الوثائقي ” حديقة جاد ” يفوز بجائزة مهرجان تطوان
أسدل المهرجان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط بتطوان (شمال المغرب) الستار على دورته 15 ،التي استغرقت أسبوعا كاملا، بتتويج مجموعة من الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية في الصنف الروائي (الطويل والقصير) والوثائقي.
وكانت إدارة المهرجان قد خصصت جائزة واحدة للفيلم الوثائقي تحمل إسم مدينة تطوان بمقدار مالي لا يتجاوز 40.000 درهم لكن لجنة التحكيم، التي تتكون من المخرجة الفلسطينية مي المصري والناقد والباحث السينمائي الفرنسي ميشيل سيرسو والناقد التونسي كامل بن وناس والكاتب والباحث الجامعي المغربي محمد أنقار وبرئاسة المخرج المغربي نور الدين كونجار، اعتبرت ذلك حيفا في حق هذا الجنس السينمائي الذي يتناول قضايا سياسية واجتماعية بقيمة جمالية وجودة عالية ولذلك لن يكون أمرا عاديا بإسناد جائزة واحدة ل 11 فيلما مشاركا في المسابقة الرسمية مما حدا بها – أي اللجنة – بإضافة جوائز أخرى وافقت إدارة المهرجان على استيعابها والاحتفاظ بها مستقبلا.
كما سجلت لجنة التحكيم للفيلم الوثائقي أيضا في كلمتها، أمام الجمهور في حفل الاختتام، بكون القاعة التي عرضت بها الأفلام لم تكن في المستوى المطلوب في مسابقة رسمية مما أخل بجمالية معظمها لذا تقدمت بملتمس لإدارة المهرجان كي توفر للفيلم الوثائقي في الدورات المقبلة فضاء أفضل للعرض من أجل تلق أفضل كما هو شأن الفيلم الروائي.
وكنا قد أجرينا حوارا مطولا مع مدير المهرجان السيد أحمد الحسني، قبل الإعلان عن الجوائز، أثرنا معه نفس النقط وغيرها تمس الفيلم الوثائقي وكررناه خلال النقاش الذي جمع إدارة المهرجان بالصحافة المحلية والوطنية في اليوم الأخير من المهرجان لتقييم هذه التظاهرة السينمائية التي تعرف تغييرا في مكونها السينمائي والإداري (سننشر الحوار قريبا في موقع الجزيرة الوثائقية).
فقد أسندت لجنة تحكيم الفيلم الوثائقي جوائزها للأفلام التالية:
![]() |
فيلم “حديقة جاد”
* الجائزة الكبرى لمدينة تطوان حاز عليها فيلم ” حديقة جاد ” للمخرج الفرنسي جورجي لازافسكي وهو إنتاج مشترك بين فرنسا وفلسطين.
تناول المخرج القضية الفلسطينية ومعاناة المواطنين من زاوية مختلفة حيث ركز في فيلمه على مأوى للعجزة الموجود بضواحي القدس الشرقية بموازاة مع بناء السور العنصري الذي سيؤثر سلبا على نزلائه لكونه سيعقد وضعهم أكثر لكونه سيصبح في التخطيط الإسرائيلي فوق تراب ” إسرائيل” وبالتالي سيمنع أهالي النزلاء من الزيارة كما يعقد مرور العاملين به من جهة إلى أخرى إذ يضطر بعضهم لخلق ثغرات لولوج الملجأ أو غيرها من الأساليب المسيئة للإنسان الفلسطيني والذي قد يتعرض للاعتقال في حالة ضبطه حيث يظهر لنا المواطنين الفلسطينيين من النساء والرجال والأطفال كأنهم يتسللون في وطنهم.
* جائزة لجنة التحكيم التي تم إحداثها حاز عليها الفيلم الجزائري “… ولو في الصين” (أما بالفرنسية فعنوانه ” ما زالت الصين بعيدة “) للمخرج مالك بن اسماعيل
الفيلم هو تقييم لتاريخ الجزائر منذ انطلاق الثورة من قرية نائية في جبال الأوراس التي عاد إليها المخرج كنموذج للبحث عن التغيير الممكن في الجزائر حاليا. لم يناقش المخرج التاريخ بشكل مباشر بقدر ما حاول رصده من خلال حياة الناس البسطاء الذين يعانون من خصاص في كل شيء. قراءة في الثقافة والاقتصاد والاجتماع بدون توظيف الشعارات المباشرة بل بحث لها عن أسلوب فني ذكي.
* الجائزة الثالثة، التي تم إحداثها أيضا كما سبق القول أعلاه، كانت من نصيب المخرج المغربي حكيم بلعباس عن فيلمه
” حرفة بوك ” (أو تلك الأيادي).
![]() |
“حرفة بوك”
يرصد المخرج المهن التقليدية التي تضمحل في مدينة مغربية هامشية من خلال رسم صورة عن رجالاتها ونسائها ونمط حياتهم البسيطة ومقاومتهم من أجل البقاء والتشبث بمدينتهم موظفا في الفيلم بشكل مباشر باحثا اجتماعيا كصلة وصل بينهما.
كما نوهت لجنة التحكيم بفيلم ” ذاكرة إمرأة” للمخرج التونسي لسعد الوسلاتي الذي عرض في فيلمه تاريخ إمرأة تونسية يهودية اعتنقت الإسلام عندما ارتبطت بأحد المناضلين الوطنيين اليساريين في تونس منذ عهد الاستعمار ثم قصتها الحالية مع إبنها محمد داوود الذي يبحث هو عن جذوره اليهودية.
أما جوائز الأفلام الروائية الطويلة فكانت على الشكل التالي:
• الجائزة الكبرى لمدينة تطوان من نصيب الفيلم الإيطالي ” سونيطولا ” للمخرج سالفاطوري مرو
• جائزة لجنة التحكيم التي تحمل إسم المخرج المغربي الراحل محمد الركاب هي من نصيب فيلم ” الثلج” للمخرجة عايدة بجيش من إنتاج مشترك بين البوسنة – الهرسك وألمانيا وفرنسا
• جائزة العمل الأول التي تحمل إسم المخرج الجزائري الراحل عز الدين مدور هي من نصيب فيلم ” الثلج” أيضا
• جائزة أفضل دور رجالي للممثل الروماني ” كوسمان سيليزي ” عن دوره في فيلم ” الصرف “
• جائزة أفضل دور نسائي للممثلة التركية ” أيكا دمقسي ” عن دورها في فيلم ” ماي مارلون براندو “
أما جائزة الجمهور فقد حصل عليها الفيلم المغربي الطويل ” زمن الرفاق ” للمخرج الشاب محمد الشريف الطريبق
جوائز الفيلم الروائي القصير هي كالتالي:
• الجائزة الكبرى لمدينة تطوان فهي للفيلم الفرنسي ” أطا ” من إخراج مشترك بين المخرجة التركية سكلا زينسيرسي والمخرج الفرنسي غيوم جيوفانتي
• جائزة لجنة التحكيم حصل عليها الفيلم الإسباني ” من أجل حياة أفضل” من إخراج لويس فرناندو رينيو
واحتفظت لجنة التحكيم بجائزة الابتكار حيث تم التحفظ عليها.