السمان: ليس كل المسلمين تنظيم قاعدة

من الندوة

أكد رئيس الحوار والإسلام باللجنة العليا بمجلس العلاقات الإسلامية الدكتور علي السمان فشل الكثير من المؤسسات التي تعمل علي التقارب وحوار الحضارات في الوصول إلي القاعدة العريضة من الشعوب واتسام خطابها بالنخبوية، مشيرا إلي أن قضية الوقت الحاضر تمثل نقل تلك الأفكار والقيم الحضارية من القمة إلي القاع
وقال أن المحك الرئيسي للمصالحة التاريخية بين الحق في التعبير والخطوط الحمراء التي تحكم العلاقة بين الأديان من أجل نشر قيم الحوار الحضاري والديني بين الشعوب يجب أن يشمل المنظومة التعليمية والثقافية من أجل الوصول إلي القاعدة الشعبية.
جاء ذلك في كلمته اليوم “الاثنين” خلال الندوة الدولية التى نظمها المركز الثقافى الالمانى بالأسكندرية(جوته)،بالتعاون مع معهد الدراسات المتقدمة فى الإنسانيات بإسن فى المانيا ،  بعنوان “القيم الإنسانية فى الإسلام.. حوار بين الحضارات”، والتى تستمر فعالياتها من 6 :8 إبريل الجارى،بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين من عدة دول.
وأشار الدكتور السمان إلي أن الفتن الطائفية التي تثار بين الشعوب هي صراعات سياسية في المقام الأول ولا علاقة لها بالدين وتحمل في طياتها أهداف سياسية وتخريبية، بما يعطي الفرصة للمغرضين وضعاف النفوس لتفرقة الصف الواحد علي العكس من كل القيم الدينية التي وردت في الديانات المختلفة
وشدد على أن أخطاء فرد تجاه جماعة لا يجب أن تجتذب عداء جماعة إلي جماعة، بما يفتح أبواب الفتن الطائفية علي أساس من النزاعات أو الأخطاء الفردية، مشيرا إلي أنه لا يجب اتخاذ تعميمات أو أفكار شمولية علي أساس من الأحداث الفردية فليس كل المسلمين تنظيم القاعدة.
وأشار الدكتور السمان إلي أن الصراعات السياسية تتخذ الدين رهينة في تحقيق أهدافها علي الرغم من أن الله لم يفرق بين عباده المسلمين والمسيحيين واليهود، لافتا إلي أن الإسلام جاء بمنهج حياة يحدد علاقة المسلم بالآخر علي أساس من القيم الإنسانية.
وقال أن الخطر الحقيقي الذي يواجهنا جميعا يقبع في التطرف الفكري وهو ما يؤثر بشكل مباشر علي النساء في مجتمعاتنا، مشددا أنه يجب علي كل رجل في تلك المجتمعات السعي لمحاربة ومكافحة هذا التطرف الفكرى
وأضاف أن الدين الإسلامي قام منذ بدايته علي الحفاظ علي العلاقة مع الآخر، مشيرا إلي “صحيفة المدينة” التي تمثل أول ميثاق ينظم العلاقة بين الأديان الثلاثة في دولة المدينة لإقرار حقوق المواطنة علي أساس التساوي في الحقوق والواجبات وضمان ممارسة الحرية العقائدية، مشيرا إلي أنه لا احتكار لآيات الله وتفسيرها ولا مكانة العباد أو البشر عند الله.
وقال أن الهدف من النقاش والتحاور حول الحضارات والأديان يجب أن يخاطر من خلاله المفكرين لإغضاب جزء من عشيرته وقومه من أجل تأكيد الانحياز للحق والعدل، مشيرا إلي أن العالم اليوم أصبح يمثل صفحة واحدة تضم مليارات من ابشر في حالة ثورة واحتجاج مستمرين، يجب العمل من أجل توجيهه إلي الأهداف الإيجابية.
وفى سياق متصل قال الدكتور يورن روزن من معهد إسن للدراسات الإنسانية المتقدمة بألمانيا،إن هناك العديد من الجوانب المشتركة بين الثقافات التى لايدركها حتى المتعلمون ،لافتا الى وجود جهود حثيثة لتأكيد تلك الجوانب من خلال المقررات الدراسية والمؤتمرات والندوات من دول العالم المختلفة.
“المشكلة ليست فى الأديان وإنما فى الخصومات بين أتباع الديانات” كانت تلك الكلمات محور حديث الدكتور محمد الشحات الجندى ـ الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية الذى ذكر فى كلمته أن هناك الكثير من الأفكار المغلوطة لدى الغربيين عن الإسلام مثل أن يدعى بعضهم ان الإسلام دين استعمارى او ان المسلمين يعبدون “محمدا”،كما ان المسلمين لديهم ايضا أفكارا مغلوطة عن الغرب مثل مطالبة بعضهم محاربة أتباع الديانات الأخرى طالما لايريدون الدخول فى دين الاسلام  رغم أن العلة فى محاربة المخالفين هى الحرابة ،أما إذا لم يكن هناك تهديد ف”لكم دينكم ولى دين”.


إعلان