“ملصق وقضية” معرض ملصقات يجسد القضية الفلسطينية
نقولا طعمة – بيروت
يحتل الملصق مكانته بين مختلف الفنون التي تعج بيروت بها. وقد جمع مهتم ليحكي ويوثق روايات أحداث طويلة، وأبرزها الحدث الأكبر في العقود الستة الماضية قضية فلسطين.
وقد أقيم لهذه الغاية معرض فني بعنوان “ملصق وقضية”، في قصر الاونيسكو بمشاركة حشد من الفنانيين التشكيليين والمهتمين.
طغى على الأعمال رمزية مبسطة لا تبتعد عما أسسه ناجي العلي من أعمال فنية راقية، بسيطة ومعبّرة لدرجة أسرت معها مختلف القضية.
تضمن المعرض لوحات لعدد من الفنانيين التشكيليين الذين استقطبتهم قضية فلسطين والحقوق الطبيعية المشروعة لهذا الشعب، والذين عبروا عن تضامنهم مع هذه القضية ووقوفهم في موقع المواجهة متسلحين بفنهم وقدراتهم التعبيرية التي وضعوها في تصاميم لملصاقتهم مساهمة في دعم القضية الفلسطينية والتعريف بها محليا ودوليا.
ديما رعد مسؤولة المعارض في وزارة الثقافة ومنسقة “القدس عاصمة للثقافة العربية” قالت: “ان الملصق ومنذ زمن كما قال “المؤرخ غالو” سيبقى يتصدر الاماكن العامة والساحات في مختلف انحاء العالم، حاملا رسائل بصرية تهدف الى لفت نظر كل من يمر به ولو بشكل عابر، مروجا لافكار ومواقف سياسية او مناسبات، او مروجا لسلع معينة”، مشيرة الى “ان دور الملصق لا ينتهي عند زوال اسباب تصميمه ونشره بل يبقى كوثيقة تشهد على حقبة او مرحلة او قضية معينة”.
![]() |
ديما رعد منسقة المعرض |
وتحدثت عن المعرض الذي هو الرسوم الأساسية التي رسمها فنانون فلسطينيون قبل ظهورها بالطباعة. ولذلك فهي مجموعة نادرة ومهمة على هذا الأساس، ذلك أنه من السهل أن تجد البوستر، لكن ليس سهلا أن تجد الأساس، و تعرف تماما كيف شغل البوستر وبأي طريقة، والتقنيات التي اشتغلها الفنانون الفلسطينيون”.
أضافت: “في مرحلة ما، لم يكن هناك طباعة متطورة، لذلك اشتغلت البوسترات على اليد وتطورت وصارت بوسترات بألوان زيتية. وهناك من هذه اللوحات ما يعود لأعوام ال1970 و1980، وعندما رسم الفنانون هذه اللوحات وبعد طباعتها، احتفظوا بها، وهي لم تتجدد لأنها كانت محدودة الغاية، أي أنتكون بوستر ولس لوحة رغم التقارب الظاهري بينهما”.
أضافت: “عثرنا على اللوحات الثمانين لدى هاو يجمع الأشياء التراثية والأثرية والفنية المهددة بالانقراض وهو نعيم فرحات، كانت هذه اللوحات عنده، وقد جمعها من الفنانين. ونحن في وزارة الثقافة، وضعناها في كادراتها، وأقمنا لها الرعاية المطلوبة. ونعيم فرحات ركّز اهتمامه على الأشياء المتعلقة بالثورة الفلسطينية، وهو جمع اللوحات من الفنانين الذين يقيم جلهم خارج لبنان”.
وقالت بأنه “للفنانين معاناة كبيرة، فمثلا زهدي عدوي اعتقل ل18 سنة في سجن عسقلان الاسرائيلي، وكان يرسم على قماش المخدات وهو في السجن، وألّف منها مجموعة كبيرة. ونظرا لصغر حجمها، فهي تصلح لكاتالوغ قيّم”.
![]() |
من المعرض |
وأفادت بان مجموعته الحالية موضوع المعرض، فقد وضعها بعد خروجه من السجن، وتشكل توثيقا وتأريخا للحركة السياسية التي مرت بها القضية الفلسطينية من الانتفاضة إلى يوم الأرض، إلى مناسبات أخرى، جلها تختزن قوة لونيّة وفكرة مبتدعة لتصل الأفكار إلى الناس بطريقة صحيحة”.
يتضمن المعرض ملصقات ليوم الارض، وليوم المرأة ولمختلف المناسبات التي يحييها الفلسطينيون.
وهي للفنانين: غازي نعيم، حلمي التوني، علي فرزات، عوض عمايري محمود ابو صبح، سليمان منصور، زهدي عدوي، اديب خليل، محمد الكردي، وموفق عرايشي.
وقد استأثرت أعمال الفنانين غازي أبو نعيم وزهدي العابدي بغالبية اللوحات، حيث قاربت مجموعة أبو نعيم زهاء أربعين لوحة، وزهدي العدوي الذي شارك ب32 لوحة.