“شاشات الواقع” في بيروت
الوثائقي انعكاسٌ سينمائي للحياة والناس
بيروت، من نديم جرجوره
![]() |
من فيلم لأننا ولدنا |
تُنظّم “البعثة الثقافية الفرنسية في لبنان”، حالياً، الدورة الخامسة للتظاهرة السينمائية “شاشات الواقع”، بالتعاون مع إدارة سينما “متروبوليس”. وهو التعاون الثاني بين البعثة وإدارة هذه الصالة المعروفة بكونها “صالة فن وتجربة”. وإذا خُصِّص الافتتاح (في الأول من أبريل الجاري) بسيرة ذاتية صوّرتها المخرجة الفرنسية أنياس فاردا بعنوان “شواطئ أنياس” (فرنسا، 2008)؛ فإن الختام (في العاشر من الشهر الحالي) معقودٌ على سيرة جماعية، وقّعها المخرج الجزائري مالك بن اسماعيل بعنوان “ولو في الصين” (فرنسا/ الجزائر، 2008)، تناول فيها تفاصيل العيش اليومي في إحدى قرى منطقة “أوراس”، عُرفت بأنها “مهد الثورة الجزائرية”.
بين هذين الافتتاح والختام، يتابع المهتمّون بصناعة الأفلام الوثائقية عدداً من العناوين اللافتة للانتباه، شكلاً ومضموناً، كـ”المخيّلة في السلطة” (فرنسا، 2007) للفرنسي كريستيان روو، عن أحد أكثر الاضرابات إثارة للجدل في فرنسا، في مرحلة ما بعد أيار 1968، من خلال لقاءات مع عشرة عمّال اشتغلوا في مصنع “ليب” للساعات، شاركوا في هذا الإضراب؛ و”لأننا ولدنا” (فرنسا/ البرازيل، 2008) لجان بيار دوري وأندريا سانتانا، الذي رسم ملامح حالة واقعية في البرازيل، من خلال الثنائي كوكادا (13 عاماً) ونيغو (14 عاماً)، المقيمين في محطّة ترانزيت، وسط أرض محترقة تخترقها طريق من دون نهاية، والراغبين في الانتقال إلى ساو باولو، أو إلى أي مكان آخر؛ و”راشيل” (فرنسا/ بلجيكا، 2008) لسيمون بيتون، وهو تحقيق سينمائي مشغول بحرفية واضحة، عن مقتل الناشطة الأميركية راشيل كوري (22 عاماً)، أثناء تصدّيها لجرّافة عسكرية إسرائيلية كانت تهدم منازل فلسطينيين في رفح، في آذار 2003. هناك أيضاً: “بروفيل ريفي: اليوميّ” (فرنسا، 2005) لريمون دوباردون، الذي توغّل في عالم الريف والزراعة الفرنسيين، في لوزار وآرديش وهوت – لوار؛ والذي أنجز بعد ثلاثة أعوام “الحياة العصرية”، متابعاً فيه حياة مزارعين مقيمين في الريف الفرنسي لعشرة أعوام متتالية. أما “بين الأنقاض” (فرنسا/ بلجيكا، 2005) لأوليفييه مايس، فعن قصّة الحيّ الشعبي “كيانمان”، الواقع بالقرب من ساحة “تيان آن مين” في قلب بكين، الذي تعرّض للهدم عشية الألعاب الأولمبية في العام 2008، بهدف إعادة إعماره بطريقة عصرية على حساب ثمانين ألف مواطن مقيمين فيه؛ بينما قدّم “خبزنا اليومي” (النمسا، 2007) لنيكولاوس غايرهالتر صورة عن واقع الصناعات الغذائية في أوروبا.
![]() |
من فيلم بين الانقاض |
إلى جانب الأفلام المذكورة أعلاه، خصّصت إدارة التظاهرة برنامجاً مستقلاً بأفلام مستلّة من دورات سابقة لـ”المهرجان الدولي للوثائقي في مرسيليا”، بحضور مديره الفني جان – بيار ريم: “سين” (فرنسا، 2006، 31 د.) لآندي غيريف، و”فيلم قصير بخصوص إنديو ناسيونالي” (الفيليبين، 2005) لرايا مارتن، و”الفتاة بعينيها ذات الأشعة” (بريطانيا، 2007، 23 د.) لفيليب وارنل، و”هيك روزا” (فرنسا، 2006) لآن – ماري فو (السابعة مساء)، و”إيميرالد” (تايلندا، 2007) لآبيشاتبونغ ويراستاكول، و”رسالة إلى السجن” (فرنسا، 1969، 70 د.) لمارك سيالوم.