هادي زكاك: “درس في التاريخ”لا لاستنساخ الأجيال

 هادي زكاك من مواليد بيروت، 1974. حائز على شهادة ماجيستير في الإخراج من معهد الدراسات المسرحيّة والسمعيّة المرئيّة والسينمائيّة في جامعة القدّيس يوسف، بيروت. كتب وأخرج عددا كبيرا من الأفلام القصيرة والأفلام الوثائقيّة منذ العام 1997 من إنتاج مؤسسات خاصّة وشركات تلفزيون لبنانيّة وعربيّة وأجنبيّة. وقد عرضت هذه الأفلام في مهرجانات سينمائية عدّة وحازت على جوائز. أستاذ في معهد الدراسات المسرحية والسمعية المرئية والسينمائية في جامعة القديس يوسف منذ العام1998  حيث يدرّس الإخراج وتاريخ السينما وأنواع الأفلام.
له كتاب بالفرنسيّة عن تاريخ السينما في لبنان. وآخر ما أخرج من أفلام وثائقية. وقد أخرج منذ سنة 2000 إلى الآن حوالي 15 فيلما وثائقيا اهتم أغلبها بالوضع اللبناني. كدرس في التاريخ 2009 وأصداء سنيّة من لبنان 2008 وأصداء شيعيّة من لبنان 2007 والتسرب النفطي في لبنان 2007 وسينما الحرب في لبنان 2003 وبيروت.. وجهات نظر 2000 …إلخ

هادي زكاك

•        أين نصنف هذا الفيلم .. ؟ سياسي أم اجتماعي… أو بلغة أخرى كيف تقدم فيلمك
الفيلم بالطبع إجتماعي يتناول مواضيع ومبادىء تطال كل المجتمع اللبناني ولا يخلو أيضا من الطابع السياسي وهو مزيج أعمل دائما من خلاله محاولا البحث في القضايا الملتبسة وكيفيّة تفعيلها.

•        فكرة الفيلم بحثية أكاديمية من اختصاص البيداغوجيين وعلماء التربية وعلماء الاجتماع.. فكيف استطعت أن تحولها إلى رؤية فنية ؟
بمعالجتي للمواضيع، أحاول دائما أن أكون الباحث والمراقب الذي يستعمل الصورة والصوت لتسليط الضوء على المواضيع التي قد يتناولها بكثرة المختصون ورجال السياسة عبر الكلام والشعارات ونحن مغمورون بالكلام وبحاجة أكثر إلى فسحة يلتقي فيها الفن مع مواضيعنا اليوميّة.

•        اختياركم للأطفال كان عفويا أم تعمدتم وضع خريطة طائفية واشتغلتم على أساسها.. لأن السؤال هو هل المجتمع اللبناني كله هكذا؟
تمّ إختيار حوالي 15 تلميذ من بين أكثر من 100 تلميذ التقيت بهم في مرحلة التحضير. وتمّ الاختيار على أساس تعدد الإنتماءات والآراء لإظهار التنوّع والتناقض علما أنني دائما على يقين أن هذه صورة مصغّرة عن المجتمع وليس المجتمع بأكمله حيث قد تدخل مكوّنات أخرى لها علاقة بالمنطقة والطبقيّة وعناصر أخرى.

هادي في أحد الفصول

•        أغلب المتحدثين تم تصويرهم في وضع ثابت باستثناء مشاهد الصفوف.. هل تقصد ثبات المواقف في المجتمع أكثر منه ثبات الطفل نفسه على الموقف
يعبّر الثبات عن المرواحة وعن الاستنساخ في المواقف عبر الأجيال وكأن لا شيء يتغيّر كما أن الوضع الثابت يجعلني عمليّا أطوّر العلاقة مع الولد لكي يرتاح في إجاباته بعيدا عن تغيير الخلفيّة أو “التفنن”- ما قد يفقد الفيلم العفويّة وهي الأهم.

•        الرؤية الإخراجية في الفيلم وإن اعتمدت على الحوارات إلا أنها أولت الصورة مكانة مهمة.. ما المقصود بالمشاهد الصامتة التي يطل فيها شخص على نافذة بيروت.. هل هو الناقد أم المراقب أم الخائف أم العدو المتربص أم جميعهم
إنه الباحث الذي يفتش في كتب التاريخ ويراقب المدينة ويبدو وكأنه وحيد يشهد على المأساة من دون أن يقدر على إجراء أي تغيير ويترك الساحة في النهاية لأحد التلاميذ واسمه مجد وكأن مجد يجسّد الأمل بحمل مشعل اليقظة.

زاوية الكاميرا هي زاوية الرؤية للمجتمع

•        الفيلم ينطق ببقايا الحرب الأهلية وكأنه يتوجه إلى الماضي رغم أن شخصياته كلها ستعيش مستقبل لبنان
 للأسف أن التاريخ يتوقف مع استقلال لبنان وجلاء القوات الأجنبيّة في العام 1946 وليس هناك أي معالجة للمراحل المعاصرة في كتاب التاريخ المدرسي وكأن التاريخ مادّة تتناول الموت ولا يشكل التاريخ مادّة  تدرس الواقع لأخذ العبر والتقدّم. فكل المواضيع الملتبسة يتمّ طيّها وهذا ما يجعلنا نستعيد في كل فترة شبح الحرب الأهليّة. وبما أن الأجيال الصاعدة هي إستنساخ لجيل الآباء فيبدو المستقبل مخيفا.


إعلان