24 فيلما وثائقيا.. خلاصة يوم في عمّان

 
 حاكى أربعة وعشرون من صناع الأفلام الأردنيين الشباب، قدم كل منهم فيلماً وثائقياً قصيراً لا تتجاوز مدته الدقيقة الواحدة، جوانب عديدة من تفاصيل الحياة اليومية السائدة في العاصمة الأردنية عمّان.

جاءت هذه الفكرة ضمن انخراط أولئك الشباب في مشروع تدريبي على صناعة الأفلام الوثائقية تحت إشراف مؤسسة الدقيقة الواحدة الدنماركية للأفلام الوثائقية، وبالتعاون مع الهيئة الملكية الأردنية للأفلام وصالة “مكان” وأمانة عمان الكبرى وشركة “الرواد” للصوتيات والمرئيات.
 
تناولت الأفلام موضوعاً ثابتاً ومحدداً يتعلق بحراك مدينة عمان طوال يوم كامل (24) ساعة، جرى التعبير عنها في رؤية وثائقية تعاين المكان ومستمدة من إيقاعات يومية في العديد من تضاريسها وسلوكيات قاطنيها، تغطي سائر مناطق العاصمة عمان في اندفاعها اليومي داخل تفاصيل الواقع ومفرداته.

بدت في سلسلة الأفلام الوثائقية المنجزة، تلك الشوارع والبيوتات والباحات والساحات والأدراج والأزقة والجدران والمآذن والكنائس وجبال ووديان بأنماطها المعمارية، بالإضافة إلى زحام الأسواق القديمة بالباعة المتجولين وسيارات الأجرة، في تركيز على مناطق محددة لجبل اللويبدة وجبل عمان وعبدون والأشرفية ووسط البلد، داخل منظومة من الرؤى شديدة الصلة برغبة التوثيق لجماليات البيئة البسيطة لواقع الحياة اليومية، وهي تنهل من تفاصيل الحراك الإنساني لمدينة مثل عمان بأسلوبية كاميرا الفيديو الرقمية كوسيلة تعبير عما يحيط بأفرادها من أحلام وتطلعات.

اتسمت الأعمال المشاركة بالالتزام في مواضيع تبدو ظاهرة للعيان في فضاءات المدينة، جرت معالجتها في مفردات الفيلم الوثائقي التقليدي الخالي من تلك الإلماعات الذكية في الغوص بروح المكان أو الإفاضة في حاجات الناس المتباينة في رحلتهم اليومية داخل المدينة، وما قد تمنحه لهم من ألوان وأشكال في التنوع والحضور لدى اقترابهم من موروث وذاكرة المدينة.

لقد ظلت الأفلام الأربعة والعشرون تتزاحم على أمكنة بعينها دون غيرها من المدينة الآخذة في التوسع، دون أن يتكلف صانعوها عناء البحث والجدية في تناول أصالة وإشارات ودلالات جمالية تثري العناصر الوثائقية في أفلامهم، سواء في تضمينها بمعايشة حقيقية تمسك على فضاء المكان أو امتلاكها لعواطف وأحاسيس الناس العاديين، ويرجع ذلك إلى محدودية الميزانية المخصصة للمشروع، وأيضا الوقت الضيق الذي اشتغل عليه صناع تلك الأفلام، دون أن نغفل بالطبع أن الكثير من المواهب التي عملت على هذه الأفلام القصيرة هي في لقائها الأول مع الكاميرا، وبالتالي افتقد البعض منهم ذلك الإحساس والشغف الجمالي والفكري بتلك الرؤى البصرية النابضة التي ينهض عليها الفيلم الوثائقي.

 كان يمكن للعمل الجماعي أن يصل إلى مبتغاه، لو أن المشرفين على الموضوع انخرطوا في مدينة كبيرة مثل عمان باهتمام أكثر، أو عملوا بذائقة المبدع على اكتشاف صنوف من سريان الحياة لنهار وليل في مناخ وحراك يسود عوالم المدينة الكبيرة في أفقها الرحب.

يشار إلى أن الجهات المنظمة لهذا المشروع الوثائقي، ستقوم بعرض هذه الأفلام مجتمعة في مسابقة كبرى لأفضل رؤية وانجاز فني لمدينة معاصرة، ضمن مهرجان خاص في مدينة شانغهاي بالصين، إلى جوار عشرات الأفلام الوثائقية الشبيهة التي أنجزت عن مدن عربية وعالمية.


إعلان