” جبل أجرد” الكوري الجنوبي يفوز بذهبية مهرجان دمشق
أكرم اليوسف – دمشق
حصل الفيلم الكوري الجنوبي “جبل أجرد” على الجائزة الذهبية للأفلام الروائية الطويلة في مهرجان دمشق الدولي السابع عشر الذي اختتم مساء أمس السبت بدار الأسد للأوبرا بدمشق بحضور عدد كبير من الفنانين الضيوف ، وغياب واضح للفنانين السوريين أثار تساؤلات كثيرة بين الضيوف. إلا أن هذا الغياب قابله فوز الفيلم السوري “مرة أخرى” للمخرج جود سعيد جائزة لجنة التحكيم الخاصة للأفلام الروائية الطويلة ، وجائزة أفضل فيلم عربي التي منحتها له لجنة تحكيم الفيلم العربي الروائي الطويل. تجري احداث هذا الفيلم بين لبنان وسوريا حيث عاش الأب والابن . زمنان لكل حكايته يجمعهما القلب والحرب .قلب مجد وحرب أبيه . ولد مجد لمّا اجتاح الإسرائيلي مدينة بيروت وكبر مجد مع حروبها . انتقل من حضن أمه إلى أبيه المنشغل بالحروب ، فربّاه أبو سعيد وكان له أمّاً وأباً. ثم تبناه رفيق درب أبيه ليجعل منه مهندساً وتنتظم حياته في الشام . له ما يريد إلى أن جاءت جويس من بيروت فأيقظت في روحه حرباً جديدة قديمة .
الفيلم الإيراني “عشرون” للمخرج عبد الرضا كاهاني فازبالجائزة الفضية ، فيما ذهبت الجائزة البرونزية للفيلم المغربي “الدار السوداء” للمخرج نور الدين الخماري. كما منحت اللجنة جائزة خاصة أولى للفيلم المصري واحد صفر للمخرجة كاملة أبو ذكري وجائزة خاصة ثانية للفيلم المغربي “الدار السوداء”.
![]() |
ملصق الفيلم الكوري الفائز |
وقدمت لجنة تحكيم الأفلام القصيرة جائزتها الذهبية للفيلم الألماني “واجاه” للمخرجين سوبريو سين ونجف بيلغرامي. سوبريو سين / نجف بيلغرامي . وواجاه هي نقطة التفتيش الوحيدة الواقعة على طول الحدود الباكستانية – الهندية الممتدة على مسافة 2000 ميلاً. وفيه يقوم الأهالي بإحياء احتفال شعبي يشهد تنكيس العلم كل يوم حيث تصطف حشود الوطنيين على جانبي الحدود تحية لجنود البلدين أثناء أدائهم التدريبات الرسمية بمنتهى الدقة والحيوية، ما يظهر بأن أوجه التشابه بين الشعبين تفوق الفروق القائمة بينهما.
و ذهبت الجائزة الفضية للفيلم الصيني القصير “وداعاً” إخراج سونغ فانغ ، وكانت الجائزة البرونزية من نصيب الفيلم السوري “أفكار صامتة” إخراج انطوان عنتابي ونال الفيلم الأوكراني “بداية دوفجنكو” إخراج فاسيلي دومبروفسكي جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
أما جائزة المخرج الراحل مصطفى العقاد لأفضل مخرج فذهبت إلى المخرج البرازيلي ماركو بيتشي عن فيلمه “مراقبو الطيور”.
في حين نالت الإيطالية جيوفانا ميزوجيورنو جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم “الانتصار”.
ونال جائزة أفضل ممثل كل من الممثلين الروسيين فلاديمير إيلين وأليكسي فيرتكوف عن دور كل منهما في فيلم “العنبر رقم6” المأخوذ عن قصة أنطون تشيخوف بالاسم نفسه.
وترصد المخرجة الكورية الجنوبية سو يونغ كيم في” جبل أجرد” الفائز بالجائزة الذهبية للمهرجان للمخرجة حياة شقيقتين: جين البالغة من العمر ست سنوات ، وبين ذات الأعوام الأربعة، وكيف تكافح الشقيقتان الصغيرتان في هذه الحياة بعد أن تركتهما والدتهما في عهدة عمتهما المدمنة على تناول المسكرات، ومع أن حياة الفتاتين تبدو على شفير الهاوية إلا أنهما تحاولان تجاهل أخطار العالم الخارجي من حولهما، حيث تنتقلان للإقامة في منزل جدهما في الريف. ومع أن فيلم سو يونغ كيم الروائي يظهر ارتباطاً واضحاً ووثيقاً بذكرياتها الشخصية، إلا أن المخرجة والكاتبة كيم التي ولدت في كوريا ثم هاجرت إلى الولايات المتحدة عندما بلغت عامها الثاني عشر تبدو حريصة على إبراز مكونات سيرة حياتها الشخصية كنقطة انطلاق فقط في مسيرتها السينمائية. وقد علقت على هذه النقطة بقولها: عندما صورت فيلم (بين الأيام) أردت بالفعل سرد قصة تلك الفتاة لما تنطوي عليه من ضرورة ملحة لطرح قضيتها علناً. أما بالنسبة لفيلم (جبل أجرد) فقد أردت سبر العلاقة بين الشقيقتين ، وأن أبرز نضج جين بالرغم من صغر سنها. وكي تتمكن كيم من إبراز الأداء المتميز للصغيرتين غير المحترفتين فقد أعدت لهما سيناريوهات خاصة، فضلاً عن تلقينهما سطور الحوار المناسبة. وذكرت كيم عن ذلك بقولها: لقد تمكنت من معرفة سطور الحوار التي تستطيع الفتاتان النطق بها في مشاهد معينة. لذلك كنت ألقنهما السطور الرئيسية وأترك لهما حرية الارتجال في ذكر باقي الحوار كفتاتين صغيرتين من دون أي تدخل من جانبي، لاسيما أن الأطفال يتمتعون دائماً برهافة الحس، إذ يستطيعون اكتشاف الكثير من الأمور من دون أي تلقين أو توجيه ..
![]() |
من فيلم مرة أخرى السوري |
وعرض في نهاية حفل الختام الفيلم الصيني “مفتون للأبد” من إخراج تشن كايغة وهو فيلم تاريخي ملحمي يصور حياة ماي لانفانغ ليون لاي أشهر مطرب وممثل أوبرا في تاريخ الصين من خلال عرض مراحل حياته منذ البدايات وصولاً إلى شهرته الواسعة بتقنية سينمائية عالية وسيناريو محكم. والمخرج كايغة مواليد بكين 1952 وهو من أبرز صانعي الأفلام التابعين للجيل الخامس في السينما الصينية ومن أهم أفلامه “الأرض الصفراء” 1984 و”الاستعراض الكبير”1986 و”القمر الغاوي” 1996 وفيلم “الوعد” 2005.
وكانت فرقة إنانا قدمت في حفل الختام فقرات من عرضها المسرحي الراقص “الملكة ضيفة خاتون”.
يذكر أن مهرجان دمشق السينمائي الدولي عقد دورته السابعة عشرة تحت شعار “دمشق سينما ومكان” بين الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول والسابع من شهر تشرين الثاني الحالي وتضمن أكثر من 275 فيلماً طويلاً وقصيراً من 52 دولة عربية وأجنبية في 16 تظاهرة سينمائية إضافة إلى ندوات ومؤتمرات صحفية لكبار السينمائيين العرب والعالميين وتم خلاله توزيع نشرات يومية عن فعاليات المهرجان و25 كتاباً عن السينما.