فيلم وثائقي عن القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية
ووزارة الثقافة تدعو الجهات المهتمة بتمويل مشاريع أخرى
تونس- كمال الرياحي
تعكف جهات انتاجية تونسية على إنتاج فيلم وثائقي بعنوان “الطريق إلى القيروان” استعدادا لاحتفالات القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية. وأسندت كتابة السيناريو د. صلاح الدين بوجاه الروائي المعروف ورئيس اتحاد الكتّاب سابقا وعضو البرلمان التونسي الحالي .وبمساهمة من الشاعر القيرواني محمد الغزي.
![]() |
صلاح الدين بوجاه
وقد توجه موقع الجزيرة الوثائقية بالسؤال إلى الكاتب عن تفاصيل هذا المشروع فأفادنا له أنه عمل سينمائي وثائقي يتوق إلى استحضار الرؤية الحضارية العميقة التي من خلالها ازدهرت القيروان منذ العصور الإسلامية الأولى،والتي انبنت على الوسطية والاعتدال.
ويُركّز في كثير من السمات المعمارية والاجتماعية التي برزت من خلال معالجة الوجود والموجود،منها خاصة وضعية المرأة القيروانية التي غدت رمزا وطنيا في البلاد التونسية بفضل “الصداق القيرواني” الذي يُشترط فيه على على الزوج أن يكون الزواج من ثانية مرتبطا بموافقة الأولى.
وصرّح لنا بوجاه أن السيناريو يقترح سبيلين لدخول المدينة: الأولى تنطلق من بركة الأغالبة،ومقام أبي زمعة البلوي/ثم سيدي عمرعبادة،وبئر رُوطته،وسيدي عبيد الغرياني،لتتوقف في منتهاها لدي جامع عقبة بن نافع الذي يُعد أصل المساجد في المغرب.والثانية تستعيد “بيت الحكمة” القديم من خلال الشارع الذي يحمل اسمه،إضافة إلى مقابر المدينة،ومركز الدراسات السلامية،والغاية من هذا كُله…استعادة القديم على ضوء الجديد في مكان يستحضر حضارة الاسلام ويتوق إلى المستقبل،في مجالات الفنون والآداب والعلوم”
وزارة الثقافة لا علم لها بالطريق إلى القيروان
وفي الندوة الصحفية التي عقدها وزير الثقافة التونسي “عبد الرؤوف الباسطي”يوم 28 فيفري 2009 وجّهنا له سؤالا بخصوص هذا الفيلم الوثائقي وعن مساهمة وزارة الثقافة في إنتاجه من عدمه فقال أن الوزارة إلى الآن لم تحسم أمرها في أي مشروع فيلمي وأن مشاريع كثيرة مقترحة عليها وهي لم تقرّر قرارا بشّأنها وأن وزارة لا يمكن أن تساهم وتموّل جميع المشاريع ونحن نبحث عن جهات أخرى معنية بهذا الإنتاج السينمائي الوثائقي للمساهمة في تمويل هذه المشاريع . ويؤكّد وزيرة الثقافة لمراسل موقع الجزيرة الوثائقية أنه لم يقع تكليف أن جهة رسميا بإنتاج فيلم وثائقي حول القيروان بمناسبة “القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية”.كل ما هناك مشاريع نحن بصدد دراستها سيقع البت فيها قريبا”
وجدير بالذكر أن التظاهرة ستشهد الكثير من العروض الفرجوية والثقافية وسيقع الافتتاح يوم 8 مارس 2009 والذي سينطلق بعرض “القيروان الخالدة” قريبا من ساحة الجامع الكبير “مصلى عقبة” وهو عرض يستحضر التراث القيرواني وتاريخ مدينة القيروان ومساهمتها الحضارية ويدوم العرض ستّين دقيقة وينتمي إلى العروض من فئة صوت وصورة إذ يعتمد الرواية بالصوت والصورة والأضواء بمصاحبة موسيقى مؤلفة خصيصا للعرض وفكرة هذا العمل لمراد الصقلي والسيناريو والتعليق لعلي اللواتي والإخراج لإلياس بكّار.
وأكد لنا الوزير أن الافتتاح سيقع نقله مباشرة من قبل العديد من تلفزات العالم وسترسل أقراص مسجلة للبرنامج والتظاهرة إلى تلفزيونات أخرى.
وستشهد التظاهرة التي ستمتد إلى موفى شهر ديسمبر 2009 العديد من العروض المسرحية السينمائية والمعارض التشكيلية .إلى جانب عدد من الندوات الفكرية والأمسيات الشعرية وإصدار العديد من المؤلفات بالتعاون مع المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون”بيت الحكمة”.