جاد: الوثائقي هو الأمل الوحيد

سعيا من الموقع لإثراء النقاشات والحوارات الفكرية حول الفيلم الوثائقي خاصة، ومفهوم التوثيق عموما، لاسيما توثيق التراثا، ارتأينا أن نستضيف الدكتور مصطفي جاد أستاذ تقنيات حفظ الفلكلور بأكاديمية الفنون بالقاهرة ليتحدث من صميم اختصاصه عن دور الفيلم الوثائقي في المحافظة على تراثا الشعوب.

د.مصطفى جاد

الدكتورمصطفى جاد أستاذ أرحبّ بك في بداية هذا الحوار حول السينما الوثائقية ودورها في تنمية المجتمع والفكر الانساني.
أهلا بك
د.مصطفى : ما هي رؤيتك للفيلم الوثائقي في مجال التراث الشعبي ؟
الفيلم الوثائقي في مجال التراث الشعبي يعد من أهم التقنيات الموجودة في الوقت الحالي لحفظ هويتنا العربية، لأننا في الماضي كنا نوثق تراثنا الشعبي بشكل مدون أو صوتي أو مرئي بشكل غير محترف.. أما الآن فإن الفيلم الوثائقي في مجال التراث هو الأمل الوحيد للحفاظ على هويتنا في الوقت الحالي ضد عوامل السلب والنهب المعروفة التي تُروج لها الآن فيما يعرف بالعولمة وخلافه. فنحن إذا أردنا أن نوثق عاداتنا وتقاليدنا الشعبية في مصر مثلاً، أو عادات الطعام أو الزواج في الخليج، أو فلكلور الصيد في الوطن العربي.. فإن الفيلم الوثائقي هو الوعاء الأمثل لذلك.

ما هي مجالات التراث الشعبي ؟
هذا سؤال مهم لأن فكرة التراث الشعبي بشكل عام تروج في وسائل الإعلام عندنا على انها مرتبطة بنوع واحد وهو الرقص الشعبي ، على حين أن الرقص الشعبي هو واحد من مئات الموضوعات في التراث. فنحن لدينا في التراث الشعبي فرع كبير جداً بما يعرف بالعادات والتقاليد الشعبية ويتفرع عنه عشرات من الموضوعات مثل: عادات الميلاد، والزواج، والوفاة، والاحتفالات الشعبية وكل فرع من هذه الفروع يتفرع عنها عشرات الموضوعات الأخرى. على سبيل المثال فإن عادات الزواج يتفرع عنها: قراءة الفاتحة، والخطبة، وكتب الكتاب، واختيار العروس، والزفاف، والدخلة. ثم المعتقدات الشعبية وهذا نوع آخر يتفرع عنها: المعتقدات الخاصة بالطب الشعبي، والمعارف الخاصة بالاولياء، والأحلام، والمعتقدات الخاصة بالكائنات الطبيعية، والسحر. وهناك موضوع الأدب الشعبي بما يشمله من: حكايات شعبية، وقصص، ومواويل، وسير شعبية، ويتفرع أيضاً عن كل منها عشرات المواضيع. ثم تأتي بعد ذلك الفنون الشعبية، وفنون الأداء الشعبي، مثل: المسرح الشعبي، والموسيقا الشعبية، والرقص الشعبي، وهو فرع صغير من هذه الفروع. ثم تأتي الثقافة المادية وفنون التشكيل الشعبي وهنا ندرس: الحلي، والأزياء .. لاحظي أنني أردد لك عناوين صغيرة فقط ولو خضنا في التفاصيل سنحتاج مئات الساعات .
أيضا لدينا مايعرف بمكنز الفلكلور وهو يرصد التراث الشعبي في 8 آلاف موضوع كلها بحاجة فى الوقت الراهن إلى توثيق وتكشيف وحفظ .

ما مدى إقبال الناس على مشاهدة الفيلم الوثائقي في مجال التراث في مصر خصوصا؟
ـ من المعروف الآن فى كلاسيكيات السينما أن الفيلم الوثائقي يبقى أقل حظاً من الفيلم الروائي. ولكن الآن هناك كثرة في إخراج الفيلم الوثائقي، فالكاميرات الحديثة واختيار الموضوعات بدأ يجذب الناس لرؤية مثل هذه الموضوعات وخصوصاً أن الزمن مهم.. فمثلا بدأ الآن إنتاج نوع من الأفلام مدتها دقائق قليلة نستطيع من خلالها أن نحصل على كثير من المعلومات. كما انتشرت الآن ثقافة رؤية الأفلام , ولاحظي أن الفيلم يمكن أن يكون بمثابة قراءة عدة كتب فأصبح هو الوسيلة، ومن ثم فالإقبال عليه بدأ يتزايد مع تطور الوسائل وحداثتها. على سبيل المثال فإن الانترنت نستطيع أن نختار منه مئات الأفلام والإقبال عليه أكثر من الإقبال على التلفاز فالاخير لم يعد الوسيط الوحيد للرؤية وهذه كلها عوامل تؤثر على زيادة الاقبال على الفيلم الوثائقي.

حسنا دكتور جاد ما هو الفرق في رأيك بين الفيلم الوثائقي والفيلم الروائي؟
هذا حدده الباحثون والدارسون والمتخصصون في السينما .الفيلم الروائي فيه قصة حيوية يدخل فيها الإبداع والخيال، لكن الفيلم الوثائقي يدخل فيما يسمى أحيانا بالفيلم الواقعي أو سينما الحقيقة ,هذا طبعا يختلف عن السينما الواقعية في الفن. لكن لو تأملنا سؤالك سنجد أن هناك فرق، لكن هناك علاقة أيضاً , مثلاً.. يمكنني تأليف رواية فيها قصة وخيال واثنان أحب أحدهما الأخر في مأساة أو تراجيديا…إلخ. أضع فيها بداية ونهاية وتنتهي القصة. وفى النهاية هو فيلم أخرج منه بحالة فنية .
أما الفيلم الوثائقي فهو مرتبط حرفياً بما يحدث الآن. فشكل الشوارع غير قابل للديكور، أي أن الوثائقي لا ينفع فيه التمثيل، أما الروائي ففيه بعض التوثيق أحيانا .
فالأفلام الروائية القديمة تحديدا هي بمثابة الوثائق أو التوثيق لبعض أشكال العمارة أو الشوارع أو الأزياء التي قد لانستطيع أن نعثر عليها إلا من خلال الفيلم الروائي، فمثلاً هناك الأفلام القديمة لنجيب الريحاني أو محمد عبد الوهاب ..الخ ,هذه الأفلام الروائية تنقل لنا توثيقاً لأشكال الزى والعمارة وحلي المرأة. ففي عصرنا هذا من الصعب أن ترى امرأة تلبس فستاناً فهذا أمر نادر.. والفيلم الروائي القديم يكشف لنا – على سبيل المثال – عن أشكال الفساتين والتسريحات التي كانت مختلفة تماماً عما هي عليه الان .
لكن الفيلم الوثائقي يصنع من أجل توثيق ما نحن عليه الآن .

نعم,برأيك د.مصطفى جاد هل تفوق الفيلم الوثائقي على الروائي أم العكس؟
 من أي ناحية؟

من ناحية مالذي يضيفه للواقع؟
طبعا الفيلم الوثائقي هو الواقعية ذاتها وحتى الفيلم الروائي كثيرا مايستعين بالأفلام الوثائقية كمشاهد الحرب مثلا، ومشاهد الرؤساء، فأحيانا يأتي عنصر وثائقي داخل الفيلم الروائي كمشهد جمال عبد الناصر وهو يخطب، فهذا جزء وثائقي يدخل في فيلم روائي.
كذلك في مظاهرة من المظاهرات التي حدثت في غزة يمكننا أن نأخذ منها كتناص سينمائي مابين الوثائقي والروائي والروائي والوثائقي .والامور في هذا الوقت أصبحت تكاملية، فنحن فى عصر تكاملية الفنون، ولا يصح أن نفصل بين الفنون لأنها متصلة ببعضها البعض فى ظل ثورة المعلومات.
ولكن ألا تجد أن الفيلم الوثائقي يعاني من التهميش.. إن كان في مصر أو العالم العربي بشكل خاص؟
لا, الآن لا أظن أبدا أنه يعاني من التهميش فإقبال الناس على نشرات الاخبار والتقارير الإخبارية التي تأتي بها القنوات الفضائية سنجد نسبة المشاهدة فيها عالية جداً، وهذه التقارير فى حد ذاتها هي أفلام وثائقية فجزء منها توثيقي لكن الناس تقبل عليه إقبالا غير عادي.
البرامج التي تحمل أفلاما وثائقية عن فترة من الفترات تجدين أن نسبة المشاهدة فيها عالية.لكن ما أريد قوله هو وضعها في سياق حديث، فقديما كان الفيلم الوثائقي يعرض لوحده دون أن يدخل في سياق معين برامجي أو خلافه، فتكون المشاهدة فيه أقل، كما أن التصوير كان أقل جودة. أما في وقتنا هذا سنلاحظ جودة التصوير والسرعة والحركة بما يجعل الإقبال عليه كثيفاً. وأنا شخصياً كباحث ومتخصص اعتبر الفيلم الوثائقي مثلا بمثابة بحث متقدم، فأنا أجلس أمام بحث علمي يشترك فيه مجموعة متخصصة في التصوير والمونتاج، وأنا جالس مستريح جداً أمام الشاشة أرى كل شيء كأنني قرأت كتاباً من عشر مجلدات عن هذا الموضوع.
ولو كنت قرأته ماكنت لأفهمه كما أرى بالفيلم الوثائقي. فقد أحدث الفيلم الوثائقي تأثيراً غير عادي بالبحث العلمي ,اعني أنه قديماً كان الباحثون يذهبون للأماكن الخاصة بأبحاثهم من أجل كتابة تقارير مخطوطة باليد فيصفون الناس والطقوس التي يعيشون فيها لأجل أن يكتبوا عنها بحثا وثائقياً، أما الفيلم الوثائقي فهو الآن يختزل آلاف الصفحات التي قد لاتعطي الصورة الحقيقية .

انت ذكرت أن الفيلم الوثائقي لا تعتقد انه يعاني من تهميش لكن لو قارنا بين الفيلم الوثائقي عند العرب وعند الغرب فما هي الفروق؟
في الغرب مشاهدة الفيلم الوثائقي من أعلى الأنواع مشاهدة، بعكس الفيلم الروائي فهو يمكن ان يكون في الدرجة الثانية من حيث الإقبال والمشاهدة. في الغرب يقومون بشيء هام جدا ,فأنا من خلال تجربتي في فرنسا عندما كنت أقوم بعمل الدكتوراه نهاية التسعينات وحتى مؤخرا عندما كنت في مهمة علمية في باريس العام الماضي كان هناك إنتاج أسبوعي لفيلم وثائقي مدته ثلاث دقائق عن أحد عناصر التراث الشعبي في التلفزيون وله ساعة محددة يعرض بها. ولفت انتبهي إلى انه يوجه للجمهور العام – غير الفيلم وثائقي الذى يوجه للجمهور الخاص – فيكون شديد التشويق سريع الحركة والمشاهدة غني بالمعلومات، البطء فيه غير موجود، والتكنولوجيا البصرية كعلم حاضرة. وعامة تعرض المادة بشكل مثير ومشوق، وهذا ما يجعل فيه نو ع من التفوق في المشاهدة و الامكانيات. ونحن كعرب بدأنا الان نقترب من المستوى الغربي.

ما الحلول التي تجعل الفيلم الوثائقي عند العرب يماثل الوثائقي عند الغرب اي بنفس الكفاءة؟
ـ اولا أن يكون اختيار الموضوع مرتبط بالناس، أي لا نختار موضوع على هوى المخرج أو المؤلف، بل ننزل إلى الناس ونرى احتياجاتهم اذا كان الموضوع مرتبط بالناس. على سبيل المثال نرى بعض الأفلام عن طريقة عمل أطباق الطعام في بعض المناطق الشعبية في فرنسا مثلاً، أو بعض الأدوات الموسيقية.. هي أمور مرتبطة بكل بيت، كما يمكن تعلم بعض هذه الفنون من هذه الأفلام. مثلاً لو قمنا بعمل سلسلة أفلام وثائقية مدتها ثلاث دقائق ـوهذا اقتراح أوجهه لقناة الجزيرة الوثائقيةـ عن الأكلات الشعبية على المستوى العربي ,اي طريقة عملها كالكبسة والهريسة والحريرة وغيرها، ونختار الأكلات التي تمثل هويتنا ونشرح مكوناتها وكيفية عملها، سنجد كل العرب مقبلون علي مثل هذه الأفلام.
ثانيا الزمن لايصح الآن أن يكون زمن الفيلم طويلاً ,بما يعطى مساحة للمشاهد أن يبدل القناة فهناك مئات القنوات ,أيضا الإعلانات الطويلة.. فالفيلم الوثائقي لا يجوز قطعه بإعلانات أبداً، قد يمكن ذلك قبله أو بعده أما أثناءه فلا يجوز، لان المشاهد العربي الان عندما يقطع له البرنامج بإعلان سيغير القناة وينسى ماكان يشاهده.

د.مصطفى ماذا يضيف الفيلم الوثائقي للحاضر باعتباره فيلما تأريخيا؟
ـ يضيف كثيرا طبعاً ,فقديما نحن لا نعرف كيف كان يسير الناس في الشوراع في بداية القرن 19 أو حتى أواخره أو بداية القرن 20. أما الآن فالفيلم الوثائقي يسجل كل حركة يقوم بها البشر في كل تفاصيل الأمور، فهو الآن يعرفنا من نحن ويوثق لنا تاريخنا بجدية دون أي اختلافات في وجهات النظر، إذ أن وجهات النظر هنا غير موجودة لان الوثائقي هو فيلم محايد. وما نلاحظه الآن أن الفيلم الوثائقي قد يكشف لنا مناورات سياسية، وجرائم حرب، وجرائم فساد ,أريد أن أخبرك بشيء شديد الأهمية وهو أن الفيلم الوثائقي مرتبط بالناس ـ ولو انك اخرجتيني عن موضوع التراث ولكني مضطر ـ
فكل مصري وعربي الآن يقوم بممارسة التوثيق فبواسطة كاميرات الجوال الصغيرة يصورون حادثة ما في الشارع ويرسلونها الى وكالة انباء أو قناة أخبار أو موقع. وهم بذلك وثقوا الحادثة رغم ان كاميرا الجوال هي أضعف وسائل. التصوير ولكن عندما يشرع أحدهم ليصور شيئاً ما، فكأنه أطلق رصاصة لان كل الدنيا ستراها.

ماهي المؤسسات التي تنتج الافلام الوثائقية في مجال التراث؟
هناك مؤسسات كثيرة تكون الأفلام التراثية جزء رئيسياً من وظيفتها، ففي مصر مثلاً المركز القومي للسينما في القاهرة وهو من أعرق وأهم المراكز التي تنتج مئات الأفلام الوثائقية وفيها مجموعة خاصة بالتراث والحرف والعادات والتقاليد شديدة الاهمية .
وهناك مؤسسة اخرى كمؤسسة توثيق التراث الحضاري والطبيعي بمكتبة الإسكندرية، فهناك مثلا يقومون الان بعمل مجموعة من الأفلام مدتها دقيقتان فقط عن موضوع معين، مثلاً ننتج فيلم على رائد التراث الشعبي الدكتور عبد الحميد يونس وهو مؤسس التراث الشعبي في المنطقة العربية. وهذه أفلام تتسم بالتركيز الشديد، وهى ليست طويلة فهي دقيقتين فقط وحافلة بالسرعة والحركة والجودة وهذا مايحتاجه المشاهد العام.

ماهو مدى التعاون والتبادل الثقافي في مجال الأفلام الوثائقية بين مصر والعالم العربي أيضا سؤالي يشمل التراث؟
على المستوى العربي أنا شاركت في الكثير من مؤتمرات التوثيق مثل سوريا والمغرب وتونس والجزائر ودول الخليج..القضية لأساسية الآن هي كيف ننتج قاعدة معلومات خاصة بتراثنا المرئي المصور الذي يشمل عاداتنا وتقاليدنا وثقافاتنا وفنوننا التشكيلية وفنون الحركة..الخ
الآن نحن نقوم بعمل رصد لتراثنا على المستوى العربي بتوثيق جزئيات هذا التراث ويشمل آلاف الموضوعات .. يشمل التوثيق للأفلام الخاصة بهذا التراث والنماذج المصورة منه .
ان التراث المصور والفوتوغرافى والتراث الصوتي والمدون هذه المجالات الأربعة فيما يعرف بالمالتيميديا أو الوسائط المتعددة ننشىء لها الآن قاعدة معلومات تراثية متخصصة على المستوى العربي، وهذا هو الأمل الوحيد الذي يجعلنا نعرف بعضنا البعض فنحن إلى الآن لا يعرف بعضنا البعض، وهذا المشروع الذي نحن بصدده الآن نقوم بإعداده، وسيرى النور قريبا ان شاء الله في إطار مكتبة الإسكندرية بمركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي وبالتعاون مع المؤسسات المعنية. كما قمنا بعقد الاجتماع الاخير في القاهرة تحت عنوان “ذاكرة العالم العربي” وسوف يكون الاجتماع القادم في بيروت ثم الدوحة وكل فترة في منطقة عربية .

د.مصطفى هل تود توجيه كلمة للمخرجين الناشئين بخصوص الأفلام الوثائقية والتراثية؟
أول شيء وأهم شيء بالنسبة لشبابنا الجديد أن يكون حيادياً في تصوير الفيلم الوثائقي فوجهة النظر هنا تضر تماماً بالفيلم الوثائقي لانه يحتاج الحياد التام. وحذاري من أن تؤثر عمليات المونتاج على واقعية التصوير ومصداقيته لأنه من أكثر الأشياء أو الانتقادات التي توجه للفيلم الوثائقي، فقد تضاف ثوان قليلة للحقيقة وقد تخفي ثوان قليلة حقيقة أخرى. فأرجو أن يكون التصوير محايداً وأن يكون المونتاج على درجة عالية من الوعي. هذه هى أهم النقاط للمخرجين الشباب، وارى ان الجيل الحالي من أنبل الاجيال الموجودة لانه اصبح لهم دور رائع جدا في الابتكار والنشاط العالي، ولديهم فكرة وروح الفريق. وأظن أن شبابنا الحالي على المستوى العربي قد وصل لمرحلة جيدة وكل جيل جديد يولد سيؤرخ لمرحلة جديدة وتكنولوجيا أعلى من السابق. فكل سنة هناك تقدم وتطور عن سابقتها وهذا طبعا يحتاج لتكنولوجيا وعقول متفتحة واعية حتى نتخطى مافوق الطبيعي في فن التصوير والتكنولوجيا المرئية.


إعلان