Valentine  3-D حيث حقق 21.9 مليون دولار.

ويروي الفيلم قصة توم هنيجر الذي يعود إلى محل ميلاده في الذكرى العاشرة لمذبحة وقعت في عيد الحب وراح ضحيتها 22 شخصاً. وبدلا من أن يلقى استقبالا حافلا يجد توم نفسه متهماً بارتكاب جرائم القتل هذه. ووجد نفسه وحيداً أمام هذه التهمة الجائرة حيث لم يصدقه أحد سوى حبيبته.
والفيلم من إخراج باتريك لوسير وبطولة جنسين اكلس وجايمي كينج وكير سميث وبيتسي رو وتوم اتكينز وكيفين تاي وميجان بون.

إذن بحسب الإيرادات جاءت الكوميديا في المرتبة الأولى والحركة في المرتبة الثانية والرعب في المرتبة الثالثة. وهي نتيجة قد تتغير في الأشهر القادمة وفق ميول الجمهور. ولكن هذه النتيجة مدعاة إلى قراءة سوسيوثقافية حيث يتم قراءة الواقع الاجتماعي من خلال قراءة الإنتاج الفني.
ونحن في السياق لسنا بصدد هذه القراءة ولكن يكفي أن نشير إلى عناصر ربما تكون مساعدة. في أمريكا أزمة مالية قد تدمر العالم بأكمله ورئيس جديد بكل المقاييس العنصرية والسياسية والمستقبلية والرمزية ورئيس مغادر بتركة سوداء قاتمة وأزمات أخرى داخلية وخارجية.. فهل يمكن أن يكون هذا كله مدعاة للضحك.. أم للرعب وبين الضحك والرعب حركة مجتمع مازال يخاف حروبه السالفة ويعيش حروب بلده الراهنة. 


إعلان