فيلم وثائقي وكتاب تذكاريّ عن مجلس الشورى
الإسكندرية :سميرة المزاحى
أصدرت مكتبة الإسكندرية، ضمن سلسلة “ذاكرة مصر المعاصرة” وفي إطار توثيقها لتاريخ مصر النيابي، كتابا تذكاريا بعنوان: “مجلس الشورى المصري”، كما أنتجت فيلما وثائقيا عن المجلس، بالتنسيق مع مركز معلومات مجلس الشورى. وسيتم عرض الفيلم وتدشين الكتاب في احتفالية كبيرة بالمجلس بمناسبة إعادة افتتاحه عقب الحريق الذي تعرض له العام الماضي.
يتناول الفيلم التأصيل التاريخي للحياة النيابية المصرية بملاحمها العديدة والتي بدأت منذ عام 1866 بمجلس شورى النواب في عهد الخديوي إسماعيل، ثم الانتقال لمجلس الشورى المصري منذ إنشائه في عهد الرئيس السادات عام 1980 ثم عهد الرئيس محمد حسني مبارك والتعديلات الدستورية التي أعطت للمجلس دورًا تشريعيًا كبيرًا وعدم اقتصاره على الدور الاستشاري فقط.
ويعرض الفيلم الحريق الذي تعرض له المجلس في العام الماضي والأعمال والترميمات ليعود مجلس الشورى في صورة حضارية ومعمارية أحسن مما كان عليها من قبل. أشرف على الفيلم الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، وأعدّ المادة العلمية والوثائقية له الدكتور خالد عزب؛ مدير إدارة الإعلام بالمكتبة والمشرف على “ذاكرة مصر المعاصرة”، والباحث محمود عزت، وعلّق عليه صوتيًا الأستاذة دينا أبو العلا، وأخرجه المخرج أحمد عبد التواب.
ويعد كتاب “مجلس الشورى المصري” سجلا وثائقيا شاملا لتاريخ المجلس،حيث يحتوي الكتاب على كل المعلومات المتعلقة بمجلس الشورى بداية من المراسيم الخاصة بمجالس الشورى، ونشأة المجلس وتشكيله ومقره وتاريخه، والهيكل التنظيمي للمجلس واختصاصاته وإجراءات العمل فيه، فضلاً عن علاقة المجلس بالمجالس التابعة له، والشورى والحياة الحزبية في مصر، والعلاقة بين مجلسي الشورى والشعب، وانتهاءً بإنجازات مجلس الشورى.
![]() |
الملك فاروق مفتتحا البرلمان |
كما خصص معدو الكتاب قســم خاص بالذاكرة الفـــوتــوغرافية للمجلس، يضم صورة نادرة لمــوكب المـــلك فؤاد أثناء توجهه لافتتاح البرلمان المصري، وصورة للمــلك فؤاد يجلس على كرسي العرش في الجلسة الافتتاحية للبرلمان في عام 1924، ووثيقة إصدار الدستور عام 1923، وصورة للرئيس أنور السادات وهو يتشاور مع نائبه آنذاك محمد حسني مبارك وصورة لوكلاء مجلس شورى القوانين ومنهم: علي شريف باشا (1883)، محمود سليمان باشا (1902)، وصور متنوعة لمدخل المجلس وقاعات الاجتماعات والبهو المؤدي الى قاعة الدستور، والقاعة الرئيسية، والقبة الداخلية للمجلس.
كما خصص الكتاب ملحقاً لنائبات المجلس يوضح تمثيل المرأة في مجلس الشورى، وكان من بينهن الفنانة الكبيرة أمينة رزق التي امتدت عضويتها من الدورة البرلمانية السادسة عشرة حتى الدورة الحادية والعشرين، وكانت عضواً فاعلاً في لجنة الخدمات ولجنة الثقافة والإعلام. وأيضاً الفنانة والمنتجة السينمائية مديحة يسري التي امتدت عضويتها من الدورة الثامنة عشرة حتى الرابعة والعشرين.
يشير كتاب “مجلس الشورى المصري” إلى أن تسمية مجلس الشورى ظهرت منذ فجر الحياة البرلمانية في مصر عندما أقام الخديوي إسماعيل ما عرف باسم «مجلس شورى النواب» عام 1866، والذي تحول إلى «مجلس النواب» خلال أحداث الثورة العرابية عام (1881- 1882)، وعقب الاحتلال البريطاني افتقر المجلس الكبير إلى الصلاحيات النيابية الكاملة، غير أنه بعد تولي عباس الثاني مسند الخديوية عام 1892 وانتعاش الحركة الوطنية خلال العقدين التاليين ارتفعت أصوات الاحتجاج على هذا الوضع سواء على صفحات الجرائد الحزبية وغير الحزبية، واستطاعت الجمعية العمومية وقف مد امتياز قناة السويس.
![]() |
حريق مجلس الشورى المصري |
وبسبب ظروف الحرب العالمية الأولى، توقفت الحياة النيابية لعقد كامل (1913-1923)، وعقب استقلال مصر عام 1922 وتطلب ذلك وضع دستور جديد احتفظ بنظام المجلسين. وبعد حرب حزيران (يونيو) 1967، بدا النظام النيابي القائم على مجلس واحد هو «مجلس الأمة»، ثم فقد نظام «الحزب الواحد» ممثلاً في «الاتحاد الاشتراكي العربي» صلاحياته، بخاصة مع ظهور من اصطلح على تسميتهم بـ «مراكز القوى»، وبعد الإطاحة بمراكز القوى في عهد الرئيس السادات، عاد نظام المجلسين (مجلس الشعب ومجلس الشورى) وذلك في عام 1980. وصدر قانون إنشاء مجلس الشورى الذي ضم 210 أعضاء في بدايته.فضلاً عن الصور والوثائق النادرة والملاحق التي قدّمتْ تأصيلاً للهيئات النيابية في مصر منذ عهد محمد علي وحتى الآن، وإنجازات كل مجلس منذ إنشائه وحتى الآن.