وثائقي بيئي ينذر من نتائج غباء الانسان على الأرض
نقولا طعمة- بيروت
لمناسبة “الحملة العالمية لمكافحة تغيّر المناخ” التي تجري في 161 دولة معا في آلاف التحركات، جرى مساء السبت 24 تشرين الأول الجاري حفل افتتاح لعرض فيلم “عصر الغباء” The Age of Stupid في قصر الأونيسكو ببيروت. واحتشد لإقامة حفل للمناسبة “رابطة الناشطين المستقلين” (إندي أكت) بالتعاون مع السفارة البريطانية في لبنان، وغرفة التجارة الأميركية اللبنانية، وحزب الخضر اللبناني.
ضجة كبيرة رافقت حفل افتتاح الفيلم بعرضه لأول مرة في لبنان. قبل بدء الاحتفال، حضرت السفيرة البريطانية فرانسيس غاي على رأس مجموعة من قادة الدراجات الهوائية تعبيرا عن الترويج لضرورة تخفيف استخدام الوقود منعا لتفاقم الانبعاثات الحرارية وثاني أوكسيد الكربون.
وفي صالة الاونيسكو، انتشر الحشد ورفعت شعارات الحفاظ على البيئة وخصوصا رقم 350 الذي يشير إلى المعدل الأقصى الذي يجب أن لا تتجاوزه نسبة ثاني أوكسيد الكربون في الفضاء.
هل يستحق الفيلم كل هذه الضجة؟ يرد الوزير كرم على سؤال ل”الجزيرة الوثائقية”، بقوله: “إنه يستحق إثارة ضجة كبيرة ويجب أن يكون عندنا اهتمام من هذا النوع. لقد كانت مناسبة جيدة لكي يتحسّس الرأي العام ما يجري خصوصا أن الإعلام لا يعطي المساحات الكافية لموضوع البيئة.
وقال: إذا كان هناك أمر ما يخدم السياسة، يهرع الإعلام نحوه، بينما البيئة التي تعتبر أهم من السياسة لأنها موضوع حياتي وخطر وملح، لا تعطى نفس الاهتمام.
أضاف: لم تعد تحذيراتنا تتحدث عن الجمال، والطبيعة، وصار علينا أن نتحدث إن كان هناك حياة أم لا بعد قليل.
وقال علامة ل”الوثائقية”: تقام هذه الضجة لأننا إذا لم نتحرك، فنحن ذاهبون إلى الدمار. وإذا لم يوجد أناس يفكرون بهذه الطريقة، وتصنّع أفلاما تخوّفنا، فإننا ذاهبون إلى الكارثة.
أضاف: الكارثة البيئية تطرق أبوابنا، الفيضانات تتعاظم، الحرائق تزداد، وتدمير الحياة جار على قدم وساق. فإلى متى السكوت؟ النسبة الأعلى المقبولة لنسبة الكربون في الجو هي 350 جزء من مليون وها نحن تجاوزنا النسبة إلى 390، وهذا خلل كبير.
![]() |
ملصق فيلم عصر الغباء |
الفيلم
الفيلم وثائقي عرض في المملكة المتحدة في آذار2009، وحاز على عدة جوائز منها “أفضل فيلم وثائقي” للعام 2009.
وهو درامي تثقيفي بيئي يعالج تغيّر المناخ، وتجري أحداثه عام 2055 في عالم مدمّر تحت وطأة الخلل البيئي الحاصل والمتفاقم في العالم. بطله بيت بوستلثوايت، يلعب دور رجل مسنّ، يعود إلى أرشيف من 2008، ويقلّب صفحاته لتظهر تطورات الدمار البيئي الكارثي مع تقدم السنين استنادا إلى أحداث واقعية، ويظهر تنامي عجز الانسان على مواجهة الخلل البيئي. ويخلص إلى السؤال: “لماذا لم ننقذ أنفسنا عندما كانت لدينا فرصة؟”
يذكر أن “رابطة الناشطين المستقلين” منظمة عالمية بحسب ما عرّف بها الناطق باسمها وائل حميدان، وتتكون من ناشطين بيئيين واجتماعيين يشتغلون على عدة مواضيع أهمها موضوع تغيّر المناخ الذي يهدد الحياة على وجه الكرة الأرضية.
وذكر أنها تاسست في لبنان سنة 2006، وانطلقت عالميا بعد ذلك، وصار لها ممثلون في اوروبا والولايات المتحدة الأميركية وأميركا الجنوبية وآسيا والدول العربية.