اختتام مهرجان برلين السينمائي
بين شعار البداية: “إن الاهتمام بالواقع قد طغى على الاهتمام بالخيال” وشعار النهاية: “حتى في زمن الشدائد، ثمة أشخاص طيبون” امتدت فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي على مدى عشرة أيام وفي فضاءات وعروض شتّى تمتع خلالها الجمهور بشتى أنواع الافلام والعروض.
وإذا كانت المهرجانات الأخرى تعد مناسبة لاستعراض آخر صيحات الموضة العالمية، يأتي بها الفنانون من كل أصقاع الدنيا، فإن مهرجان برلين السينمائي يمكن أن يعد مهرجان المعاطف الطويلة السوداء والحمراء لشدة البرد الذي تعرفه المدينة في هذا الوقت من السنة.
مهرجان برلين لهذا العام شهد مفاجآت عدة وهي مفاجآت اعتاد عليها الجمهور. المفاجأة الاولى هي مفاجأة الفيلم الفائز، فقد خطفت المخرجة البيروفية كلوديا ليوزا الانظار وأقنعت لجنة التحكيم بفيلمها “حليب الأسىla teta asustada ” ففازت بالجائزة الاولى دون كبير عناء. فرحة المخرجة كانت عارمة فهذه أول مشاركة لفيلم بيروفي في البرليناله وتتويجها بالدب الذهبي له اكثر من معنى.
![]() |
المخرجة البيروفية الفائزة بالدب الذهبي كلوديا ليوزا
يعالج الفيلم مشكلة واقعية تدور أحداثها زمن الحكم التعسفي بالبيرو. فبطلة الفيلم “فوستا”، هي بنت تولد عن اغتصاب تتعرض له أمها على يد الطغمة الغاشمة التي كانت وفتئذ تتصرف بمقاليد الحكم في البلد. لا تقتصر قصة هذه البنت على البطلة فحسب وإنما هي قصة كل النساء بل قصة كل البشر في كل بلد يُحكم بالحديد والنار. تلك هي رسالة الفيلم ومغزاه الأقصى.
![]() |
لقطة من الفيلم البيروفي الفائز “حليب الأسى” |
تتويج هذا الفيلم بالدب الذهبي هو التتويج الثاني على التوالي لأفلام أمريكا اللاتينية، إذ فاز المخرج البرازيلي خوسيه باديله José Padilh بالجائزة الأولى في الدورة الماضية لسنة 2008.
بقية الجوائز توزعت على النحو التالي:
الدب الفضي جائزة لجنة التحكيم: آل للفيلمين الألماني “كل الآخرين” Alle Anderen للمخرج مارن آد Maren Ade والفيلم الاوروغوياني “العملاق” Gigante للمخرج أدريان بينياز Adrián Biniez.
جائزة الدب الفضي: أحسن إخراج: كانت الجائزة من نصيب المخرج الإيراني أصغر فرهادي Asghar Farhadi عن فيلمه “كل التفاصيل عن إيلي”
|
أصغر فرهادييستلم الدب الفضي
جائزة أحسن ممثلة كانت من نصيب الممثلة النمساوية برجيت مينشميري عن دورها في القصة العاطفية “كل الآخرين” Birgit Minichmayr
![]() |
برجيت مينشميري
أما جائزة أحسن ممثل فقد آلت إلى الممثل المالي سوتيغيو كوياتي Sotigui Kouyate عن دوره في الفيلم “النهر اللندني” للمخرج الجزائري الفرنسي رشيد بوشارب.
![]() |
ستيغو كوياتي صحبة المخرج الجزائري رشيد بوشارب
جائزة الدب الفضي لأحسن تقنية وعمل فني: آلت لـ غابور إرديلي وتماس شسكيلي عن الفيلم “كاتلين فارغا”
جائزة الدب الفضي لأحسن سيناريو: نالها أورن موفرمان Oren Moverman وأليسندرو كامون Alessandro Camon عن فيلم “المبعوث” The Messenger للمخرج أورن موفرمان.
جائزة ألفراد بووا: Alfred-Bauer وتسند تخليداً لذكرى مؤسس المهرجان ولفيلم يفتح آفاقا جديدة للفن السينمائي. آلت هذه الجائزة إلى فيلم “العملاق”.
اما جائزة الجمهور: فقد آلت إلى الفيلم الأمريكي The Yes Men Fix The World.
ويعود تصميم الدب الذهبي إلى سنة 1965 وقد قامت بنحته النحاتة البرلينية رينيه سنتينيس Renée Sintenis ليكون شعاراً للفيلم ورمزاً للعاصمة الألمانية.
انتهى مهرجان برلين ولكن منه تبدأ حياة جديدة للافلام الفائزة وتبدأ معها الاستعدادات للدورة القادمة لمهرجان له طعمه الخاص. بعدها يعود أهل برلين إلى سالف دأبهم اليومي.