كتاب “حياة في السينما” لأمير العمري
يروي خفايا الصراع بين الثقافة والسياسة في مصر
صدر أخيرا عن دار مدبولي للنشر كتاب “حياة في السينما” للناقد والكاتب أمير العمري، وهو يحمل اسم مدونته على الانترنت التي ينشر فيها الكثير من كتاباته في النقد السينمائي والثقافي عموما.
وينتظر أن يثير الكتاب ردود فعل عديدة نظرا لأن المؤلف يتطؤق خلاله إلى الكثير من الشخصيات التي لايزال معظمها على قدي الحياة وتمارس أدوارا مختلفة في حقل العمل الثقافي والسينمائي، كما يكشف الكثير من الوقائع ويتناول الكثير من الأحداث التي عاصرها وكان شاهدا عليها.
ولا يعد الكتاب كتابا في السيرة الذاتية لمؤلفه رغم الحضور البارز للمؤلف بين صفحاته وفصوله لكنه أساسا يمتليء بالكثير من الذكريات والمشاهدات والتجارب والأحداث والشخصيات التي عايشها المؤلف أو احتك بها، أو كان شاهدا عليها، خلال مسيرته الطويلة في عالم الثقافة السينمائية والنقد السينمائي. وهو ينتقل خلال صفحاته بين مصر، والعالم العربي، والعالم الخارجي، ورغم أن مؤلفه يقيم منذ أكثر من ربع قرن في العاصمة البريطانية، إلا إن علاقته الوثيقة بما يحدث في السينما المصرية قائمة وممتدة عبر كتاباته التي تنشر في مصر أو تصل إليها عبر شبكة الانترنت.
“حياة في السينما” يروي، من خلال أسلوب تداخل الأزمنة الشهير في السرد السينمائي الحديث، تفاصيل الكثير من الطموحات والأحلام التي كانت مطروحة أمام جيل من الباحثين عن تغيير السينما، أو تغيير العالم من خلال السينما، وما اعتراها من إحباطات وانتكاسات، وما شابها من صراعات لايزال تأثيرها قائما حتى يومنا هذا.
ولعل تميز هذا الكتاب يكمن في وصفه الدقيق للمحيط الذي وقعت فيه أحداثه ولعبت فيه شخصياته أدوارها على مسرح الحياة، مع الاهتمام بالإحاطة بزمن كان فيه “السياسي” يطغى بقوة على “الثقافي” ويضغط عليه ولذلك فهو يعد، على نحو ما أيضا، شهادة تعكس المناخ السياسي الذي كان سائدا في حقبة السبعينيات التي شهدت الكثير من وقائع فصوله، وتأثيرها على الجو الثقافي العام.
يقع الكتاب في أكثر من 300 صفحة من القطع المتوسط ويحتوي علىعدد كبير من الصور. اسلوبه العام سلس وسهل ويشبه أسلوب الرواية أو القصص الأدبية.