افتتاح مهرجان روتردام للسينما الثامن والثلاثين
تحتضن مدينة روتردام المهرجان السينمائي الدولي الثامن والثلاثين، الذي تستمر فعالياته حتى الأول من فبراير المقبل بمشاركة أربعة عشر فيلما طويلا تتنافس على جوائز المهرجان الثلاث. وهي النمر الذهبي، الفضي، والبرونزي، والتي تبلغ قيمة كل منها 15 ألف يورو.
وكان المهرجان قد افتتح بالفيلم الأمريكي الطويل، الأشباح الجائعة، للمخرج مايكل امبريولي، وهو الفيلم الأول له في عالم السينما. فقد عرف إمبريولي كمخرج مسرحي، ممثل، وكاتب سيناريو، أما أول الأفلام التي ستعرض في المسابقة فهو الفيلم الروائي الكندي الناطق بالفرنسية “غرب بلوتو”، للمخرجين هنري برناديت، ونيريام فيرو من مقاطعة كيبيك الفرنسية.
كما يشارك في المسابقة الرسمية الفيلم الإيراني “كن هادئا وعد إلى السبعة”، للمخرج الإيراني رامتين لوافي بور، والفيلم الاندونيسي “الخنزير الأعمى يريد أن يطير”، والفيلم الياباني “الميناء الشرير”، والفيلم الصيني “الذاكرة الطافية”، لبنغ تاو، والنيوزيلندي “قوة الماء”، للمخرج ارمجان بلاانتاين، ومن تركيا فيلم “المسبحة الخطأ”، لمحمود فاضل كيسكون، والفيلم التايواني “يمكنني أن أعيش بدونك”، للمخرج ليون داي، وفيلم “سواح” للمخرج التشيلي اليسيا سيخيرسون، وفيلم “كن طيبا” للفرنسية جوليت غارسيا، ويشارك المخرج الانجليزي سيمون اليس بأول أفلامه “تعقب: قصة حب”، ومن كوريا فيلم “النفس الأخير”.
يعتبر مهرجان روتردام الدولي للسينما أهم المهرجانات التي تقدم دعما للسينمائيين في العالم الثالث، من خلال مؤسسة هربرت بلاس فوند، التي تحمل اسم أول مدير للمهرجان، وتمكنت المؤسسة منذ عام 1988 من تقديم الدعم للعديد من السينمائيين الشباب، لإنتاج أول أفلامهم وخاصة في قارة آسيا، فمن بين الأفلام الأربعة عشر المشاركة في المسابقة، حظيت أربعة منها بدعم مؤسسة هربرت بلاس فوند، كما أن ثمانية منها تعرض للمرة الأولى.
على هامش المسابقة ستعرض أكثر من 280 فيلما روائيا وتسجيليا، منها 43 فيلما تعرض للمرة الأولى، من بين هذه الأفلام عدد من الأفلام الناطقة باللغة العربية، أو التي أخرجها مخرجون عرب بدعم فرنسي أو أوروبي، منها فيلم “أريد أن أرى”، للمخرجين اللبنانيين جوانا حاجي توماس، وخليل جورجي، والذي تقوم فيه بدور البطولة، النجمة الفرنسية “كاترين دونوف”، كما يشارك المخرجان بفيلم وثائقي عنوانه “خيام 2000″، والذي يروي قصة السجناء السابقين في المعتقل الذي أقامته إسرائيل، وجيش لحد الجنوبي، والذي أقفل بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، كما تشارك المخرجة المغربية المقيمة في فرنسا، سعاد الوحاتي بفيلم “فرنسية”، بالإضافة إلى المخرج الجزائري خالد تقية، الذي يشارك بفيلمه “داخل البلاد”، الممول فرنسيا، وفيلم “المر والرمان” للفلسطينية نجوى النجار، والذي انتج بتمويل بريطاني فرنسي والماني، أما المخرج الفرنسي من أصل جزائري، مبروك المشري، فيشارك بفيلم حركي طويل، من بطولة النجم جان كلود فاندام، وهو إنتاج فرنسي بلجيكي ولوكسمبورغي.
على خلاف العام السابق الذي كان برنامجه حافلا ومتشعبا، مما جعل الصحف الهولندية تنتقد المنظمين، حيث لم يتمكن عشاق السينما من مشاهدة ما يرغبون في مشاهدته، نظرا لتزامن العروض، فقد قسمت النشاطات هذا العام على عدة أقسام، منها قسم مخصص للسينما التركية الشابة، وتشمل 14 فيلما أنتج ما بين 1996 و2008، وقسم مخصص للسينما الرومانية الجديدة، وآخر مخصص للسينما الإيرانية، تشمل عرض سبعة أفلام طويلة وقصيرة، بينها فيلم للمخرج المعروف عباس كياروستامي، يحمل عنوان “شيرين”، كما تشارك في المهرجان العديد من المؤسسات والقنوات التلفزيونية العالمية، التي عرفت بإنتاجها للأفلام الوثائقية والتسجيلية مثل قناة البي بي سي، كما خصص المهرجان هذا العام قسما خاص بالأفلام التي تدور حول الأشباح بعنوان “أشباح جائعة”، ومعظم الأفلام المعروضة قادمة من جنوب شرق آسيا، كما ستحتفي الدورة الثامنة والثلاثون بالمخرج البولندي جيرزي سكومولفسكي، وخصص قسم حمل اسم “مستقبل مشرق” للسينمائيين الجدد، حيث ستعرض أعمالهم على شاشات عملاقة ركبت على ثلاثة مبان كبيرة، كما خصص قسم آخر حمل اسم “الطيف” للاحتفاء بالأعمال المتميزة التي سبق أن عرضت من قبل.