هل تتكلم لغة الصورة؟
نواكشوط ـ محمد ولد ادوم
يعكف تسعة شباب موريتانيين هذه الأيام على وضع اللمسات الأخيرة على مغامراتهم الأولى ي مجال إخراج الأفلام السينمائية، وذلك في إطار برنامج “هل تتكلم لغة الصورة؟” في نسخته الثالثة.. قلة من الأفلام ما تزال في مرحلة المونتاج، وبعضها تم الانتهاء منه كلية، بينما لا يزال البعض الآخر يخضع لبعض الرتوش الأخيرة.
“هل تتكلم لغة الصورة؟” برنامج للإنتاج، يستهدف العمل مع شباب يحتكون بلغة الصورة للمرة الأولى.. تبدأ القصة عندما تعلن دار السينمائيين الموريتانيين كل سنة في وسائل الإعلام عن بدئ استقبال ملفات الترشح لها البرنامج، فيهرع الشباب الموريتاني الشغوف بالصورة إلى تقديم مشاريع وأفكار لأفلام قصيرة، ومن بين كل المتقدمين تختار لجنة التحكيم التي تتكون من مخرجين وكتاب موريتانيين، مجموعة من هذه المشاريع التي ترى فيها إمكانية إبداع شيء جميل من خلالها.. يخضع المحظوظون إلى تكوين سريع، يخرجون من خلاله بفكرة عن صناعة الفلم ابتدءا من الكتابة وحتى العرض، مرورا بكل مراحل الإنتاج الأخرى؛ ثم يبدؤون في إعادة كتابة أفكارهم على شكل سيناريوهات صغيرة (لقطات ومشاهد)، تحت إشراف فريق دعم متخصص؛ ثم يباشرون عملية التصوير كمخرجين بعد أن تضع دار السينمائيين تحت تصرفهم فريق تصوير محترف، وكذلك فريق مونتاج؛ على أن يعيش كل المخرجين في ورشة تكوين كبرى أثناء كل المراحل الإنتاجية، يخرج بعدها كل واحد من الشباب المختارين بفلم قصير من إخراجه، وبفكرة مفصلة عن الصناعة السينمائية، وبهوس بهذا الفن السابع.. هوس قد يحمله على مواصلة الطريق، وهذا هو الهدف الأساسي من هذا البرنامج التكويني الإنتاجي
سالم دندو؛ مدير الإنتاج بدار السينمائيين الموريتانيين، والمشرف على هذا البرنامج، سألناه عن أفلام هذه السنة ومواضيعها الأساسية فرد قائلا: “هذا البرنامج هو أحد النشاطات المحضرة لمهرجان الأسبوع الوطني للفلم، والأفلام المنتجة خلاله ستعرض في المهرجان، وستدخل في مسابقة سيحصل بموجبها فلمان على جوائز قيمة.. أما موضوع هذه الأفلام فهو ينطلق في العادة من موضوع المهرجان الذي يتناول هذه السنة موضوع “التعايش”؛ بعض هذه الأفلام يطرح فكرة التعايش بين الشعب الموريتاني ذي الأعراق المتعددة، وبعضها يذهب إلى أبعد من ذلك ليعالج التعايش من زاوية أوسع مثل التعايش بين الثقافات وبين الحضارات والديانات، التعايش بين النحن والآخر. وقد تم إنتاج تسعة أفلام هذه السنة اختيرت من حوالي 50 مشروعا تم التقدم به، وقد تم الانتهاء من أغلبها بينما ما تزال بعض الأفلام الأخرى تحت المونتاج
موقع الجزيرة الوثائقية التقى أيضا آمي سي، الأنثى الوحيدة المشاركة في هذا البرنامج، التي سألناها عن موضوع فلمها ومدته، فقالت “آثرت أن أعالج مفهوم التعايش من خلال الزواج المبكر والإجباري زذلك من خلال قصة حقيقية لزواج بنت عمي، التي تزوجت في سن العاشرة دون حتى أن تفهم معنى الزواج، وقد حاولت تقديم القصة الواقعية بطريقة غير تقليدية تعتمد على الفلاش باك والمزج بين الماضي والحاضر، وهو فلم عنوانه “عيشه” ومدته 6 دقائق”