فيلم بوابة الجنة … إحالة القضية إلى جهنم

عاصم جرادات

لم يستطع فيلم بوابة الجنة أن يكون على قدر وحجم القضية الفلطسينة عندما فشل المخرج ماهر كدو في صنع تحفة فنية تستحق أن تُهدى إلى القدس عاصمة الثقافة العربية.
لم يقدم الفيلم الواقع الفلسطيني بل أعاد الحالة الفلطسينية إلى عهد نكبة 1984 مع العلم أن المرحلة الزمنية للفيلم هي 1987 حيث وجدنا الخيمة حاضرة  بعد أن هدم الجيش الاحتلال الإسرائيلي بيت أبو علاء الشخصية المسالمة التي رفعت الراية البيضاء في حرب 1967، مع العلم أن الواقع الفلسطيني الموجود هو البناء الدائم والمستمر على الرغم من حالات الهدم المتكرر إلا ان المخرج أفرط في تغيير الواقع نحو الاتجاه السلبي، ووجدنا كذلك تغييب مفاجئ لبعض الشخصيات التي حضرت بقوة في بداية الفيلم ولكنها اختفت دون مبرر سوى أن المخرج يحتاج الوقت لإجراء مشاهد تجمع الدكتورة ندى مع الشاب المجاهد الجريح أحمد دون أخذ بعين الاعتبار ذلك البناء لشخصية الأب المراقبة والحاضرة تماماً وإن يبرر البعض ضعف عملية مراقبة الأب عندما تعرض لفاجعة استشهاد ولده الكبير إلا أن الأب ظهر بعد وفاة ابنه حليق الذقن مرتب الملابس مع بعض التعابير بالألم.
وفي ما يتعلق بالشاب المجاهد الجريح (أحمد) لم يبدو عليه من خلال حواراته مع العائلة التي آوته سوى أنه شخصية تحاول جذب الدكتورة نحوه، ولم يتطرق بالقدر الكافي إلى القضية الفلطسينية فهنا المخرج أسئ للشخصية الجهادية.

بطلا العمل

وفي الدخول في سياق القصة الخاصة بالدكتورة ندى نجد أن الفيلم طرح عملية الابتزاز من قبل المخابرات الإسرائيلية التي طلبت من الدكتور تقديم العون لها هذا المحور فجأة  اختفى دون إنذار وتفسير، وظهرت قضية الشاب الجريح الذي أسعفته الدكتورة وأجرت له عملية في لحظة استشهاد أخيها علاء الدين، وكذلك نسي المخرج أو ربما أوقف عملية الحب البعيد بين الدكتورة ندى وشاب فلسطيني لاجئ في الخارج والذي تعرفت عليه في لندن أثناء دراستها للطب.
من ناحية الشكل الفني أولاً الموسيقى التصويرية بدت عادية نوعاً ، ولكن الخطأ ارتكب في القطع الحاصل في الموسيقى وكسر التتابع دون مبرر، وخاصة في مشهد توجه ندى إلى المنزل المتواجد فيه أخوها.
أثناء  تقديم المخرج لقطة لما يسمى باب الجنة الحالم به الشاب الجريح وجدنا أنفسنا أمام عرض كرتوني، ولم يستطع المخرج  تقديم المشهد الأخير بأدة متطورة عندما صور الجنة التي يتواجد بها الفلسطينيون عبارة عن مجموعة خيم، وهذا المشهد يحمل الطابع الكوميدي إلا أن المخرج بتصويره إياه أوقفنا مبتسمين ليس للفكرة بل للأداة المستعملة في برامج الأطفال. 
أما في النظر إلى الملابس فنحن الآن أي في عام 2009 بصدد مشاهدة هذه الملابس والموديلات ونكرر أن المرحلة الزمنية للفيلم هي 1987 أي قبل 22 سنة.
وبالنظر إلى الأداء التمثيلي حاول جميع الممثلين تقديم مالديهم من طاقات، وأعتقد أنهم فعلوا واستطاعوا جذب الجمهور بما لديهم من مكامن وأدوات تعبيرية ظهرت وحاولت سد ثغرات إخراجية.
يذكر أن المخرج ماهر كدو ومدير مهرجان دمشق السينمائي محمد الأحمد قبل عرض الفيلم في المهرجان أعلنا أنه هدية إلى القدس عاصمة الثقافة العربية وإلى الشعب الفلسطيني.

بطاقة الفليم:
المخرج: ماهر كدو
البطولة: ناين سلامة
تمثيل: تيسير إدريس عبير عيسى عمار شلق محمد الأحمد
سيناريو : حسن سامي يوسف (الفيلم مأخوذ من رواية لحسن سامي يوسف تحمل نفس العنوان)
مديرة التصوير :جود كوراني
مونتاج : علي ليلان
موسيقى : معن خليفة
مدير الإنتاج : حسني البرم
إنتاج : المؤسسة العامة للسينما


إعلان