جائزة إسبانية تطمح إلى العالمية

الدورة 22 لجوائز غويا
مدريد: عزالدين الهيشو
في الأول من فبراير من كل عام تمنح أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية في إسبانيا جوائز غويا، وذلك بهدف مكافأة أفضل المهنيين والفنانين في كل تخصصات القطاع السينمائي، وتستمد هذه الجائزة اسمها من الرسام الشهير الإسباني فرنسيسكو غويا الذي عاش في القرن18، وكان أول حفل لتسليم جوائز غويا نظم سنة 1987 بمسرح لوب د فج بالعاصمة مدريد.
في حفل ضخم لم تغب عنه أجواء تشويق وترقب، أعلن عن أسماء الفائزين بجائزة غويا في نسختها 22 التي تمنحها أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية بإسبانيا. عكس كل الأعوام الماضية حظي حفل توزيع جوائز غويا لهذه السنة بتتبع ضعيف من قبل الإسبان بسبب انشغالهم بالأزمة الاقتصادية لكن محبي الفن السابع لم يفوتوا فرصة حضور المهرجان لمعرفة المتوجين، لقد كانت المنافسة قوية بين الأفلام المرشحة بسبب تقارب المستوى الفني لهذه الأعمال، وقد حققت الأفلام المرشحة أعلى الإيرادات في اسبانيا.
كانت مفاجأة المهرجان حصول الفيلم الإسباني ” الطريق” للمخرج خافيير فسر على 6 جوائز من أصل 27 جائزة، أفضل فيلم، أفضل إخراج، أفضل سيناريو، أفضل دور رجالي، أفضل دور نسائي، أفضل دور رجالي ثانوي.
وقد قدم خافيير فسر فيلمه في قالب درامي، يحكي قصة طفلة مريضة فقد الأطباء الأمل في شفائها فتلجأ إلى الجانب الروحي عسى أن تجد دواء لمرضها.. الفيلم يقدم نقداً للمجتمعات الأوروبية وخصوصا المجتمع الإسباني وانزياحه نحو المادية إذ يسعى المخرج لتشخيص المظهر الاجتماعي الذي يعاني منه المجتمع الأوروبي في عصرنا الراهن بسبب اهتمامه بالمظاهر المادية وإقصائه للجانب الروحي في سلوكياته اليومية. وقد صرح المخرج خلال تسلمه الجائزة: “أريد من خلال هذا الفيلم أن أرفع من قيمة جانب قد همشناه في مجتمعاتنا المعاصرة، ألا وهو الجانب الروحي”.
وقد سجل هذا العام مشاركة قوية للسينما الأوروبية وأمريكا اللاتينية، فيما يلاحظ الغياب الدائم للسينما العربية عن الترشح لهذه الجائزة ، وقد خصصت جائزة لأفضل فيلم أوروبي وكانت من نصيب “4 أشهر و3 أسابيع ويومان” لمخرجه الروماني: كريستيان مونغيو، الذي يعالج قصة طالبتين تعيشان في غرفة واحدة في بلدة صغيرة في رومانيا خلال السنوات الأخيرة من الشيوعية، فيما تكتشف إحداهما أنها حامل والإجهاض غير قانوني ولم يبق لها سوى 4 أشهر و3 أسابيع ويومين لإيجاد حل لحملها، أما جائزة أفضل فيلم أجنبي ناطق باللغة الإسبانية فعادت لفيلم “الحياة الجيدة” لمخرجه التشيلي أندرس ود، فيما عادت جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة لـ” الوشق الضائع ” للمخرجين مانويل سيسيليا ورول غارسيا.
وكان حضور الفيلم الوثائقي قويا في هذه الدورة نظراً للعدد الكبير من الأعمال المرشحة من طرف النقاد للحصول على جائزة أفضل فيلم وثائقي والتي عادت لـ” بوخارست الذاكرة الضائعة ” للمخرج الإسباني من أصل روماني ألبرتو سول، ويتطرق الفيلم “لحياة صحفي من أصول بلغارية ولد في المنفى يرحل إلى بوخارست في رحلة بحث عن أصوله البلغارية”.
المواضيع العامة التي حاولت الأفلام المتوجة معالجتها تتراوح بين موضوعي البحث عن الذات والهوية ومدى تأثير المحيط الاجتماعي على الفرد وطريقة تفكيره، وكان الأسلوب الواقعي في تناول هذه المواضيع جلياً في التقنيات الفنية الموظفة في الأفلام المشاركة.
وفي ختام حفل تسليم جوائز غويا أكد مدير أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية أنخل غونزالس أن الأكاديمية لها هدف واحد تسعى إلى تحقيقه من خلال جوائز غويا، هو النهوض بالأعمال السينمائية الإسبانية والناطقة باللغة الإسبانية والرقي بها، وكشف غونزالس أن الأكاديمية تسعى إلى إعطاء الجائزة بعداً دولياً من خلال توسيع أفق الأفلام المشاركة وعدم حصرها في الدول الأوروبية ودول أمريكا اللاتينية.

أفضل فيلم: الطريق

المخرج: خافيير فسر

جنسية الفيلم: إسبانيا

حاز 6  من جوائز المهرجان

أفضل فيلم وثائقي: بوخارست الذاكرة الضائعة

المخرج: ألبرتو سول

جنسية الفيلم: إسبانيا

 ( صورة غير متوفرة )

أفضل فيلم أجنبي باللغة الإسبانية: الحياة الجيدة

المخرج: أندرس ود

 جنسية الفيلم: تشيلي

أفضل فيلم أوروبي: أربعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومان

المخرج: كريستيان مونغيو

جنسية الفيلم: رومانيا

الوشق الضائع :(animation) أفضل فيلم

المخرج: مانويل سيسليا  ورول غرسيا

جنسية الفيلم: إسبانيا


إعلان