غياب الكتاب السينمائي في معرض الدوحة

في الجولة التي قام بها موقع الوثائقية في معرض الدوحة للكتاب بهدف الاستفسار عن موقع الكتب التي تتناول السينما في المعرض كانت النتائج مخيبة جداً للآمال.
فطوال زمن الجولة الذي تجاوز الساعتين، انتقلت الوثائقية من دار نشر لأخرى، ومن عارض لآخر، تسأل وتستقصي دون نتائج تذكر.
وفي الأسباب يقول البعض إنهم غير متخصصين في هذا النوع من الكتب، وآخرون قالوا إنهم لم يجلبوا معهم الكتب التي نشروها عن السينما هذه المرة للدوحة لسوء الحظ، بينما أخبرنا آخرون أنهم لا يتعاملون مع هذا النوع من الكتب لأنه بكل صراحة غير مربح ماديا.

استهدفت هذه الجولة دور نشر معروفة وتتمتع بسمعة كبيرة في عالم النشر والكتب عربيا، مثل دار رياض الريس للنشر، مكتبة الساقي، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، دار الآداب، ودار الفارابي، وغيرها من الدور ذات الاسم الكبير، لكن بالكاد عثرنا في بعضها على عنوان وحيد ولم نستطع أن نعثر في الأخريات على شيء يدل على السينما بالمرة.
للوهلة الأولى قد يبدو هذا غريبا بعض الشيء، فربما يكون عدد متابعي السينما العرب أكثر من الذين يمارسون القراءة وينتقون الكتب، وهذه الفرضية ربما تجعل من الكتاب السينمائي محل رواج، لكن في الواقع لا يمكن تطبيق ذلك، إذ إن الكتاب السينمائي هو غير الفيلم، حيث تركز الكتب السينمائية عادة على مواضيع متخصصة ولا تصلح للقراءة العادية، فهناك نظريات السينما وتاريخها وأنواعها وتقنياتها وغيرها من المواضيع التي لا يقبل عليها غير المتخصصين، مما يجعل من الكتاب السينمائي مادة ثقيلة بعض الشيء على القارئ العادي.
بالطبع لا يمكننا وضع اللوم على دور النشر وحدها، بل إنها في الواقع قد تكون آخر من تخضع للوم، فالسينما ثقافة مهمة على الدولة أن تساندها بالدعم والتشجيع، والكتاب السينمائي ينطبق عليه ذلك، فالمستغرب أنه مع وجود كل هذه المراكز السينمائية والمهرجانات العربية للسينما والندوات والنجوم والأفلام التي تحقق أرباحا بعضها كبير، لا يقوم أي من هؤلاء وخاصة المراكز السينمائية التابعة للدولة ووزارات الثقافة والمعاهد والكليات المتخصصة بالمساهمة في طبع ونشر الكتب السينمائية والمساعدة على نشر هذه الثقافة.
الدار الوحيدة التي ينبغي الإشادة بها في هذا المضمار كانت دار الفجر للطباعة والنشر التي وجدنا فيها بعض المطبوعات التي تعنى بالدراما التلفزيونية وموضوعات الإعلام المختلفة، وأخبرنا المسئول فيها أنها تحاول أن تتخصص في هذا المجال، وهنا يمكن طرح سؤال إضافي، لماذا لا يتم تشجيع مثل هذه الدار من قبل الجهات السينمائية والتعاون معها؟، ليس فقط من أجل كسب القارئ العادي، ولكن أيضا من أجل نشر الثقافة السينمائية بين العاملين في مجالها ذاته.
وفي ختام هذه الجولة السريعة، نسجل هنا عناوين الكتب التي عثرنا عليها بعد جهد في المعرض، وتتناول بطريقة أو أخرى الهم السينمائي:
– “أهم مئة فيلم في السينما المصرية” لأحمد الحضري: مكتبة الإسكندرية.
– “السينما وقضايا المجتمع العربي” لمحمد حجاب: دار الفجر.
– “يوسف شاهين: حياة السينما” وليد شميط: دار الريس.
– “السينما بين حرية الإبداع ومنطق السوق” للروائي إبراهيم نصرالله: المؤسسة العربية للدراسات والنشر.

مجاهد البوسيفي


إعلان