شهد ميدان الفيلم الوثائقي إقبالا ملحوظا من لدن المخرجين العرب في السنوات الأخيرة. وللبحث خلف هذه الموجة الجديدة أراد موقع الجزيرة الوثائقية أن يقترب من بعض التجارب ويطرح أسئلة على المخرجين نوردها في شكل استفتاء (ننشره في جزئين).
1- ما الدافع لاهتمامك بالفيلم الوثائقي؟. 2- ما هو تقييمك لصناعة الفيلم الوثائقي العربي؟. 3- كيف تجد(ين) الحركة النقدية والإعلامية التي تتناول الفيلم الوثائقي العربي؟. 4- كيف ترى(ين) قناة الجزيرة الوثائقية حاليا وكيف تريد(ين) تطورها مستقبلا؟.
|
|
|
عاصم بكري: لا أجد فروقا بين مجالات الفنون. |
لا أجد فروقا بين مجالات الفنون البصرية كالدراما والفيلم الروائي والوثائقي وأتعجب لمن يجد تلك الفروق وارى أن ذلك من باب التنظير المفتعل، ولكن دعني استعر هنا جملة لأحد أساتذتي الذي كان يقول ان السينما التسجيلية لا تكذب ولا تتجمل وهذا هو أكثر ما يميزها، فهي تخلو من الإيهام كما في الدراما التلفزيونية وتتميز بالوضوح والصراحة..
أرى أن المستقبل مفتوح أمام السينما التسجيلية خاصة إذا نقلنا لها عناصر البناء الدرامي القادرة على جذب المشاهد كما في التلفزيون حيث يتم التركيز على الحدوتة والذروة والصراع كما يحدث في الطبيعة. علينا ألا نهمل تسجيل الواقع ونتجه لتأليف واقع آخر بهدف التصدير.
|  عاصم بكري – مخرج مصري |
|
|
للأسف الجمهور العربي في حالة تراجع شديد بالنسبة لنوع الدراما الذي يشاهده، نحن نعيش أيام الظلام فيما يخص المشاهدة ولم نصل لنوع السينما التسجيلية التي كنا نحلم بها، أحب ان أركز على أن التشوه الثقافي أنتج لنا مشاعر مزيفة تتفاعل مع أحداث لا تستحق الانفعال مما يحدث لبسا في المشاعر غريبا وخطيرا، وهذا يؤثر على السينما التسجيلية التي تبحث أساسا عن مشاهد يملك خصوصية وأرجو ان يلهمنا الغرب طرقا جديدة للعرض والجذب. |
|
المشاهد يبحث عن المصداقية والترتيب الصحيح للأولويات وهو ما حققته الجزيرة الإخبارية ونرجو أن تدرك الجزيرة الوثائقية أنها معنية بنفس الشأن، وإذا لم تستطع فعل ذلك بالدرجة التي يختبرها الوجدان العربي ويجدها منسجمة مع اختياراته وآماله فسينصرف عنها، لكن لو ركزت على الإنتاج العربي واقتصارها في بث الإنتاج الغربي على حدود التثقيف، أتمنى أن تنفذ الوثائقية إلى الوجدان العربي وقضاياه المعتم عليها. |
|
|
بهاء غزاوي: درجة عرض عالية |
بعد دخولي في الدراسة الفنية الاحترافية واكتشافي للفيلم الوثائقي وقدرته على عرض الأحداث بدرجة عالية من الصدق وأيضا السهولة النسبية في إنتاجه مقارنة بالفيلم الروائي خاصة في ظل الانجازات التقنية التي وصل إليها العلم اليوم، نحن اليوم في حاجة لمشاهدة شيء حقيقي وهو ما يوفره الفيلم الوثائقي.
صناعة الفيلم الوثائقي انطلقت ولن تتوقف لأنها مرتبطة بالمنجز التقني الحديث وأيضا لوجود منافذ تتطلب وجود هذه الصناعة مثل القنوات الفضائية، خاصة أن المشاهد العربي بدأ يبتعد عن القنوات الرسمية ويسعى لمعرفة الحقيقة، أضيف أيضا أن الفيلم الوثائقي يملك قدرة على الحكي ونحن جميعا نحب أن نحكي ونستمع للحكي.
|
بهاء غزاوي – مخرج مصري | |
|
|
|
الفيلم الوثائقي لم يعد يعتمد على الصحافة والنقد لتقديمه للجمهور لوجود منافذ للعرض عديدة، والنقد عملية مهمة ولكنه مرتبط بوفرة الانتاج، فكلما كان هناك إنتاج كثير سيكون النقد حاضرا. |
|
الجزيرة الوثائقية مازالت في بداياتها والحكم عليها صعب، استطيع ان أتحدث عن انطباعي الأولي أنها قناة جيدة في تنوعها ولكن يغلب عليها عرض الجاهز الذي ليس من إنتاجها، عدد الأفلام المنتجة من القناة مازال قليلا مقارنة بفترة بثها المتواصلة، على الوثائقية أن تزيد من عدد أفلامها التي تنتجها، كما أننا نتمنى على الوثائقية ان تساهم في النهوض بصناعة الفيلم الوثائقي وان تخلق كوادر عربية خاصة بهذه الصناعة وأن تهتم بالشباب وهم كثر ويملكون مواهب حقيقية، أعرف أن هذا كثير ولكنني أتحدث عن السنوات القادمة، ولكن ما تحقق حتى الآن جيد واستطاعت الوثائقية أن تلفت نظر المشاهد بقوة واعرف شخصيا الكثيرين الذين يتابعونها من مختلف شرائح المجتمع في مصر. |
|
|
داود أولاد السيد : العشق هو دافعي الذاتي |
العشق هو دافعي الذاتي، احترفت السينما عن قصة حب وذلك بعد أن تحصلت على الدكتوراه في الفيزياء والرياضيات ودرست في الجامعة، وعندما اكتشفت الصورة والكتابة بها وبالصوت اخترت هذا الطريق.
– الفيلم الوثائقي يملك أفقا كبيرا، وجود التلفزيون عامل ضروري لهذا الأفق لأنه المسرح الذي سيعرض عليه الإنتاج الوثائقي، أنا متفائل جدا بمستقبل الوثائقي.
| i المخرج داود أولاد السيد – المغرب |
|
|
في بلدي المغرب مثلا نعيش الآن العصر الذهبي للفيلم الروائي والوثائقي حيث توجد صناعة متكاملة من أماكن تصوير ومختبرات ودعم من قبل الدولة، وعربيا لقد انبهرت بهذه الوسائل والإمكانيات التي وجدتها أثناء زيارتي هذه لقطر للمشاركة في مهرجان الجزيرة للفيلم التسجيلي، وجدت استعدادا كبيرا لدعم هذه الصناعة واطلعت على وسائل تقنية وإمكانيات كبيرة وتعامل راق من المسؤولين. |
|
إذا نظرت للوحة الإعلام التي هي معلقة هنا ستجد كما كبيرا من الكتابات المختلفة حول السينما الوثائقية أنتجت في يومين من عمر المهرجان، هذا دليل على مواكبة الإعلام لهذه الصناعة، هناك إقبال إعلامي معقول وإن شعرت بالأسف تجاه الإقبال الضعيف من قبل الجمهور وهو ما ينبغي معالجته. |
|
لم أشاهد بعد الجزيرة الوثائقية، ولكن أتمنى ان تحافظ على الصيغة العالمية التي وصلتها الجزيرة الإخبارية في المجال التوثيقي، وقد التقيت بعض الإخوة من القناة الوثائقية هنا وأتمنى مستقبلا أن ينالني شرف التعامل معهم فنيا. |
|
|
أكرم الأشقر: نركز على الموضوع ونغفل الفن |
رغم ان القضية الفلسطينية تحظى بتغطية عالمية كبيرة على المستوى الإعلامي لكني أشعر أحيانا ان الفلسطيني قادر على نقل الأحاسيس الفلسطينية بشكل أكثر صدقا ودقة نظرا للمعاناة التي يعيشها والتفاصيل التي يعرفها وذلك ما دفعني لاختيار الفيلم التوثيقي للتعبير عن نفسي وشعبي إضافة لرغبة داخلية في مقاومة أكاذيب الإعلام الإسرائيلي، أعتقد أن الفيلم الوثائقي هو أداة المستقبل.
رغم حداثتها فإن صناعة الفيلم الوثائقي تحوز مخرجين ممتازين مثل عمر اميرلاي، ولكن بصفة عامة مازالت الصناعة الوثائقية تعاني من ضعف كبير بعضه بسبب الإمكانيات ومصادر التمويل وأيضا التدخلات السياسية للتأثير في مسيرة الفيلم.
|  أكرم الأشقر- مخرج فلسطيني |
|
|
للأسف هناك تركيز كبير خاصة في المهرجانات الخاصة بالفيلم الوثائقي على الموضوع ويتم غالبا إغفال الجزء الفني والتقني من الفيلم مثل الصورة وجماليتها والموسيقى، أحاول شخصيا التفكير في كل هذه النواحي عملياً. |
|
أنا من المتابعين لقناة الجزيرة الوثائقية منذ بدء انطلاقها، أرى أنها تبذل جهدا كبيرا رغم قلة الإنتاج العربي المعروض على شاشتها، أتمنى أن توفر فرصة للمشاهد والمخرج العربي للتواصل بينهما عبر شاشتها. |
|
|
أكرم عدواني: بيئة متوجسة ولامبالية |
تصاعدت وتيرة الأحداث الاجتماعية والسياسية في العالم العربي، بحيث أصبح العرب مركزا مهما للحدث بالنسبة للعالم، وهو ما يدفع المثقف العربي لأن يكون متابعا للحدث، دورنا كمخرجين هو توثيق هذا الحدث وتحليله.
الصناعة الوثائقية العربية مازالت في وضع جنيني وغير مكتملة النمو، مازلنا في مرحلة التجارب ولم نصل بعد لمرحلة أن تكون عندنا صناعة تعتمد وفرة الإنتاج وذات بصمة عربية واضحة كما يحدث مع الصناعة الإيرانية أو الإيطالية، الجزء الأكبر من العمل الذي ينتج اليوم هو غير محترف ولكن طبعا هناك عمل محترف وان كان مازال قليلا أرجو أن يتوسع.
|  أكرم عدواني- مخرج تونسي |
|
|
|
|
يوجد الفيلم الوثائقي العربي في بيئة متوجسة سياسيا ولا مبالية ثقافيا، فالصحافة وحتى المجال السينمائي غير متقبل الفيلم الوثائقي لحد الآن ، هناك مهرجانات عديدة عربيا للفيلم الروائي وللأغنية ولكن الفيلم التسجيلي مازال متواضعا في حضوره حتى على المستوى الأكاديمي التدريسي. |
|
الجزيرة الوثائقية بالنسبة للسينمائيين العرب المشتغلين بالفيلم الوثائقي هي حلم، والأصل في الشيء هو الحلم، لقد نجحت الوثائقية في بعض الأشياء وأظنها ستنجح أكثر في المستقبل، لكنها قناة وحيدة والعالم العربي كبير ومتعدد الأحداث والأزمات أكثر من أي مكان آخر، لذا نحن محتاجون لقنوات عديدة بحيث تتميز كل قناة بأسلوب معين في الطرح الوثائقي، وتختص في مجال معين مما يتيح المجال أمام العاملين في الفيلم الوثائقي لطرح رؤيتهم بشكل متعدد، حاليا تبقى الجزيرة الوثائقية المجال الوحيد أمام السينمائيين العرب للتعبير عن أنفسهم ومواضيعهم. |