العرب و”كان” 2009.. العودة المؤجلة!
غياب عربي مزمن.. وفيلم فلسطيني لأول مرة في المسابقة الرسمية من دون”ضرّة” إسرائيلية!
كان ـ عثمان تزغارت
من بين ثلاثة أفلام عربية بارزة، دار الحديث عنها خلال الاختيارات الأولية للجان الفنية لمهرجان “كان”، أثناء التحضير لهذه الدورة، سيكون فيلم “الوقت المتبقي” للسينمائي الفلسطيني الكبير إيليا سليمان، هو العمل العربي اليتيم المشارك في التشكيلة الرسمية، بعد أن استُبعد فيلم “الحراقة” للجزائري مرزاق علواش، و”إبراهيم العبيد” للمصري مروان حامد.
![]() |
إيليا سليمان
ولن تكون السينما العربية أوفر حظا في التظاهرات الموازية للمهرجان. فلا عمل عربي في برنامج “نظرة ما”، بينما يحتضن “أسبوع النقاد” فيلما عربيا واحدا، بعنوان “وداعا غاري”، سيدخل المنافسة على جائزة “الكاميرا الذهبية”، لكونه العمل الأول للمخرجة الجزائرية نسيم عماوش. أما تظاهرة “أسبوعي المخرجين”، فإنها تتضمن فيلما عربيا واحدا، سينافس هو الآخر على “الكاميرا الذهبية”، وهو العمل الروائي الأول للمخرج السوري المقيم في باريس رياض سطوف، بعنوان Les beaux gosses (“الوسامة”). وهناك أيضا في برنامج التظاهرة ذاتها، فيلم آخر فلسطيني ـ إسرائيلي مشترك، بعنوان “عجمي” من إخراج السينمائي إسرائيلي يارون شاني، وإسكندر قبطي، وهو تشكيلي ومصوّر وسينمائي فلسطيني من عرب الـ 48.
وتجدر الإشارة بأن دخول فيلم “الوقت المتبقي” لإيليا سليمان المسابقة الرسمية يشكّل سابقة في تاريخ المهرجان. فهذه هي المرة الأولى التي يُقبل فيها فيلم فلسطيني في السباق على “السعفة الذهبيةّ، من دون أن يوضع إلى جانبه فيلم إسرائيلي، ضمن “لعبة مرايا” تغلب فيها الاعتبارات السياسية والدبلوماسية على الجوانب الفنية. وقد وصل ذلك إلى درجة مطالبة البعض في لجنة التحكيم، سنة 2004، بمنح “سعفة ذهبية” مشتركة إلى عاموس غيتاي (“كيدما”) وإيليا سليمان (“يد إلهية”)، كنوع من التأييد لمسار السلام الفلسطيني ـ الإسرائيلي. لكن تلك الفكرة سرعان ما تراجعت، بعد أن تبيّن أن “كيدما” لم يكن أحسن أفلام غيتاي ولا أكثرها تأييدا لقيم السلام.
![]() |
فيلم الوقت المتبقي
في دورة هذه السنة، هناك إلى جانب فيلم إيليا سليمان، الذي يروي ستين سنة من الشتات الفلسطيني، من خلال يوميات ومذكرات ثلاثة أجيال من عائلة فلسطينية من أراضي الـ 48.. هناك فيلم إسرائيلي للمخرجة هي كارين ييدايا، التي أطلقت صرخة مدوية وشهيرة من فوق خشبة مهرجان “كان”، حين استلمت جائزة “الكاميرا الذهبية” عن عملها الأول “أور”، عام 2004، قائلة: “متى ستفهمون أنتم الغربيون بأن أحسن خدمة يمكن أن تقدّموها لنا نحن الإسرائيليين هي منعنا من مواصلة الاحتلال؟”
تعود كارين ييدايا هذه السنة، لتقدّم فيلما جديدا بعنوان “يافا”. لكن إدارة المهرجان قرّرت إدراجه خارج المسابقة الرسمية، ضمن تظاهرة “نظرة ما”. ويقول المفوض العام للمهرجان، تيري فريمون، في لقاء خاص مع “الوثائقية”، على هامش المؤتمر الصحفي الذي أُعلن فيه البرنامج الرسمي لهذه الدورة: “هذا الاختيار بإدراج فيلم إيليا سليمان في المسابقة، وقبول فيلم كارين ييدايا، ولكن خارج المسابقة، يبرهن بأننا لم نرغب في تغليب الاعتبارات السياسية أو الدبلوماسية. فنحن تعاملنا مع هذين الفيلمين فقط من وجهة نظر قيمتهما الفنية المحض، كما نفعله مع أي أفلام أخرى يتم ترشيحها للمهرجان…”