“الشريط الأبيض” لافتتاح مهرجان دمشق السينمائي
تنطلق في الحادي والثلاثين من شهر أكتوبر الجاري ولغاية السابع من نوفمبر القادم فعاليات الدورة السابعة عشرة لمهرجان دمشق السينمائي الدولي ، ورغم أن الجدول النهائي للعروض ، وأسماء أعضاء لجان التحكيم الدولية لم تحدد تماما ، إلا أنه من المؤكد أن يترأس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة المخرج الفرنسي ريجيس فارنييه، و لجنة تحكيم الأفلام العربية الكاتب حسن م. يوسف ، ويرأس لجنة تحكيم الأفلام القصيرة السينمائي السويسري مارتين جيرو .
وكما في كل دورة ستقام مسابقتان للأفلام الطويلة والقصيرة، وندوات وتظاهرات سينمائية عربية وعالمية يعرض فيها أكثر من 200 فيلم.
![]() |
ورجح الناقد السينمائي محمد الأحمد مدير المهرجان أن يكون فيلم الافتتاح “الشريط الأبيض” للمخرج السينمائي النمساوي مايكل هاينكه, الذي فاز بسعفة كان الأخير، وهو فيلم يتناول نشأة النازيّة وتأثيرها في حياة الكثيرين ، من خلال تصوير وقائع الحياة في قرية صغيرة في الريف النمساوي خلال الثلاثينيات. وكالعادة في أفلامه، يبدع صاحب فيلم “مخفي” في حفر الأخاديد النفسية لشخصيات رمادية ومعذبة تدور في فلك ملتبس يتداخل فيه الخير والشر، والبطولة بالجبن. أما فيلم الختام فهو بعنوان “حليب الأسى” للمخرجة كلوديا للوزا الحائزة على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين, يعالج الفيلم مشكلة واقعية تدور أحداثها زمن الحكم الديكتاتوري بالبيرو. يحكي الفيلم قصة “فوستا”، وهي فتاة ولدت نتيجة اغتصاب تعرضت له أمها على يد الطغمة الغاشمة التي كانت وقتئذ تتصرف في مقاليد الحكم في البلد. قصة الفيلم تحمل طابعا رمزيا يحتمل التعميم .
![]() |
محمد الأحمد مدير المهرجان
افتتاح فني .. تكريم وكتب سينمائية
حفل الافتتاح سيكون للسنة الرابعة على التوالي من إخراج الفنان ماهر صليبي, وحسب ما قاله مدير المهرجان بأنه سيكون في شكل معلقة مأخوذة من أهم عشرة أفلام في تاريخ السينما وهي (غناء تحت المطر ، العراب ، ذهب مع الريح ، كزابلانكا ، الكساندر نيفسكي ، سارق الدراجات ، صوت الموسيقا ، الأزمنة الحديثة ، ميتروبولس ..) وأضاف محمد الأحمد بأن هذه الأفلام ستشكل زاداً لفقرة تعتبر التيمة الأساسية في حفل الافتتاح وسيكون فيها استعراض ومشاهد مأخوذة من الأفلام العشر ومترجمة على خشبة المسرح فناً درامياً بصرياً موسيقياً راقصاً ، كما سيضم الافتتاح فقرة لها علاقة بالقدس عاصمة للثقافة العربية وسيكون هناك فقرة عن الراحل نجيب الريحاني بمناسبة مرور مئة عام على ميلاده وهو يعتبر الكوميدي الأهم في تاريخ السينما العربية . وكما العادة سيضم الافتتاح فقرة دمشقية ،وسيتم في حفلي الافتتاح والختام تكريم عدد من النجوم والشخصيات السينمائية السورية والعربية والعالمية ، نذكر منها : من سورية (المخرج مروان حداد ، خالد تاجا ، أمل عرفة)، من مصر (نجلاء فتحي ويسرا)، المنتج الفلسطيني حسين القلا، المخرج التونسي رشيد فرشيو، كما سيتم تكريم نجوم عالميين منهم (أورسولا أندرس ، هنري غارسان، أكبر خان..)
وتوزع خلال المهرجان مجموعة جديدة من سلسلة الفن السابع التي تضم خمس وعشرون عنواناً نذكر منها : مارلين مونرو ، ألان ديلون نجم من سينما الزمن الجميل ، أنا فيلليني وسيناريو روما فلليني ، سينما القسوة ، أفلام لم نشاهدها ، السينما في أمريكا اللاتينية ، الأرض تهتز، أوديسة الفضاء 2001 ، التسويق السينمائي ، جيمس دين، شكسبير والسينما ، سيناريو فيلم رؤى حالمة ، ذئب متربص ، فوضى الخيال ، المدخل إلى عالم جمال وعلم نفس السينما، فريتزلانغ ، ستانلي كوبريك سيرة حياته وأعماله ، صناعة الأحلام ، اللغة السينمائية والكتابة بالصورة ، شارلي شابلن الأفلام الصامتة والناطقة ، الفيلم بين اللغة والفصحى (مقاربة منهجية في إنتاج المعنى والدلالة السينمائية)، السينما التاريخ والعالم (قراءة في العلاقة بين الفن السابع والواقع السياسي والاجتماعي)، الشاشة المرأة (قراءات في العلاقة بين السينما والمجتمع في الوطن العربي) .
أفلام المسابقة… الأفلام الطويلة والقصيرة
“بوابة الجنة” للمخرج السوري ماهر كدو إنتاج مؤسسة السينما وهو مأخوذ عن رواية تحمل العنوان نفسه للكتاب حسن سامي يوسف يرصد فيها الواقع الفلسطيني في الأشهر التي سبقت الانتفاضة الأولى عام 1987، من خلال عائلة من الضفة الغربية الفلسطينية تتلقى الأحداث وتصبح مشاركة في صيرورتها. الفيلم من بطولة: الفنانة الأردنية عبير عيسى التي تجسد شخصية الأم الفلسطينية و نادين سلامة التي تجسد شخصية الدكتورة ندى الفتاة الفلسطينية و تسير إدريس و محمد الأحمد واللبناني عمار شلق.
“مرة أخرى” للمخرج السوري جود سعيد إنتاج مؤسسة السينما وسورية الدولية. تقوم بدور البطولة فيه مجموعة ممثلين سوريين ولبنانيين هم: قيس الشيخ نجيب، عبد اللطيف عبد الحميد، كندة علوش، بيريت قطريب، آنجو ريحان، عبد الحكيم قطيفان، وجوني كوموفيتش وآخرون. ويتناول العمل، للمرة الأولى في تاريخ السينما السورية، العلاقات السورية اللبنانية من خلال مرحلتين: الأولى هي بداية الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، فيما تتناول المرحلة الثانية عدوان تموز 2006 من خلال قصة ابن أحد الضباط السوريين الذين كانوا موجودين في لبنان، وما حصل معه خلال هاتين الفترتين العصيبتين. وعنه قال جود سعيد: إنه يدور بين لحظتين تاريخيتين هما بداية الاجتياح الإسرائيلي للبنان، و إقامة الحزام الأمني 1978 والوصول إلى بيروت 1982، ثم الاجتياح الجوي عام 2006 . ويحكي الفيلم قصة أب سوري كان يعيش في لبنان ثم حكاية ابنه الصغير بين عامي 1982 و1995 .
– “واحد صفر” – مصري – للمخرجة كاملة أبو ذكرى ويعرض نماذج إنسانية من المجتمع، ويقدمها السيناريو باختصار غير مخل، يلقي الضوء على أحد أوجاع الناس في مصر، ويربطها بأوجاع أخرى، ومنها سيدة تعاني في حياتها وتظل سنوات طويلة في المحاكم تبحث عن الطلاق من أجل أن تبدأ حياة جديدة.
الفيلم تدور أحداثه في إطار اجتماعي كوميدي يحمل العديد من المفارقات الإنسانية والتي تدور معظمها يوم المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية عام 2007 ومدى الفرحة التي تغمر مجموعة من الشخصيات المختلفة نحو تحقيق رغبتها في ظل ظروف شديدة الصعوبة ولا يجدون في النهاية إلا أن يشعروا بالفرحة حتي لو كان شعورًا استثنائيًا يتحقق بفوز مصر وتدور كل الأحداث في يوم واحد.
– “عشرون” – إيراني – للمخرج عبد الرضا كاهاني . يحكي قصة مجموعة من العاملين في مطعم صغير يعاني صاحبه من اكتئاب حاد من تأثير الاحتفالات بالمناسبات التذكارية التي تنظم في المكان بصفة منتظمة، فيعتزم إغلاق المطعم خلال 20 يومًا ويبلغ العاملين عنده بأن يجدوا عملاً أخر. لكن جميع العاملين يعرفون أنهم لن يجدوا عملاً أفضل ولا مكانًا أفضل يعملون فيه فيحاولون تغيير مزاج صاحب المطعم وقراره بإغلاقه.
– “الدوقة” – فرنسي ألماني- للمخرج (سول دب) وتمثيل كيرا نايتلي ورالف فينيس وهو إنتاج أوربي مشترك (بريطانيا وفرنسا وايطاليا). وهو مقتبس عن رواية للكاتبة البريطانية امامدا فورمان والتي نشرتها عام 1998 ويتناول السيرة الذاتية للشابة جورجينا سنبسرالتي تزوجت وهي في السابعة عشرة من عمرها من دوق لا يكبرها في العمر إلا انه عديم والأحاسيس ومتجبر وأكثر تعاطفا مع الكلاب منها ومن البشر ، وان كل ما يهمه هو إنجاب وريث ذكر يخلفه في تسيد مقاطعته ثم لا يلبث الرجل أن يتخذ لنفسه عشيقة فتعيش بائسة مجروحة القلب إلى أن تلتقي الحب الحقيقي مع شاب من طبقة فقيرة .
وتجاوز عدد الأفلام المشاركة ضمن مسابقة الفيلم القصير حتى الآن الأربعين فيلمًا من مجموعة من الدول العربية والأوروبية. هي “تونس، فرنسا، ألمانيا، العراق، أوكرانيا، كوبا، بوليفيا، المكسيك، بورتوريكو، توس، كرواتيا، اسبانيا، الصين، هولندا، باراغوي، دانمارك، امريكا، السويد، بلجيكا، بريطانيا، روسيا، الإمارات، سورية، لبنان و التشيك”. وتجدر الإشارة إلى أن خارطة الأفلام المشاركة في المسابقتين لم تكتمل بشكل نهائي وهناك احتمال اشتراك عدد أكبر من الأفلام في الأيام القليلة القادمة.