اختتام اللقاءات الدولية للوثائقي بتونس
اختتمت مساء الأحد 05/04/2009 بالمسرح البلدي بتونس الدورة الرابعة للقاءات الدولية للفيلم الوثائقي والتي عرض فيها قرابة 72 فيما من 73 فيلما مبرمجا وقد اختيرت الأفلام حسب محاور مدروسة رأت لجنة التنظيم أنها تمثل أسئلة العالم في اللحظة الراهنة وهي: “الأزمة الاقتصادية العالمية “و”ذاكرة مدماة” و”الصين على الأبواب” و”مساوئ العولمة” و”حركية الهجرة” و”المرأة في المجتمعات الإسلامية” و”صور من العالم العربي”. وقد كان الاختتام من خلال عرض فيلم رجاء صوتوا لي للصيني فايجون شن وفيلم سيدة كل العرب للفلسطينية ابتسام مراعنة.
فيلم ليدي كل العرب أو “سيدة كل العرب” LADY KUL ELARAB للمخرجة الفلسطينية ابتسام صالح مراعنة، من انتاج 2008 في 56 دقيقة،فيلم وثائقي ، يعرض قضية حرية المرأة والتحرر من قيود المجتمع والبحث عن الذات ومدى علاقته بمسابقة ملكة الجمال. وذلك من خلال عرض حكاية الفتاة الدرزية دعاء فارس والتي تنعت نفسها خلال الفيلم بأنجلينا. دعاء كانت من المتنافسات على إحراز لقب ملكة جمال “كل العرب”، وملكة جمال إسرائيل في نفس الوقت. ومن خلال إبلاغ المسئولين عن المسابقة الثانية أنه عليها أن تختار بين المسابقتين: إما أن تكون ملكة جمال كل العرب وإما ملكة جمال إسرائيل، يدخل الفيلم في قضية الصراع الشائكة حول الهوية ومعناها في دولة إسرائيل، خصوصا وأنها ابنة أقلية.
الفيلم يعرض قضيّتين هامّتين فيما يتعلّق بعرب الدّاخل وهوّيتهم ومسألة المرأة وحقوقها وحرّيتها داخل هذه الأقليّة. وفي الفيلم تذهب دعاء برفقة والدتها إلى الشيخ الدرزي لطلب السّماح على اقترافها “ذنب” الترشح للمسابقة الثانية لأنّها بهذا مسّت مشاعر وكرامة أبناء الطائفة الدرزيّة. وقد جوبه هذا الذّنب بردّة فعل عنيفة من قبل أبناء الطائفة محاولين قتلها باسم الشّرف وواجب مسح العار.
فيلم لا يمتاز بتقنيات وثائقية عالية، لكنه بلا شك يترك أثرا كبيرا فيما يتعلق بمسألة الأقلية العربية في الدولة العبرية وما يواجهونها من مشاكل تهدد هويتهم، ومصير المرأة وحقوقها كابنة أقلية في دولة قامعة.
![]() |
على بعد مائة متر |
في اليوم الثاني للمهرجان وبعد ليلة الافتتاح التي قدم فيها فيلم “لنصنع الثروة” للنمساويّ إرفن فاغنهوفر. .عرض فيلم مائة متر جانبًا ONE HUNDRED METERS AWAY .(2008) سيناريو وإخراج جوان لويس دي نو. تصوير جوان لويس دي نو وستيفن م. غرويسو، وموسيقى ألفونسو أرياس
يروي الفيلم الوثائقيّ حكاية مصائر مواطنين يعيشون على الحدود في تلك المنطقة التي تُدعى ماليلا، المدينة التي تتمتّع بالحكم الذّاتي تحت السيادة الأسبانية. ما يميّز هذه المدينة كونها تابعة للاتحاد الأوروبي من جهة، وتواجدها جغرافيًا في القارة الإفريقيّة محاطة بالمنطقة المغربيّة من جهة أخرى يجعلان منها رمزًا فاصلاً بين عالمين متناقضين: هما الشّمال بكلّ ثرواته والجنوب بكلّ فقره، بين أوروبا وإفريقيا.
وهناك في تلك المنطقة الحدوديّة (ماليلا ذلك الميناء الحرّ) التي صارت تتمتّع بانتعاش اقتصاديّ كبير، حيث لا ضرائب على البضائع التي تصل، وحيث يجعل القرب الجغرافي من المغرب من هذا المكان منطقة مثالية لإدخال البضائع إلى المنطقة الإفريقيّة دون دفع التعريفة الجمركيّة التي تفرضها الحكومة المغربيّة، يجتمع مهرّبو البضائع القادمة من آسيا وأمريكا وأوروبا لينشروها في أنحاء المنطقة الإفريقيّة بأسعار زهيدة.
لقد تحوّلته هذه المنطقة الحدوديّة إلى حلم الفقراء والمحتاجين ماديًا بدخولها ومن هناك التسلل إلى أوروبا خلسةً، بينما يأتيها آخرون لبيع السجائر. حيث ينتهي الأمر عند بعضهم بالدخول إلى عالم التهريب، بعيدًا عن أنظار الحكومة كما يبدو في الظاهر.
ثم اختتمت الليلة الثانية من المهرجان بفيلم الأرض بتتكلّم عربي LA TERRE PARLE ARABE فيلم مدّته 61 دقيقة، من إخراج السينمائيّة الفرنسيّة فلسطينيّة الأصل ماريز غرغور، 2007.
يروي هذا الفيلم الوثائقيّ قصّة كفاح الشّعب الفلسطينيّ منذ الانتداب البريطاني في فلسطين مرورًا باحتلال الأرض عام 48 وصولاً إلى اليوم.
وقد عرض الفيلم بالشهادات والوثائق حياة السّكان الّذين سكنوا البلاد على اختلاف دياناتهم حتّى قدوم اليهود على شكل هجرات إلى فلسطين إبّان مرحلة الانتداب البريطاني في فلسطين، حيث نشطت العصابات الصّهيونيّة وقوّات الهاغاناه في ممارسة أشكال عديدة من العنف والقمع والإرهاب تجاه السّكان الأصلانيين. ومن خلال الموادّ الأرشيفيّة التي عرضها الفيلم، يكشف الفيلم عن روايات جميع الأطراف وعن آراء ومخططات قادة الحركة الصهيونيّة بترحيل أصحاب الأرض وإقامة الدولة العبريّة على أرض فلسطين مع استحضار الصّور والرسائل التي تمّ تبادلها بين الأعوان 1917 و1948 بين الأطراف الثلاثة: الفلسطينيين واليهود وحكومة الانتداب البريطانيّة.
ماريز غرغور من مواليد مدينة يافا الفلسطينية، تخرّجت من معهد الصحافة الفرنسيّة، وتحصّلت على الدكتوراه في مجال العلوم المعلوماتيّة من جامعة باريس. عملت في اليونسكو، وفي المجلس الدولي للسينما والتلفزيون.
في قاعة ابن رشيق تذوقت الجماهير طعم الثورة مع فيلم بنفس العنوان TASTE THE REVOLUTION للمخرجة بثينة كنعان خوري، 2008، مدّته 27 دقيقة. و بثينة كنعان خوري، من مواليد رام الله عام 1966، وهي مخرجة سينمائيّة فلسطينيّة أسست شركة المجد للإنتاج في مدينة رام الله عام 2000. تهدف الشّركة أساسًا إلى إنتاج الأفلام الوثائقيّة عن مشاكل المرأة الاجتماعيّة والسياسيّة.
خوري متحصّلة على اللقب الأول في الإخراج والتصوير من كليّة ماساتشوستس للفنون الجميلة في بوسطون. فيلمها نساء في صراع (2004) وهو أوّل أفلامها إنتاجًا وإخراجًا معًا وقد تحصّل على جائزتين في مهرجان السينما في الإسماعيليّة وجائزة أخرى في أموا في فرجينيا، الولايات المتحدة الأمريكيّة، كما ولها فيلم مغارة ماريا الصادر عام 2007 والذي يدور حول جرائم الشرف. وفيلم تذوّق طعم الثورة هو فيلم وثائقيّ قصير يروي حكاية عائلتها وعودة أخويها إلى فلسطين بعد أن عاشا في الولايات المتّحدة الأمريكيّة زهاء 30 عامًا لتحقيق حلم والدهم بإنشاء عمل تجاريّ ضخم. يقوم الإخوة باستثمار جهودهم وعلمهم وطاقاتهم وثروة عائلتهم في إنشاء مصنع صغير لتصنيع الجعة الأوّل من نوعه في الشرق الأوسط مباشرةً بعد توقيع اتفاقية أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ورغم الصعوبات والعراقيل التي يواجهها الأخوان، إلاّ أن نجاح نديم وداود خوري يفتح باب الأمل لآخرين غيرهم، فقد تحوّلت جعة طيبة إلى محطّ أنظار وإعجاب المواطنين المحليين والسيّاح والإعلام الدولي، وهم بهذا نجحوا في كسب ثقة الجميع في تذوّق طعم الثورة في صنع منتوج محلّي راقٍ.
![]() |
عادل بكري |
في قاعة الفن الرابع تابعت الجماهير بانتباه فيلم ” سأصير …شاعرا “لعادل بكري وهو من الأفلام التونسية التي أثارت جدلا واسعا ونقاشا طويلا بقاعة الفن الرابع فيلم ” سأصير شاعرا ” للمخرج التونسي المقيم بايطاليا عادل بكر كان مفاجأة فقد عزف هذا الفيلم عزفا منفردا بتقديمه رؤية سينمائية مختلفة قائمة على سبر أغوار الاوتوبيوغرافيا والبيوغرافيا معا والترحال عبر الأمكنة والحفر في تجاعيد الذاكرة العجوز.حيث عاد عادل بكري إلى تونس بعد عشرين سنة بحثا أصدقائه القدامى :عازف العود الشهير عادل بوعلاق والشاعر والروائي المتمرد عبد الجبار العش .ومن خلال قصائد هذا الأخير وأنغام الأول تنشط حركة كاميرا عادل بكري مستسلمة لتلقائية اللحظة وشاعرية الذاكرة المتأججة بشجنها حتى تؤثث فيلما استثنائيا أشبه ما يكون بلوحات تتحالف فيها الطبيعة مع المخرج لتغدق على “فقر الإنتاج”بما يستحيل تنفيذ لو وجد الإنتاج.وهو ما رفع من قيمة الفيلم وجعلنا نتفهم ما يبدو أخطاء تقنية في مستوى الصوت خاصة.فقد كشف المخرج ملابسات إنتاج هذا الفيلم
فيلم يلتفت إلى شخصية عبد الجبار العش الشاعر مستثنيا منه وجهه الروائي ليقول هامشية الإنسان وأوجاعه.فيلم يرصد حركة المنفيين في النسيان هناك في أعماق تونس حيث يتقاسم الإنسان والحيوان هما واحدا وواقعا مأسويا واحدا. أثبت عادل بكري أن الأفلام الجيدة تكتسب قوتها أحيانا من نقصانها. فلم يكن وراء ذا الفيلم غير لوعة الفقدان الخاصة التي دفعت بالمخرج أن يأخذ الكاميرا ويركب الطريق بحثا عن ملاذ ليحتمي به من حزنه.
عادل بكري ممثل تونسي مقيم بايطاليا وسبق له ان شارك في أفلام عالمية أشهرها آلام المسيح.
في اليوم الثالث كان التميز لفيلم صُنع في لوس أنجلوس. من إخراج ألمودينا كاراسيدو، 2007. فيلم مدّته 70 دقيقة. والذي عرض مساء 03/04/2009 بقاعة افريكا آر .فيلم صُنع في لوس أنجلوس حاز مؤخّرًا على جائزة إيمي وقد استغرق إخراجه أكثر من خمس سنوات. يرصد الفيلم حياة ثلاث نساء يعملن في لوس أنجلوس. الأولى هي لوب هيرنانديز التي تعمل في مصانع الملابس في لوس أنجلوس منذ أكثر من 15 عامًا، حيث تركت مدينة مكسيكو وهي في السابعة عشرة من عمرها. أمّا ماورا كولورادو فقد تركت أولادها الثلاثة تحت رعاية أقاربها في ال سلفادور قبل 18 عامًا وغادرت إلى لوس أنجلوس للعمل هناك كي تقوم بمدّهم بالدعم المادّي. لكنّها ما لبثت أن وجدت أن الأجر المنخفض الذي تتلقّاه على عملها دفعت ثمنه باهظًا في الظروف البائسة التي تعاني منها المصانع والأوضاع المهينة التي حرمتها من رؤية أطفالها. المرأة الثالثة هي ماريا بينيدا التي جاءت مع زوجها إلى جنوب كاليفورنيا من مكسيكو آملةً في تحسين ظروفها المعيشيّة عندما كانت في الثامنة عشرة من عمرها. بعد حوالي 23 عامًا من الأوضاع المزرية والاستغلال المادّي تخلّت ماريا عن مبدأ الكفاح هذا من أجل مستقبل أولادها ولأجل كرامتها الإنسانيّة. هؤلاء النسوة وغيرهن من المهاجرين جاءوا إلى لوس أنجلوس عام 2001 (إلى مركز عمّال صناعة الملابس) طمعًا في الحصول على حقوقهم من خلال تنظيم حملة تطالب هذه المصانع بدفع أجور معقولة من منطلق كونهم مهاجرين يستحقّون تلقّي حقوقهم. فيلم في 70 دقيقة، يروي حكاية الهجرة، والتوحّد والجرأة المطلوبة لتأكيد أصوات المهاجرين.
تابعت الجماهير مساء السبت 04/04/2009 بالمسرح البلدي فيلم ANOTHER PLANETكوكب آخر، فيلم هنغاري من إخراج فرينيك مولدوفاناي، 2008، في 90 دقيقة. فيلم وثائقيّ يروي حكايات من جميع أنحاء العالم، لأطفال وصبية يحاولون كسب قوتهم وهم في الدّرك الأسفل على المستوى الاجتماعيّ والمستوى الاقتصاديّ. تمّ تصوير الفيلم في مكسيكو وكونغو وإكوادور وكامبوديا. ويبدأ الفيلم بمشهد رجل أمريكيّ أصلانيّ مسنّ يجلس أمام موقدة ليلاً. يقول إنّه يؤمن بأسلافه وبالله. يتحدّث عن “الإنسان الأبيض” وعن المسيح. المسيح الخالق. ثمّ مشهد لفتاة في عمر المراهقة تحذّرها والدتها من الاقتراب من الأجسام المائيّة الضخمة كي لا تفقد روحها. الفيلم يمتاز بصور ملوّنة جميلة، حيث تأخذك الكاميرا الثابتة إلى هدوء الغابات. وحيث تستدعي الفتاة حلمًا كانت تركض فيه مع أخيها لأن الأرض كانت تأكلها النيران، فيطلب المسيح منها أن تستمر في ركضها هذا. ثمّ تجد مكانًا لا نيران فيه فتخلد إليه.
فتاة مكسيكيّة أخرى تبيع علب السجائر في الشوارع وتتولّى والدتها كل مساء مهمّة ضربها. هذه الفتاة لا تجد مكانًا للراحة بدون نيران. فهي لا تذهب إلى المدرسة، وتعدّ الطعام لأخيها، وتقوم بالأعمال المنزليّة وتعمل. والكاميرا تقوم بتصوير المشاهد بشكل يبعث فيك الألم والحزن والرغبة في البكاء.
وطفل أمريكيّّ صغير يعتاش من القيام ببعض الأعمال الغريبة للناس. يعمل يوميًا في أسواق قذرة، ويتحدّث وهو يتحرّك في القطار. طُرد بعد وفاة والدته. يغسل الصحون لقاء أيّ مبلغ مادّي زهيد. ثمّ يأتي مشهد لفتاة مراهقة تعمل في الدّعارة حيث اغتصبها أمريكيّ وأعطى صديقتها مبلغ 500 دولار.
طفلة أخرى في الفيلم على الأرجح في سنّ الخامسة تعمل في جمع الأغراض من حاويات الزبالة وتقوم ببيعها. تعيل أسرتها وتتقاضى مبلغًا زهيدًا آخر كلّ نهار لتشتري به الأرز لوالدتها وأخوتها الصغار. فتاة قويّة جدًا تصارع في الحياة وتمتلك القوة والقدرة على البقاء.
![]() |
رابحون وخاسرون |
مولدوفاني أطلق على الفيلم اسم “كوكب آخر” حيث كاميرا المخرج تفتح على مشاهد إنسانيّة غريبة وصعبة للغاية، في يعضها ترى أرضًا محترقة وفي بعضها ترى مشاهد تبعث على البكاء وفي بعضها تشاهد وتصمت.
بينما كان متابعي ايام السينما الوثائقية بتونس في قاعة المنوديال على موعد مع فيلم الرابحون والخاسرون LOOSERS AND WINNERS سيناريو وإخراج أولرايك فرانك ومايكل ليكن،مدّته 96 دقيقة.متحصّل على جائزة أفضل فيلم وثائقيّ دولي عام 2007.
فيلم الرابحون والخاسرون تمّ تصويره على مدار ثمانية عشر شهرًا. حيث يروي قصّة صدام حضارتين في ظلّ العولمة هما ألمانيا والصّين، على خلفيّة إغلاق مصنع فحم الكوك في ألمانيا بعد ثمانية أعوام من افتتاحه بعد أن صار ثمن استيراد فحم الكوك أرخص بكثير من تصنيعه، حيث قام مستثمر صيني بشراء المصنع مستخدمًا قرابة 400 عامل صيني بمعدّل 60 ساعة أسبوعيّة تحت ظروف ضاغطة ومهددة.
يرصد الفيلم العمليّة كلّها، ولا يتوان عن إجراء مقابلات مع مواطنين ألمان وهم يشاهدون مكان عملهم السابق ينهار إلى أقسام، فيما يدفع المدراء الصينيون الرواتب الزهيدة للعمال الصينيين المغتربين عن بلادهم وعائلاتهم. وما يلبث أن يتصاعد التوتر بين الألمان والصينيين على خلفية مكان العمل، وخصوصا اهتمام الألمان بمسائل الأمان والبيئة ونقدهم لعادات عمل “الأجانب القدامى”-على حدّ تعبيرهم، الّذين يمتازون بالتكاسل ��ي عملهم، هذا إلى جانب الكبرياء القومي الذي يظهر من خلال الفيلم والذي يتّضح من خلال المفارقات التي تتمخّض عن التغييرات الاقتصادية العالمية.
قاعة ابن رشيق التي احتضنت عددا مهما من الأفلام قدمت للجماهير الغفيرة فيلم كرة قدم تحت الغطاء، FOOTBALL UNDER COVER من إخراج دافيد أسمان وآيات نجافي، 2007، وتأليف دافيد وكورينا أسمان. مدّته الزمنيّة 87 دقيقة.
هو فيلم وثائقيّ بتعاون ألماني-إيراني، يعرض كفاح النساء الرياضيات ضدّ العراقيل والصعاب البيروقراطية القامعة التي تحول دون انعقاد مباراة كرة قدم بين فريق النساء الألماني وفريق النساء الإيراني.
مارلين، عضوة في فريق كرة القدم المحلّي (فريق برلين-كرويسبرغ)، تتعلّم عن الفريق الوطني النسوي الإيراني لكرة القدم الذي لم تسنح لها فرصة اللعب أمامه. تقنع مارلين فريقها بإيجاد داعمين لفكرتها هذه. وعندما لا يجدن هذا الداعم في ألمانيا، تسافر مارلين إلى طهران وتبدأ رحلة بحثها المثيرة مع المؤسسات الإيرانيّة. ونيلوفار، اللاعبة الأساسيّة لدى الفريق الإيراني ترتدي زيًا ذكوريًا كي تقوم بالتدرّب في منتزه قريب. ونارميلا تعيش الحلم الذي لم تحققه والدتها بممارسة رياضة كرة القدم بعد زواجها. أما سوسو، وهي مسلمة ألمانيّة، تقول في الفيلم إنّها ترغب في معرفة كيف يكون الشعور بممارسة كرة القدم مع الحجاب. لكن للأسف يبدو حلم مارلين هذا وكأنه يتلاشى ويذوب في ظل المناخ السياسيّ الذي يزداد سوءً.
الفيلم هو عبارة عن شهادة قويّة تؤكّد قوة وقدرة الإصرار الأنثوي أمام الصدام السياسي الحضاري الذي يقف عائقا في وجه بعض النسوة عاشقات الرياضة وتسديد الأهداف وبناء صداقات مع العالم الآخر.
يوم الاحد 50/04/2009 استقبل المسرح البلدي جماهيره ليعرض فيلم قاسم:الحلم، KASSIM THE DREAM فيلم مدة عرضه 86 دقيقة، من إخراج كيف دافيدسون يحكي الفيلم قصة بطل الملاكمة في العالم قاسم أوما الذي ولد في أوغانده واختطف على يد قوات الجيش المتمردة حيث تم تدريبه ليكون جنديا في سن السادسة. عندما استولى المتمردون على الحكم تحول قاسم إلى جنديّ في الجيش وقد أُجبر على القيام بأعمال فظيعة كثيرة فتحوّل بهذا إلى ضحيّة ومجرم في نفس الوقت. سريعًا، يكتشف البطل فريق الملاكمة الخاص بالجيش ويدرك أن الرّياضة هي تذكرة دخوله إلى عالم الحريّة. بعد 12 عاما من القتال يصل قاسم إلى الولايات المتحدة. ومن لمشاعر المتضاربة والمتمازجة من التشرد والصدمة الحضارية سرعان ما يحرز لقب البطولة في الوزن المتوسط في رياضة الملاكمة.
من الملاحظ في هذه الدورة هو المتابعة الجماهيرية غير المسبوقة للأفلام حيث كانت القاعات تعج جميعها بالمشاهدين وحدث أكثر من مرة أن بقي عدد من الجماهير خارج القاعات بعد أن امتلأت المقاعد.خاصة يوم السبت عندما برمج الفيلم الإيراني شرين عبادي والرسول والنساء الذي تفاجأت الجماهير داخل القاعة بإلغاء عرضه ووقع تعويضه بفيلم الروض العاطر الذي كان مبرمجا في وقت لاحق وقد عللت إدارة تنظيم المهرجان عدم عرض الفيلم بعدم جاهزيته الفنية وهو ما لم تقتنع به الجماهير ولا الصحافة ولكن سهام بلخوجة وعدت المشاهدين بعرضه في فضاء ناس الفن في وقت لاحق. والحق أن العروض كانت على درجة من التنظيم باستثناء ما كان يحدث في قاعة أن رشيق التي بدا الأمر فيها مرتجلا بعض الشيء فقد سبق هذه الحادثة أن حدثت فوضى غير خلاّقة إطلاقا أثناء عرض فيلم “صمت” لكريم السواكي بعد أن تأجل عرض الفيلم الذي سبقه. ولم يخرج إلى الركح واحد من المنظمين ولا من إدارة الدار لتقديم اعتذار للجماهير أو تنظيم العرض. وكنا نتمنى أن تكون النقاشات أكثر تنظيما ،كما أن دبلجة فيلم شرين عبادي باللهجة التونسية لم يعجب الكثيرين فكان الأجدر أن يدبلج بالعربية الفصحى حتى لا تكون الدبلجة قطرية ما عدى هذا فقد كانت الدورة ناجحة وحققت تقدما ملحوظا على الدورات السابقة وكرّست تقاليدها النوعية.