وثائقيات سودانية لتشخيص أزمة دارفور
برزت قضية دارفور للسطح الاعلامي بعدة زوايا بعد ان تفجرت القضية اعلاميا وافرزت واقعا مأسويا علي ارض الواقع بنزوح الآلآف من مواطني الاقليم الغربي في السودان ، وعبرت قضية دارفور بالعديد من المحاور الاعلامية قبل ان تستقر في منضدة مجلس الامم المتحدة وتصدر في حقها العديد من القرارات التي تتجاذبها السياسة حينا والجغرافيا والتاريخ احيانا اخري
يمثل الاهتمام الغربي بالقضية من جانبها الانساني مدخلا لتعاطف الرأي العام في اوربا والولايات المتحدة الامريكية حيث نشطت عدد من منظمات المجتمع المدني في حشد تقارير وافلام وثائقية كان لها الاثر الكبير في دفع القضية لصالح حاملي السلاح من ابناء دارفور وفي المقابل لم تتعامل الآلة الاعلامية الرسمية لمواجهة التيار المضاد للتدابير العسكرية التي اتخذتها الحكومة لحسم الصراع الذي وصف في بدايته بانه مجرد تجمع لعدد من اللصوص وقطاع الطريق .
![]() |
المخرج سيف الدين حسن |
رصيد الاعلام السوداني ثلاثة افلام تسجيلية لمقابلة عشرات الافلام الوثائقية التي انتجها الغرب وحتي هذه الافلام الثلاثة انتجها القطاع الخاص لتشخيص الازمة في سبيل اعادتها الي جذورها الاصلية والافلام هي ( دارفور ـــ لعنة الرصاص ) ( عرب دارفور ـ اسطورة الجنجويد ) وآخيرا ( صناعة النزوح ) وتمثل هذه الافلام الثلاثة التي اخرجها المخرج سيف الدين حسن حصيلة مواجهة الاعلام الغربي في مجال الافلام الوثائقية.
وثائقيات دارفور في الضوء.
المخرج سيف الدين حسن يري بان صورة قضية دارفور في السينما العالمية والوثائقية مجافية للواقع رغم يقينه بان لدارفور قضية عادلة وذكر بان صناعة الافلام التي تناولت القضية تمت بمزاج غربي ولم تخرج نظرتها عن التفكير الأوربي عموما عن افريقيا التي تعتبر بالنسبة لهم قارة مليئة بالحروب والجوع والفقر والاغتصاب ويذهب سيف الدين ابعد من ذلك عندما يصف الشركات التي انتجت تلك الافلام بأنها عنصرية ولديها أجندة خاصة من خلال مشاهدة عدد من الأفلام التي تناولت هذه القضية وخاصة فيلم ( الشيطان علي ظهر حصان ) الذي شاهده خلال عرض خاص في خلال ورشة عن تطوير صناعة الفيلم الوثائقي وتم عرضه علي أساس نموذج لعمل أبداعي وثائقي وكان حينها مرشحا لجائزة الاوسكار وجوائز اخرى ويقول حسن أن الفيلم يقوم علي مغالطات كبيرة ولا يحظي بشروط الفيلم الوثائقي المتعارف عليها والبطولة المطلقة لضابط في البحرية الأمريكية كان يتنقل في دارفور أثناء عودته مع قوات الأمم المتحدة بعد أن تقدم باستقالته من البحرية الامريكية والفيلم في مجمله يمثل عمل دعائي ضد السودان ، ويضيف سيف الدين بان الفيلم الوثائقي لدي الغرب لديه تأثيرات كبيرة وفاعلة ولذلك تلك الافلام حشدت الرأي العام الغربي خلف دعاوي قضية دارفور لاسيما عندما يتناول قضايا إنسانية بعينها وفي مقابل ذلك كان الأعلام السوداني متواضعا وجاءت معظم محاولاته بائسة وغير مرضية .
دارفور لعنة الرصاص
يقول سيف الدين عن فيلمه ( دارفور لعنة الرصاص ) بأنه يتحدث عن انتشار السلاح في أيدي المواطنين في اقليم دارفور عبر حقب تاريخية مختلفة منذ مطلع الثمانينات وحتي اليوم واستضاف الفيلم الأطراف المتصارعة حول دارفور من السياسيين والأمنيين وعسكريين واستراتيجيين وقادة الحركات المسلحة ويعتبر هذا الفيلم اول طرح سوداني مهني موضوعي لقضية دارفور حيث قدم القضية بخلفيات مختلفةز
عرب دارفور … اسطورة الجنجويد
يناقش هذا الفيلم هجرة القبائل العربية الي دارفور ويتتبع تدفق الاثنيات الافريقية ووجودها التاريخي في الاقليم كما ناقش الفيلم ايضا اسباب الصراع وخلفياته المتعددة كما تحدث عن المكونات الاجتماعية وتحدث عن اثر دول الجوار في قضية دارفور وتأثيراتها بالغة التعقيد في مستقبل الصراع
![]() |
ضحايا الأزمة |
صناعة النزوح
أما الفيلم الثالث ( صناعة النزوح ) يتناول الجانب الإنساني في القضية حيث يناقش وجود المنظمات الدولية في الإقليم وأثرها علي ارض الواقع ومناقشة قضايا معسكرات النازحين وافرازاتها
ويقول المخرج سيف الدين حسن عن تجربته في اخراج الأفلام الثلاثة بأنها تعتبر مبادرة سودانية وسط غياب الأعلام الرسمي وكانت محاولة لتقديم صورة مقاربة للواقع لما يحدث في دارفور مع الاعتراف بالمشكلة وتداعياتها وآثارها ويضيف بانه حاول ان يتناول القضية بمنحي مهني ورغم ذلك أثارت هذه الافلام جدلا في الأوساط الثقافية والسينمائية وهاجمها البعض كما اثني عليها البعض مما يؤكد بأنها حركت ساكنا وحققت نجاحا ملحوظا .واضاف سيف الدين بان هذه الافلام تم انتاجها تحت ظروف بالغة التعقيد في ارض الواقع ويعتبر الوصول الي الاطراف المتصارعة مغامرة كبري في حد ذاته لان المعارك كانت محتدمة والارض محروقة وكشف حسن عن استفادته من خبراته كمراسل حربي عمل أثناء حرب جنوب السودان .