أسبوع لصانعي السينما اليونانيين في أثينا
شادي الأيوبي
أكثر من ثلاثة وعشرين فيلما طويلا وثمانية وعشرين فيلما قصيرا وستة آلاف مشاهد كانت حصيلة أسبوع صانعي السينما اليونانيين الذي اقيم في العاصمة اليونانية.
ليلة الختام كانت ليلة نقاشات حامية امتدت إلى ما بعد نصف الليل، والتقى فيها مخرجو السينما والمهتمون بها بالجمهور حيث تبادل الجميع وجهات النظر حول فلسفة صناعة السينما وأحوالها في اليونان وعلاقتها بالدولة والمجتمع والسياسة، والقوانين الوطنية المتعلقة بها.
ونظمت المهرجان مجموعة ” سينمائيون في الضباب” التي نأت بنفسها عن المشاركة في مهرجان سالونيك الدولي وعن جوائز الدولة اليونانية، وذلك بجهود ذاتية كما أوضحت للجزيرة الوثائقية “أماندا ليفانو” المنتجة السينمائية وعضو المجموعة.لكن المجموعة طالبت اللجنة المنظمة لمهرجان سالونيك أن تمنحها قاعة عرض بعد انتهاء المهرجان لعرض أفلامها على جمهور شمال اليونان، وذلك لتوضيح أنه لا مشكلة بينها وبين المهرجان نفسه.
![]() |
حضور لافت |
مقاطعة جوائز الدولة ومهرجان سالونيك
وعن أسباب نأي المجموعة عن جوائز الدولة ومهرجان سالونيك، قالت ليفانو إن أهمها المطالبة بانتخاب قانون جديد للعمل السينمائي، إضافة للمطالبة بإنشاء كلية سينمائية مستقلة شأن سائر الدول الأوروبية، تتولى توزيع الجوائز على المبدعين في المجالات الفنية والسينمائية المختلفة، موضحة أنه طالما لم تتحقق هذه المطالب فستستمر المقاطعة.
وأوضحت أن القانون الحالي المعمول به في اليونان، يعود إلى ما قبل 25 عاما حيث أصدرته وزيرة الثقافة اليونانية الراحلة ميلينا ميركوري، وهذا القانون لا يحتوي أي مواد مشجعة للعمل السينمائي، مثل إعفاء السينمائيين من الضرائب على الدخل والتي تبلغ أحيانا 40%، والإسهام بشكل مشجع في تكاليف الإنتاج السينمائي، مضيفة أن الحكومات التي مرت على البلد خلال السنوات الخمس الماضية وعدت مرارا بتمرير هذا القانون لكن المسألة بقيت عند الوعود.
وحول تفسيرها لعدم جدية وزارة الثقافة اليونانية في دعم السينما والحياة الثقافية أوضحت ليفانو أن الوزارة المذكورة ليست مقصدا نهائيا لأي سياسي يوناني، حيث تعتبر معبرا للوصول إلى وزارات أخرى أكثر أهمية وحساسية، مما يجعل أي سياسي يستلمها زاهدا في تحريك الأمور، منتظرا الساعة التي يخرج منها إلى وزارة أخرى.
وأوضحت أن وزارة الثقافة تمنح المركز اليوناني للسينما مبالغ سنوية ضخمة، لكن معظمها ينفق على المهرجانات الكبيرة مثل مهرجان سالونيك الدولي، بينما يذهب جزء ضئيل منها لصناعة الأفلام السينمائية والمساهمة فيها.
هذه الأسباب دفعت المجموعة التي تضم عددا كبيرا من السينمائيين اليونانيين إلى التكتل فيما بينها لتصنع مهرجانها الخاص في أثينا، والذي استمر أسبوعا كاملا، شمل عروض الأفلام والمناقشات مع الجمهور والمحاضرات الموازية، تضيف ليفانو.
ويضطر صانعو السينما اليونانيون للعمل في مجالات أخرى بعيدا عن التفرغ لصناعة الأفلام، وذلك بسبب الضغوطات الاقتصادية التي يعانون منها لغياب الدعم الحكومي والقوانين المساعدة لصناعة السينما كما تقول ليفانو، ويضطرون للتضحية بجزء من أموالهم أو المخاطرة بالاستدانة لإنجاز أفلامهم، مضيفة أن هذا الأمر يؤثر في كثير من الأحيان على نوعية الأفلام المنتجة في السينما اليونانية.
السينما والتقنيات الحديثة
وحسب ليفانو، فلا زال هناك اهتمام شعبي ملحوظ بدور السينما، حيث لا يزال الآلاف يدخلونها يوميا لمتابعة الأفلام اليونانية والأجنبية، وذلك رغم سهولة مشاهدة الأفلام من الوسائل البديلة مثل التلفاز والانترنت ونحوها.
واختتمت بالقول إن التقنيات الحديثة ساعدت في تخفيف نفقات الأعمال السينمائية خاصة الأفلام الوثائقية، لكن صناعة السينما تحتاج رغم ذلك إلى أموال كثيرة لاحتياجها إلى الكثير من الفنانين والتقنيين المحترفين مما يجعل من الضروري التفكير في دعم هذا القطاع بشكل أكثر جدية.