عمر أميرالاي: قريبا المعهد العربي للفيلم
عمر أميرالاي، اسم مؤسّس في السينما التسجيلية، ومعلم معروف في عالمها. الوثائقية تلتقيه هنا في بعد آخر من تجربته الغنية، باعتباره عضواً في الهيئة العليا للمعهد العربي للفيلم، الذي يتوقع أن يفتح أبوابه في بيروت العام القادم.
كيف جاءت فكرة المعهد العربي للفيلم؟
ولدت فكرة إحداث معهد عربي للفيلم بمبادرة من سينمائيين عرب شباب ناشطين في تجمعات محلية تعمل في المجال السمعي البصري في مصر ولبنان والأردن وفلسطين، وذلك في محاولة منهم لتنظيم ورشات عمل توفّر لمشاريع المشاركين فيها من السينمائيين العرب الشباب الإطار التدريبي الحرفي الذي يكفل تنفيذ أفلامهم بأفضل الشروط المهنية، وبتمويل تشارك فيه مؤسسات غربية تدعم عادة ورشات عمل تدريبية كهذه، ومحطات تلفزيونية غربية تساهم في إنتاج مثل هذا النوع من الأفلام.
ثم؟
وفي مرحلة لاحقة طلب أصحاب هذه المبادرة منّي الانضمام إلى مبادرتهم التي سرعان ما عملت بمساعدة زملاء سينمائيين مخضرمين آخرين على تحويلها إلى خطوة نحو تأسيس أكاديمية عليا للفيلم، تستجيب أكثر لحاجات المنطقة التي تفتقر إلى مثل هذا النوع من المؤسسات، وتلبي تطلع الرّاغبين من الشباب إلى التأهيل العلمي النظري والعملي في مجالي السينما والسمعي البصري.
في البداية كان من المفترض أن يكون مقرّ المعهد في القاهرة، لكن وبسبب سلسلة من التعقيدات الإجرائية الرسميّة قررنا نقله إلى عمّان بتشجيع من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام التي قدمت لنا كافة التسهيلات الضرورية. وقد أقمنا على مدار عامين دورتين تدريبيتين، مدّة كلّ منها خمسة أشهر، أنتجنا خلالهما 14 فيلماً تسجيلياً، تتراوح أطوالها بين 20 و 60 دقيقة، وقد لاقى الجيّد منها استقبالاً طيباً في مهرجانات دولية مثل دبي ولايبزغ، وسيشارك أحد هذه الأفلام في مسابقة مهرجان سينما الواقع في باريس في الدورة الحالية، كما أنّ قناةً إخبارية عربية بثّت أحد هذه الأفلام أيضاً.
لماذا توقف العمل بالمعهد في عمان وقررتم الانتقال إلى بيروت؟
إنّها رغبة الانتقال إلى السرعة الأعلى، بحيث تتحول هذه الخطوة التمهيدية والتجريبية الأولى إلى معهد أكاديميّ للتأهيل الاحترافي في مجال صناعة الفيلم باختصاصاته الستّة المعروفة: السيناريو، الإخراج، الإنتاج، التصوير، الصّوت والمونتاج.
وأين وصلت استعداداتكم للمرحلة الجديدة؟
نحن بصدد اختيار الموقع والمبنى الذي سيقام فيه المعهد في بيروت، كي يصار بعدها إلى تجهيزه بسائر ما يتطلبه معهد متخصّص كهذا من معدات وبلاتوه واستوديو صوت وصالة عرض وجناح لإقامة الطلبة المغتربين، أمّا مدة الدراسة فيه فهي عامان، يتحصّل المتخرّج عند انتهائهما على شهادة معترف بها.
ممّ سيتكون الكادر التدريسي؟
سنعمد بشكل أساسيّ إلى تفضيل الخبرات الاحترافية العربية في حال توفرها محليّاً أو مهجرياً، وإن استلزم الأمر سنستقدم حتماً اختصاصيّين أجانب، وبالتحديد دانماركيين من المعهد الملكي للسينما في كوبنهاغن.
ومن يكون مموّل هذا المشروع الطموح؟
المموّل الرئيس حتى الآن هو منظّمة “انترناشيونال ميديا سابورت”، وهي منظّمة دانماركية غير حكوميّة، أما الداعم الرئيس لمعهد بيروت فسيكون شركة دانماركية خاصة لها مصالح في لبنان.
وماذا عن الإدارة؟
للمعهد اليوم هيئة إدارية برئاسة الدانماركي “هينينغ كامره”، الذي هو مؤسّس المعهد الملكي للسينما في كوبنهاغن، ومدير المعهد البريطاني للفيلم لسنوات عدّة، وكذلك رئيس المركز الدانماركي للفيلم سابقاً.
هل من الممكن تلخيص الهدف من هذا المعهد مرة أخرى؟
الهدف هو إحداث معهد عال في المشرق العربي للتأهيل الاحترافي في مجال صناعة الفيلم التسجيلي والروائي بكافة اختصاصاتهما، بحيث يأتي هذا المعهد كرديف قويّ للمحاولات الجادّة السّاعية لجعل الفيلم العربي يعكس بشكل فنّي وإبداعي واقع الأفراد والمجتمعات من خلال إعادة النظر في العوامل والأسباب العميقة والمعيقة لتطورهما تاريخيّاً واجتماعيّاً.
متى سيبدأ المعهد عمله؟
نتطلع لأن يتم ذلك في نهاية العام الجاري، وقد يتأخر الأمر قليلا.
هل أنت متفائل بإمكانية الشروع الفعلي في المشروع؟
يقول المثل الشعبي: “لا تقول فول حتى يصير بالمكيول”!.